دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدوا واضحآ اليوم ان أبناء العم سام ومعهم حلفاؤهم الغربيين يقلبون من جديد مفردات التاريخ ، بدخولهم من جديد بصراع مباشر وحرب سياسية باردة جديدة مع الدب الروسي ، قد تتحول بأي وقت الى انفجار امني وعسكري وقد تنطلق النواة الاولى لهذه ألانفجار ألامني من سورية او اوكرانيا او كوريا الشمالية او ،او ،الخ،فساحات الصراع بهذه الدول وغيرها من المتوقع ان تكون هي من ستشعل فتيل النواه الاولى لانطلاق هذا الانفجار الامني المتوقع بين الروس والقوى الغربيه ،أجلآ ام عاجلآ، وهذا ماجاء واضحآ من خلال تصريحات الساسه والعسكر الروس ، والذين اعتبروا مؤخرآ ان أي عمل عسكري يستهدف الاراضي السورية بغض النظر عن حجج واهداف هذا العمل ، سيعتبر عدوانآ على الدولة السورية وهذا سيستلزم الرد عليه .
وهنا وبالعودة الى محور حديثنا هنا ،والى السؤال الرئيسي المشتق من نمطية الاسئلة وتراتبيتها عن سبب الصراع الروسي -الامريكي بسورية وماعلاقة الربيع العربي بهذا الصراع ،وهنا نقرأ ان تسخين اجواء الحرب الباردة مجددآ بين الروس ورثة الاتحاد السوفيتي ،والامريكان رأس حربة حلف الناتو و التي يعتقد البعض أنها قد انتهت منذ مطلع تسعينات القرن الماضي بين القوى الغربية وروسيا ،ولكن بهذه المرحلة من الواضح ان تفاصيل هذه الحرب قد عادت اليوم بحرب أكثر برودة ،والسبب بذلك هي مساعي الغرب ورأس الحربة له وهي امريكا بمحاولة التعدي على مناطق النفوذ الروسي بالمشرق العربي والمشرق الاوروبي .
الروس بدورهم يعون ويدركون جيدآ ان احتواء امريكا لحركة ما يسمى "الربيع العربي" ماهو الا عاصفة امريكية وحرب خفية تقوده امريكا وبوجوه متعددة لتغيير شكل الخارطة الجغرافية والأمنية الاقليمية وحتى الدولية وسترسم وفق نتائجها المنتظرة طبيعة جديدة لشكل العالم الجديد ، ولذلك أدرك الروس مبكرآ أن هذه العاصفة الكبرى التي ضربت الشرق العربي هي تستهدف بجملة ما تستهدف تشكيل واقع جديد للمنطقة بما يخص موازين القوى ومناطق النفوذ بما ينعكس على توزيع جديد لمناطق النفوذ والتحالفات والثروات والطاقة بالمنطقة على القوى العالمية الكبرى ، وهذا بدوره ما سيجعل الروس يخسرون الكثير من مناطق نفوذهم التي كانت ومازالت بعضها تحسب عليهم منذ آمد بعيد وخصوصآ ببعض مناطق اقصى المشرق العربي.
فمنذ انطلاقة تلك العاصفة على المشرق العربي ، بدأ هنا تشكيل مرحلة وخريطة جديدة فمراكز النفوذ بدأت بالتحول ومراكز القوى والنفوذ تغيرت، ومن هنا قررت القوى الغربية ورأس حربتها امريكا أن هذه الفرصة هي الفرصة الأنسب لأعادة تقسيم الكعكة العربية فيما بينها ، مما استفز حفيظة بعض القوى الشرقيه بالعالم التي تعتبر الاقرب للعرب ومنها الصين وروسيا، فهذه العاصفة"الربيع العربي" ، قد بدأت بأعادة ترتيب مواقع القوة والنفوذ بالمنطقة وبواقع جديد، مما اثار مجموعة من الخلافات بين القوى الغربية والشرقية حول مواقع القوة والنفوذ الجديدة بالمشرق العربي .
وأول هذه الخلافات حول الربيع العربي ومراكز القوى بين الغرب وروسيا كان في ليبيا وعندها طعنت دول الغرب روسيا بالظهر في ملف ليبيا وحينها خسر الدب الروسي مركز نفوذ في المغرب العربي وشمال افريقيا كأن يشكل عامل امأن للروس وقوة في هذه القارة ومعبر أمن للدولة الروسية للاتساع والولوج اكثر بعلاقاتها مع باقي دول المغرب العربي وشمال افريقيا وجنوبها وشرقها ،وحينها ادرك الروس انهم خدعوا من دول الغرب وعندها ادركوا ان هناك مؤامرة كبرى تستهدف مراكز نفوذهم بالمنطقة العربية.
وعندما أتسع نطاق هذه العاصفة " الربيع العربي" ،ووصل الى الدولة السورية وبدأت القوى الغربية بالتجهيز لتشكيل واقع جديد للدولة السورية يستهدف بناء قاعدة نفوذ لها هناك على حساب الروس، ومن هنا برزت الكعكة السورية كواجهة اولى للصراع بين قوى الشرق والغرب ، وهنا استمات الروس بالدفاع السياسي والامداد اللوجستي للدولة السورية ولجيشها ، من مبدأ انها اذا خسرت سورية فأنها ستخسر نفوذها وقاعدتها الاخيرة وحلفها الاخير مع دول المشرق العربي .
ولذلك فمواقف الروس اليوم بسورية تسير بخط ونهج مستقيم غير قابل للتشكيك لانها تدافع عن نفسها اليوم من سورية فاذا سقطت سورية فالروس يعلمون جيدآ ويدركون ان الهدف القادم للغرب ولو بعد حين سيكون روسيا ولذلك هم اليوم يستميتون بسورية ، فهم ادركو احقيقة المؤامره الكبرى عليهم اولآ وثانيآ على الدولة السورية، ولذلك يدرك الروس اليوم وأكثر من أي وقت مضى انهم اصبحوا بشكل اكثر واقعية تحت مرمى وتهديد الدول الغربية فهم اليوم بأتوا بين مطرقة الدرع الصاروخية الامريكية التي باتت بحكم الواقع قريبة من الحدود الروسية، وتشكل خطر محدق بأمن المنظومة العسكرية والمجتمعية الروسية ، وخطر خسارة مناطق نفوذها بسورية واواكرانيا لصالح الغرب، وما سيتبع ذلك من احتمالات لفقدها لكثير من مناطق نفوذها بالشرق الاقصى والشرق الاوروبي وبالعالم العربي، وسندان تقويض جهودها الساعية للوصول الى مناطق ومراكز نفوذ جديدة .
ختامآ، هنا علينا ان نعلم جميعآ انه لايمكن أبدآ للروس ان يقدموا الملف السوري لامريكا على طبق من ذهب ،بمقابل تنازل امريكا عن الملف الاوكراني واعادته للروس،فالروس يعلمون جيدآ ان سورية بالنسبة لهم كما اوكرانيا بل قد تكون أكثر اهمية من اوكرانيا نفسها بالنسبة لهم ، فاليوم لاندري تحديدآ ان كانت نقاشات واجتماعات سوتشي التي جرت مؤخرآ بين الروس والامريكان قد وصلت لنقاط التقاء بين البلدين ،ام ان الدب الروسي سيضطر للتكشير عن أنيابه من جديد ليعيد الكره الى الملعب الاول عن طريق الولوج بحرب ساخنة جديدة مع امريكا وستكون نوأة انطلاقتها على الاغلب من سورية، والسؤال هنا ،أن دخل الروس فعلآ بهذه الحرب الساخنة من جديد هل سيستطيعون ايصال رسائلهم للغرب والى الجميع بأن الروس موجودين ولن يتنازلوا وسيستمروا بالتوسع بكل الاتجاهات؟، ام أننا فعلآ سوف نرئ انكفاء روسي واعادة تموضع لروسيا لأعادة ترتيب اوراقها من جديد وخصوصآ بالداخل الروسي الذي بدأت ملامح الفوضى الامريكيه تحرك بعض من فيه ؟!، ومن هنا سنترك كل هذه الاسئلة للقادم من الايام لتجيبنا عليها وتعطينا صورة وملامح وشكل موازين القوى بالعالم الجديد التي يتم صنع موازين القوى ومراكز النفوذ فيه من جديد وتحديدآ من سورية .
المصدر :
الماسة السورية/هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة