يستصرخ سكان قرية كور الفلسطينية القديمة السلطة الفلسطينية في رام الله، للمحافظة على تراث قريتهم القديمة. وتضم قرية كور العديد من القصور التاريخية وقلعة عسكرية شُيِدت قبل مئات السنين.

ويمكن للمرء أن يرى من القلعة البحر المتوسط على بعد بضعة كيلومترات. فهي تقع على تلال جنوب شرقي مدينة طولكرم الفلسطينية في الضفة الغربية.

وبُنيت قرية كور على تل يرتفع 425 متراً فوق سطح البحر وتضم 11 قصراً.

وقال مقيم في القرية يُدعى سقراط جيوسي، لتلفزيون "رويترز"، باللهجة الفلسطينية، إن "هذا هو التراث إلنا. وناقصنا كثير خدمات. هاي احنا رمموا قسم من البنايات وفيه لسة قسم كبير مش مرمم. فاهمني؟ وبتتآكل حجر بعد حجر يعني احنا بنطلب من المسؤولين وبنطلب من الحكومه الفلسطينيه ومن وزارة الآثار خاصة تتابع كور بصمة تاريخية للشعب الفلسطيني".

وللقلعة تصميم عسكري، حيث يقع في دورها السفلي غرف حراس وسجن. كما أن بها نظام جيد لتخزين المياه في جدرانها.

وللقصور طابقان يضم الأول من كل منها اسطبلات للخيول وغرف للحراس، بينما يقيم أهل القصر في الطابق الثاني.

ويفتخر سكان القرية ورئيس بلديتها السابق جلال جيوسي بتاريخها. ويصفونها بأنها حمامة فلسطين البيضاء نظراً لإمكانية رؤية أحجار مبانيها البيضاء من على متن السفن التي تبحر قبالتها في المتوسط..

وقال جيوسي، ان القرية "فيها قصر بما فيها القلعة التي نقف فيها حالياً. هذه البنايات التي فيها القلعة والمنطقة الجنوبية من البلد  بُنيت في نهاية العهد المملوكي وبقية البنايات في عهد العثمانيين".

وتم ترميم القليل من مباني القرية من الخارج بمساعدة جهات مانحة مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء. لكن السكان يؤكدون الحاجة لمزيد من أعمال الترميم ويتوقعون مساعدة السلطة الفلسطينية لهم فيها.

وأضاف جيوسي متحدثاً عن بعض المباني الأثرية المملوكة لأشخاص، قائلاً: "المُهجرة أصحابها كانوا فيها وفيه شئ هاجروا بسبب الاحتلال وما نتج عن احتلال فلسطين. والقسم الثاني نزحوا إلى المدن بسبب الظروف المعيشية هين (هنا) صعبة. وفيه ناس ظلوا محافظين على دورهم بالترميم بدعم شخصي وإنفاق شخصي منهم منشان يحافظوا على تراث هذه المباني وهذه القرية".

وكور واحدة من سبع قرى في الضفة الغربية تمثل جزءاً من شبكة لأجمل القرى حول البحر المتوسط. تلك الشبكة اختارتها وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في إطار تحضيراتها لتطوير القرى لتصبح مواقع سياحية.

وقال مدير عام إدارة الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة، لتلفزيون "رويترز"، إن "وزارة السياحة والآثار بطبيعة الحال تضع كور ضمن خطة العمل أو خطة التطوير المستقبلية للمحافظات شمال الضفة الغربيه. ستقوم الوزارة بإدراج كور في المستقبل القريب ان شاء الله على خارطة السياحة الداخلية وأيضا سنقوم بتزويد البلدة ببروشور او عمل بروشور عن الموقع. هناك أعمال مستقبلية كثيرة ستجري في كور ان شاء الله ستقوم الوزارة بمتابعتها".

وكان عدد سكان قرية كور 450 شخصاً في العام 1922 وتراجعوا الآن إلى 300 شخص فقط بعد أن فر معظم سكانها في أعقاب حرب العام 1948، وفقاً لقول سقراط جيوسي.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-05-25
  • 13066
  • من الأرشيف

"حمامة فلسطين البيضاء" تستصرخ السلطة للحفاظ على تراثها

يستصرخ سكان قرية كور الفلسطينية القديمة السلطة الفلسطينية في رام الله، للمحافظة على تراث قريتهم القديمة. وتضم قرية كور العديد من القصور التاريخية وقلعة عسكرية شُيِدت قبل مئات السنين. ويمكن للمرء أن يرى من القلعة البحر المتوسط على بعد بضعة كيلومترات. فهي تقع على تلال جنوب شرقي مدينة طولكرم الفلسطينية في الضفة الغربية. وبُنيت قرية كور على تل يرتفع 425 متراً فوق سطح البحر وتضم 11 قصراً. وقال مقيم في القرية يُدعى سقراط جيوسي، لتلفزيون "رويترز"، باللهجة الفلسطينية، إن "هذا هو التراث إلنا. وناقصنا كثير خدمات. هاي احنا رمموا قسم من البنايات وفيه لسة قسم كبير مش مرمم. فاهمني؟ وبتتآكل حجر بعد حجر يعني احنا بنطلب من المسؤولين وبنطلب من الحكومه الفلسطينيه ومن وزارة الآثار خاصة تتابع كور بصمة تاريخية للشعب الفلسطيني". وللقلعة تصميم عسكري، حيث يقع في دورها السفلي غرف حراس وسجن. كما أن بها نظام جيد لتخزين المياه في جدرانها. وللقصور طابقان يضم الأول من كل منها اسطبلات للخيول وغرف للحراس، بينما يقيم أهل القصر في الطابق الثاني. ويفتخر سكان القرية ورئيس بلديتها السابق جلال جيوسي بتاريخها. ويصفونها بأنها حمامة فلسطين البيضاء نظراً لإمكانية رؤية أحجار مبانيها البيضاء من على متن السفن التي تبحر قبالتها في المتوسط.. وقال جيوسي، ان القرية "فيها قصر بما فيها القلعة التي نقف فيها حالياً. هذه البنايات التي فيها القلعة والمنطقة الجنوبية من البلد  بُنيت في نهاية العهد المملوكي وبقية البنايات في عهد العثمانيين". وتم ترميم القليل من مباني القرية من الخارج بمساعدة جهات مانحة مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للإنماء. لكن السكان يؤكدون الحاجة لمزيد من أعمال الترميم ويتوقعون مساعدة السلطة الفلسطينية لهم فيها. وأضاف جيوسي متحدثاً عن بعض المباني الأثرية المملوكة لأشخاص، قائلاً: "المُهجرة أصحابها كانوا فيها وفيه شئ هاجروا بسبب الاحتلال وما نتج عن احتلال فلسطين. والقسم الثاني نزحوا إلى المدن بسبب الظروف المعيشية هين (هنا) صعبة. وفيه ناس ظلوا محافظين على دورهم بالترميم بدعم شخصي وإنفاق شخصي منهم منشان يحافظوا على تراث هذه المباني وهذه القرية". وكور واحدة من سبع قرى في الضفة الغربية تمثل جزءاً من شبكة لأجمل القرى حول البحر المتوسط. تلك الشبكة اختارتها وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في إطار تحضيراتها لتطوير القرى لتصبح مواقع سياحية. وقال مدير عام إدارة الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة، لتلفزيون "رويترز"، إن "وزارة السياحة والآثار بطبيعة الحال تضع كور ضمن خطة العمل أو خطة التطوير المستقبلية للمحافظات شمال الضفة الغربيه. ستقوم الوزارة بإدراج كور في المستقبل القريب ان شاء الله على خارطة السياحة الداخلية وأيضا سنقوم بتزويد البلدة ببروشور او عمل بروشور عن الموقع. هناك أعمال مستقبلية كثيرة ستجري في كور ان شاء الله ستقوم الوزارة بمتابعتها". وكان عدد سكان قرية كور 450 شخصاً في العام 1922 وتراجعوا الآن إلى 300 شخص فقط بعد أن فر معظم سكانها في أعقاب حرب العام 1948، وفقاً لقول سقراط جيوسي.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة