دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: تتصاعد حالة الاستنفار التي تعيشها تركيا سياسيا وأمنيا مع تصاعد الاشتباكات الجارية بين القوات الكردية وتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في مدينة تل أبيض السورية المتاخمة للحدود التركية، وسط تنامي هواجس أنقرة من مخطط لإقامة إقليم كردي مستقل على حدودها عبر تهجير العرب والتركمان من سكان هذه المناطق بدعم من طيران «التحالف الدولي» وبحجة محاربة «داعش».
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن ما يدور من اشتباكات عنيفة وهجمات على منطقة تل أبيض السورية القريبة من الحدود التركية، «لا يبشر بالخير»، معتبرا أن محاولة السيطرة على منطقة تل أبيض من قِبل عناصر حزب «الاتحاد الديمقراطي (PYD)» بالتعاون مع عناصر تنظيم حزب «العمال الكردستاني (PKK)» «يهدد أمن المناطق الحدودية لتركيا وأن على المجتمع الدولي إدراك حساسية الوضع هناك بالنسبة للدولة التركية».
ورأى أردوغان أن هذه الهجمات «تستهدف إزاحة سكان المنطقة الأصليين من عرب وتركمان»، مشيرا إلى أن ما يقارب من 15 ألف نازح فروا من تلك المنطقة باتجاه الأراضي التركية.
وقالت منظمة إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد» التابعة لرئاسة الوزراء في بيان لها، الاثنين، إن تركيا استقبلت مساء الأحد 2800 لاجئ سوري جديد هربوا من الاشتباكات الدائرة في محيط مدينة تل أبيض على الحدود السورية.
وفي وقت سابق، أعربت الولايات المتحدة، عن قلقها من تقارير تكشف عن استغلال حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري الذي تتبع له وحدات الحماية، للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.
وفي أول اجتماع له عقب الانتخابات البرلمانية، عقد مجلس الوزراء التركي، الاثنين، اجتماعا برئاسة أحمد داود أوغلو بحث الأحداث الأخيرة في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث قدم كل من نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي الجنرال نجدت أوزال، وقائد القوات البرية التركية الجنرال هولوسي أكار، خلال الاجتماع معلومات عن التطورات الأخيرة على الحدود السورية.
عدد من كبرى الصحف التركية نشرت خلال الساعات الأخيرة العديد من التحليلات السياسية والأمنية لما يحدث في تل أبيض السورية، في حين تحدثت صحف أخرى عما يدور داخل دوائر صنع القرار الأمني والسياسي في أنقرة.
وتقول صحيفة «ستار» إنه ومع انشغال تركيا بقضية تشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات البرلمانية ، يقوم عدد من القوى العالمية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة إقامة الدولة الكردية في مناطق الشمال السوري المحاذية لتركيا.
وترى الصحيفة أن هذه الهجمات تتم بهدف تغيير الشكل الديموغرافي لهذه المنطقة، حيث تقوم عناصر الـ (PYD) بالسيطرة المباشرة على كل نقطة تم إخلاؤها من قبل سكانها الأصليين، وتنقل عن مصادر سورية قولها إن العمليات الجارية تهدف إلى توحيد منطقة عين العرب (كوباني) مع محافظة القامشلي.
وكتب الصحافي التركي محمد زاهد غُل في تغريدة له: "دعشنة العرب جارية في تل أبيض وهناك قلق تركي حقيقي من مشروع تدعمه قوى إقليمية وعالمية شمال شرقي سوريا (زرع كيان كردي)".
وقالت صحيفة أخرى إن عددا من القادة العسكريين والأمنيين الأتراك عقدوا اجتماعات متتالية لمناقشة أخر التطورات الجارية في المناطق الشمالية لسورية، مشيرة إلى أن تركيا ترى أن ما يحدث في شمال سوريا يهدف إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها تنظيم حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)» ببعضها البعض، وذلك من أجل فتح ممر آمن باتجاه الساحل السوري وتحضير الأرضية لإعلان «الدولة الكردية المزعومة».
ورأت الصحيفة أن الذين يقومون بدعم تنظيم (PYD) لتحقيق هذا الهدف، إنما يسعون إلى تغيير وجهة تصدير نفط شمال العراق، على اعتبار أن رئيس الإقليم مسعود البارزاني وقع اتفاقية يتم بموجبها تصدير نفط الإقليم إلى الخارج عبر الأراضي التركية.
واعتبرت أن الهجوم المدعوم جويا من التحالف الدولي على تل أبيض ذات الأغلبية التركمانية والعربية، بحجة محاربة عناصر «تنظيم الدولة» هناك، يهدف لإجبار سكان المنطقة الأصليين على النزوح باتجاه الأراضي التركية كي تسنح لهم الفرصة في تغيير التركيبة الجغرافية للمنطقة، على اعتبار أن تل أبيض تعتبر من المناطق الفاصلة بين بلدة «جزرة» التركية وعين العرب «كوباني» السورية، ومن أجل تسهيل عملية السيطرة على هذه المناطق من قِبل تنظيم (PYD) وربط منطقة عفرين بمنطقة كوباني، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصدر تركي وصفته بالمسؤول.
وتقول مصادر تركية إن قوات تنظيم (PYD) تمكنت من تفريغ 28 قرية تركمانية تابعة لمنطقة تل أبيض، كما أنها تمكنت إلى الآن من بسط سيطرتها على 4 قرى تركمانية (دادالار، باب الهوا، سرت، بلال جيتي)، وفي حال تمكنت هذه القوات من السيطرة الكاملة على منطقة تل أبيض وإجبار سكانها الأصليين إلى النزوح تجاه الأراضي التركية، فإن التنظيم يخطط لجلب 9 آلاف شخص من أكراد كوباني وشمال العراق وإسكانهم في هذه المنطقة.
وتعتبر القرى الأربع التي تمت السيطرة عليها من قبل عناصر تنظيم (PYD) بمثابة أولى المناطق الجديدة التي يتم إلحاقها بمناطق نفوذ التنظيم في الشمال السوري منذ بدء الأحداث السورية عام 2011، الأمر الذي أدى إلى توسيع التنظيم لرقعة مساحة بلدة كوباني لمسافة 10 كيلومترات.
وتنقل صحيفة تركية عن من قالت إنها «مصادر استخباراتية» أن الهدف الرئيسي لما يجري الآن هو ملء الفراغ الذي سينجم عن نزوح العرب والتركمان من هذه المناطق نتيجة شدة الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي، وبالتالي توحيد مناطق عفرين وكوباني وجزرة مع بعضها البعض وإعلان هذه المناطق مناطق نفوذ كردية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة