دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اضطر تنظيم «جيش الإسلام»، أقوى التنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية والمهيمن عليها، للاستجابة للمظاهرات الخطيرة التي خرجت ضده في عدة بلدات بالغوطة بوقت متزامن, تطالب بالإفراج عن المعتقلين لديه.
بشكل مفاجئ أعلن «المجلس القضائي» للتنظيمات المسلحة في الغوطة الشرقية الإفراج عن ٦٥ شخصاً كانوا معتقلين لديه, بناءً على اتهام «جيش الإسلام» لهم بالانتماء إلى تنظيم «جيش الأمة»، الذي خاض تنظيم علوش حرب تصفية ضده.
ولاقت خطوة المجلس القضائي ردات فعل متنوعة؛ لكن أغلبها اتفق على اعتبار الخطوة اعترافاً بهيمنة «جيش الإسلام» وزعيمه علوش على «المجلس»، وأنه هو المسؤول عن اعتقالهم، في حين أنه عند اندلاع المظاهرات حرص على نفي اعتقاله لأحد, وأن كل المعتقلين متواجدون في معتقلات «دار العدل» الموحدة.
وتأتي هذه الخطوة متزامنة مع إصدار علوش عفواً عن كامل “الجرائم الجنائية والجنح والمخالفات الإدارية” بموجب نتائج اجتماع القيادة الموحدة المنعقد أمس الأربعاء، الأول من تموز، بحسب بيان للقيادة.
وحمل البيان الذي نشرته القيادة الموحدة على حسابها الرسمي في موقع “تويتر” توقيع “علوش” في ذات اليوم التي تم الإعلان به عن عودته إلى داخل الغوطة الشرقية, بعد فترة غياب امتدت أكثر من شهر، “تفقد فيها قوات الجيش في سورية, والتقى فيها الفعاليات السياسية والمدنية والثورية”، بحسب الناطق الرسمي باسم التنظيم.
واستثنى هذا العفو من وصفهم البيان بأنهم ارتكبوا جريمة الانضمام إلى تنظيم “داعش” باستثناء المصنفين “في الدرجة الرابعة ممن سلموا أنفسهم”، كما استثنى المتعاملين مع النظام، وجرائم القتل العمد واللواط والسفاح والتزوير.
كما أضاف البيان أن هذا العفو لا يشمل الهاربين والمتوارين عن الأنظار, إذا لم يسلموا أنفسهم خلال مدة أقصاها شهر من تاريخ اليوم، مضيفاً أن هذا العفو لا يشمل الدعاوى المتعلقة بالحقوق الشخصية. إضافة إلى العفو عن جميع من تجاوزوا عامهم السبعين من العمر بدون استثناءات.
ولفت بعض من أهالي المعتقلين المفرج عنهم، إلى الظلم الكامن في بقائهم خمسة أشهر كاملة رهن الاعتقال، وبالنهاية يظهر أن لا شيء يدينهم، مؤكدين أن المظاهرات هي التي أجبرت علوش على الإفراج عن المعتقلين. كما لفتوا إلى أن القائمة منقوصة, وتضم أسماء هامة مثل أبو علي دوماني ونذير خبية.
وكان «جيش الإسلام» قد نشر، على موقعه الرسمي، صورة جديدة لزهران علوش، قائلاً أنها التقطت بعد عودته إلى الغوطة الشرقية، حيث ترددت أخبار عن زيارته الأردن والسعودية وبريطانيا بعد زيارته الأخيرة لتركيا. مما جعل مراقبين يربطون بين عودته وقرار الإفراج الذي أريد أن يظهر وكأنه «لفتة كريمة من الزعيم الرحيم»؛ علماً أن نفس التنظيم كان قد نشر قبل يوم فقط من «وصول الزعيم» صوراً لعملية إعدام سابقة لثمانية عشر شخصاً اتهمهم بالانتماء لتنظيم داعش؛ مما دفع مراقبين لاعتبار الأمر منسقاً, بحيث يتم إفزاع المدنيين بصور الإعدام (وهي عمليات قديمة) ومن ثم يأتي «الزعيم الرحيم» ليطلق سراح أبنائهم، بما يمكّنه من نفي خضوعه للمظاهرات.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة