تفجير انتحاري إرهابي بحافلة ركاب مدنية في قلب العاصمة السورية دمشق، يقلب المشهد ويشير الى أكثر مما هو حادث أمني يقع في سورية، فيما التوتر الأمني والرسائل بين أطراف النزاع منذ سنوات، فالحافلة المستهدفة هذه المرة تعود إلى زوار لبنانيين متوجهين إلى مقام السيدة «رقية» بالقرب من سوق الحميدية الشهير والمكتظ، وما لبثت ان أعلنت «جبهة النصرة» انه عبارة عن عملية انتحارية معلنة عن إسم الإرهابي الذي فجر نفسه ويُدعى «ابو العز الانصاري».

 

وبحسب صحيفة البناء اللبنانية ،ان المفارقة  هذا الانفجار الذي استهدف زواراً لبنانيين وتبنّته «جبهة النصرة»، يأتي بعد يومين فقط على خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله  في حفل تأبين شهداء القنيطرة وفي معرض شرحه تفاصيل عملية مزارع شبعا مؤخراً، والتي أتت كردّ على الاغتيال حسب السيد نصرالله، الا أنّ اللافت كان تأكيده على التنسيق التام بين «جبهة النصرة» وبين «إسرائيل» في كلّ ما يتعلق بالأزمة السورية، مستشهداً بكلام مسؤولي الكيان من موشيه يعالون الى قيادة جيش العدو، ما يضع العملية مباشرة أمام أبعاد ثلاثة… أولها احتمال ان تكون العملية تمّت بإيعاز مباشر من «إسرائيل» لإرباك قاعدة حزب الله إذا صحّ التعبير بعد خطاب السيد نصرالله الذي كان بالنسبة اليهم بمثابة إعلان نصر آخر بعد المعادلة التي أطلقها في الخطاب بشأن إنهاء قواعد الاشتباك وردع «إسرائيل» عن أيّ اغتيال لقادة أو رجال حزب الله.

 

 

البعد الثاني هو انه إذا كانت العملية قد أتت بعد ليلة واحدة من انفجار تل ابيب، فهل هذا يعني أنه ردّ «إسرائيلي» ضمنيّ مبنيّ على معلومات خاصة بتل ابيب؟ او رسمت لتكمل المشهد؟ ليبقى البعد الثالث ان يكون الانفجار هو ردّ إرهابي استهدف ما تيسّر فقط للإرباك وهذا ما يستبعده مراقبون في مثل هذا الوقت ومع هذه الأحداث المتسارعة.

 

المشهد يتغيّر بسرعة وخلط الأوراق هذا يخدم «إسرائيل» كما تخدمه، ويردّ ضمناً على حوار موسكو بالقول إن لا حل سياسياً، وانّ الحرب مستمرة، واذا كان حزب الله ضابط إيقاع على الجبهة «الاسرائيلية» ـ اللبنانية، فإنّ «إسرائيل» على ما يبدو تضبط بشكل جيّد إيقاع وتحرك وتوجيه «جبهة النصرة» بأسرع مما كان متوقعاً،

 

وعليه فإنّ كلّ شيء يدلّ إلى أنّ «إسرائيل» فتحت جبهة بالوكالة مع حزب الله عبر «جبهة النصرة»، ومن غير المتوقع أو المعروف بعد كيف سيكون ردّ حزب الله على عملية تحمل أبعاداً مربكة، وان توضح فاعلها، فحسب مصدر أمني مضطلع يبدو انّ «إسرائيل» تلتزم بإنذار السيد نصرالله، وتوكل مهمة الردّ إلى «النصرة»، كما كان حال جيش لحد إبان الاحتلال «الاسرائيلي» لجنوب لبنان.

 

في كلّ الأحوال، وبما أنّ التعاون مؤكد بين «النصرة» و«إسرائيل» فالعمل الإرهابي في الكلاسة هو بالتأكيد رسالة «إسرائيلية»، وفضلاً عن كونها جريمة وحشية ضدّ مدنيين، فإنّ هدفها التشويش على خطاب السيد نصرالله، وعلى زهوة النصر التي يشعر بها جمهور المقاومة. وقد فتح المشهد على مصراعيه والعبث «الاسرائيلي» بالأمن السوري وبالتنسيق مع مجموعات الإرهاب من خلال هذه العمليات اللافتة بطبيعة الهدف والمستهدف يتجه إلى المجاهرة بعد سنوات من محاولات التخفي وراء الاصبع.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-02-01
  • 14516
  • من الأرشيف

«إسرائيل» تلتزم إنذار نصرالله ...وتوكل مهمة الردّ لـ«النصرة»

 تفجير انتحاري إرهابي بحافلة ركاب مدنية في قلب العاصمة السورية دمشق، يقلب المشهد ويشير الى أكثر مما هو حادث أمني يقع في سورية، فيما التوتر الأمني والرسائل بين أطراف النزاع منذ سنوات، فالحافلة المستهدفة هذه المرة تعود إلى زوار لبنانيين متوجهين إلى مقام السيدة «رقية» بالقرب من سوق الحميدية الشهير والمكتظ، وما لبثت ان أعلنت «جبهة النصرة» انه عبارة عن عملية انتحارية معلنة عن إسم الإرهابي الذي فجر نفسه ويُدعى «ابو العز الانصاري».   وبحسب صحيفة البناء اللبنانية ،ان المفارقة  هذا الانفجار الذي استهدف زواراً لبنانيين وتبنّته «جبهة النصرة»، يأتي بعد يومين فقط على خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله  في حفل تأبين شهداء القنيطرة وفي معرض شرحه تفاصيل عملية مزارع شبعا مؤخراً، والتي أتت كردّ على الاغتيال حسب السيد نصرالله، الا أنّ اللافت كان تأكيده على التنسيق التام بين «جبهة النصرة» وبين «إسرائيل» في كلّ ما يتعلق بالأزمة السورية، مستشهداً بكلام مسؤولي الكيان من موشيه يعالون الى قيادة جيش العدو، ما يضع العملية مباشرة أمام أبعاد ثلاثة… أولها احتمال ان تكون العملية تمّت بإيعاز مباشر من «إسرائيل» لإرباك قاعدة حزب الله إذا صحّ التعبير بعد خطاب السيد نصرالله الذي كان بالنسبة اليهم بمثابة إعلان نصر آخر بعد المعادلة التي أطلقها في الخطاب بشأن إنهاء قواعد الاشتباك وردع «إسرائيل» عن أيّ اغتيال لقادة أو رجال حزب الله.     البعد الثاني هو انه إذا كانت العملية قد أتت بعد ليلة واحدة من انفجار تل ابيب، فهل هذا يعني أنه ردّ «إسرائيلي» ضمنيّ مبنيّ على معلومات خاصة بتل ابيب؟ او رسمت لتكمل المشهد؟ ليبقى البعد الثالث ان يكون الانفجار هو ردّ إرهابي استهدف ما تيسّر فقط للإرباك وهذا ما يستبعده مراقبون في مثل هذا الوقت ومع هذه الأحداث المتسارعة.   المشهد يتغيّر بسرعة وخلط الأوراق هذا يخدم «إسرائيل» كما تخدمه، ويردّ ضمناً على حوار موسكو بالقول إن لا حل سياسياً، وانّ الحرب مستمرة، واذا كان حزب الله ضابط إيقاع على الجبهة «الاسرائيلية» ـ اللبنانية، فإنّ «إسرائيل» على ما يبدو تضبط بشكل جيّد إيقاع وتحرك وتوجيه «جبهة النصرة» بأسرع مما كان متوقعاً،   وعليه فإنّ كلّ شيء يدلّ إلى أنّ «إسرائيل» فتحت جبهة بالوكالة مع حزب الله عبر «جبهة النصرة»، ومن غير المتوقع أو المعروف بعد كيف سيكون ردّ حزب الله على عملية تحمل أبعاداً مربكة، وان توضح فاعلها، فحسب مصدر أمني مضطلع يبدو انّ «إسرائيل» تلتزم بإنذار السيد نصرالله، وتوكل مهمة الردّ إلى «النصرة»، كما كان حال جيش لحد إبان الاحتلال «الاسرائيلي» لجنوب لبنان.   في كلّ الأحوال، وبما أنّ التعاون مؤكد بين «النصرة» و«إسرائيل» فالعمل الإرهابي في الكلاسة هو بالتأكيد رسالة «إسرائيلية»، وفضلاً عن كونها جريمة وحشية ضدّ مدنيين، فإنّ هدفها التشويش على خطاب السيد نصرالله، وعلى زهوة النصر التي يشعر بها جمهور المقاومة. وقد فتح المشهد على مصراعيه والعبث «الاسرائيلي» بالأمن السوري وبالتنسيق مع مجموعات الإرهاب من خلال هذه العمليات اللافتة بطبيعة الهدف والمستهدف يتجه إلى المجاهرة بعد سنوات من محاولات التخفي وراء الاصبع.    

المصدر : روزانا رمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة