تعرض الفلسطيني ربيع حمدونة، من سكان قطاع غزة، إلى أقسى تجربة في حياته، ليس بسبب فقدان منزل العائلة الذي دمرته القوات الإسرائيلية، في عدوانها الأخير على القطاع، بل لقبوله بيع لوحة فنية بأقل من ٢٠٠ دولار، والحال أنه يمكن أن تجلب له الملايين، بما أنها إحدى أعمال الفنان البريطاني الشهير، والمجهول في آن، بانكسي، وفق ما أوردت وكالات.

 

وتعود قصة ربيع مع لوحة "الغرافتي" التي رسمها بانكسي، إلى ما بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتهدم بيته، ولم يبق قائماً من المسكن المتداعي غير بابه الحديدي العريض، وتزامن ذلك مع زيارة بانكسي، للقطاع المنكوب، ورسمه لواحدة من أجمل أعماله على الباب المعدني.

 

وفي فبراير( شباط) نشر رسام الغرافتي بانكسي، على الانترنت قائمة الأعمال التي نفذها في غزة، بما فيها لوحة نيوبي، الشخصية الأسطورية اليونانية، ما لفت انتباه بعض العارفين إلى الأعمال التي نفذها وخلفها الرسام في غزة.

 

ولم تمض سوى بضع أيام، حتى اتصل فلسطيني آخر بربيع عارضاً عليه مبلغ ٧٠٠ شيكل إسرائيلي، ١٧٠ دولاراً، وزاعماً أنه يعمل لفائدة وكالة دولية نفذت الأعمال الفنية بما فيها الباب الحديدي، لمنزل ربيع، وأنها قررت استعادة هذه الأعمال بعد دفع تعويض مناسب لأصحابها، ليوافق ربيع على الفور على المبلغ ويسلمه الباب، وليختفي المصور الصحافي الفلسطيني، الذي ادعى أنه يسمى بلال خالد، من غزة.

   

ولكن القصة انتشرت، ليكتشف ربيع أن لوحات بانكسي تساوي ملايين الدولارات، وأن آخر أعماله المباعة في مزاد علني فني، بيعت بأكثر من مليون دولار، عرف ربيع أنه وقع ضحية متحيل خبير، حرمه فرصة العمر، والحصول على بيت جديد له ولعائلته مثلاً، وهو الذي اضطر إلى استئجار بيت جديد بعد تهديم بيته القديم، أو على الأقل تحويلها إلى معلم في غزة: "يأتي الناس من العالم بأسره لمشاهدة هذا العمل الفريد، كما أراد صاحبه الفنان بانكسي".

 

وبعد انتشار قصة ربيع، يحاول عدد من الفلسطينيين مساعدة ربيع، بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستعادة اللوحة، أو الوصول إلى المتحيل، مستندين إلى المعلومات البسيطة التي بحوزتهم عن شخصية المصور الصحافي، الذي عمل على ما يبدو لفائدة وكالة الأناضول التركية.

  • فريق ماسة
  • 2015-04-03
  • 11508
  • من الأرشيف

ما قصة الفلسطيني الذي ربح 170 دولار وخسر الملايين..؟!

تعرض الفلسطيني ربيع حمدونة، من سكان قطاع غزة، إلى أقسى تجربة في حياته، ليس بسبب فقدان منزل العائلة الذي دمرته القوات الإسرائيلية، في عدوانها الأخير على القطاع، بل لقبوله بيع لوحة فنية بأقل من ٢٠٠ دولار، والحال أنه يمكن أن تجلب له الملايين، بما أنها إحدى أعمال الفنان البريطاني الشهير، والمجهول في آن، بانكسي، وفق ما أوردت وكالات.   وتعود قصة ربيع مع لوحة "الغرافتي" التي رسمها بانكسي، إلى ما بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتهدم بيته، ولم يبق قائماً من المسكن المتداعي غير بابه الحديدي العريض، وتزامن ذلك مع زيارة بانكسي، للقطاع المنكوب، ورسمه لواحدة من أجمل أعماله على الباب المعدني.   وفي فبراير( شباط) نشر رسام الغرافتي بانكسي، على الانترنت قائمة الأعمال التي نفذها في غزة، بما فيها لوحة نيوبي، الشخصية الأسطورية اليونانية، ما لفت انتباه بعض العارفين إلى الأعمال التي نفذها وخلفها الرسام في غزة.   ولم تمض سوى بضع أيام، حتى اتصل فلسطيني آخر بربيع عارضاً عليه مبلغ ٧٠٠ شيكل إسرائيلي، ١٧٠ دولاراً، وزاعماً أنه يعمل لفائدة وكالة دولية نفذت الأعمال الفنية بما فيها الباب الحديدي، لمنزل ربيع، وأنها قررت استعادة هذه الأعمال بعد دفع تعويض مناسب لأصحابها، ليوافق ربيع على الفور على المبلغ ويسلمه الباب، وليختفي المصور الصحافي الفلسطيني، الذي ادعى أنه يسمى بلال خالد، من غزة.     ولكن القصة انتشرت، ليكتشف ربيع أن لوحات بانكسي تساوي ملايين الدولارات، وأن آخر أعماله المباعة في مزاد علني فني، بيعت بأكثر من مليون دولار، عرف ربيع أنه وقع ضحية متحيل خبير، حرمه فرصة العمر، والحصول على بيت جديد له ولعائلته مثلاً، وهو الذي اضطر إلى استئجار بيت جديد بعد تهديم بيته القديم، أو على الأقل تحويلها إلى معلم في غزة: "يأتي الناس من العالم بأسره لمشاهدة هذا العمل الفريد، كما أراد صاحبه الفنان بانكسي".   وبعد انتشار قصة ربيع، يحاول عدد من الفلسطينيين مساعدة ربيع، بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستعادة اللوحة، أو الوصول إلى المتحيل، مستندين إلى المعلومات البسيطة التي بحوزتهم عن شخصية المصور الصحافي، الذي عمل على ما يبدو لفائدة وكالة الأناضول التركية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة