ينتظر السوريون مساء اليوم السبت اعتذاراً من المفترض أن يقدمه لهم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط عبر برنامج 'حوار مفتوح' الذي يقدمه غسان بن جدو على شاشة 'الجزيرة' الفضائية، بعد إساءات واسعة صدرت عن جنبلاط خلال حقبة العداء التي استحكمت بين أقطاب ما سمي بفريق الرابع عشر من آذار من جهة وسورية من جهة أخرى أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

ويفترض السوريون أن غسان بن جدو سيواجه زعيم المختارة وليد جنبلاط بتصريحات قاسية وحادة أدلى بها الأخير في خطاباته ولقاءاته ومقابلاته الصحافية وسيركز على عدد من الجمل التي طالت سورية كدولة ورئيسها بشار الأسد كرمز سيادي لها، كما سيواجهه بن جدو ـ كما يتصور السوريون ـ جنبلاط بتصريحات طالت حزب الله وسلاحه وانتماءه وأمينه العام السيد حسن نصر الله استناداً لما يشكله هذا الشق من أهمية بالغة للمواطن السوري الذي يضيره جداً النيل من حزب الله وزعيمه.

وتشير التقديرات إلى أن القيادة السورية لن تسامح جنبلاط ما لم يبدِ أسفاً واضحاً عن كل ما صدر عنه من إساءات مقصودة خلال السنوات الماضية مست الشعب السوري وكرامته.

ويرى المراقبون أن هذه الخطوة الجنبلاطية المنتظرة تشكل الربع الأخير من طريق المختارة ـ قصر الشعب التي سبق ومشى عليها جنبلاط ذهاباً وإياباً قبل أن يركب موجة الخلاف مع دمشق.

ويدرك جنبلاط أن ثمة صعوبات تعترض طريقه بعد أن وصلته معلومات تفيد بغضب السوريين وعدم ترحيبهم به ما لم يصحح موقفه وإن قبلت قيادتهم بمجيئه لشعورهم بالإهانة عندما استهدف رئيسهم بكلام وصف بالمسيء جداً في 14 آذار من العام 2007.

ويعترف جنبلاط نفسه بوجود نقطتين أساسيتين عالقتين مع العاصمة السورية، أولهما خطاب شخصي أدلى به ضد الرئيس بشار الأسد، وإقراره بضرورة إيجاد صيغة، والنقطة الثانية تتعلق بتصريح أدلى به إلى صحيفة 'الواشنطن بوست' الأمريكية دعا فيه إدارة بوش حينها لاحتلال سورية وإسقاط النظام السوري، وعندما سألته 'الواشنطن بوست' عما يريده من أمريكا أجاب: 'لقد أتيتم إلى العراق باسم حكم الأكثرية، بإمكانكم فعل الشيء ذاته في سورية'، الأمر الذي اعتبره السوريون مساً بكرامتهم وقبلها بأمنهم.

وكان جنبلاط يتوقع دعوته مبكرا، وعن تأخير موعد الزيارة إلى دمشق نقل عن جنبلاط قوله إنه يجهل اسباب تأجيل الزيارة، معقبا 'إذا كانت للرئيس (رئيس الوزراء سعد) الحريري واسطة أكبر مني في الذهاب إلى هناك، فهذا شأن آخر. ليست عندي واسطة مثله، فأنا أمثّل أقلية، لكن لها حيثية. صحيح أن طائفتي، وكذلك المسيحيين على أبواب الإنقراض، لكنها تبقى ذات حيثية في جبل لبنان، وكذلك في جبل الدروز مع أنني أفضل تسميته جبل العرب'.

وقبل تحديد موعد المقابلة في 'الجزيرة' كانت الاوساط اللبنانية والسورية تنتظر كلمة جنبلاط يوم الثلاثاء المقبل حيث نقل عنه قوله ' في 16 آذار(مارس)، في الذكرى الـ33 لاغتيال كمال جنبلاط، سأقول كلاماً أختم به جرحاً كبيراً، وسيكون آخر الكلام، ولن يكون بعده أي كلام'. وأضاف 'أسمع أنهم يذكرونني بأنني قلت مرة إنني كذبت على السوريين 25 عاماً، طلعت معي بفورة أعصاب، لقد أخطأت والجميع يخطئ ولكل أخطاؤه'

  • فريق ماسة
  • 2008-12-31
  • 3462
  • من الأرشيف

السوريون يتوقعون مواجهة جنبلاط بتصريحاته التي طالت الرئيس الأسد ونصر الله

ينتظر السوريون مساء اليوم السبت اعتذاراً من المفترض أن يقدمه لهم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط عبر برنامج 'حوار مفتوح' الذي يقدمه غسان بن جدو على شاشة 'الجزيرة' الفضائية، بعد إساءات واسعة صدرت عن جنبلاط خلال حقبة العداء التي استحكمت بين أقطاب ما سمي بفريق الرابع عشر من آذار من جهة وسورية من جهة أخرى أعقبت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. ويفترض السوريون أن غسان بن جدو سيواجه زعيم المختارة وليد جنبلاط بتصريحات قاسية وحادة أدلى بها الأخير في خطاباته ولقاءاته ومقابلاته الصحافية وسيركز على عدد من الجمل التي طالت سورية كدولة ورئيسها بشار الأسد كرمز سيادي لها، كما سيواجهه بن جدو ـ كما يتصور السوريون ـ جنبلاط بتصريحات طالت حزب الله وسلاحه وانتماءه وأمينه العام السيد حسن نصر الله استناداً لما يشكله هذا الشق من أهمية بالغة للمواطن السوري الذي يضيره جداً النيل من حزب الله وزعيمه. وتشير التقديرات إلى أن القيادة السورية لن تسامح جنبلاط ما لم يبدِ أسفاً واضحاً عن كل ما صدر عنه من إساءات مقصودة خلال السنوات الماضية مست الشعب السوري وكرامته. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة الجنبلاطية المنتظرة تشكل الربع الأخير من طريق المختارة ـ قصر الشعب التي سبق ومشى عليها جنبلاط ذهاباً وإياباً قبل أن يركب موجة الخلاف مع دمشق. ويدرك جنبلاط أن ثمة صعوبات تعترض طريقه بعد أن وصلته معلومات تفيد بغضب السوريين وعدم ترحيبهم به ما لم يصحح موقفه وإن قبلت قيادتهم بمجيئه لشعورهم بالإهانة عندما استهدف رئيسهم بكلام وصف بالمسيء جداً في 14 آذار من العام 2007. ويعترف جنبلاط نفسه بوجود نقطتين أساسيتين عالقتين مع العاصمة السورية، أولهما خطاب شخصي أدلى به ضد الرئيس بشار الأسد، وإقراره بضرورة إيجاد صيغة، والنقطة الثانية تتعلق بتصريح أدلى به إلى صحيفة 'الواشنطن بوست' الأمريكية دعا فيه إدارة بوش حينها لاحتلال سورية وإسقاط النظام السوري، وعندما سألته 'الواشنطن بوست' عما يريده من أمريكا أجاب: 'لقد أتيتم إلى العراق باسم حكم الأكثرية، بإمكانكم فعل الشيء ذاته في سورية'، الأمر الذي اعتبره السوريون مساً بكرامتهم وقبلها بأمنهم. وكان جنبلاط يتوقع دعوته مبكرا، وعن تأخير موعد الزيارة إلى دمشق نقل عن جنبلاط قوله إنه يجهل اسباب تأجيل الزيارة، معقبا 'إذا كانت للرئيس (رئيس الوزراء سعد) الحريري واسطة أكبر مني في الذهاب إلى هناك، فهذا شأن آخر. ليست عندي واسطة مثله، فأنا أمثّل أقلية، لكن لها حيثية. صحيح أن طائفتي، وكذلك المسيحيين على أبواب الإنقراض، لكنها تبقى ذات حيثية في جبل لبنان، وكذلك في جبل الدروز مع أنني أفضل تسميته جبل العرب'. وقبل تحديد موعد المقابلة في 'الجزيرة' كانت الاوساط اللبنانية والسورية تنتظر كلمة جنبلاط يوم الثلاثاء المقبل حيث نقل عنه قوله ' في 16 آذار(مارس)، في الذكرى الـ33 لاغتيال كمال جنبلاط، سأقول كلاماً أختم به جرحاً كبيراً، وسيكون آخر الكلام، ولن يكون بعده أي كلام'. وأضاف 'أسمع أنهم يذكرونني بأنني قلت مرة إنني كذبت على السوريين 25 عاماً، طلعت معي بفورة أعصاب، لقد أخطأت والجميع يخطئ ولكل أخطاؤه'

المصدر : القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة