حلّق فيلم «بيردمان» الكوميدي الأسود في الحفلة السابعة والثمانين لجوائز الأوسكار في هوليوود حاصداً أربع جوائز، بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج.

وشكّل الفيلم الذي يتناول قصة نجم سابق في أفلام أبطال خارقين يحاول إنعاش شهرته في المسرح، انتصاراً كبيراً للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس أنياريتو، الذي فاز شخصياً بثلاث جوائز أوسكار. وكان الفيلم مرشحاً في تسع فئات، ويروي بنفحة من الواقعية السحرية قصة ريغان تومسون (مايكل كيتون)، الذي يحاول جاهداً إحياء مسيرته المتداعية من خلال إخراج مسرحية والتمثيل فيها. ويبدأ الفيلم مع سؤال على لسان البطل: «كيف انتهى المطاف بنا هنا؟».

وحصد فيلم «ذي غراند بودابست هوتيل» أربع جوائز أيضاً أكثرها في الفئات الفنية، في حين حقّق فيلم «ويبلاش» ثلاث مكافآت، بينها أفضل ممثل في دور ثانوي للممثل المخضرم جاي كاي سيمونز.

أما جائزة أفضل ممثل، فكانت من نصيب البريطاني إيدي ريدماين عن أدائه شخصية عالم الفيزياء الفلكية المشلول ستيفن هوكينغ في فيلم «ذي ثيوري أوف إفريثينغ». وأشاد الممثل بشجاعة المصابين بمرض شاركو مثل العالم البريطاني الشهير. ويتناول الفــيلم في المقام الأول، قصة الحب التي جمعت بين ستيفن هوكينغ وزوجته الأولى جاين هوكينغ، التي أمضى معها ثلاثين سنة أنجبا خلالها ثلاثة أطفال.

والفيلم مقتبس عن السيرة الذاتية التي وضعتها جاين هوكينغ (تؤدي دورها فيليسيتي جونز)، وينطلق خلال سنوات الدراسة قبل تشخيص إصابة الطالب بمرض شاركو في سن الحادية والعشرين.

في المقابل، فازت جوليان مور بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها كأستاذة جامعية مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم «ستيل آليس». وقالت عند تسلّمها الجائزة على مسرح «دولبي ثياتر» في هوليوود: «أنا سعيدة جداً لأننا تمكّنا من تسليط الضوء على مرض الزهايمر. فالكثير من المرضى يشعرون بالعزلة والتهميش».

وأهدى أليخاندرو أنياريتو، الذي حقق للمكسيك جائزة أفضل مخرج للسنة الثانية على التوالي بعد ألفونسو كوارون العام الماضي عن «غرافيتي»، الأوسكار الى مواطنيه. وتحدّث عن المهاجرين المكسيكيين الى الولايات المتحدة قائلاً: «أصلي من أجل أن يعاملوا بالكرامة والاحترام اللذين حظي بهما الذين أتوا قبلهم وشاركوا في بناء أمة المهاجرين الرائعة هذه».

 

أما فيلم «بويهود» الفريد من نوعه الذي صوّر على مدى 12 سنة، والذي كان يعتبر من الأوفر حظاً في الحفلة، فقد فاز بجائزة واحدة بينما كان مرشحاً في ست فئات. فقد نالت باتريسيا آركيت جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي.

واختير «بيغ هيرو 6»، من إنتاج استديوات «ديزني»، أفضل فيلم رسوم متحركة. ونال البولندي «ايدا» جائزة أفضل فيلم أجنبي.

أما جائزة أفضل فيلم وثائقي، فكانت من نصيب «سيتيزنفور» الذي يدور حول المستشار السابق للاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، الذي سرّب وثائق رسمية كشفت حجم برنامج المراقبة والتنصّت الأميركي. وسنودن ملاحق في الولايات المتحدة وهو لاجئ في روسيا.

وقد أطلق مقدّم الحفلة نيل باتريك هاريس العرض، الذي استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة، بأغنية ورقصة حول أوساط صناعة الأفلام، تضمّنت نكتة عن غياب ممثلين سود في الترشيحات.

وتخلّلت الحفلة مواقف سياسية واجتماعية، بدأتها باتريسيا أركيت عندما دعت الى المساواة في الأجر بين النساء والرجال، بقولها: «ناضلنا من أجل مساواة في الحقوق للجميع. وحان الوقت لنحصل على مساواة في الأجر بشكل نهائي للنساء في الولايات المتحدة».

ووقف الحضور مطوّلا مصفّقاً لفيلم «سيلما» الذي تمحور حول رمز النضال من أجل الحقوق المدنية للسود، مارتن لوثر كينغ. والعمل الذي كان مرشحاً للفوز بجائزة أفضل فيلم، لم يحصل على ترشيح في فئتي أفضل ممثل وأفضل مخرجة لافا دوفيرناي. وفاز بجائزة أفضل أغنية أصلية عن «غلوري»، وقد وقف الحضور مصفقاً بعدما أدى جون ليجند وكومون الأغنية على المسرح.

وقال ليجند عند تسلّمه الجائزة، إن «الحقوق التي ناضل من أجلها قبل خمسين سنة» أبطال فيلم «سيلما»، «مهدّدة اليوم». وأضاف: «نعيش في بلد فيه أكبر عدد من السجناء في العالم، فعدد الرجال السود وراء القضبان اليوم أكبر من عدد العبيد في عام 1850».

وشاركت كوكبة من النجوم في تقديم الحفلة، من بينهم بن أفليك، سكارليت جوهانسون، نيكول كيدمان، إيدي مورفي، ليام نيسن، غوينيث بالترو، ميريل ستريب، وأوبرا وينفري.

وأدت ليدي غاغا مزيجاً من أغاني «ساوند أوف ميوزيك»، لمناسبة مرور خمسين سنة على هذا الفيلم الكلاسيكي، قبل أن ترحب ببطلة الفيلم جولي أندروز على المسرح. وبعد حفلة توزيع الجوائز، عاد عشرون ممثلاً وممثلة ومخرجاً لم يفوزوا بأي جائزة، إلى منازلهم حاملين مجموعة هدايا من تقديم مجموعة «ديستينكتيف أسيتس» الأميركية، قيمة كل منها 168 ألف دولار. وكتبت مجلة «فانيتي فير» على موقعها الإلكتروني، أن «الهدايا المقدّمة هذه السنة هي أغلى مجموعة هدايا توزّع» في حفلة «أوسكار».

 

  • فريق ماسة
  • 2015-02-23
  • 10674
  • من الأرشيف

«بيردمان» ومخرجه أليخاندرو غونزاليس ... الفائزان في «معركة» الأوسكار

حلّق فيلم «بيردمان» الكوميدي الأسود في الحفلة السابعة والثمانين لجوائز الأوسكار في هوليوود حاصداً أربع جوائز، بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج. وشكّل الفيلم الذي يتناول قصة نجم سابق في أفلام أبطال خارقين يحاول إنعاش شهرته في المسرح، انتصاراً كبيراً للمخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس أنياريتو، الذي فاز شخصياً بثلاث جوائز أوسكار. وكان الفيلم مرشحاً في تسع فئات، ويروي بنفحة من الواقعية السحرية قصة ريغان تومسون (مايكل كيتون)، الذي يحاول جاهداً إحياء مسيرته المتداعية من خلال إخراج مسرحية والتمثيل فيها. ويبدأ الفيلم مع سؤال على لسان البطل: «كيف انتهى المطاف بنا هنا؟». وحصد فيلم «ذي غراند بودابست هوتيل» أربع جوائز أيضاً أكثرها في الفئات الفنية، في حين حقّق فيلم «ويبلاش» ثلاث مكافآت، بينها أفضل ممثل في دور ثانوي للممثل المخضرم جاي كاي سيمونز. أما جائزة أفضل ممثل، فكانت من نصيب البريطاني إيدي ريدماين عن أدائه شخصية عالم الفيزياء الفلكية المشلول ستيفن هوكينغ في فيلم «ذي ثيوري أوف إفريثينغ». وأشاد الممثل بشجاعة المصابين بمرض شاركو مثل العالم البريطاني الشهير. ويتناول الفــيلم في المقام الأول، قصة الحب التي جمعت بين ستيفن هوكينغ وزوجته الأولى جاين هوكينغ، التي أمضى معها ثلاثين سنة أنجبا خلالها ثلاثة أطفال. والفيلم مقتبس عن السيرة الذاتية التي وضعتها جاين هوكينغ (تؤدي دورها فيليسيتي جونز)، وينطلق خلال سنوات الدراسة قبل تشخيص إصابة الطالب بمرض شاركو في سن الحادية والعشرين. في المقابل، فازت جوليان مور بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها كأستاذة جامعية مصابة ببدايات مرض الزهايمر في فيلم «ستيل آليس». وقالت عند تسلّمها الجائزة على مسرح «دولبي ثياتر» في هوليوود: «أنا سعيدة جداً لأننا تمكّنا من تسليط الضوء على مرض الزهايمر. فالكثير من المرضى يشعرون بالعزلة والتهميش». وأهدى أليخاندرو أنياريتو، الذي حقق للمكسيك جائزة أفضل مخرج للسنة الثانية على التوالي بعد ألفونسو كوارون العام الماضي عن «غرافيتي»، الأوسكار الى مواطنيه. وتحدّث عن المهاجرين المكسيكيين الى الولايات المتحدة قائلاً: «أصلي من أجل أن يعاملوا بالكرامة والاحترام اللذين حظي بهما الذين أتوا قبلهم وشاركوا في بناء أمة المهاجرين الرائعة هذه».   أما فيلم «بويهود» الفريد من نوعه الذي صوّر على مدى 12 سنة، والذي كان يعتبر من الأوفر حظاً في الحفلة، فقد فاز بجائزة واحدة بينما كان مرشحاً في ست فئات. فقد نالت باتريسيا آركيت جائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي. واختير «بيغ هيرو 6»، من إنتاج استديوات «ديزني»، أفضل فيلم رسوم متحركة. ونال البولندي «ايدا» جائزة أفضل فيلم أجنبي. أما جائزة أفضل فيلم وثائقي، فكانت من نصيب «سيتيزنفور» الذي يدور حول المستشار السابق للاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، الذي سرّب وثائق رسمية كشفت حجم برنامج المراقبة والتنصّت الأميركي. وسنودن ملاحق في الولايات المتحدة وهو لاجئ في روسيا. وقد أطلق مقدّم الحفلة نيل باتريك هاريس العرض، الذي استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة، بأغنية ورقصة حول أوساط صناعة الأفلام، تضمّنت نكتة عن غياب ممثلين سود في الترشيحات. وتخلّلت الحفلة مواقف سياسية واجتماعية، بدأتها باتريسيا أركيت عندما دعت الى المساواة في الأجر بين النساء والرجال، بقولها: «ناضلنا من أجل مساواة في الحقوق للجميع. وحان الوقت لنحصل على مساواة في الأجر بشكل نهائي للنساء في الولايات المتحدة». ووقف الحضور مطوّلا مصفّقاً لفيلم «سيلما» الذي تمحور حول رمز النضال من أجل الحقوق المدنية للسود، مارتن لوثر كينغ. والعمل الذي كان مرشحاً للفوز بجائزة أفضل فيلم، لم يحصل على ترشيح في فئتي أفضل ممثل وأفضل مخرجة لافا دوفيرناي. وفاز بجائزة أفضل أغنية أصلية عن «غلوري»، وقد وقف الحضور مصفقاً بعدما أدى جون ليجند وكومون الأغنية على المسرح. وقال ليجند عند تسلّمه الجائزة، إن «الحقوق التي ناضل من أجلها قبل خمسين سنة» أبطال فيلم «سيلما»، «مهدّدة اليوم». وأضاف: «نعيش في بلد فيه أكبر عدد من السجناء في العالم، فعدد الرجال السود وراء القضبان اليوم أكبر من عدد العبيد في عام 1850». وشاركت كوكبة من النجوم في تقديم الحفلة، من بينهم بن أفليك، سكارليت جوهانسون، نيكول كيدمان، إيدي مورفي، ليام نيسن، غوينيث بالترو، ميريل ستريب، وأوبرا وينفري. وأدت ليدي غاغا مزيجاً من أغاني «ساوند أوف ميوزيك»، لمناسبة مرور خمسين سنة على هذا الفيلم الكلاسيكي، قبل أن ترحب ببطلة الفيلم جولي أندروز على المسرح. وبعد حفلة توزيع الجوائز، عاد عشرون ممثلاً وممثلة ومخرجاً لم يفوزوا بأي جائزة، إلى منازلهم حاملين مجموعة هدايا من تقديم مجموعة «ديستينكتيف أسيتس» الأميركية، قيمة كل منها 168 ألف دولار. وكتبت مجلة «فانيتي فير» على موقعها الإلكتروني، أن «الهدايا المقدّمة هذه السنة هي أغلى مجموعة هدايا توزّع» في حفلة «أوسكار».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة