لم أكن يوما أتصور أن للتماثيل دماء تجري فيها وأن الحجر قد يصبح بعضا من لحمك .. ولم أكن أتصور أن للحجر حشاشة وعروقا من حياة وأن قلوب البشر أقسى من قلوب الحجر ..

 ولم أكن سمعت قبل اليوم أنين الصخر ولاتوجع النحت .. لكنني بالأمس رأيت تماثيل بابل تنزف دما ورأيت قلوبها تتوقف .. و أحسست بضربات المطارق تهوي على قلبي وتحطمه ..

 كان المشهد غريبا جدا وأنت ترى البشر الذين يهدمون الأصنام هم الأصنام وتماثيل النحت العظيم صارت من لحم ودم .. هذه أول مرة أرى فيها أصناما هي التي تحطم تماثيل من لحم ودم .. وهذه أول مرة أسمع فيها وجع الملوك العظام في صوت الصخر الذي هوت عليه المطارق والأزاميل المتوحشة ..

 بالأمس أبكاني الحجر الذي وقفت عاجزا عن انقاذه .. أبكاني لأنه لم يبك ولم يتوسل وهو يتلوى ويهوي في مجزرة النحت العظيم .. لكنه كان ينظر غاضبا معاتبا في عيون هذه الأمة .. التي تحطم ملوك الصخر وتبقي ملوك الرمل والوحل .. ولم تتعلم من ملوكها العظام كيف تبقى واقفة .. وتموت واقفة ..

 ليس عندي شك أن اسرائيل كانت بالأمس تعيش أجمل ايامها وترقص منتشية بنصر انتظرته 3000 سنة .. وهي ترى الملك الذي قهرها وأذلها كسيرا ذليلا وقد سال دمه واختلط دمه بدم من بقي من شعبه .. فقد انتهى مشهد التاريخ الذي امتد ثلاثة آلاف سنة وبدأ بالسبي البابلي .. وانتهى باستشهاد الثور المجنح .. ونبوخذ نصر ..

 أخيرا ثأرت اسرائيل ممن سباها واستعبدها .. وحطمت تماثيله وأكلت كبده وأكباد تماثيله .. انتظرت اسرائيل 3000 سنة كي تحطم ملك بابل وثيرانه المجنحة .. اياكم أن تظنوا أن من كان يحطم تماثيل نينوى والعراق هم وحوش داعش .. لأن الدواعش لصوص وقتلة ومهووسون بالجريمة وبيع البشر والحجر كما فعل ثوار سوريا في معبد جوبر الأثري القديم الذي أهدوه بمحتوياته لاسرائيل .. والدواعش مهووسون ببيع السبايا واغتصاب الصبايا .. ولايعرفون شيئا عن التاريخ قبل محمد بن عبد الوهاب .. هؤلاء ادوات جامدة غير عاقلة لاتشبه الا المعاول التي هدمت النحت .. ولكن تحطيم التماثيل التي تحمل جسد التاريخ والتي يتكئ عليها كل الزمن القديم وكل قصص الحضارة هو فكرة اسرائيلية .. فلايوجد في الدنيا ثأر مع بابل وملوك بابل وآشور سوى ثأر أورشليم القديمة .. أورشليم التي سبيت مرتين وتعرضت للخراب مرتين .. لم تنس مافعله بها ملوك بابل وأبطال آشور طوال 3000 سنة .. ولم يقدر عليهم ملوك بني اسرائيل وأنبياؤهم .. فأرسلت عليهم داعش وخلفاءها .. وهكذا غسلت اورشليم يديها من دم التماثيل كما ستغسل يديها من دم المسجد الأقصى ومن دم جميع المجازر التي ارتكبتها ونسبتها للنظام السوري بمعونة المعارضة السورية ..

أورشليم الناقمة على بابل التي دمرتها مرتين لاتريد في هذا الشرق اثرا الا لها بعد اليوم .. والا فكيف يمكنها أن تدعي ملكيتها للأرض من الفرات الى النيل اذا بقيت فيها وثائق الملكية واوراق الطابو المتمثلة بالآثار والتماثيل والنحت الذي ينطق ويتحدث في أي محكمة للتاريخ .. أليس الثور المجنح يشبه الختم الملكي الذي تختم به الوثائق الكبرى للزمن ؟؟ هل تصح وثيقة في بلاد مابين النهرين والشرق .. اليست تلك التماثيل المجنحة هي الشهود الحقيقيون على ملكيتنا لهذه الأرض ..

بعد استشهاد الثور المجنح وقطع رؤوس تماثيل الملوك والأباطرة ترتجف في الشرق التماثيل والأعمدة الباسقة والمساجد والكنائس .. وحتى أبو الهول يبدو متوترا جدا ونزقا جدا وهو يرى نظيره (أبو الهول العراقي) مجندلا على الأرض محطما بعد ان صمد ثلاثة آلاف سنة .. ولايخفى على أحد أن هرم خوفو خائف أصفر ممتقع الوجه .. فبعد موت الثور المجنح صارت كل الملوك .. تخشى انتقام أورشليم التي لاتنسى ....

ومنذ زمن كنا نعرف أن اسرائيل مهووسة بهدم المسجد الأقصى وتعمل عليه ليل نهار .. ولكننا لم نكن نعرف كيف ستنفذ الجريمة الى أن سقط الثور المجنح .. وتهشمت أختام الزمن ومات الشهود وبقي شهود الزور .. فاسرائيل لن تهدم الأقصى بيدها بل ستعيد تنفيذ مشهد هدم ملوك العراق بيد داعش فلسطينية التي ستشبه داعش العراقية في كل شيء .. وأخشى أن ينهار المسجد الأقصى على ركبتيه وتتدحرج قبته كما تدحرجت رؤوس ملوك بابل بيد دواعش المسلمين .. وأخشى أنه لن تنجو كنيسة المهد ولاكنيسة القيامة .. ولن تنجو الأهرامات ولا أبو الهول .. فمن يسرق قناة السويس ويقتلها بخنجر قناة البحرين سيسرق الأهرامات وسيقتل أبا الهول دون رحمة ..

 ربما انتهت دورة من دورات التاريخ منذ ايام عندما حطمت اسرائيل الثور المجنح بيد داعش .. فالزمن نهر من السنوات والعقود يفيض كل بضعة قرون .. والتاريخ هو مجرى النهر العظيم .. واذا كان بصمات الزمن ظاهرة في التاريخ فان بصمات التاريخ هي في ايقوناته وتماثيل ملوكه وأباطرته وفاتحيه ..وهذه الايقونات والتماثيل هي التي تحمل التاريخ وذاكرة التاريخ وهي صندوق بريد الزمن .. ومن يهدمها فانه يريد أن ينتهي زمن ليبدأ زمن ..

 اليوم المعركة لم تعد بين بين معارضين وحالمين بالحرية .. ولم تعد بين خطوط الخرائط .. وبين محاور وحلفاء .. وبين حرية واستبداد .. بل هي المعركة النهائية الفاصلة بين ملوك اسرائيل القدماء من جهة وبين ملوك الشرق القديم أشور بانيبال .. وسرجون (الملك الأسد) وحفيده نارام سين .. ونبوخذ نصر .. وملوك سومر وآكاد .. التي بدأت منذ آلاف السنين ووصلت الى خواتيمها في أم المعارك .. الربيع العربي ..

 ملوك اسرائيل استعانوا اليوم بملوك الزط والنفط وملوك الرمل والوحل .. وبملوك الجواري والغلمان في استانبول .. واستعانوا بملوك الجنس والسيفيليس .. واستعانوا بأصنام بلا ذاكرة سموها معارضة اسلامية .. لتحطم الشرق وكل من يسكن الشرق ..

 فيما ملوك الشرق القديم يستعيون بالأسود .. وبأحفاد آشور وأبناء ممالك سورية القديمة وبلاد مابين النهرين .. وبجنود طالما مر أجدادهم على اورشليم وتعلموا فتحها وسبيها .. واذا أرادت اورشليم أن تقفل دورة التاريخ وتوقف التاريخ عن الطيران باسقاط أجنحة الشرق فعلينا أن نرفع أجنحة الشرق وعلينا مهمة أن نبدأ دورة التاريخ .. دورة التاريخ تبدأ من خراب الهيكل .. ولايمكن ان يبدأ التاريخ ولا أن ينتهي الا في القدس .. وثأرنا الآن صار ثأرين .. ثأر الشهداء في أمتنا الذين كان كل واحد منهم ملكا يمسك بندقية فيشبه ملك آكاد وأشور بانيبال .. وثأر ملوك بابل مجتمعين .. من اورشليم ..

 لقسما .. أننا لن نغفر لك .. يا تل أبيب .. مهمها استعنت بملوك الزط والنفط والغلمان وملوك السفيليس .. ونعاهدك على اللقاء .. في موعد الخراب الثالث

  • فريق ماسة
  • 2015-02-28
  • 6106
  • من الأرشيف

استشهاد الثور المجنح .. انتقام أورشليم من بابل ومن نبوخذ نصر....بقلم نارام سرجون

لم أكن يوما أتصور أن للتماثيل دماء تجري فيها وأن الحجر قد يصبح بعضا من لحمك .. ولم أكن أتصور أن للحجر حشاشة وعروقا من حياة وأن قلوب البشر أقسى من قلوب الحجر ..  ولم أكن سمعت قبل اليوم أنين الصخر ولاتوجع النحت .. لكنني بالأمس رأيت تماثيل بابل تنزف دما ورأيت قلوبها تتوقف .. و أحسست بضربات المطارق تهوي على قلبي وتحطمه ..  كان المشهد غريبا جدا وأنت ترى البشر الذين يهدمون الأصنام هم الأصنام وتماثيل النحت العظيم صارت من لحم ودم .. هذه أول مرة أرى فيها أصناما هي التي تحطم تماثيل من لحم ودم .. وهذه أول مرة أسمع فيها وجع الملوك العظام في صوت الصخر الذي هوت عليه المطارق والأزاميل المتوحشة ..  بالأمس أبكاني الحجر الذي وقفت عاجزا عن انقاذه .. أبكاني لأنه لم يبك ولم يتوسل وهو يتلوى ويهوي في مجزرة النحت العظيم .. لكنه كان ينظر غاضبا معاتبا في عيون هذه الأمة .. التي تحطم ملوك الصخر وتبقي ملوك الرمل والوحل .. ولم تتعلم من ملوكها العظام كيف تبقى واقفة .. وتموت واقفة ..  ليس عندي شك أن اسرائيل كانت بالأمس تعيش أجمل ايامها وترقص منتشية بنصر انتظرته 3000 سنة .. وهي ترى الملك الذي قهرها وأذلها كسيرا ذليلا وقد سال دمه واختلط دمه بدم من بقي من شعبه .. فقد انتهى مشهد التاريخ الذي امتد ثلاثة آلاف سنة وبدأ بالسبي البابلي .. وانتهى باستشهاد الثور المجنح .. ونبوخذ نصر ..  أخيرا ثأرت اسرائيل ممن سباها واستعبدها .. وحطمت تماثيله وأكلت كبده وأكباد تماثيله .. انتظرت اسرائيل 3000 سنة كي تحطم ملك بابل وثيرانه المجنحة .. اياكم أن تظنوا أن من كان يحطم تماثيل نينوى والعراق هم وحوش داعش .. لأن الدواعش لصوص وقتلة ومهووسون بالجريمة وبيع البشر والحجر كما فعل ثوار سوريا في معبد جوبر الأثري القديم الذي أهدوه بمحتوياته لاسرائيل .. والدواعش مهووسون ببيع السبايا واغتصاب الصبايا .. ولايعرفون شيئا عن التاريخ قبل محمد بن عبد الوهاب .. هؤلاء ادوات جامدة غير عاقلة لاتشبه الا المعاول التي هدمت النحت .. ولكن تحطيم التماثيل التي تحمل جسد التاريخ والتي يتكئ عليها كل الزمن القديم وكل قصص الحضارة هو فكرة اسرائيلية .. فلايوجد في الدنيا ثأر مع بابل وملوك بابل وآشور سوى ثأر أورشليم القديمة .. أورشليم التي سبيت مرتين وتعرضت للخراب مرتين .. لم تنس مافعله بها ملوك بابل وأبطال آشور طوال 3000 سنة .. ولم يقدر عليهم ملوك بني اسرائيل وأنبياؤهم .. فأرسلت عليهم داعش وخلفاءها .. وهكذا غسلت اورشليم يديها من دم التماثيل كما ستغسل يديها من دم المسجد الأقصى ومن دم جميع المجازر التي ارتكبتها ونسبتها للنظام السوري بمعونة المعارضة السورية .. أورشليم الناقمة على بابل التي دمرتها مرتين لاتريد في هذا الشرق اثرا الا لها بعد اليوم .. والا فكيف يمكنها أن تدعي ملكيتها للأرض من الفرات الى النيل اذا بقيت فيها وثائق الملكية واوراق الطابو المتمثلة بالآثار والتماثيل والنحت الذي ينطق ويتحدث في أي محكمة للتاريخ .. أليس الثور المجنح يشبه الختم الملكي الذي تختم به الوثائق الكبرى للزمن ؟؟ هل تصح وثيقة في بلاد مابين النهرين والشرق .. اليست تلك التماثيل المجنحة هي الشهود الحقيقيون على ملكيتنا لهذه الأرض .. بعد استشهاد الثور المجنح وقطع رؤوس تماثيل الملوك والأباطرة ترتجف في الشرق التماثيل والأعمدة الباسقة والمساجد والكنائس .. وحتى أبو الهول يبدو متوترا جدا ونزقا جدا وهو يرى نظيره (أبو الهول العراقي) مجندلا على الأرض محطما بعد ان صمد ثلاثة آلاف سنة .. ولايخفى على أحد أن هرم خوفو خائف أصفر ممتقع الوجه .. فبعد موت الثور المجنح صارت كل الملوك .. تخشى انتقام أورشليم التي لاتنسى .... ومنذ زمن كنا نعرف أن اسرائيل مهووسة بهدم المسجد الأقصى وتعمل عليه ليل نهار .. ولكننا لم نكن نعرف كيف ستنفذ الجريمة الى أن سقط الثور المجنح .. وتهشمت أختام الزمن ومات الشهود وبقي شهود الزور .. فاسرائيل لن تهدم الأقصى بيدها بل ستعيد تنفيذ مشهد هدم ملوك العراق بيد داعش فلسطينية التي ستشبه داعش العراقية في كل شيء .. وأخشى أن ينهار المسجد الأقصى على ركبتيه وتتدحرج قبته كما تدحرجت رؤوس ملوك بابل بيد دواعش المسلمين .. وأخشى أنه لن تنجو كنيسة المهد ولاكنيسة القيامة .. ولن تنجو الأهرامات ولا أبو الهول .. فمن يسرق قناة السويس ويقتلها بخنجر قناة البحرين سيسرق الأهرامات وسيقتل أبا الهول دون رحمة ..  ربما انتهت دورة من دورات التاريخ منذ ايام عندما حطمت اسرائيل الثور المجنح بيد داعش .. فالزمن نهر من السنوات والعقود يفيض كل بضعة قرون .. والتاريخ هو مجرى النهر العظيم .. واذا كان بصمات الزمن ظاهرة في التاريخ فان بصمات التاريخ هي في ايقوناته وتماثيل ملوكه وأباطرته وفاتحيه ..وهذه الايقونات والتماثيل هي التي تحمل التاريخ وذاكرة التاريخ وهي صندوق بريد الزمن .. ومن يهدمها فانه يريد أن ينتهي زمن ليبدأ زمن ..  اليوم المعركة لم تعد بين بين معارضين وحالمين بالحرية .. ولم تعد بين خطوط الخرائط .. وبين محاور وحلفاء .. وبين حرية واستبداد .. بل هي المعركة النهائية الفاصلة بين ملوك اسرائيل القدماء من جهة وبين ملوك الشرق القديم أشور بانيبال .. وسرجون (الملك الأسد) وحفيده نارام سين .. ونبوخذ نصر .. وملوك سومر وآكاد .. التي بدأت منذ آلاف السنين ووصلت الى خواتيمها في أم المعارك .. الربيع العربي ..  ملوك اسرائيل استعانوا اليوم بملوك الزط والنفط وملوك الرمل والوحل .. وبملوك الجواري والغلمان في استانبول .. واستعانوا بملوك الجنس والسيفيليس .. واستعانوا بأصنام بلا ذاكرة سموها معارضة اسلامية .. لتحطم الشرق وكل من يسكن الشرق ..  فيما ملوك الشرق القديم يستعيون بالأسود .. وبأحفاد آشور وأبناء ممالك سورية القديمة وبلاد مابين النهرين .. وبجنود طالما مر أجدادهم على اورشليم وتعلموا فتحها وسبيها .. واذا أرادت اورشليم أن تقفل دورة التاريخ وتوقف التاريخ عن الطيران باسقاط أجنحة الشرق فعلينا أن نرفع أجنحة الشرق وعلينا مهمة أن نبدأ دورة التاريخ .. دورة التاريخ تبدأ من خراب الهيكل .. ولايمكن ان يبدأ التاريخ ولا أن ينتهي الا في القدس .. وثأرنا الآن صار ثأرين .. ثأر الشهداء في أمتنا الذين كان كل واحد منهم ملكا يمسك بندقية فيشبه ملك آكاد وأشور بانيبال .. وثأر ملوك بابل مجتمعين .. من اورشليم ..  لقسما .. أننا لن نغفر لك .. يا تل أبيب .. مهمها استعنت بملوك الزط والنفط والغلمان وملوك السفيليس .. ونعاهدك على اللقاء .. في موعد الخراب الثالث

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة