وجه وزير الإعلام محسن بلال انتقادات قاسية لبعض المؤسسات الإعلامية التابعة لوزارته، بحضور مديريها، بسبب القصور في أداء بعض موظفيها وافتقادها للكوادر المؤهلة «ففي التلفزيون هناك سائقون تحولوا إلى مصورين» دون أن يملكوا الأهلية اللازمة لممارسة هذه المهنة.

وفي حوار مفتوح أجراه مع طلبة كلية الإعلام بجامعة دمشق تحت عنوان «خريج الإعلام وميدان العمل» حثَّ بلال الطلبة على «التدريب وصقل مواهبهم فالأهل يحبون الولد الكدع والحربوق واللي قد حالو واللي بينفد من خرم الإبرة»، مشيراً إلى أنه «عندما نراكم مقدامين وتملكون ديناميكية ونشاطاً فتأكدوا أننا سنساعدكم، أما إذا كنتم رِجل لورا ورِجل لقدام فإن الأهل لا يقبلون بالولد اللي عايف حالو». وخاطب بلال طلبة الإعلام بقوله: لا تتحرجوا من المسؤول بل أحرجوه، فالإعلامي المتمكن يخاف منه المسؤولون، مؤكداً أن على الصحفي «ممارسة مهنته كالمقاتل وهنا يكمن الفرق بين عقلية الصحفي الذي يعتبر نفسه موظفاً ينتظر راتبه نهاية الشهر وبين الصحفي الذي يريد أن يكون مهنياً ويبني مستقبلاً مشرقاً له».

وفي انتقاد واضح لأداء الإعلام الرسمي قال بلال: إن هذا الأداء «لم يرتق للأداء السياسي للقيادة السورية ولمستوى موقع سورية الإقليمي والدولي» قبل أن يستدرك بالقول: إن «أي إعلام لا يمكن له أن يرتقي لهذا الأداء والمستوى».

وتحدث بلال عن نقص في الكوادر المؤهلة في المؤسسات الإعلامية الحكومية «فأمامنا تحدٍ مطروح هو كيفية بناء كادر إعلامي متمكن، فقد أغلقنا جريدة «سيريا تايمز» منذ سنتين لعدم توافر كوادر تكتب وتنطق بالإنكليزية».

وأشار بلال إلى صحفية تعمل في إحدى الصحف الرسمية نشرت كلاماً زاعمة أن وزير الثقافة رياض نعسان آغا قاله في أحد المؤتمرات الدولية في حين أن نعسان آغا «اتصل بي هاتفياً نافياً أن يكون ما نشرته الصحفية قد قاله».

وأشار بلال إلى أن الصحفية بررت فعلتها بأن «وزير الثقافة ألقى كلمته بالإنكليزية وأنا لا أجيد هذه اللغة فكتبتُ ما توقعتُ أن الوزير سيقوله».

وتطرق بلال إلى الوضع في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون «فنحن بصدد التجديد (في عملها الإعلامي) فالمخرج ليس مخرجاً، والمصور ليس مصوراً، وعامل الإضاءة ليس عامل إضاءة، ليس لدينا مختصون بالتصوير والإضاءة» موضحاً أن «لدينا في التلفزيون سائقين ترقوا وصاروا مصورين». ورداً على سؤال من أحد الطلبة عن عدم تطرق الإعلام الرسمي إلا للأمور الإيجابية وتجاهله للسلبيات قال بلال: غير صحيح (رددها ثلاثاً)، فكل يوم ثلاثاء أثناء جلسة الحكومة الأسبوعية أدافع عن الصحفيين وتقوم القيامة عليَّ (من قبل الحاضرين في الجلسة) بسبب هذا الدفاع.

وفي اللقاء الذي وصفه بأنه «أخوي وصريح وأُسروي» تحدث بلال عن أهمية أن يتقبل المسؤول فكرة أنه سيغادر منصبه يوماً ما، ودعا للقبول بوجود منافسة شريفة على المناصب الوزارية «فالبعض يقول لي: هذا وذاك يرغبون في تولي وزارة الإعلام فأقول لهم: صحتين على قلبهم».

  • فريق ماسة
  • 2010-12-08
  • 10446
  • من الأرشيف

محسن بلال ينتقد المؤسسات الإعلامية لافتقادها الكوادر المؤهلة

وجه وزير الإعلام محسن بلال انتقادات قاسية لبعض المؤسسات الإعلامية التابعة لوزارته، بحضور مديريها، بسبب القصور في أداء بعض موظفيها وافتقادها للكوادر المؤهلة «ففي التلفزيون هناك سائقون تحولوا إلى مصورين» دون أن يملكوا الأهلية اللازمة لممارسة هذه المهنة. وفي حوار مفتوح أجراه مع طلبة كلية الإعلام بجامعة دمشق تحت عنوان «خريج الإعلام وميدان العمل» حثَّ بلال الطلبة على «التدريب وصقل مواهبهم فالأهل يحبون الولد الكدع والحربوق واللي قد حالو واللي بينفد من خرم الإبرة»، مشيراً إلى أنه «عندما نراكم مقدامين وتملكون ديناميكية ونشاطاً فتأكدوا أننا سنساعدكم، أما إذا كنتم رِجل لورا ورِجل لقدام فإن الأهل لا يقبلون بالولد اللي عايف حالو». وخاطب بلال طلبة الإعلام بقوله: لا تتحرجوا من المسؤول بل أحرجوه، فالإعلامي المتمكن يخاف منه المسؤولون، مؤكداً أن على الصحفي «ممارسة مهنته كالمقاتل وهنا يكمن الفرق بين عقلية الصحفي الذي يعتبر نفسه موظفاً ينتظر راتبه نهاية الشهر وبين الصحفي الذي يريد أن يكون مهنياً ويبني مستقبلاً مشرقاً له». وفي انتقاد واضح لأداء الإعلام الرسمي قال بلال: إن هذا الأداء «لم يرتق للأداء السياسي للقيادة السورية ولمستوى موقع سورية الإقليمي والدولي» قبل أن يستدرك بالقول: إن «أي إعلام لا يمكن له أن يرتقي لهذا الأداء والمستوى». وتحدث بلال عن نقص في الكوادر المؤهلة في المؤسسات الإعلامية الحكومية «فأمامنا تحدٍ مطروح هو كيفية بناء كادر إعلامي متمكن، فقد أغلقنا جريدة «سيريا تايمز» منذ سنتين لعدم توافر كوادر تكتب وتنطق بالإنكليزية». وأشار بلال إلى صحفية تعمل في إحدى الصحف الرسمية نشرت كلاماً زاعمة أن وزير الثقافة رياض نعسان آغا قاله في أحد المؤتمرات الدولية في حين أن نعسان آغا «اتصل بي هاتفياً نافياً أن يكون ما نشرته الصحفية قد قاله». وأشار بلال إلى أن الصحفية بررت فعلتها بأن «وزير الثقافة ألقى كلمته بالإنكليزية وأنا لا أجيد هذه اللغة فكتبتُ ما توقعتُ أن الوزير سيقوله». وتطرق بلال إلى الوضع في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون «فنحن بصدد التجديد (في عملها الإعلامي) فالمخرج ليس مخرجاً، والمصور ليس مصوراً، وعامل الإضاءة ليس عامل إضاءة، ليس لدينا مختصون بالتصوير والإضاءة» موضحاً أن «لدينا في التلفزيون سائقين ترقوا وصاروا مصورين». ورداً على سؤال من أحد الطلبة عن عدم تطرق الإعلام الرسمي إلا للأمور الإيجابية وتجاهله للسلبيات قال بلال: غير صحيح (رددها ثلاثاً)، فكل يوم ثلاثاء أثناء جلسة الحكومة الأسبوعية أدافع عن الصحفيين وتقوم القيامة عليَّ (من قبل الحاضرين في الجلسة) بسبب هذا الدفاع. وفي اللقاء الذي وصفه بأنه «أخوي وصريح وأُسروي» تحدث بلال عن أهمية أن يتقبل المسؤول فكرة أنه سيغادر منصبه يوماً ما، ودعا للقبول بوجود منافسة شريفة على المناصب الوزارية «فالبعض يقول لي: هذا وذاك يرغبون في تولي وزارة الإعلام فأقول لهم: صحتين على قلبهم».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة