أعلنت الأمم المتحدة أن مبعوثها الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيوفد بعثة إلى حلب لتقييم الوضع على الأرض بشأن خطته تجميد (القتال) في (مدينة) حلب،على حين رفضت مجموعات مسلحة وقوى سياسية معارضة في المحافظة والائتلاف المعارض خطة المبعوث الأممي، معتبرة أنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية.

 

وقالت ريتا صوايا صليبا من الأمم المتحدة في بريد الكتروني تلقت «الوطن» نسخة منه: «يواصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا نقاشاته مع الحكومة السورية حول تجميد (القتال) في حلب».

وأضافت: «سيكلف (دي ميستورا) بعثة بالذهاب إلى حلب. وتهدف البعثة إلى تقييم الوضع على الأرض وضمان أنه، وبمجرد الإعلان عن التجميد، ستزداد المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ، وأيضاً من أجل إعداد الترتيبات اللازمة لمتابعة انتهاكات التجميد».

وقالت مصادر في مكتب دي ميستورا لـ«الوطن» أن البعثة ستتوجه خلال الأيام القليلة المقبلة.

ولم ينقض يوم واحد على الغزل الذي وجهته «هيئة قوى الثورة في حلب» لمبعوث الأمم المتحدة ولم يكد يجف حبر إعلانها تشكيل «لجنة تفاوض» معه حتى انقضّت عليه ورفضت لقاءه خلال اجتماعها في مدينة غازي عينتاب التركية أمس. وأوضح مصدر معارض اطلع على مجريات الاجتماع لـ«الوطن»، أن الهيئة، التي تضم شخصيات عسكرية ومدنية، عادت إلى نغمة استخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة وعدم ارتقاء دي ميستورا إلى «مستوى المبادرة» على خلفية تصريحه بأن الرئيس بشار الأسد «جزء من الحل» على الرغم من الإعلان عن مبادرة حسن نية بوقف القصف لستة أسابيع.

وعزا المصدر رفع سقف الهيئة لمطالبها لتتوافق مع شروط الائتلاف المعارض لقبول مبادرة دي ميستورا إلى تهديد قطر برفع الغطاء عن الائتلاف في حال خفض ذرائعه التفاوضية السلمية، ولذلك شددت الهيئة على أن أفكار وتصريحات المبعوث الأممي «تنسف المقررات الدولية السابقة التي تم الاتفاق عليها والتي تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة ورحيل النظام»، واعتبرت الهيئة أن العملية التفاوضية لا تتجزأ على مساحة الأرض السورية ورفضت الاجتماع بدي ميستورا إلا «بأرضية حل شاملة». وكانت الهيئة اجتمعت أول من أمس في مدينة كيليس التركية مع رئيس الائتلاف خالد خوجة وبعض أعضاء الائتلاف ووزراء في «الحكومة المؤقتة» وأعلنت عن تشكيل «لجنة تفاوض» من 7 أشخاص و«لجنة تشاورية» مرجعية للمفاوضين مهمتها عرض الاتصالات والردود مع المبعوث الأممي على «هيئة قوى الثورة في حلب» للبت فيها لكن الهيئة لم تتح الفرصة للجنة كي تلتقي المبعوث الأممي أو البعثة التي أرسلها من مكتبه في دمشق على حلب للاطلاع على الوضع فيها.

واتفق المبعوث الأممي مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال مباحثاتهما أول من أمس «على إرسال بعثة من مكتبه في دمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع».

وقدم مبعوث الأمم المتحدة في نهاية تشرين الأول الماضي إلى مجلس الأمن الدولي «خطة تحرك» تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق وبالأخص في حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

وأعلن دي ميستورا في منتصف شباط الماضي أن الحكومة السورية مستعدة لوقف القصف الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع.

وبيّن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن المبعوث الأممي بزيارته التي سبقت زيارة أول من أمس حمل ورقة جديدة مختصرة تتضمن تجميد الوضع الميداني في حيين في مدينة حلب هما صلاح الدين وسيف الدولة ونحن قلنا لهم حي واحد وهو صلاح الدين أولاً، ونحن نلتزم مقابل التزام الطرف الآخر وفوق ذلك قلنا لهم إننا مستعدون لإيقاف القصف الجوي والمدفعي أي الأسلحة الثقيلة في الحي وكل مدينة حلب وتقديم المساعدات الإنسانية لحي صلاح الدين لكي يكون قدوة للأحياء الأخرى في المدينة ولكي تنضم الأحياء الأخرى إلى هذا الحي تدريجياً.

وبحسب وكالة «أ. ف. ب» للأنباء، زار المبعوث الأممي أمس دير إبراهيم الخليل الذي تستخدمه الطائفة الآشورية في منطقة جرمانا بريف دمشق الجنوبي الشرقي وذلك للتعبير عن تضامنه مع المسيحيين الآشوريين المخطوفين لدى تنظيم داعش في الحسكة.

ووصل دي ميستورا إلى الدير، بشكل مفاجئ بعد دقائق على انتهاء قداس أقامه الآشوريون في المنطقة خصص للصلاة من أجل الآشوريين الـ220 الذين خطفهم داعش في الحسكة هذا الأسبوع. وتبادل دي ميستورا الحديث مع الكاهن توما كاكا في باحة الكنيسة وأعرب له «عن تعاطفه مع قضية الآشوريين المخطوفين»، بحسب ما أفاد عضو في وفد المبعوث الدولي رفض الكشف عن اسمه.

ثم دخل الكنيسة حيث وقف أمام المذبح لمدة خمس دقائق، وغادر المكان مع مرافقيه في سيارتين تابعتين للأمم المتحدة. ويعود دير إبراهيم الخليل لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، لكن يستخدمه الآشوريون الذين يسكنون في المنطقة وبينهم أعداد كبيرة من الذين نزحوا من العراق، في احتفالاتهم.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-03-01
  • 14642
  • من الأرشيف

بعثة دي ميستورا إلى حلب خلال أيام قليلة... «المعارضة » تنقضّ على المبعوث الأممي

أعلنت الأمم المتحدة أن مبعوثها الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيوفد بعثة إلى حلب لتقييم الوضع على الأرض بشأن خطته تجميد (القتال) في (مدينة) حلب،على حين رفضت مجموعات مسلحة وقوى سياسية معارضة في المحافظة والائتلاف المعارض خطة المبعوث الأممي، معتبرة أنها جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية.   وقالت ريتا صوايا صليبا من الأمم المتحدة في بريد الكتروني تلقت «الوطن» نسخة منه: «يواصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا نقاشاته مع الحكومة السورية حول تجميد (القتال) في حلب». وأضافت: «سيكلف (دي ميستورا) بعثة بالذهاب إلى حلب. وتهدف البعثة إلى تقييم الوضع على الأرض وضمان أنه، وبمجرد الإعلان عن التجميد، ستزداد المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ، وأيضاً من أجل إعداد الترتيبات اللازمة لمتابعة انتهاكات التجميد». وقالت مصادر في مكتب دي ميستورا لـ«الوطن» أن البعثة ستتوجه خلال الأيام القليلة المقبلة. ولم ينقض يوم واحد على الغزل الذي وجهته «هيئة قوى الثورة في حلب» لمبعوث الأمم المتحدة ولم يكد يجف حبر إعلانها تشكيل «لجنة تفاوض» معه حتى انقضّت عليه ورفضت لقاءه خلال اجتماعها في مدينة غازي عينتاب التركية أمس. وأوضح مصدر معارض اطلع على مجريات الاجتماع لـ«الوطن»، أن الهيئة، التي تضم شخصيات عسكرية ومدنية، عادت إلى نغمة استخدام الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة وعدم ارتقاء دي ميستورا إلى «مستوى المبادرة» على خلفية تصريحه بأن الرئيس بشار الأسد «جزء من الحل» على الرغم من الإعلان عن مبادرة حسن نية بوقف القصف لستة أسابيع. وعزا المصدر رفع سقف الهيئة لمطالبها لتتوافق مع شروط الائتلاف المعارض لقبول مبادرة دي ميستورا إلى تهديد قطر برفع الغطاء عن الائتلاف في حال خفض ذرائعه التفاوضية السلمية، ولذلك شددت الهيئة على أن أفكار وتصريحات المبعوث الأممي «تنسف المقررات الدولية السابقة التي تم الاتفاق عليها والتي تتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة ورحيل النظام»، واعتبرت الهيئة أن العملية التفاوضية لا تتجزأ على مساحة الأرض السورية ورفضت الاجتماع بدي ميستورا إلا «بأرضية حل شاملة». وكانت الهيئة اجتمعت أول من أمس في مدينة كيليس التركية مع رئيس الائتلاف خالد خوجة وبعض أعضاء الائتلاف ووزراء في «الحكومة المؤقتة» وأعلنت عن تشكيل «لجنة تفاوض» من 7 أشخاص و«لجنة تشاورية» مرجعية للمفاوضين مهمتها عرض الاتصالات والردود مع المبعوث الأممي على «هيئة قوى الثورة في حلب» للبت فيها لكن الهيئة لم تتح الفرصة للجنة كي تلتقي المبعوث الأممي أو البعثة التي أرسلها من مكتبه في دمشق على حلب للاطلاع على الوضع فيها. واتفق المبعوث الأممي مع وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال مباحثاتهما أول من أمس «على إرسال بعثة من مكتبه في دمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع». وقدم مبعوث الأمم المتحدة في نهاية تشرين الأول الماضي إلى مجلس الأمن الدولي «خطة تحرك» تقضي «بتجميد» القتال في بعض المناطق وبالأخص في حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وأعلن دي ميستورا في منتصف شباط الماضي أن الحكومة السورية مستعدة لوقف القصف الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع. وبيّن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن المبعوث الأممي بزيارته التي سبقت زيارة أول من أمس حمل ورقة جديدة مختصرة تتضمن تجميد الوضع الميداني في حيين في مدينة حلب هما صلاح الدين وسيف الدولة ونحن قلنا لهم حي واحد وهو صلاح الدين أولاً، ونحن نلتزم مقابل التزام الطرف الآخر وفوق ذلك قلنا لهم إننا مستعدون لإيقاف القصف الجوي والمدفعي أي الأسلحة الثقيلة في الحي وكل مدينة حلب وتقديم المساعدات الإنسانية لحي صلاح الدين لكي يكون قدوة للأحياء الأخرى في المدينة ولكي تنضم الأحياء الأخرى إلى هذا الحي تدريجياً. وبحسب وكالة «أ. ف. ب» للأنباء، زار المبعوث الأممي أمس دير إبراهيم الخليل الذي تستخدمه الطائفة الآشورية في منطقة جرمانا بريف دمشق الجنوبي الشرقي وذلك للتعبير عن تضامنه مع المسيحيين الآشوريين المخطوفين لدى تنظيم داعش في الحسكة. ووصل دي ميستورا إلى الدير، بشكل مفاجئ بعد دقائق على انتهاء قداس أقامه الآشوريون في المنطقة خصص للصلاة من أجل الآشوريين الـ220 الذين خطفهم داعش في الحسكة هذا الأسبوع. وتبادل دي ميستورا الحديث مع الكاهن توما كاكا في باحة الكنيسة وأعرب له «عن تعاطفه مع قضية الآشوريين المخطوفين»، بحسب ما أفاد عضو في وفد المبعوث الدولي رفض الكشف عن اسمه. ثم دخل الكنيسة حيث وقف أمام المذبح لمدة خمس دقائق، وغادر المكان مع مرافقيه في سيارتين تابعتين للأمم المتحدة. ويعود دير إبراهيم الخليل لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، لكن يستخدمه الآشوريون الذين يسكنون في المنطقة وبينهم أعداد كبيرة من الذين نزحوا من العراق، في احتفالاتهم.  

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة