زيارة الوفد النيابي والإغاثي الفرنسي إلى دمشق ولقاؤه الرئيس السوري بشار الاسد يثير جدلاً في فرنسا بين مؤيد ومعارض. إلى أين يمكن أن يصل هذا الجدل وهل يغيّر في السياسة الفرنسية حيال الأزمة السورية؟

 في دمشق نائبان وشيخان فرنسيان، وفي باريس تنصّل وانقسام. الوفد يقول إنه يبادر شخصياً للمعاينة الميدانية على الأرض، حتى إن تمويل الرحلة تردد أنه أتى من الجيب الخاص لكل من النائبين جيرار بابت وجاك ميار وعضوي مجلس الشيوخ جان بيار فيال وفرانسوا زوشيت.

 من أعصابهم ومالهم وأيضاً من رصيدهم السياسي وضع البرلمانيون الأربعة لكي يقوموا بهذه الزيارة التي تحولت في بلادهم، على وجه الخصوص حدثاً.

 حدث الزيارة لا يخلو من الكثير من الجدل بين رافض لفكرة التقارب من أساسها ومشجع للانفتاح والتحاور كواحدة من المبادىء التي ترفع فرنسا لواءها.

ربما فرنسا فرانسوا هولاند تريد أن تراجع سياستها تجاه سوريا، السياسة التي دفعتها إلى قطع العلاقات الديبلوماسية وإغلاق سفارتها في دمشق منذ عام 2012، لكن قبل التراجع الرسمي، لا بد من حفظ ماء الوجه.

يرسل هولاند صديقه في الحياة وفي الحزب الاشتراكي جيرار بابت ضمن الوفد البرلماني، لكنه يشترط عليه عدم اللقاء بالرئيس السوري شخصياً. وهذا ما حصل في العلن، إذ لم يحضر بابت لقاء الوفد مع الأسد وصرّح هولاند من مانيلا "أندد بهذه المبادرة لأنها جاءت من دون تفويض مع ديكتاتور هو السبب في إحدى اسوء الحروب الأهلية في السنوات الأخيرة"، كذلك فعل رئيس حكومته مانويل فالس الذي وصف المبادرة بالخطأ الاخلاقي.

  في تصريحات الوفد، تشديد على أن الرئيس السوري طرف لتسوية النزاع كونه ما يزال الرئيس المنتخب للشعب السوري، وهذه الزاوية تحديداً تلقى ترحيبا من فريق آخر من الفرنسيين كبعض المقربين من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذين يعتبرون أن فرنسا مضطرة للحوار مع الأسد طالما أننا إزاء عدو بات يحتل الاولوية وهو تنظيم داعش. ورئيس الحكومة الفرنسية الأسبق فرانسوا فيون أعطى الحق بالتوجه إلى دمشق على قاعدة أنه "علينا الاستماع إلى كل الاطراف". "ولو سنحت لي الفرصة يتابع فيون لذهبت أنا أيضاً إلى سوريا.

 في السياسة وأيضاً في الاستخبارات، الرئيس السابق للاستخبارات الداخلية الفرنسية برنارد سكوارسيني يؤكد أن مواجهة داعش غير ممكنة من دون التنسيق مع دمشق.

  بمبادرة شخصية أو رسمية، خرق البرلمانيون الفرنسيون الأربعة جدار العزل الفرنسي لدمشق، وسواء دفعوا ثمن مبادرتهم في السياسة أو في الشخصي، فالأكيد أنهم ترجموا تغييراً في سياسة بلادهم وربما عدوى لبقية الدول الاوروبية نحو، على ما أمل جيرار بابت، طريق التفاهم والسلام.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-27
  • 11538
  • من الأرشيف

جدل في باريس حول زيارة الوفد الفرنسي إلى سوريا

زيارة الوفد النيابي والإغاثي الفرنسي إلى دمشق ولقاؤه الرئيس السوري بشار الاسد يثير جدلاً في فرنسا بين مؤيد ومعارض. إلى أين يمكن أن يصل هذا الجدل وهل يغيّر في السياسة الفرنسية حيال الأزمة السورية؟  في دمشق نائبان وشيخان فرنسيان، وفي باريس تنصّل وانقسام. الوفد يقول إنه يبادر شخصياً للمعاينة الميدانية على الأرض، حتى إن تمويل الرحلة تردد أنه أتى من الجيب الخاص لكل من النائبين جيرار بابت وجاك ميار وعضوي مجلس الشيوخ جان بيار فيال وفرانسوا زوشيت.  من أعصابهم ومالهم وأيضاً من رصيدهم السياسي وضع البرلمانيون الأربعة لكي يقوموا بهذه الزيارة التي تحولت في بلادهم، على وجه الخصوص حدثاً.  حدث الزيارة لا يخلو من الكثير من الجدل بين رافض لفكرة التقارب من أساسها ومشجع للانفتاح والتحاور كواحدة من المبادىء التي ترفع فرنسا لواءها. ربما فرنسا فرانسوا هولاند تريد أن تراجع سياستها تجاه سوريا، السياسة التي دفعتها إلى قطع العلاقات الديبلوماسية وإغلاق سفارتها في دمشق منذ عام 2012، لكن قبل التراجع الرسمي، لا بد من حفظ ماء الوجه. يرسل هولاند صديقه في الحياة وفي الحزب الاشتراكي جيرار بابت ضمن الوفد البرلماني، لكنه يشترط عليه عدم اللقاء بالرئيس السوري شخصياً. وهذا ما حصل في العلن، إذ لم يحضر بابت لقاء الوفد مع الأسد وصرّح هولاند من مانيلا "أندد بهذه المبادرة لأنها جاءت من دون تفويض مع ديكتاتور هو السبب في إحدى اسوء الحروب الأهلية في السنوات الأخيرة"، كذلك فعل رئيس حكومته مانويل فالس الذي وصف المبادرة بالخطأ الاخلاقي.   في تصريحات الوفد، تشديد على أن الرئيس السوري طرف لتسوية النزاع كونه ما يزال الرئيس المنتخب للشعب السوري، وهذه الزاوية تحديداً تلقى ترحيبا من فريق آخر من الفرنسيين كبعض المقربين من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذين يعتبرون أن فرنسا مضطرة للحوار مع الأسد طالما أننا إزاء عدو بات يحتل الاولوية وهو تنظيم داعش. ورئيس الحكومة الفرنسية الأسبق فرانسوا فيون أعطى الحق بالتوجه إلى دمشق على قاعدة أنه "علينا الاستماع إلى كل الاطراف". "ولو سنحت لي الفرصة يتابع فيون لذهبت أنا أيضاً إلى سوريا.  في السياسة وأيضاً في الاستخبارات، الرئيس السابق للاستخبارات الداخلية الفرنسية برنارد سكوارسيني يؤكد أن مواجهة داعش غير ممكنة من دون التنسيق مع دمشق.   بمبادرة شخصية أو رسمية، خرق البرلمانيون الفرنسيون الأربعة جدار العزل الفرنسي لدمشق، وسواء دفعوا ثمن مبادرتهم في السياسة أو في الشخصي، فالأكيد أنهم ترجموا تغييراً في سياسة بلادهم وربما عدوى لبقية الدول الاوروبية نحو، على ما أمل جيرار بابت، طريق التفاهم والسلام.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة