تعيش جنيف أجواء الاحتباس التي تسيطر على المشاورات لبدء حوار من أجل حلّ سياسي في اليمن، ويبدو المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وقد ناء تحت حمل ثقيل، فتأخر عن تقديم الإحاطة التي وعد بوضعها في تصرف ما يُسمّى بمجموعة الستة عشر التي تضمّ الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وعدداً من الدول الأوروبية والعربية وإيران، وجرى التداول في ساعات متأخرة من ليلة أمس التي كان يفترض أن تخرج بالإعلان عن سريان هدنة رمضان التي بشر بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتمديد التشاور حتى مساء الجمعة، لبلوغ مرحلة من التقدّم تسمح بالحديث عن الهدنة، وبدا المبعوث الأممي متفائلاً بالنجاح معتبراً مجرد الوصول إلى هذه المرحلة على رغم التباعد في المواقف والسقوف العالية للأطراف المشاركة هو إنجاز يفوق التوقعات، معلناً عن تقبّل الأطراف المعنية لاعتبار المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن منطلقاً للحوار، والسعي إلى تخفيف الآثار الإنسانية المدمّرة للحرب هدفاً يتقدّم على السياسة في مهمة مشاورات جنيف.

 

على رغم التفاؤل لم يخف إسماعيل ولد الشيخ أحمد حيرته، التي تشبه حيرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، فالتفويض الأممي يرتبط إلى حدّ بعيد بثلاثة عناصر، الأول أولوية الحرب على الإرهاب، والثاني منح الشق الإنساني ووقف القتال أولوية على التفاهمات السياسية التي يعزز فرصها ترسيخ حال من الهدوء الأمني، والأمر الثالث أن يكون الحوار وطنياً داخلياً بلا تدخل خارجي، بينما يجد المبعوثان أنهما مدفوعان إلى خارج السياق الأصلي للمهمة، ففي الواقع تندمج مع القوى المحاربة في إحدى ضفتي القتال مجموعات تنظيم «القاعدة»، المصنّفة بالاسم في طليعة التنظيمات الإرهابية، وتشكل القوة الضاربة والمحورية في الجبهة التي تشارك فيها، وهذه هي حال «القاعدة» في اليمن ضمن مجموعات مناصري منصور هادي والفريق المدعوم من السعودية، كما هي حال «جبهة النصرة» و«داعش» في القتال ضدّ الدولة السورية، ويترتّب على ذلك تناقض لا يمكن حله بين التركيز على أولوية مكافحة الإرهاب والوصول إلى وقف للقتال، وفي المقابل يبدو بلوغ الحوار الداخلي بين مكوّنات الصراع السياسي في بعده الداخلي سهلاً تعوقه العلاقات الإقليمية للمتصارعين، والارتباطات بالمحاور المتصارعة في المنطقة والتي تشكل إيران والسعودية طرفي المعادلة فيها، وبينما تتقبّل إيران البقاء خارج الشراكة العلنية في أطر الحوار مبدية الاستعداد للمساهمة من خارج الحوار في تقريب وجهات النظر، وتعلن استعدادها للحوار مع السعودية لتسهيل هذا التقارب، لا تزال السعودية في اليمن كما في سورية هي العقدة التي لا يخفي إسماعيل ولد شيخ أحمد كما لا يخفي ستيفان دي ميستورا، أنها تتسبّب بالإرباك، فعلى الضفة التي تساندها تتموضع «القاعدة» من جهة، ومن جهة أخرى منها تأتي الشروط والضغوط لفرض الطابع الإقليمي على الحوار الداخلي، وتصرّ على الشراكة المباشرة بالرعاية، واضعة العراقيل أمام التشارك مع إيران في التعاون من داخل أطر ومؤسسات الحوار أو من خارجها، وصولاً إلى وضع الفيتو المعلن على أي اتصال بإيران طلباً لمساعدتها من جانب المبعوثين الأمميين.

 

في ظلالّ هذا الموقف السعودي تتحرك «إسرائيل» لحصاد ارتباك الحلول وتسويق تدخلها العلني إلى جانب «جبهة النصرة» في الجبهة الجنوبية من سورية، حيث أعلنت أمس أن كلّ المنطقة الحدودية في الجولان هي منطقة عسكرية، ومنعت كلّ مظاهر التضامن من أبناء الجولان مع إخوتهم في جبل العرب في وجه إرهاب «جبهة النصرة»، بينما كانت تقدّم قوات الاحتلال الدعم الخلفي لمحاولات «جبهة النصرة» للتقدّم نحو بلدة حضر السورية قرب القنيطرة من جهة سفوح جبل الشيخ.

 

ارتباك المبعو ثين الأمميين، يبقى مقبولاً أمام الارتباك اللبناني الذي يصل حدّ الضياع، في ظلّ ثابت واحد واضح هو التقدّم النوعي الذي تحرزه المقاومة في مواجهتها مع مجموعات «داعش» و«النصرة»، بينما تلقى اللبنانيون بقدر من التفاؤل الوحدة النادرة التي ستجمع المسلمين اليوم على موائد إفطار شهر رمضان في أول أيام صيامه، حيث التقى على تثبيت هلالها اليوم، كلّ من كانوا يختلفون كلّ سنة، فللمرة الأولى ربما سيصوم وربما يفطر في العيد معاً، الذين ينتظرون إعلان دار الفتوى ومن ورائها مصر والسعودية والذي يحبّون أن تكون معهما دمشق، ومعهم أنصار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وكذلك الذين يتبعون تقويم المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله ومعهم مناصرو ومقلدو السيد علي الخامنئي الذي تسير على فتواه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظلّ هذه الوحدة النادرة، التي يغيب عنها مقلدو المرجع السيد علي السيستاني، على رغم تداخلهم مع أنصار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، تظهر بغداد منقسمة عكس بيروت بين صيام متبعي تقويم الإفتاء السني ومقلدي المرجعية في النجف.

 

المقاومة تقصف مواقع المسلحين في الجرود

أمنياً تستمر المقاومة بحصار وتضييق الخناق على المجموعات الإرهابية في جرود القلمون وعرسال حيث استهدفت أمس برمايات دقيقة ومركزة تجمعات مسلحي تنظيم «داعش» في منطقة شنشارة اللبنانية شرق جرد رأس بعلبك بقذائف المدفعية أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المسلحين.

 

وأكد مصدر عسكري لـ«البناء» أن القصف المدفعي الذي تقوم به المقاومة هدفه إما التمهيد لدخول بري لقوى المقاومة إلى موقع أو تجمع للمسلحين، وإما الرمي كسد ناري لإرباك المسلحين وثنيهم عن شن أي هجوم على أحد مواقع المقاومة أو أحد القرى البقاعية». ولفت المصدر إلى أن وتيرة المعارك تراجعت في جرود عرسال لأن المقاومة تستفيد من حرب التصفية بين «النصرة» و«داعش» لكن عمليات القضم ما زالت مستمرة وكل خطوة محسوبة لدى القيادة العسكرية التي تدير هذه المعركة». وأضاف المصدر: «أن كل حروب العالم على داعش لم تنجح بتحقيق أي انتصار عليه لا في الراق ولا في وسرة ولا في اليمن، في حين أن حزب الله هو المقاومة الوحيدة التي استطاعت تحقيق انتصار حقيقي في جرود القلمون وعرسال اللبنانية». ورأى «أن التصفيات بين النصرة وداعش تجري في شكل ممنهج، وفي عدة مناطق حيث تأكل الفصائل المسلحة بعضها بعضاً ضمن الصراع على النفوذ والسيطرة، مؤكداً أن الحرب مفتوحة بينها».

 

وأشار المصدر إلى «أن هذين التنظيمين لا يختلفان على مسألة عقائدية بقدر ما يختلفان على نهب المغانم والسرقة»، لافتاً إلى «أن معظم مقاتلي النصرة وداعش وخصوصاً القياديين منهم هم من الأجانب وليسوا سوريين، فضلاً عن «أن كل تنظيم يحاول أن يمسك زمام الأمور في الميدان ضمن الصراع التي تديره الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين لتسويق جبهة النصرة كطرف «معارض معتدل» فيما يعمل تنظيم «داعش» على إثبات نفسه في الميدان ليقول أنه موجود ويمسك بالأرض». ورأى المصدر «أن الصراع يتعمق بين التنظيمين أكثر فأكثر ولن ينتهي وسيتطور في المستقبل لأن كل طرف منهما يكفّر الآخر ويعتبر كل من لا يسير معه يجب قتله».

 

«النصرة» تنقل المعركة ضد الدروز إلى الجولان

في سياق آخر، يراقب دروز لبنان بقلق ما جرى ويجري في قلب لوزة والسويداء والقنيطرة. وأوضح مصدر مطلع لـ«البناء» «أن هجوم جبهة النصرة على منطقة حضر الدرزية سببه هزيمة الجبهة في مطار الثعلة فهي لم تستطع السيطرة عليه ولا دخول السويداء، واستبدل «جيش الفتح» بجيش «حرمون».

 

ولفت المصدر إلى «أن نقل النصرة المعركة ضد الدروز نحو الجنوب إلى القنيطرة والجولان وضع «إسرائيل» في إحراج كبير، فهي من جهة تدعي أنها تقدم الحماية للدروز، وفي الوقت نفسه لا تنكر ارتباطها بجبهة النصرة والمسلحين، وتقدم الدعم اللوجستي لهم»، مشدداً على «أن دروز الجولان هددوا باختراق حدود السياج الحديدي لينقذوا أهلهم في حضر».

 

ورأى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في بيان «أن المسلسل البربري الذي بدأ من قلب لوزة تستكمل فصوله في حضر منذ أول من أمس». وطلب ارسلان من الدروز في العالم أن يدركوا أن «الدعم «الإسرائيلي» المطلق للتكفيريين هو الذي حلل دم بني معروف في سورية والدليل على ذلك فتح الحدود «الإسرائيلية» على مصراعيها لمعالجة جرحى التكفيريين عدا عن الدعم العسكري واللوجستي لهم».

 

  • فريق ماسة
  • 2015-06-17
  • 7938
  • من الأرشيف

«إسرائيل» تعلن الحدود مع سورية منطقة عسكرية... وتساند «النصرة» في حَضَر

تعيش جنيف أجواء الاحتباس التي تسيطر على المشاورات لبدء حوار من أجل حلّ سياسي في اليمن، ويبدو المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد وقد ناء تحت حمل ثقيل، فتأخر عن تقديم الإحاطة التي وعد بوضعها في تصرف ما يُسمّى بمجموعة الستة عشر التي تضمّ الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي وعدداً من الدول الأوروبية والعربية وإيران، وجرى التداول في ساعات متأخرة من ليلة أمس التي كان يفترض أن تخرج بالإعلان عن سريان هدنة رمضان التي بشر بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بتمديد التشاور حتى مساء الجمعة، لبلوغ مرحلة من التقدّم تسمح بالحديث عن الهدنة، وبدا المبعوث الأممي متفائلاً بالنجاح معتبراً مجرد الوصول إلى هذه المرحلة على رغم التباعد في المواقف والسقوف العالية للأطراف المشاركة هو إنجاز يفوق التوقعات، معلناً عن تقبّل الأطراف المعنية لاعتبار المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن منطلقاً للحوار، والسعي إلى تخفيف الآثار الإنسانية المدمّرة للحرب هدفاً يتقدّم على السياسة في مهمة مشاورات جنيف.   على رغم التفاؤل لم يخف إسماعيل ولد الشيخ أحمد حيرته، التي تشبه حيرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، فالتفويض الأممي يرتبط إلى حدّ بعيد بثلاثة عناصر، الأول أولوية الحرب على الإرهاب، والثاني منح الشق الإنساني ووقف القتال أولوية على التفاهمات السياسية التي يعزز فرصها ترسيخ حال من الهدوء الأمني، والأمر الثالث أن يكون الحوار وطنياً داخلياً بلا تدخل خارجي، بينما يجد المبعوثان أنهما مدفوعان إلى خارج السياق الأصلي للمهمة، ففي الواقع تندمج مع القوى المحاربة في إحدى ضفتي القتال مجموعات تنظيم «القاعدة»، المصنّفة بالاسم في طليعة التنظيمات الإرهابية، وتشكل القوة الضاربة والمحورية في الجبهة التي تشارك فيها، وهذه هي حال «القاعدة» في اليمن ضمن مجموعات مناصري منصور هادي والفريق المدعوم من السعودية، كما هي حال «جبهة النصرة» و«داعش» في القتال ضدّ الدولة السورية، ويترتّب على ذلك تناقض لا يمكن حله بين التركيز على أولوية مكافحة الإرهاب والوصول إلى وقف للقتال، وفي المقابل يبدو بلوغ الحوار الداخلي بين مكوّنات الصراع السياسي في بعده الداخلي سهلاً تعوقه العلاقات الإقليمية للمتصارعين، والارتباطات بالمحاور المتصارعة في المنطقة والتي تشكل إيران والسعودية طرفي المعادلة فيها، وبينما تتقبّل إيران البقاء خارج الشراكة العلنية في أطر الحوار مبدية الاستعداد للمساهمة من خارج الحوار في تقريب وجهات النظر، وتعلن استعدادها للحوار مع السعودية لتسهيل هذا التقارب، لا تزال السعودية في اليمن كما في سورية هي العقدة التي لا يخفي إسماعيل ولد شيخ أحمد كما لا يخفي ستيفان دي ميستورا، أنها تتسبّب بالإرباك، فعلى الضفة التي تساندها تتموضع «القاعدة» من جهة، ومن جهة أخرى منها تأتي الشروط والضغوط لفرض الطابع الإقليمي على الحوار الداخلي، وتصرّ على الشراكة المباشرة بالرعاية، واضعة العراقيل أمام التشارك مع إيران في التعاون من داخل أطر ومؤسسات الحوار أو من خارجها، وصولاً إلى وضع الفيتو المعلن على أي اتصال بإيران طلباً لمساعدتها من جانب المبعوثين الأمميين.   في ظلالّ هذا الموقف السعودي تتحرك «إسرائيل» لحصاد ارتباك الحلول وتسويق تدخلها العلني إلى جانب «جبهة النصرة» في الجبهة الجنوبية من سورية، حيث أعلنت أمس أن كلّ المنطقة الحدودية في الجولان هي منطقة عسكرية، ومنعت كلّ مظاهر التضامن من أبناء الجولان مع إخوتهم في جبل العرب في وجه إرهاب «جبهة النصرة»، بينما كانت تقدّم قوات الاحتلال الدعم الخلفي لمحاولات «جبهة النصرة» للتقدّم نحو بلدة حضر السورية قرب القنيطرة من جهة سفوح جبل الشيخ.   ارتباك المبعو ثين الأمميين، يبقى مقبولاً أمام الارتباك اللبناني الذي يصل حدّ الضياع، في ظلّ ثابت واحد واضح هو التقدّم النوعي الذي تحرزه المقاومة في مواجهتها مع مجموعات «داعش» و«النصرة»، بينما تلقى اللبنانيون بقدر من التفاؤل الوحدة النادرة التي ستجمع المسلمين اليوم على موائد إفطار شهر رمضان في أول أيام صيامه، حيث التقى على تثبيت هلالها اليوم، كلّ من كانوا يختلفون كلّ سنة، فللمرة الأولى ربما سيصوم وربما يفطر في العيد معاً، الذين ينتظرون إعلان دار الفتوى ومن ورائها مصر والسعودية والذي يحبّون أن تكون معهما دمشق، ومعهم أنصار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وكذلك الذين يتبعون تقويم المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله ومعهم مناصرو ومقلدو السيد علي الخامنئي الذي تسير على فتواه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظلّ هذه الوحدة النادرة، التي يغيب عنها مقلدو المرجع السيد علي السيستاني، على رغم تداخلهم مع أنصار المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، تظهر بغداد منقسمة عكس بيروت بين صيام متبعي تقويم الإفتاء السني ومقلدي المرجعية في النجف.   المقاومة تقصف مواقع المسلحين في الجرود أمنياً تستمر المقاومة بحصار وتضييق الخناق على المجموعات الإرهابية في جرود القلمون وعرسال حيث استهدفت أمس برمايات دقيقة ومركزة تجمعات مسلحي تنظيم «داعش» في منطقة شنشارة اللبنانية شرق جرد رأس بعلبك بقذائف المدفعية أسفرت عن مقتل وجرح عدد من المسلحين.   وأكد مصدر عسكري لـ«البناء» أن القصف المدفعي الذي تقوم به المقاومة هدفه إما التمهيد لدخول بري لقوى المقاومة إلى موقع أو تجمع للمسلحين، وإما الرمي كسد ناري لإرباك المسلحين وثنيهم عن شن أي هجوم على أحد مواقع المقاومة أو أحد القرى البقاعية». ولفت المصدر إلى أن وتيرة المعارك تراجعت في جرود عرسال لأن المقاومة تستفيد من حرب التصفية بين «النصرة» و«داعش» لكن عمليات القضم ما زالت مستمرة وكل خطوة محسوبة لدى القيادة العسكرية التي تدير هذه المعركة». وأضاف المصدر: «أن كل حروب العالم على داعش لم تنجح بتحقيق أي انتصار عليه لا في الراق ولا في وسرة ولا في اليمن، في حين أن حزب الله هو المقاومة الوحيدة التي استطاعت تحقيق انتصار حقيقي في جرود القلمون وعرسال اللبنانية». ورأى «أن التصفيات بين النصرة وداعش تجري في شكل ممنهج، وفي عدة مناطق حيث تأكل الفصائل المسلحة بعضها بعضاً ضمن الصراع على النفوذ والسيطرة، مؤكداً أن الحرب مفتوحة بينها».   وأشار المصدر إلى «أن هذين التنظيمين لا يختلفان على مسألة عقائدية بقدر ما يختلفان على نهب المغانم والسرقة»، لافتاً إلى «أن معظم مقاتلي النصرة وداعش وخصوصاً القياديين منهم هم من الأجانب وليسوا سوريين، فضلاً عن «أن كل تنظيم يحاول أن يمسك زمام الأمور في الميدان ضمن الصراع التي تديره الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين لتسويق جبهة النصرة كطرف «معارض معتدل» فيما يعمل تنظيم «داعش» على إثبات نفسه في الميدان ليقول أنه موجود ويمسك بالأرض». ورأى المصدر «أن الصراع يتعمق بين التنظيمين أكثر فأكثر ولن ينتهي وسيتطور في المستقبل لأن كل طرف منهما يكفّر الآخر ويعتبر كل من لا يسير معه يجب قتله».   «النصرة» تنقل المعركة ضد الدروز إلى الجولان في سياق آخر، يراقب دروز لبنان بقلق ما جرى ويجري في قلب لوزة والسويداء والقنيطرة. وأوضح مصدر مطلع لـ«البناء» «أن هجوم جبهة النصرة على منطقة حضر الدرزية سببه هزيمة الجبهة في مطار الثعلة فهي لم تستطع السيطرة عليه ولا دخول السويداء، واستبدل «جيش الفتح» بجيش «حرمون».   ولفت المصدر إلى «أن نقل النصرة المعركة ضد الدروز نحو الجنوب إلى القنيطرة والجولان وضع «إسرائيل» في إحراج كبير، فهي من جهة تدعي أنها تقدم الحماية للدروز، وفي الوقت نفسه لا تنكر ارتباطها بجبهة النصرة والمسلحين، وتقدم الدعم اللوجستي لهم»، مشدداً على «أن دروز الجولان هددوا باختراق حدود السياج الحديدي لينقذوا أهلهم في حضر».   ورأى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في بيان «أن المسلسل البربري الذي بدأ من قلب لوزة تستكمل فصوله في حضر منذ أول من أمس». وطلب ارسلان من الدروز في العالم أن يدركوا أن «الدعم «الإسرائيلي» المطلق للتكفيريين هو الذي حلل دم بني معروف في سورية والدليل على ذلك فتح الحدود «الإسرائيلية» على مصراعيها لمعالجة جرحى التكفيريين عدا عن الدعم العسكري واللوجستي لهم».  

المصدر : البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة