بينما تتابع عيون العالم العربي والغربي اللقاء الثنائي بين مصر وروسيا وما تتبعه من اتفاقيات اقتصادية وسياسية،نلحظ الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يتابعان اللقاء الثنائي من المنظور العسكري وما يحمله من تبعات المرحلة القادمة.

لم يمضِ وقت طويل على استقبال واشنطن جماعة الإخوان المسلمين حتى استقبل السيسي الرئيس الروسي بوتين.

وهنا يتبادر للأذهان سؤالان مهمان:

الأول ماهي الرسائل التي أراد السيسي توجيهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟

والثاني ما هي الرسائل التي أراد الرئيس الروسي توجيهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟؟؟؟

فالقاسم المشترك بين بوتين والسيسي هو الولايات المتحدة الأمريكية لكن لكل منهما أهدافه، بوتين أراد أن يقول لواشنطن والكيان الصهيوني على حد سواء بأن النفوذ الروسي قد امتد من الشمال (سورية ) إلى الجنوب (مصر )، ما يحمله هذا النفوذمن مدلولات خطيرة على الوجود الصهيوني حيث حذرت منه الدوائر الاستراتيجية في تل أبيب في شباط من العام الفائت عندما قالت:

إن الرئيس الروسي بوتين لا يوفر جهداً للاستفادة من تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بداية عندما عزز التعاون العسكري مع سورية شمالاً تحت قيادة الرئيس بشار الأسد وما تحمله هذه الشخصية من غموضودراسة خطواته جيداً إضافة إلى أنه لا يعتمد على العوامل الخارجية في إدارة سورية، هذا ما اتضح خلال قيادته للحرب التي شنت على سورية من البوابة الإرهابية.

وتالياً ما يقوم به بوتين الآن من تعزيز للتعاون العسكري مع مصر جنوباً تحت قيادة السيسي وما تحمله هذه الشخصية من خلفية ناصرية بحتة وقناعته من أن حل مشاكل مصر تبدأ من البوابة العسكرية وهذا ما نشهده في سيناء.

ثقل هاتين الشخصيتين سوف يربك الأمريكي وحليفه الصهيوني في المرحلة القادمة ولاسيما أنها جربت ذلك مع الرئيس بشار الأسد خلال العملية العسكرية التي شنت على سورية منذ قرابة الأربع سنوات وما زالت.

أما الرسالة التي أراد السيسي توجيهها إلى الأمريكي هي أن العباءة الأمريكية لم تعد الوحيدة التي تلبسها مصر وإنما هناك عباءة لا تقل ثقلاً دولياً وإقليمياً عنها، وأن الاستفراد بمصر قد ولى إلى غير رجعة، وتهديداتكم من البوابة الإخوانية لا تجدي نفعاً، والأهم هو أن مصر تحظى بدعم سياسي روسي غير مسبوق. والمشاركة بحل الأزمة السورية سياسياً أكبر مثال على التعاون بين سورية ومصر من تحت الطاولة أو فوقها لا يهم.

في الأمس القريب لم تتوان إسرائيل عن إخفاءنشوتها بالنصر بما تحرزه جماعاتها الإرهابية (إخوان مسلمين وداعش وألوية من هنا وهناك) في كل من مصر وسورية والعراق وغيرهم.

  أما اليوم فالإنجازات الختامية التي يحرزها الجيش العربي السوري بعد دير الزور والحسكة ودوما وجوبر وفرار مقاتليها,يأتي ريف درعا والقنيطرة.

هذه الإنجازات بدأت تثير مخاوفها وقلقها التي أكدتها القناة الثانية الإسرائيلية عندما قالت:إن قوة الردع الإسرائيلية تتعرض لانتكاسة خطيرة، خاصة بعد تهديدات حزب الله بتغيير قواعد الاشتباك والرئيس بشار الأسد بتشكيل مقاومات شعبية التي اتضحت مفاعيلها في ريف درعا والقنيطرة...

المخاوف الإسرائيلية لم تقف عند إنجازات الجيش السوري وإنما ما ينجزه الجيش المصري في سيناء وعلى امتداد مساحة مصر.

بدأت الهزائم المتكررة لمقاتلي الكيان الصهيوني والأمريكي تتوالى على مساحات الشرق الأوسط في كل الأماكن التي يحاول تخريبها.

أخيراً الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية لم تكن الثمرة الوحيدة التي يجنيها كلٍ من سورية ومصر وروسيا لمواجهة الخطر الأمريكي الصهيوني وإنما الاتفاقيات العسكرية التي ستؤرق إسرائيل أكثر من الملف النووي الإيراني.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-10
  • 8094
  • من الأرشيف

رسائل صاروخية بعناوين نووية !!!/ بقلم الإعلامية مها جميل الباشا

بينما تتابع عيون العالم العربي والغربي اللقاء الثنائي بين مصر وروسيا وما تتبعه من اتفاقيات اقتصادية وسياسية،نلحظ الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يتابعان اللقاء الثنائي من المنظور العسكري وما يحمله من تبعات المرحلة القادمة. لم يمضِ وقت طويل على استقبال واشنطن جماعة الإخوان المسلمين حتى استقبل السيسي الرئيس الروسي بوتين. وهنا يتبادر للأذهان سؤالان مهمان: الأول ماهي الرسائل التي أراد السيسي توجيهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟ والثاني ما هي الرسائل التي أراد الرئيس الروسي توجيهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية؟؟؟؟ فالقاسم المشترك بين بوتين والسيسي هو الولايات المتحدة الأمريكية لكن لكل منهما أهدافه، بوتين أراد أن يقول لواشنطن والكيان الصهيوني على حد سواء بأن النفوذ الروسي قد امتد من الشمال (سورية ) إلى الجنوب (مصر )، ما يحمله هذا النفوذمن مدلولات خطيرة على الوجود الصهيوني حيث حذرت منه الدوائر الاستراتيجية في تل أبيب في شباط من العام الفائت عندما قالت: إن الرئيس الروسي بوتين لا يوفر جهداً للاستفادة من تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بداية عندما عزز التعاون العسكري مع سورية شمالاً تحت قيادة الرئيس بشار الأسد وما تحمله هذه الشخصية من غموضودراسة خطواته جيداً إضافة إلى أنه لا يعتمد على العوامل الخارجية في إدارة سورية، هذا ما اتضح خلال قيادته للحرب التي شنت على سورية من البوابة الإرهابية. وتالياً ما يقوم به بوتين الآن من تعزيز للتعاون العسكري مع مصر جنوباً تحت قيادة السيسي وما تحمله هذه الشخصية من خلفية ناصرية بحتة وقناعته من أن حل مشاكل مصر تبدأ من البوابة العسكرية وهذا ما نشهده في سيناء. ثقل هاتين الشخصيتين سوف يربك الأمريكي وحليفه الصهيوني في المرحلة القادمة ولاسيما أنها جربت ذلك مع الرئيس بشار الأسد خلال العملية العسكرية التي شنت على سورية منذ قرابة الأربع سنوات وما زالت. أما الرسالة التي أراد السيسي توجيهها إلى الأمريكي هي أن العباءة الأمريكية لم تعد الوحيدة التي تلبسها مصر وإنما هناك عباءة لا تقل ثقلاً دولياً وإقليمياً عنها، وأن الاستفراد بمصر قد ولى إلى غير رجعة، وتهديداتكم من البوابة الإخوانية لا تجدي نفعاً، والأهم هو أن مصر تحظى بدعم سياسي روسي غير مسبوق. والمشاركة بحل الأزمة السورية سياسياً أكبر مثال على التعاون بين سورية ومصر من تحت الطاولة أو فوقها لا يهم. في الأمس القريب لم تتوان إسرائيل عن إخفاءنشوتها بالنصر بما تحرزه جماعاتها الإرهابية (إخوان مسلمين وداعش وألوية من هنا وهناك) في كل من مصر وسورية والعراق وغيرهم.   أما اليوم فالإنجازات الختامية التي يحرزها الجيش العربي السوري بعد دير الزور والحسكة ودوما وجوبر وفرار مقاتليها,يأتي ريف درعا والقنيطرة. هذه الإنجازات بدأت تثير مخاوفها وقلقها التي أكدتها القناة الثانية الإسرائيلية عندما قالت:إن قوة الردع الإسرائيلية تتعرض لانتكاسة خطيرة، خاصة بعد تهديدات حزب الله بتغيير قواعد الاشتباك والرئيس بشار الأسد بتشكيل مقاومات شعبية التي اتضحت مفاعيلها في ريف درعا والقنيطرة... المخاوف الإسرائيلية لم تقف عند إنجازات الجيش السوري وإنما ما ينجزه الجيش المصري في سيناء وعلى امتداد مساحة مصر. بدأت الهزائم المتكررة لمقاتلي الكيان الصهيوني والأمريكي تتوالى على مساحات الشرق الأوسط في كل الأماكن التي يحاول تخريبها. أخيراً الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية لم تكن الثمرة الوحيدة التي يجنيها كلٍ من سورية ومصر وروسيا لمواجهة الخطر الأمريكي الصهيوني وإنما الاتفاقيات العسكرية التي ستؤرق إسرائيل أكثر من الملف النووي الإيراني.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة