كشفت وثيقة سرية أميركية النقاب عن أن إسرائيل ووحدة الكوماندوس البحري المعروفة باسم «شييطت 13»، هي من اغتالت العميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد، عند شاطئ مدينة طرطوس السورية في 2 آب من العام 2008. وكانت إسرائيل قد اتهمت العميد سليمان الذي كان يخدم كمستشار أمني للرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية ليس فقط عن تهريب أسلحة لـ «حزب الله» وإنما بالإشراف على مشروع سوريا النووي.

وحسب مواقع أميركية، فإن الوثيقة السرية تظهر أن وكالة الأمن القومي الأميركية تعقبت إشارات لاسلكية تابعة للجيش الإسرائيلي، وعبرها علمت بتنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية الاغتيال.

وتعتبر الوثيقة السرية التي كان موقع «ذي انترسبت» أول من كشف النقاب عنها من بين الوثائق التي كان قد سرّبها إدوار سنودن. وتكشف الوثيقة الأميركية أن اغتيال العميد سليمان تم إثر إنزال مجموعة صغيرة من قوات النخبة الإسرائيلية إلى الشاطئ السوري في الأول من آب 2008، وهي التي أطلقت النار عليه أثناء تناوله وجبة العشاء في بيته الصيفي.

وقد أطلقت النار على العميد سليمان في ظهره ورقبته في ساعة متأخرة من الليل. وأفلحت القوة الإسرائيلية بعد ذلك في الفرار عبر البحر. ولم يسبق لإسرائيل أن أقرت بتنفيذها الاغتيال لكن الجميع كان يعلم أن سياسة الغموض هذه تستفيد منها إسرائيل.

وكشف «ذي انترسبت» كيف عرف جهاز الأمن القومي الأميركي بمسألة اغتيال سليمان. وبحسب ضباط الاستخبارات الأميركيين فإن الإشارات السرية المكتوبة على ظهر الوثيقة أظهرت قيام القوات الأميركية بتحليل إشارات لاسلكية تابعة للجيش الإسرائيلي، تثبت أن من يقف وراء العملية هو إسرائيل.

وكانت جهات مختلفة في أوروبا قد شككت في وقوف إسرائيل خلف اغتيال سليمان. إذ أظهرت وثائق «ويكيليكس» أن فرنسا روّجت معلومات مفادها أن من يقف وراء اغتيال سليمان هم خصومه في القيادة السورية. وشددت المصادر الفرنسية حينها على أن سبب اغتيال سليمان يعود لخلافات داخلية ضمن الفريق المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد.

والعميد سليمان من مواليد بلدة الدريكيش شرق طرطوس، متخرّج من كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، وبعد تخرجه التحق بدورة مهندس قيادي في الكلية الحربية وتخرج برتبة نقيب مهندس. كان من أوائل المتفوقين في الكلية الحربية، ما سهل له التقرب من باسل الأسد آنذاك، ثم عين ضابطاً مهندساً قيادياً في الحرس الجمهوري في الكتيبة التي كان يرأسها باسل الاسد.

وأرسل سليمان إلى الاتحاد السوفياتي لتطوير سلاح الدبابات في الحرس الجمهوري السوري وحصل على الماجستير، ونال الدكتوراه في تطوير سلاح المدفعية. وبعد عودته تقلد منصب مدير مكتب باسل الأسد ومستشاره الخاص للشؤون العسكرية. وكان عضواً في اللجنة العسكرية الخاصة لإدارة التسليح المختصة بشراء الأسلحة وتطويرها. وبعد تسلم الرئيس بشار الأسد رئاسة سوريا عيّن العميد سليمان في منصب مدير المكتب الخاص للرئيس، وصار يدير غرفة عمليات الرئاسة والتي تنسب لها الاستخبارات الإسرائيلية الإشراف على جهود التسلح وتطوير قدرات سوريا الاستراتيجية.

وتشكل الوثيقة الأميركية هذه أول إقرار رسمي بأن اغتيال سليمان كانت عملية عسكرية إسرائيلية. وتصف الوثيقة ضمن موقع تبادل المعلومات داخل المؤسسة الأمنية الأميركية المعروف باسم «انتيليبيديا» سبب اغتيال سليمان بتورطه في المشروع النووي السوري، ومسؤوليته عن العلاقات مع «حزب الله» وإيران. وتشرح الوثيقة أن ثلاثة ضباط استخبارات أميركيين يوضحون أن المعلومات وصلت عبر تحليل إشارات تم رصدها من جانب أجهزة الرصد الأميركية في المنطقة. ويقول أحد الضباط في الوثيقة «أنه كانت لدينا إطلالة على الاتصالات العسكرية الإسرائيلية منذ وقت».

  • فريق ماسة
  • 2015-07-17
  • 12169
  • من الأرشيف

وثيقة أميركية: العميد سليمان قتله الإسرائيليون

كشفت وثيقة سرية أميركية النقاب عن أن إسرائيل ووحدة الكوماندوس البحري المعروفة باسم «شييطت 13»، هي من اغتالت العميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد، عند شاطئ مدينة طرطوس السورية في 2 آب من العام 2008. وكانت إسرائيل قد اتهمت العميد سليمان الذي كان يخدم كمستشار أمني للرئيس السوري بشار الأسد بالمسؤولية ليس فقط عن تهريب أسلحة لـ «حزب الله» وإنما بالإشراف على مشروع سوريا النووي. وحسب مواقع أميركية، فإن الوثيقة السرية تظهر أن وكالة الأمن القومي الأميركية تعقبت إشارات لاسلكية تابعة للجيش الإسرائيلي، وعبرها علمت بتنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية الاغتيال. وتعتبر الوثيقة السرية التي كان موقع «ذي انترسبت» أول من كشف النقاب عنها من بين الوثائق التي كان قد سرّبها إدوار سنودن. وتكشف الوثيقة الأميركية أن اغتيال العميد سليمان تم إثر إنزال مجموعة صغيرة من قوات النخبة الإسرائيلية إلى الشاطئ السوري في الأول من آب 2008، وهي التي أطلقت النار عليه أثناء تناوله وجبة العشاء في بيته الصيفي. وقد أطلقت النار على العميد سليمان في ظهره ورقبته في ساعة متأخرة من الليل. وأفلحت القوة الإسرائيلية بعد ذلك في الفرار عبر البحر. ولم يسبق لإسرائيل أن أقرت بتنفيذها الاغتيال لكن الجميع كان يعلم أن سياسة الغموض هذه تستفيد منها إسرائيل. وكشف «ذي انترسبت» كيف عرف جهاز الأمن القومي الأميركي بمسألة اغتيال سليمان. وبحسب ضباط الاستخبارات الأميركيين فإن الإشارات السرية المكتوبة على ظهر الوثيقة أظهرت قيام القوات الأميركية بتحليل إشارات لاسلكية تابعة للجيش الإسرائيلي، تثبت أن من يقف وراء العملية هو إسرائيل. وكانت جهات مختلفة في أوروبا قد شككت في وقوف إسرائيل خلف اغتيال سليمان. إذ أظهرت وثائق «ويكيليكس» أن فرنسا روّجت معلومات مفادها أن من يقف وراء اغتيال سليمان هم خصومه في القيادة السورية. وشددت المصادر الفرنسية حينها على أن سبب اغتيال سليمان يعود لخلافات داخلية ضمن الفريق المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد. والعميد سليمان من مواليد بلدة الدريكيش شرق طرطوس، متخرّج من كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، وبعد تخرجه التحق بدورة مهندس قيادي في الكلية الحربية وتخرج برتبة نقيب مهندس. كان من أوائل المتفوقين في الكلية الحربية، ما سهل له التقرب من باسل الأسد آنذاك، ثم عين ضابطاً مهندساً قيادياً في الحرس الجمهوري في الكتيبة التي كان يرأسها باسل الاسد. وأرسل سليمان إلى الاتحاد السوفياتي لتطوير سلاح الدبابات في الحرس الجمهوري السوري وحصل على الماجستير، ونال الدكتوراه في تطوير سلاح المدفعية. وبعد عودته تقلد منصب مدير مكتب باسل الأسد ومستشاره الخاص للشؤون العسكرية. وكان عضواً في اللجنة العسكرية الخاصة لإدارة التسليح المختصة بشراء الأسلحة وتطويرها. وبعد تسلم الرئيس بشار الأسد رئاسة سوريا عيّن العميد سليمان في منصب مدير المكتب الخاص للرئيس، وصار يدير غرفة عمليات الرئاسة والتي تنسب لها الاستخبارات الإسرائيلية الإشراف على جهود التسلح وتطوير قدرات سوريا الاستراتيجية. وتشكل الوثيقة الأميركية هذه أول إقرار رسمي بأن اغتيال سليمان كانت عملية عسكرية إسرائيلية. وتصف الوثيقة ضمن موقع تبادل المعلومات داخل المؤسسة الأمنية الأميركية المعروف باسم «انتيليبيديا» سبب اغتيال سليمان بتورطه في المشروع النووي السوري، ومسؤوليته عن العلاقات مع «حزب الله» وإيران. وتشرح الوثيقة أن ثلاثة ضباط استخبارات أميركيين يوضحون أن المعلومات وصلت عبر تحليل إشارات تم رصدها من جانب أجهزة الرصد الأميركية في المنطقة. ويقول أحد الضباط في الوثيقة «أنه كانت لدينا إطلالة على الاتصالات العسكرية الإسرائيلية منذ وقت».

المصدر : السفير/ حلمي موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة