حملت تقارير صحافية وديبلوماسية معلومات مثيرة حول خطة أميركية، لفتح الباب أمام صراع داخلي في الأردن على جبهتي الانتماء الديموغرافي، الأردني الفلسطيني،

استقبال حافل شعبي وحكومي للدواعش الاردنيين العائدين من القتال في العراق

  والانتماء الفكري، إسلامي ليبرالي، وما يرتبه ذلك من دخول الأردن مرحلة طويلة من الفوضى السياسية، تدمج جماعة «جبهة النصرة»، التي أفرج النظام الأردني عن أحد قادتها، مع تنظيمات «الإخوان المسلمين»، والفريقان موثوقان من «إسرائيل» كما تظهر التجربتان المصرية في عهد حكم «الإخوان» والسورية في ما يشهده الجولان مع «جبهة النصرة»، ومشروع واشنطن أن يجري تسليم «إسرائيل» فرص إدارة الفوضى على خلفية مشروعها القديم المستمر، تحت عنوان «الوطن البديل في الأردن»، مخرج ممكن من مأزق العجز عن الحرب والسلام، وتقول التقارير، إنّ بوابة هذا المشروع كانت إفشال المفاوضات لإطلاق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بقرار أميركي فرض على الملك الأردني، مرفقاً باستدعائه إلى واشنطن، بالتزامن مع وقف المفاوضات التي كان محورها مقايضة الكساسبة، بساجدة الريشاوي، وكانت المفاوضات قد بلغت مرحلة متقدمة قبل وقفها، وتشكك التقارير بالمعلومات التي تحدثت عن إحراق الكساسبة.

 فتح الملف الأردني ولن يغلق تقول التقارير، فيما مستقبل «الإخوان» يغلق في سورية ومصر، ويحتضر في الخليج، وتتموضع حماس مجدّداً على هويتها المقاومة، ويتموضع «إخوان» تونس تحت سقف الممكن.

 يحدث هذا بينما، يُصاب «الإخوان» بالضربة القاضية في اليمن، بعد فشل مناوراتهم خلال الأيام الماضية لتمييع وتخريب المفاوضات حول ملء الفراغ الدستوري، وسقوط رهانهم على غياب البدائل الثورية لدى التيار الحوثي، فمساء أمس تتالت القرارات الثورية في اليمن، من الإعلان الدستوري الذي تضمّن العزم على تشكيل مجلس وطني انتقالي يضم خمسمئة وواحد وخمسين عضواً، منهم مائتان وخمسون يعيّنون من اللجان الثورية ويترك الباب لمن يرغب أن ينضمّ من النواب الحاليين لاكتمال العدد إلى خمسمئة وواحد وخمسين.

 الروزنامة التقريبية لدى الثوار هي لأيام أمام تشكيل المجلس لا تتعدّى نهاية الشهر ليتمّ انتخاب المجلس الرئاسي، وبعدها تشكيل حكومة كفاءات.

 ليل أمس كان الهمّ الرئيسي للثوار حسم الملف الأمني، فأصدرت اللجنة الثورة المركزية قراراً قضى بتعيين وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، اللواء محمود الصبيحي قائماً بأعمال وزير الدفاع وهو من كبار ضباط جنوب اليمن وذو باع طويل في مواجهة «القاعدة»، وكلفت اللجنة الثورية اللواء جلال الرويشان قائماً بوزارة الداخلية، ورئيساً للجنة الأمنية التي تضمّ عدداً من الشخصيات العسكرية والأمنية ورجال الثورة، واللواء الرويشان هو وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة والرئيس السابق لجهاز الأمن السياسي، وهو من ضباط الأمن القومي السابقين.

 على ضفة موازية للإنجاز اليمني، الذي سيكون محور ردود أفعال وتداعيات كحدث يشغل العالم والمنطقة، كانت موسكو تشهد قمة ثلاثية روسية ـ ألمانية ـ فرنسية ضمّت الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة أنجيلا ميركل والرئيس فرنسوا هولاند.

 وفي ختام اللقاء الذي استغرق أكثر من خمس ساعات قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنّ العمل يجري حالياً على وضع وثيقة مشتركة محتملة في شأن آلية تطبيق اتفاقات مينسك في شأن التسوية في أوكرانيا.

 وأشار بيسكوف إلى أنّ الحديث يدور حول وثيقة «تضمّ مقترحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمقترحات التي تمّت بلورتها اليوم، وتلك التي أضافها الرئيس فلاديمير بوتين». وأوضح أنّ مشروع الوثيقة سيعرض في ما بعد على جميع الأطراف للمصادقة عليه.

 وأفاد بيسكوف بأنّ زعماء دول «مجموعة النورماندي» روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا سيجرون محادثات هاتفية الأحد المقبل لاستخلاص نتائج القمة الثلاثية في موسكو.

 وكان هولاند وميركل أجريا الخميس 5 شباط محادثات مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في كييف حول الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا وسبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في المنطقة.

 أوكرانيا تسلك طريق التسوية بعد استنفاد طريق الحرب، والرهان على استنزاف روسيا، واليمن يسلك طريق الثورة بعد استنفاد طرق المماطلة والرهان على التعطيل ودفع البلاد نحو التآكل والفوضى.

 في لبنان بين الإنجازين اليمني والروسي في أوكرانيا، وقبلهما إنجاز المقاومة بعد عملية مزارع شبعا، التي تعادل حرباً كاملة، احتفل حزب الله والتيار الوطني الحرّ بالذكرى التاسعة لتفاهم السادس من شباط بينهما، بما بدا أنه إعلان معادلة الرئاسة للجنرال أو انتظروا ما شئتم الانتظار، بينما كان المبعوث الفرنسي جان فرنسوا جيرو يتحدث في مجالسه عن رئاسة بين جنرالين، قاصداً ما أوحى أنه ترشيح تيار المستقبل لقائد الجيش العماد جان قهوجي وترشيح حزب الله للعماد ميشال عون.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-06
  • 14659
  • من الأرشيف

كيف فتحت واشنطن ملف الإسلاميين في الأردن أمام «إسرائيل» من بوابة الكساسبة؟

حملت تقارير صحافية وديبلوماسية معلومات مثيرة حول خطة أميركية، لفتح الباب أمام صراع داخلي في الأردن على جبهتي الانتماء الديموغرافي، الأردني الفلسطيني، استقبال حافل شعبي وحكومي للدواعش الاردنيين العائدين من القتال في العراق   والانتماء الفكري، إسلامي ليبرالي، وما يرتبه ذلك من دخول الأردن مرحلة طويلة من الفوضى السياسية، تدمج جماعة «جبهة النصرة»، التي أفرج النظام الأردني عن أحد قادتها، مع تنظيمات «الإخوان المسلمين»، والفريقان موثوقان من «إسرائيل» كما تظهر التجربتان المصرية في عهد حكم «الإخوان» والسورية في ما يشهده الجولان مع «جبهة النصرة»، ومشروع واشنطن أن يجري تسليم «إسرائيل» فرص إدارة الفوضى على خلفية مشروعها القديم المستمر، تحت عنوان «الوطن البديل في الأردن»، مخرج ممكن من مأزق العجز عن الحرب والسلام، وتقول التقارير، إنّ بوابة هذا المشروع كانت إفشال المفاوضات لإطلاق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بقرار أميركي فرض على الملك الأردني، مرفقاً باستدعائه إلى واشنطن، بالتزامن مع وقف المفاوضات التي كان محورها مقايضة الكساسبة، بساجدة الريشاوي، وكانت المفاوضات قد بلغت مرحلة متقدمة قبل وقفها، وتشكك التقارير بالمعلومات التي تحدثت عن إحراق الكساسبة.  فتح الملف الأردني ولن يغلق تقول التقارير، فيما مستقبل «الإخوان» يغلق في سورية ومصر، ويحتضر في الخليج، وتتموضع حماس مجدّداً على هويتها المقاومة، ويتموضع «إخوان» تونس تحت سقف الممكن.  يحدث هذا بينما، يُصاب «الإخوان» بالضربة القاضية في اليمن، بعد فشل مناوراتهم خلال الأيام الماضية لتمييع وتخريب المفاوضات حول ملء الفراغ الدستوري، وسقوط رهانهم على غياب البدائل الثورية لدى التيار الحوثي، فمساء أمس تتالت القرارات الثورية في اليمن، من الإعلان الدستوري الذي تضمّن العزم على تشكيل مجلس وطني انتقالي يضم خمسمئة وواحد وخمسين عضواً، منهم مائتان وخمسون يعيّنون من اللجان الثورية ويترك الباب لمن يرغب أن ينضمّ من النواب الحاليين لاكتمال العدد إلى خمسمئة وواحد وخمسين.  الروزنامة التقريبية لدى الثوار هي لأيام أمام تشكيل المجلس لا تتعدّى نهاية الشهر ليتمّ انتخاب المجلس الرئاسي، وبعدها تشكيل حكومة كفاءات.  ليل أمس كان الهمّ الرئيسي للثوار حسم الملف الأمني، فأصدرت اللجنة الثورة المركزية قراراً قضى بتعيين وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، اللواء محمود الصبيحي قائماً بأعمال وزير الدفاع وهو من كبار ضباط جنوب اليمن وذو باع طويل في مواجهة «القاعدة»، وكلفت اللجنة الثورية اللواء جلال الرويشان قائماً بوزارة الداخلية، ورئيساً للجنة الأمنية التي تضمّ عدداً من الشخصيات العسكرية والأمنية ورجال الثورة، واللواء الرويشان هو وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة والرئيس السابق لجهاز الأمن السياسي، وهو من ضباط الأمن القومي السابقين.  على ضفة موازية للإنجاز اليمني، الذي سيكون محور ردود أفعال وتداعيات كحدث يشغل العالم والمنطقة، كانت موسكو تشهد قمة ثلاثية روسية ـ ألمانية ـ فرنسية ضمّت الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة أنجيلا ميركل والرئيس فرنسوا هولاند.  وفي ختام اللقاء الذي استغرق أكثر من خمس ساعات قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنّ العمل يجري حالياً على وضع وثيقة مشتركة محتملة في شأن آلية تطبيق اتفاقات مينسك في شأن التسوية في أوكرانيا.  وأشار بيسكوف إلى أنّ الحديث يدور حول وثيقة «تضمّ مقترحات الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمقترحات التي تمّت بلورتها اليوم، وتلك التي أضافها الرئيس فلاديمير بوتين». وأوضح أنّ مشروع الوثيقة سيعرض في ما بعد على جميع الأطراف للمصادقة عليه.  وأفاد بيسكوف بأنّ زعماء دول «مجموعة النورماندي» روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، فرنسا سيجرون محادثات هاتفية الأحد المقبل لاستخلاص نتائج القمة الثلاثية في موسكو.  وكان هولاند وميركل أجريا الخميس 5 شباط محادثات مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في كييف حول الوضع في جنوب شرقي أوكرانيا وسبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في المنطقة.  أوكرانيا تسلك طريق التسوية بعد استنفاد طريق الحرب، والرهان على استنزاف روسيا، واليمن يسلك طريق الثورة بعد استنفاد طرق المماطلة والرهان على التعطيل ودفع البلاد نحو التآكل والفوضى.  في لبنان بين الإنجازين اليمني والروسي في أوكرانيا، وقبلهما إنجاز المقاومة بعد عملية مزارع شبعا، التي تعادل حرباً كاملة، احتفل حزب الله والتيار الوطني الحرّ بالذكرى التاسعة لتفاهم السادس من شباط بينهما، بما بدا أنه إعلان معادلة الرئاسة للجنرال أو انتظروا ما شئتم الانتظار، بينما كان المبعوث الفرنسي جان فرنسوا جيرو يتحدث في مجالسه عن رئاسة بين جنرالين، قاصداً ما أوحى أنه ترشيح تيار المستقبل لقائد الجيش العماد جان قهوجي وترشيح حزب الله للعماد ميشال عون.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة