صدرت مؤخراً رواية للكاتب السوري فواز حداد باسم «جنود الله» في حزيران 2010 عن دار رياض الريس في بيروت، و فواز حداد قد يكون من القلة الذين ينتظر القراء أعمالهم الروائية فبعد أن تعذر العثور على الرواية في المكتبات، كان مدخله إليه من خلال الأستاذ المخرج نجدة أنزور حيث يعمل حالياً على مسلسل مهم للعام القادم عن رواية حداد (جنود الله).

وتأتي رواية جنود الله رصداً للتحول الكبير الذي دهم العالم بعد انهيار اليسار كسلطة سياسية داعمة للفكر اليساري المتوزع في جميع أنحاء العالم، ومع أفول السلطة اليسارية ترهل الفكر- وإن مؤقتاً- ليبدأ الفكر الإيديولوجي المقابل بالانتشار والانتشار الفظيع مستغلاً أخطاء اليسار فكراً وسلطة، وهذه الأخطاء لا تزال موجودة في بقايا اليسار حتى اليوم، ومستغلاً كذلك ما حققته الميديا في صراع رأس المال مع اليسار الذي انتهى بانتصار مبدئي لرأس المال والأيديولوجيات اليمينية والدينية.. وقد يكون ما جاء به حداد في روايته مرثية للفكر اليساري، فالشخصية الرئيسية الأبوية تنتمي إلى الفكر اليساري أو الماركسي بصورة أدق، ليبدأ التحول المزعج في حياتها، وتكون البداية من الزوجة اليسارية أصلاً التي دفعها خوف العجائز عندما تبلغ مرحلة عمرية محددة إلى اختيار بعد آخر لا علاقة له باليسار، فقبلت لنفسها ما لم تقبله لابنتها، وبغية حماية ابنتها تم التحول في حياة المرأة التي عاشت اليسارية في أقصى درجاتها كما يتحدث الرجل زوجها.

ولا شك في أن فواز حداد نجح أيما نجاح في حديثه عن ضياع الأيديولوجيا وضياع العمر وفق معادلة ضياع العمر في البحث عن أفكار ومواقع وأشياء.

  • فريق ماسة
  • 2010-12-08
  • 8815
  • من الأرشيف

"جنود الله" بين يدي نجدة أنزور

صدرت مؤخراً رواية للكاتب السوري فواز حداد باسم «جنود الله» في حزيران 2010 عن دار رياض الريس في بيروت، و فواز حداد قد يكون من القلة الذين ينتظر القراء أعمالهم الروائية فبعد أن تعذر العثور على الرواية في المكتبات، كان مدخله إليه من خلال الأستاذ المخرج نجدة أنزور حيث يعمل حالياً على مسلسل مهم للعام القادم عن رواية حداد (جنود الله). وتأتي رواية جنود الله رصداً للتحول الكبير الذي دهم العالم بعد انهيار اليسار كسلطة سياسية داعمة للفكر اليساري المتوزع في جميع أنحاء العالم، ومع أفول السلطة اليسارية ترهل الفكر- وإن مؤقتاً- ليبدأ الفكر الإيديولوجي المقابل بالانتشار والانتشار الفظيع مستغلاً أخطاء اليسار فكراً وسلطة، وهذه الأخطاء لا تزال موجودة في بقايا اليسار حتى اليوم، ومستغلاً كذلك ما حققته الميديا في صراع رأس المال مع اليسار الذي انتهى بانتصار مبدئي لرأس المال والأيديولوجيات اليمينية والدينية.. وقد يكون ما جاء به حداد في روايته مرثية للفكر اليساري، فالشخصية الرئيسية الأبوية تنتمي إلى الفكر اليساري أو الماركسي بصورة أدق، ليبدأ التحول المزعج في حياتها، وتكون البداية من الزوجة اليسارية أصلاً التي دفعها خوف العجائز عندما تبلغ مرحلة عمرية محددة إلى اختيار بعد آخر لا علاقة له باليسار، فقبلت لنفسها ما لم تقبله لابنتها، وبغية حماية ابنتها تم التحول في حياة المرأة التي عاشت اليسارية في أقصى درجاتها كما يتحدث الرجل زوجها. ولا شك في أن فواز حداد نجح أيما نجاح في حديثه عن ضياع الأيديولوجيا وضياع العمر وفق معادلة ضياع العمر في البحث عن أفكار ومواقع وأشياء.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة