دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في الوقت الذي تعيش فيه الدولة المصرية على واقع فوضوي تمثل بعمليات ممنهجة عدة ضد الجيش المصري بسيناء وضد بعض القضاة والساسة وأجهزة الامن المصرية بمدن مصرية مختلفة، عاشت تونس هي ألاخرى اطارآ فوضويآ تمثل بعدة عمليات أرهابية بمناطق مختلفة من تونس كان أخرها ما جرى بمدينة سوسة التونسية ، وبهذه المرحلة يمكن القول ان مصر وتونس قد دخلتا بمرحلة أكثر صعوبة من كل المراحل السابقة ،فالتحديات الأمنية تلقي بظلالها على مصر تحديدآ وتونس إلى حد ما .
وعلى غرار ما يجري ويستهدف سورية وليبيا والعراق ، انطلقت من جديد حرب استنزاف جديدة تستهدف مصر الدولة وبكل اركانها وهذا الموضوع ينطبق إلى حدما على الدولة التونسية، ومع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على مشروع واضح يسعى لاسقاط مصر وتونس في جحيم الفوضى ، وذلك من خلال اسقاط مفاهيم الفوضى بكل تجلياتها المأساوية على الحالة التونسية والمصرية كاستنساخ عن التجربة العراقية -السورية -الليبية، لتكون هي النواة الأولى لاسقاط مصر تحديدآ في جحيم هذه الفوضى ، وهنا لنعترف جميعآ بأن أستراتيجية الحرب التي تنتهجها بعض القوى الدولية والاقليمية على الدولة المصرية ومن خلف الكواليس بدأت تفرض واقع جديد وايقاع جديد لطريقة عملها ومخطط سيرها، فلا مجال هنا للحديث عن الحلول السياسية للأزمة المصرية، فما يجري الان على الارض المصرية ما هو الا حرب استنزاف لمصر ودورمصر بالمنطقة وقوة مصر ومكانتها العسكرية والاقليمية وتضارب مصالحها القومية التاريخية مع قوى تحالف التآمر على مصر.
فاليوم هناك حقائق موثقة بهذه المرحلة تحديدآ تقول ان الدولة المصرية بكل اركانها تعصف بها بهذه المرحلة عاصفه أرهابية هوجاء، وهذه الحقائق نفسها تقول ان هناك اليوم مابين 32-45الف مسلح رديكالي مصري وغربي وشرق أسيوي وشمال أفريقي ومن نجد والحجاز وغيرها من البلدان والمنظمات المتطرفة ، يقاتلون بشكل كيانات مستقلة (داعش وفرعها انصار بيت المقدس )،داخل مصر في سيناء وما حولها وفي بعض الدول العربية وشمال افريقية في ليبيا وتشاد وغيرها من الدول وهؤلاء بمجموعهم هدفهم الاول والاخير هو مصر ، وماحوادث سيناء الاخيرة وحادثة النائب العام وقبلها الكثير من الحوادث الا رسالة أولى من هذه المجاميع الرديكالية المدعومة صهيونيآ وغربيآ ومن بعض المتأسلمين ، إلى مصر بانهم قادرين على ايذاء مصر بكل اركانها وان حرب مصر مع هؤلاء هي حرب طويلة ولن تقف عند حدود سيناء ولن تنتهي عند حدود ليبيا وتشاد.
ونفس هذه الحقائق تقول ان هناك اليوم مابين 13-14الف (مسلح مصري )يقاتلون الجيش المصري داخل مصر ، فأدوات الحرب المذ كورة أعلاه كادت بفتره ما أن تنجح بأن تسقط الدولة المصرية بالفوضى العارمة ، وهذا يحتاج اليوم ليقظة من كل اركان الدولة المصرية لايقاف مسار هذه الحرب "الخفية "التي تستهدف مصر اليوم ، ومع أن هناك بعض القوى بالداخل المصري قد أدركت مبكرآ حجم الخطورة المتولده عن هذه الحرب مبكرآ ، وتنبهت مبكرآ لخطورة ما هو قادم وبدأت العمل مبكرآ على نهج محاربة الإرهاب ولكن للأسف بتلك الفترة وألى ألان برزت الى الواجهة فئات من أبناء الشعب المصري المسيسيين استغلت هذا الظرف الصعب من عمر الدولة المصرية والتقت اهدافهم وحقدهم وكراهيتهم مع اهداف وحقد وكراهية اعداء مصر سعيآ لتدميرها وتخريبها ونشر فكر الأرهاب والقتل والتدمير بالداخل المصري،وكل ما تحدثنا عنه من تحديات امنية تستهدف مصر ينسحب كذلك على تونس.
اليوم لايمكن وضع حلول ملموسة لما يجري بالداخل المصري والتونسي ،دون بناء مسار تكاملي بالبنية السياسية لكلا الدولتين ،وخصوصآ مصر ،وهذا مايعني البدء بتطبيق مسار فعلي لديمقراطية يكون أساسها الشراكة الوطنية ،لبناء مشروع متكامل نهضوي ،يخدم طبيعة المرحلة ويغلق كل الابواب أمام كل المشاريع التأمرية والمعادية التي تستهدف الدولة المصرية ،وهذا للأسف مازال كلامآ عابرآ ومجرد شعارات لانرى تطبيقآ لها على أرض الواقع .
ختامآ ،ان مجموع هذه الحقائق بمجموعها للأسف ومع صعوبة الوضع الأقتصادي لكلا الدولتين المصرية والتونسية ،فهذا يطرح بمجموعة تكهنات عدة لمستقبل كلا الدولتين،وخصوصآ أذا علمنا إن مصر تحديدآ موضوعة على سلم أولويات تقسيم المنطقة العربية ،وهذا مايؤكد ان كلا الدولتين وتحديدآ مصر تنتظرهما بالقادم من الأيام صعوبات وتحديات جمة ولحظات مصيرية وحاسمة ...
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة