فرصة أخرى من المتوقع أن تنالها مفاوضات التسوية في مخيم اليرموك (جنوب دمشق) بالتوازي مع الرغبة التي يبديها مقاتلو «النصرة» للانسحاب منه. فيما كان الجيش السوري قد وسَّع من نطاق اشتباكاته المباشرة ضد مقاتلي «داعش» على مساحة سوريا

 أحمد حسان - الاخبار -ريف دمشق | وضعت تطورات بلدة بيت سحم (ريف دمشق الجنوبي)، التي أجبرت فيها «جبهة النصرة» على الانسحاب نحو مخيم اليرموك، مقاتلي التنظيم في «ورطةٍ كبرى»؛ فبعد دخولها إلى المخيم، قوبلت «النصرة» باشتباكات عنيفة خاضتها مع الجيش السوري، والفصائل الفلسطينية المقاتلة إلى جانبه، يوم أمس، في كلٍّ من شارع الثلاثين والمخيم، ما أدى إلى سقوط العشرات من عناصرها بين قتيلٍ وجريح.

 وتكمن «ورطة النصرة»، حسب مصادر محلية في اليرموك، بأنها لدى دخولها إليه «كانت تعتقد أن إقامتها ستكون فترة إعادة تنظيم وتخطيط، قبل أن تفاجأ بواقع الاشتباك المستمر الذي يسود المخيم، خصوصاً في المناطق الشمالية والشرقية التي دخلتها». ومع انسداد الأفق أمام عودتها إلى مناطق أخرى في جنوب دمشق، كببيلا وبيت سحم، يبقى خيار الانسحاب من اليرموك نحو مناطق «أقل احتداماً في الاشتباكات»، كالحجر الأسود، هو الخيار الأفضل أمامها.

في هذا السياق، من المتوقع أن يجري اليوم، الخميس، توقيع اتفاق نهائي لتشكيل «اللجنة الأمنية» الثلاثية المشتركة في اليرموك، التي من مهماتها البدء بتنفيذ اتفاق «تحييد المخيم». وكشفت مصادر عسكرية فلسطينية، في حديثٍ مع «الأخبار»، عن «مؤشراتٍ كان قد نقلها تنظيم «أكناف بيت المقدس» إلى فصائل من منظمة التحرير تفيد بأنه و«النصرة» على استعدادٍ لإنعاش اتفاق تحييد المخيم، وهو ما نتجت منه اتصالات سريعة لتنسيق اجتماعٍ سريع يوم غد (اليوم) للجنة الأمنية المشتركة» التي تضم ممثلين عن الدولة السورية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل المسلحة في اليرموك.

في موازاة ذلك، وسَّع الجيش السوري، يوم أمس، من مساحات اشتباكاته المباشرة ضد مقاتلي «داعش» في أكثر من محافظة سورية. ففيما تلقّى مقاتلو التنظيم ضربةً موجعة، عكستها خسائره، التي قدِّرت بأكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، خلال الاشتباكات التي خاضها مع الجيش السوري في مطلع الطيبة، في الريف الشرقي من محافظة حمص، كانت وحدات الجيش قد بادرت بالاشتباك مع مقاتليه في قرية الجفرة والحويقة والصناعة والشولا بريف دير الزور، في وقتٍ كثَّف فيه من غاراته الجوية على مقارّ التنظيم وتحركات مقاتليه في قرية حزيمة، بمحافظة الرقة، وفي القلمون الغربي والجرود الواقعة بالقرب من الحدود السورية ـ اللبنانية، ما أوقع خسائر فادحة تلقاها التنظيم خلال يومٍ كامل.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-18
  • 11563
  • من الأرشيف

اليرموك يقلق «النصرة»... والجيش يوسّع قتال «داعش»

فرصة أخرى من المتوقع أن تنالها مفاوضات التسوية في مخيم اليرموك (جنوب دمشق) بالتوازي مع الرغبة التي يبديها مقاتلو «النصرة» للانسحاب منه. فيما كان الجيش السوري قد وسَّع من نطاق اشتباكاته المباشرة ضد مقاتلي «داعش» على مساحة سوريا  أحمد حسان - الاخبار -ريف دمشق | وضعت تطورات بلدة بيت سحم (ريف دمشق الجنوبي)، التي أجبرت فيها «جبهة النصرة» على الانسحاب نحو مخيم اليرموك، مقاتلي التنظيم في «ورطةٍ كبرى»؛ فبعد دخولها إلى المخيم، قوبلت «النصرة» باشتباكات عنيفة خاضتها مع الجيش السوري، والفصائل الفلسطينية المقاتلة إلى جانبه، يوم أمس، في كلٍّ من شارع الثلاثين والمخيم، ما أدى إلى سقوط العشرات من عناصرها بين قتيلٍ وجريح.  وتكمن «ورطة النصرة»، حسب مصادر محلية في اليرموك، بأنها لدى دخولها إليه «كانت تعتقد أن إقامتها ستكون فترة إعادة تنظيم وتخطيط، قبل أن تفاجأ بواقع الاشتباك المستمر الذي يسود المخيم، خصوصاً في المناطق الشمالية والشرقية التي دخلتها». ومع انسداد الأفق أمام عودتها إلى مناطق أخرى في جنوب دمشق، كببيلا وبيت سحم، يبقى خيار الانسحاب من اليرموك نحو مناطق «أقل احتداماً في الاشتباكات»، كالحجر الأسود، هو الخيار الأفضل أمامها. في هذا السياق، من المتوقع أن يجري اليوم، الخميس، توقيع اتفاق نهائي لتشكيل «اللجنة الأمنية» الثلاثية المشتركة في اليرموك، التي من مهماتها البدء بتنفيذ اتفاق «تحييد المخيم». وكشفت مصادر عسكرية فلسطينية، في حديثٍ مع «الأخبار»، عن «مؤشراتٍ كان قد نقلها تنظيم «أكناف بيت المقدس» إلى فصائل من منظمة التحرير تفيد بأنه و«النصرة» على استعدادٍ لإنعاش اتفاق تحييد المخيم، وهو ما نتجت منه اتصالات سريعة لتنسيق اجتماعٍ سريع يوم غد (اليوم) للجنة الأمنية المشتركة» التي تضم ممثلين عن الدولة السورية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل المسلحة في اليرموك. في موازاة ذلك، وسَّع الجيش السوري، يوم أمس، من مساحات اشتباكاته المباشرة ضد مقاتلي «داعش» في أكثر من محافظة سورية. ففيما تلقّى مقاتلو التنظيم ضربةً موجعة، عكستها خسائره، التي قدِّرت بأكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، خلال الاشتباكات التي خاضها مع الجيش السوري في مطلع الطيبة، في الريف الشرقي من محافظة حمص، كانت وحدات الجيش قد بادرت بالاشتباك مع مقاتليه في قرية الجفرة والحويقة والصناعة والشولا بريف دير الزور، في وقتٍ كثَّف فيه من غاراته الجوية على مقارّ التنظيم وتحركات مقاتليه في قرية حزيمة، بمحافظة الرقة، وفي القلمون الغربي والجرود الواقعة بالقرب من الحدود السورية ـ اللبنانية، ما أوقع خسائر فادحة تلقاها التنظيم خلال يومٍ كامل.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة