شذّ قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء سامي تورجمان عن القاعدة التي اعتمدها أسلافه من كبار العسكريين، المستندة إلى تفادي تصريحات قد لا تروق للحكومة الإسرائيلية، وإرجاء الإدلاء بآرائهم إلى ما بعد خلعهم بزة الجيش، إذ أعلن أمام رؤساء بلدات ومستوطنات يهودية محاذية لقطاع غزة، أن مصلحة الدولة العبرية تتطلب الحفاظ على حكم حركة «حماس» في القطاع كـ «عنوان سيادي» لأن البديل هو الفوضى.

وقال تورجمان الذي أشرف الصيف الماضي على الحرب الإسرائيلية على غزة: «لا يبدو على مدى السنوات المقبلة المنظورة أن هناك بديلاً لحكم حماس، والبدائل القائمة الآن هي الجيش الإسرائيلي أو الفوضى، لأن السلطة الفلسطينية ليست قادرة على أن تحل محل حماس. وحول هذا يتفق الجميع».

ولا تلتقي تصريحات تورجمان مع قادة أحزاب اليمين المتطرف الذين يدعون الحكومة إلى «القضاء» على الحركة، وهذه إحدى المسائل التي طالب بها زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان في مقابل مشاركته في الحكومة الجديدة.

وعلى رغم ذلك، توقع المسؤول العسكري جولات أخرى من المواجهات العسكرية بين الدولة العبرية و «حماس»، مشيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية المعتمدة والإستراتيجية التي يقودها الجيش الإسرائيلي منذ الانفصال عن قطاع غزة (2005) تقومان على «ضربات الردع الوقائية»، وزاد أن لا أهداف لإسرائيل في القطاع سوى «أهداف استباقية وقائية لمنع الإرهاب، وتعاظم القدرات العسكرية، ومنع الفوضى في الحكم ومنع أزمة إنسانية. هذه هي السياسة الوحيدة التي تحقق هدف الحفاظ على الوضع القائم (ستاتيكو). هذه هي الإستراتيجيا، ومن لا يفهم أساسها لن يفهم الخطوات العسكرية التي نتخذها».

وأسهب في الشرح ليقنع مستمعيه بأن «بين كل الخيارات السيئة، يبقى خيار (حكم) حماس هو الأقل سوءاً». وتابع: «نرى حولنا الدول التي لا عنوان سيادياً فيها أو أن العنوان ضعيف. ثمة عناوين ضعيفة تتيح لأعشاب ضارة وخطيرة وفتاكة أن تنمو فيها، مثل العراق وسيناء. وفي غزة يمكن أن يحصل الأمر ذاته في حال لم يكن هناك عنوان سيادي هو حماس».

ونبّه إلى أن «لإسرائيل وحماس مصالح مشتركة مثل الهدوء على الجبهة. حماس تريده من أجل الازدهار الاقتصادي لسكان القطاع والعمل لتعزيز قدراتها العسكرية. هي لا تريد الجهاد العالمي، وتُدرك أن تنظيمات جهادية في سيناء ارتبطت بداعش وتشكل خطراً عليها وعلينا».

إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري قوله أمس، من دون الرد مباشرة على تصريحات تورجمان إن «الكرة في الملعب الإسرائيلي إذا أرادوا استمرار الهدوء. حماس معنيّة بتثبيت وقف النار لأن فيه مصلحة كبيرة لشعبنا في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار وحالة الدمار الكبير» في القطاع.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-12
  • 8697
  • من الأرشيف

قائد الحرب الإسرائيلية على غزة: مصلحتنا مع «حماس» وبقاؤها ضرورة

شذّ قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء سامي تورجمان عن القاعدة التي اعتمدها أسلافه من كبار العسكريين، المستندة إلى تفادي تصريحات قد لا تروق للحكومة الإسرائيلية، وإرجاء الإدلاء بآرائهم إلى ما بعد خلعهم بزة الجيش، إذ أعلن أمام رؤساء بلدات ومستوطنات يهودية محاذية لقطاع غزة، أن مصلحة الدولة العبرية تتطلب الحفاظ على حكم حركة «حماس» في القطاع كـ «عنوان سيادي» لأن البديل هو الفوضى. وقال تورجمان الذي أشرف الصيف الماضي على الحرب الإسرائيلية على غزة: «لا يبدو على مدى السنوات المقبلة المنظورة أن هناك بديلاً لحكم حماس، والبدائل القائمة الآن هي الجيش الإسرائيلي أو الفوضى، لأن السلطة الفلسطينية ليست قادرة على أن تحل محل حماس. وحول هذا يتفق الجميع». ولا تلتقي تصريحات تورجمان مع قادة أحزاب اليمين المتطرف الذين يدعون الحكومة إلى «القضاء» على الحركة، وهذه إحدى المسائل التي طالب بها زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان في مقابل مشاركته في الحكومة الجديدة. وعلى رغم ذلك، توقع المسؤول العسكري جولات أخرى من المواجهات العسكرية بين الدولة العبرية و «حماس»، مشيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية المعتمدة والإستراتيجية التي يقودها الجيش الإسرائيلي منذ الانفصال عن قطاع غزة (2005) تقومان على «ضربات الردع الوقائية»، وزاد أن لا أهداف لإسرائيل في القطاع سوى «أهداف استباقية وقائية لمنع الإرهاب، وتعاظم القدرات العسكرية، ومنع الفوضى في الحكم ومنع أزمة إنسانية. هذه هي السياسة الوحيدة التي تحقق هدف الحفاظ على الوضع القائم (ستاتيكو). هذه هي الإستراتيجيا، ومن لا يفهم أساسها لن يفهم الخطوات العسكرية التي نتخذها». وأسهب في الشرح ليقنع مستمعيه بأن «بين كل الخيارات السيئة، يبقى خيار (حكم) حماس هو الأقل سوءاً». وتابع: «نرى حولنا الدول التي لا عنوان سيادياً فيها أو أن العنوان ضعيف. ثمة عناوين ضعيفة تتيح لأعشاب ضارة وخطيرة وفتاكة أن تنمو فيها، مثل العراق وسيناء. وفي غزة يمكن أن يحصل الأمر ذاته في حال لم يكن هناك عنوان سيادي هو حماس». ونبّه إلى أن «لإسرائيل وحماس مصالح مشتركة مثل الهدوء على الجبهة. حماس تريده من أجل الازدهار الاقتصادي لسكان القطاع والعمل لتعزيز قدراتها العسكرية. هي لا تريد الجهاد العالمي، وتُدرك أن تنظيمات جهادية في سيناء ارتبطت بداعش وتشكل خطراً عليها وعلينا». إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري قوله أمس، من دون الرد مباشرة على تصريحات تورجمان إن «الكرة في الملعب الإسرائيلي إذا أرادوا استمرار الهدوء. حماس معنيّة بتثبيت وقف النار لأن فيه مصلحة كبيرة لشعبنا في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار وحالة الدمار الكبير» في القطاع.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة