دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شن تنظيم «داعش» هجوماً عنيفاً على مدينة تدمر، استطاع خلاله السيطرة على غالبية المدينة، بعد ساعات من الاشتباكات الضارية في الحي الشمالي منها.
وتأتي أهمية تدمر من أنها تعتبر عقدة وصل ما بين المحافظات السورية، خصوصاً دمشق وحمص. ويُتخوف من ارتكاب التكفيريين مجزرة تاريخية جديدة بحق هوية سوريا بتدمير آثار تدمر، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
لكن الأهم بالنسبة إلى «داعش» أن سيطرته على تدمر تعني تمكنه من الربط بين مناطق يسيطر عليها في شمال سوريا ووسطها وشرقها، وتهديد مدينة حمص، وقطع أحد الشرايين الرئيسية لتنقل القوات السورية بين المحافظات. ويمكن ربط «غزوة» تدمر بالتطورات في جبال القلمون الشرقي التي تعتبر بوابة ريف دمشق باتجاه البادية، والتي طالما كانت محطة التحرك الأولى بالنسبة إلى كثير من المجموعات المسلحة.
كما أن البادية السورية، التي تتوسطها تدمر، تملك حدوداً طويلة مع محافظة الأنبار العراقية، التي كان قد سيطر التنظيم التكفيري على «عاصمتها» الرمادي قبل أيام.
ويقترب «داعش»، قبل حوالي الشهر من حلول شهر رمضان، من إعادة إحياء مايسمى «دولة الخلافة»، التي ستمتد من الرقة إلى دير الزور والبادية السورية فالأنبار العراقية، وجميعها مناطق تملك مخزوناً هائلا من النفط والغاز، بالإضافة إلى ملايين الأشخاص الذين سيصبحون تحت رحمته.
واستمات «داعش» للسيطرة على تدمر، حيث إنه كان قد شن هجوماً السبت الماضي، وسيطر على أجزاء من شمال المدينة، إلا أن القوات السورية تمكنت من صده في أقل من 24 ساعة. وكان «داعش» سيطر على مدينة السخنة المجاورة لتدمر، وكذلك على حقلَي الهيل والأرك وقرية العامرية.
وبدأ «داعش» هجومه على تدمر فجر أمس، حيث سيطر على الثلث الشمالي من المدينة، ودارت اشتباكات ضارية مع القوات السورية، قبل أن يسيطر على غالبية المدينة. وذكر التلفزيون السوري، في خبر عاجل، أن عناصر الجيش انسحبوا من مدينة تدمر القديمة بعد دخول مسلحي «داعش» أحياءها بأعداد ضخمة، مشيرا إلى أنه تم إجلاء معظم السكان المدنيين من المدينة قبل الانسحاب. وأضاف أن مسلحي التنظيم يحاولون دخول المواقع التاريخية في تدمر والتمركز هناك.
وكانت وكالة الأنباء السورية - «سانا» نقلت عن مصدر عسكري إشارته إلى «تصدي وحدات من الجيش والقوات المسلحة لهجوم إرهابيين من داعش على المحطة الثالثة لنقل النفط، وعدد من النقاط العسكرية في محيط حقل جزل بريف تدمر، وكبدتهم خسائر في العتاد والأفراد».
المصدر :
الماسة السورية/ السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة