لا توفّر مملكة آل سعود جهداً أو مالاً أو ترهيباً أو ترغيباً إلّا وتمارسه على وسائل الإعلام العربية والعالمية،  حتى يتسنّى لها قتل أهل اليمن وتدمير مدنه ومحو معالمه «على السكت». وفي سبيل ذلك، ينبغي إخراس كل ما يشتمّ منه اعتراض على عدوانها أو حتى نقل صوت اعتراضي، ولو على طريقة «ناقل الكفر ليس بكافر»

 

منذ أيام، ومملكة القمع تشنّ هجوماً شرساً على كلّ الأصوات الحرّة ووسائل الإعلام المتحرّرة من المال النفطي (على قلّتها) من موريتانيا إلى تونس والجزائر ومصر ولبنان، بغاية إسكاتها وفرض التعتيم على الجريمة «العربية» في اليمن. وحين لا تنفع «حقائب» الدولارات، يجرّب «النفطيون» التهديد الذي لا حدود له في معركة كمّ الأفواه، والاعتداءات اللفظية والتحريض والوعيد، وهجومات القرصنة على موقع «الأخبار» خير مثالٍ على ذلك.

ومع كلّ النفخ والتجميل للعدوان السعودي على اليمن، الذي تمارسه الوسائل الإعلامية التي «روّضها» السعوديون، أثار نقل تلفزيون لبنان الرسمي لمقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع قناة «الإخبارية السورية»، أول من أمس»، حفيظة «المندوب السامي» السعودي في لبنان السفير علي عواض العسيري.

 

كلمة حقّ وموقف سياسي مسؤول عنه صاحبه، وليس تلفزيون لبنان، دفعت العسيري إلى قلب الدنيا على رأس وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج، في حملة منظمة بدأها الموقع الرسمي لحزب القوات اللبنانية للتحريض على التلفزيون، شاشة كلّ اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، أو هكذا يجب أن يكون!

ولم يشف غليل المفوّض السامي تصريح جريج خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح أمس، مع أنه تملّص قدر الإمكان من خطوة تلفزيون لبنان، بل سرّب إلى وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن وزير الإعلام اللبناني قدّم اعتذاراً إلى السعودية على «جريمة» نقل مقابلة مع نصرالله، مع أنه يمثّل جزءاً من اللبنانيين، على أقل تقدير يتجاوز حجم الجزء الذي يمثّله رئيس القوات سمير جعجع، الذي يبثّ تلفزيون لبنان بشكل دوري خطبه المكرّرة بعد كلّ تأجيل لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

وذكرت «واس»، فضلاً عن الاعتذار، أن «وزير الإعلام وعد بإجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور»!

وزير الإعلام بدوره، قال في اتصال مع «الأخبار» إنه لم ينم ليل أوّل من أمس من كثرة الاتصالات والمراجعات بسبب نقل تلفزيون لبنان لمقابلة نصرالله.

 

 

عسيري يعترض على بث تلفزيون لبنان مقابلة نصرالله وجريج يعتذر عن «الجريمة»!

ومع أنه كرّر موقفه في المؤتمر الصحافي، عن أن «في لبنان مساحة لجميع القوى السياسية للتعبير عن مواقفها، ولبنان مكان للحريات السياسية والإعلامية»، وضع جريج الاعتذار من العسيري في سياق «الظروف»، وتحت خانة «خطأ تلفزيون لبنان بنقل المقابلة عن الإخبارية السورية». وبحسب الوزير: «لو أرفقوا البثّ (تلفزيون لبنان) بالإشارة إلى أن النقل هو عن تلفزيون المنار، فلا مشكلة، لكن المشكلة في مسألة النقل عن الإخبارية السورية، التي يمنعنا النأي بالنفس من التواصل معها». ويقول الوزير أيضاً إن «المملكة العربية السعودية تدعمنا بالمال، ولدينا لبنانيون يعيشون في الخليج، ونحن لا نستطيع الآن في هذه الظروف أن نزعلها ونزيد التشنّج».

مصادر في تلفزيون لبنان أكّدت لـ«الأخبار» أن «من صلب واجبات التلفزيون الرسمي الابتعاد عن القضايا الخلافية وأن يكون متوازناً بين مختلف التوجهات السياسية في البلد». ورفضت المصادر الانتقادات الموجهة إلى التلفزيون، مشيرة إلى أن «من اتخذ قرار بث مقابلة السيد نصرالله هو مدير الأخبار صائب دياب المعروف بقربه من فريق 14 آذار»، لافتة إلى أن «التلفزيون، في السنوات القليلة الماضية، كان أكثر انحيازاً إلى فريق 14 آذار وسياساته، وأن توجهاً بدأ قبل شهرين لاتباع سياسة أكثر توازناً». فالتلفزيون نقل شهادة السنيورة في المحكمة الدولية على مدى أربعة أيام متواصلة ومن دون أي انقطاع، مع كل ما تضمنته الشهادة من اتهامات لحزب الله، كما أجرى عشية الاحتفال بذكرى 14 شباط مقابلات خاصة مع 30 شخصية من فريق 14 آذار، بُثّت على مدى عدة أيام، وتضمّنت مواقف سياسية حادة تجاه الحزب. ولدى وفاة العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، نقل التلفزيون وقائع التشييع وتقبّل التعازي من السعودية ومن سفارتها على مدى يومين، رغم أن الحدث غير محلي، كذلك بثّ مقابلتين  سعد الحريري مع وكالة «رويترز» ومع قناة الإخبارية السعودية بشكل كامل. وهو ينقل، بشكل كامل ودوري، مؤتمرات جعجع الصحافية بعد كل جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، علماً بأنه في مؤتمره الأخير وجّه اتهامات حادة لإيران أكثر مما تحدث عن رئاسة الجمهورية. وذكّرت المصادر بأن «سيارات البث المباشر التابعة للتلفزيون كانت تنقل دائماً مباشرة فعاليات السفارة السعودية، حتى في ما يتعلق بتوزيع مساعدات إغاثية».

أما في ما يتعلق بإثارة جريج الموضوع من ناحية الاتصال بـ«الإخبارية السورية»، فأشارت المصادر إلى أنه «لا توجد مقاطعة إعلامية لبنانية لسوريا. وكل القنوات التلفزيونية تبث الصور التي تنقلها القنوات الرسمية السورية التي لها الحق الحصري في نقل صور المسؤولين السوريين».

بدروه، استغرب مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف «تكبير الأمر»، مشيراً في اتصال مع «الأخبار» إلى أن « تلفزيون لبنان هو تلفزيون كل اللبنانيين، وينبغي أن يكون متوازناً. وبث المقابلة هو جزء بسيط من عملية تحقيق التوازن». وأكّد أنه زار مدير عام التلفزيون طلال المقدسي وأثار معه التغطية الإعلامية المنحازة للتلفزيون، و«قدمنا له لائحة طويلة من التغطيات غير المتوازنة للأحداث، وطلبنا منه أن يكون التلفزيون أكثر عدالة. لكن هذا جرى قبل فترة طويلة من قرار إعطاء السيد نصرالله مقابلة للتلفزيون السوري، وحتى قبل العدوان على اليمن». ورأى أن إثارة السفير السعودي الأمر «دليل على غيظ السعوديين من أي انتقاد في أي مكان في العالم يكشف جرائم عدوانهم. الأمر لا يتعلق لا بالاخبارية السورية ولا بأصل بث مقابلة السيد نصرالله، بل يتعلق أساساً بالكلام الذي قيل عن السعودية».

وفي الوقت الذي تحدّثت فيه بعض وسائل الإعلام عن نية وزير العمل سجعان قزّي طرح المسألة اليوم في جلسة مجلس الوزراء، أكّد قزّي لـ«الأخبار» أنه «ليس في وارد فتح الموضوع، وهو ليس من اختصاصه، وهذا الأمر محض افتراء». كذلك أكد جريج أن «الموضوع انتهى، ولا أعتقد أن أحداً سيفتح الموضوع اليوم خلال الجلسة».

  • فريق ماسة
  • 2015-04-07
  • 12747
  • من الأرشيف

نصرالله ممنوع على تلفزيون لبنان!....السعودية تقمع في لبنان ووزير الإعلام يعتذر!

لا توفّر مملكة آل سعود جهداً أو مالاً أو ترهيباً أو ترغيباً إلّا وتمارسه على وسائل الإعلام العربية والعالمية،  حتى يتسنّى لها قتل أهل اليمن وتدمير مدنه ومحو معالمه «على السكت». وفي سبيل ذلك، ينبغي إخراس كل ما يشتمّ منه اعتراض على عدوانها أو حتى نقل صوت اعتراضي، ولو على طريقة «ناقل الكفر ليس بكافر»   منذ أيام، ومملكة القمع تشنّ هجوماً شرساً على كلّ الأصوات الحرّة ووسائل الإعلام المتحرّرة من المال النفطي (على قلّتها) من موريتانيا إلى تونس والجزائر ومصر ولبنان، بغاية إسكاتها وفرض التعتيم على الجريمة «العربية» في اليمن. وحين لا تنفع «حقائب» الدولارات، يجرّب «النفطيون» التهديد الذي لا حدود له في معركة كمّ الأفواه، والاعتداءات اللفظية والتحريض والوعيد، وهجومات القرصنة على موقع «الأخبار» خير مثالٍ على ذلك. ومع كلّ النفخ والتجميل للعدوان السعودي على اليمن، الذي تمارسه الوسائل الإعلامية التي «روّضها» السعوديون، أثار نقل تلفزيون لبنان الرسمي لمقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع قناة «الإخبارية السورية»، أول من أمس»، حفيظة «المندوب السامي» السعودي في لبنان السفير علي عواض العسيري.   كلمة حقّ وموقف سياسي مسؤول عنه صاحبه، وليس تلفزيون لبنان، دفعت العسيري إلى قلب الدنيا على رأس وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج، في حملة منظمة بدأها الموقع الرسمي لحزب القوات اللبنانية للتحريض على التلفزيون، شاشة كلّ اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية، أو هكذا يجب أن يكون! ولم يشف غليل المفوّض السامي تصريح جريج خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده صباح أمس، مع أنه تملّص قدر الإمكان من خطوة تلفزيون لبنان، بل سرّب إلى وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن وزير الإعلام اللبناني قدّم اعتذاراً إلى السعودية على «جريمة» نقل مقابلة مع نصرالله، مع أنه يمثّل جزءاً من اللبنانيين، على أقل تقدير يتجاوز حجم الجزء الذي يمثّله رئيس القوات سمير جعجع، الذي يبثّ تلفزيون لبنان بشكل دوري خطبه المكرّرة بعد كلّ تأجيل لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية. وذكرت «واس»، فضلاً عن الاعتذار، أن «وزير الإعلام وعد بإجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور»! وزير الإعلام بدوره، قال في اتصال مع «الأخبار» إنه لم ينم ليل أوّل من أمس من كثرة الاتصالات والمراجعات بسبب نقل تلفزيون لبنان لمقابلة نصرالله.     عسيري يعترض على بث تلفزيون لبنان مقابلة نصرالله وجريج يعتذر عن «الجريمة»! ومع أنه كرّر موقفه في المؤتمر الصحافي، عن أن «في لبنان مساحة لجميع القوى السياسية للتعبير عن مواقفها، ولبنان مكان للحريات السياسية والإعلامية»، وضع جريج الاعتذار من العسيري في سياق «الظروف»، وتحت خانة «خطأ تلفزيون لبنان بنقل المقابلة عن الإخبارية السورية». وبحسب الوزير: «لو أرفقوا البثّ (تلفزيون لبنان) بالإشارة إلى أن النقل هو عن تلفزيون المنار، فلا مشكلة، لكن المشكلة في مسألة النقل عن الإخبارية السورية، التي يمنعنا النأي بالنفس من التواصل معها». ويقول الوزير أيضاً إن «المملكة العربية السعودية تدعمنا بالمال، ولدينا لبنانيون يعيشون في الخليج، ونحن لا نستطيع الآن في هذه الظروف أن نزعلها ونزيد التشنّج». مصادر في تلفزيون لبنان أكّدت لـ«الأخبار» أن «من صلب واجبات التلفزيون الرسمي الابتعاد عن القضايا الخلافية وأن يكون متوازناً بين مختلف التوجهات السياسية في البلد». ورفضت المصادر الانتقادات الموجهة إلى التلفزيون، مشيرة إلى أن «من اتخذ قرار بث مقابلة السيد نصرالله هو مدير الأخبار صائب دياب المعروف بقربه من فريق 14 آذار»، لافتة إلى أن «التلفزيون، في السنوات القليلة الماضية، كان أكثر انحيازاً إلى فريق 14 آذار وسياساته، وأن توجهاً بدأ قبل شهرين لاتباع سياسة أكثر توازناً». فالتلفزيون نقل شهادة السنيورة في المحكمة الدولية على مدى أربعة أيام متواصلة ومن دون أي انقطاع، مع كل ما تضمنته الشهادة من اتهامات لحزب الله، كما أجرى عشية الاحتفال بذكرى 14 شباط مقابلات خاصة مع 30 شخصية من فريق 14 آذار، بُثّت على مدى عدة أيام، وتضمّنت مواقف سياسية حادة تجاه الحزب. ولدى وفاة العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، نقل التلفزيون وقائع التشييع وتقبّل التعازي من السعودية ومن سفارتها على مدى يومين، رغم أن الحدث غير محلي، كذلك بثّ مقابلتين  سعد الحريري مع وكالة «رويترز» ومع قناة الإخبارية السعودية بشكل كامل. وهو ينقل، بشكل كامل ودوري، مؤتمرات جعجع الصحافية بعد كل جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، علماً بأنه في مؤتمره الأخير وجّه اتهامات حادة لإيران أكثر مما تحدث عن رئاسة الجمهورية. وذكّرت المصادر بأن «سيارات البث المباشر التابعة للتلفزيون كانت تنقل دائماً مباشرة فعاليات السفارة السعودية، حتى في ما يتعلق بتوزيع مساعدات إغاثية». أما في ما يتعلق بإثارة جريج الموضوع من ناحية الاتصال بـ«الإخبارية السورية»، فأشارت المصادر إلى أنه «لا توجد مقاطعة إعلامية لبنانية لسوريا. وكل القنوات التلفزيونية تبث الصور التي تنقلها القنوات الرسمية السورية التي لها الحق الحصري في نقل صور المسؤولين السوريين». بدروه، استغرب مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف «تكبير الأمر»، مشيراً في اتصال مع «الأخبار» إلى أن « تلفزيون لبنان هو تلفزيون كل اللبنانيين، وينبغي أن يكون متوازناً. وبث المقابلة هو جزء بسيط من عملية تحقيق التوازن». وأكّد أنه زار مدير عام التلفزيون طلال المقدسي وأثار معه التغطية الإعلامية المنحازة للتلفزيون، و«قدمنا له لائحة طويلة من التغطيات غير المتوازنة للأحداث، وطلبنا منه أن يكون التلفزيون أكثر عدالة. لكن هذا جرى قبل فترة طويلة من قرار إعطاء السيد نصرالله مقابلة للتلفزيون السوري، وحتى قبل العدوان على اليمن». ورأى أن إثارة السفير السعودي الأمر «دليل على غيظ السعوديين من أي انتقاد في أي مكان في العالم يكشف جرائم عدوانهم. الأمر لا يتعلق لا بالاخبارية السورية ولا بأصل بث مقابلة السيد نصرالله، بل يتعلق أساساً بالكلام الذي قيل عن السعودية». وفي الوقت الذي تحدّثت فيه بعض وسائل الإعلام عن نية وزير العمل سجعان قزّي طرح المسألة اليوم في جلسة مجلس الوزراء، أكّد قزّي لـ«الأخبار» أنه «ليس في وارد فتح الموضوع، وهو ليس من اختصاصه، وهذا الأمر محض افتراء». كذلك أكد جريج أن «الموضوع انتهى، ولا أعتقد أن أحداً سيفتح الموضوع اليوم خلال الجلسة».

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة