ذكرت "الاخبار" أن "النصرة" منحت الدروز في قرى جبل السّماق في ريف إدلب مهلةً حتى 1 شباط 2015 لهدم قبور أوليائهم ورجال دينهم. وتشير وثيقة صدرت يوم الأربعاء الماضي إلى أن اتفاقاً وقّع بين ممثّل "النصرة" في جبل السّماق "الشيخ أبو عبد الرحمن التونسي" وممثلي 14 قرية يسكنها حوالى 18 ألف درزي، بعدما "تبرّأ أهالي قرى كفرمارس، تلتيتا، حلّة، ككو، بشندلايا، قلب لوزة، بنابل، جدعين، عبريتا، كفتين، معرة الإخوان، بيرة كفتين وكفركيلا من الديانة الدرزية، وقالوا إنهم مسلمون من أهل السنة والجماعة"، بحسب الوثيقة. وذكرت الوثيقة أن الاتفاق يقضي بما يأتي: "تطبيق شرع الله في القرى السابقة الذكر عبر نبش المقامات الشركية وهدم أبنيتها وتسويتها بالأرض، وتأمين أماكن للصلاة في القرى التي لا يوجد فيها مصليات، وتدريس القرآن والعقيدة للشباب والأطفال، وفرض اللباس الشرعي للنساء خارج منازلهن، ومنع ظاهرة الاختلاط في المدارس".

وأشار الاتفاق إلى "اختيار شخصين من كل قرية لتنظيم الأمور الخدمية والإغاثية ومراقبة المخالفات بإشراف مسؤول من جبهة النصرة". وحذّرت الوثيقة في ختامها "أن كل فرد مقيم في منطقة الجبل والقرى المذكورة يخالف هذه الأمور يعرّض نفسه للمخالفة الشرعية والتعزير".

وعلمت "الأخبار" أن أهالي قرى جبل السّماق في ريف إدلب عمدوا في اليومين الماضيين إلى إزالة شواهد قبور الأولياء، ومنها مقام الشيخ جابر الحلبي في معرة الإخوان، و"الداعي مسلمة" في بيرة كفتين، ومقام الشيخ أبو طاهر عزالدين ومشايخ آل عز الدين في كفتين. لكن مسلحي "النصرة" لم يكتفوا بنزع الشواهد، إذ دخل أول من أمس عدد من المسلحين الملثمين إلى مقام الحلبي ونبشوا القبر، وأخذوا رفات الشيخ إلى مكان مجهول. وأعلم الملثمون الأهالي بأن المقام تحوّل إلى معهد لتعليم القرآن.

وفي اسلياق، أشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع لـ"الأخبار" إلى أن "المقامات لها مرجعية دينية للطائفة ولا نقبل المساس بها، وإذا كان أهالي قرى جبل السّماق يمارسون طقوساً دينية أخرى فهذا شأنهم، لكننا نعتبر التعدي على المقامات تعدياً على طائفة الموحّدين الدروز، فنحن مسلمون ولا نريد شهادة من أحد".

بدوره، يقول كبير مشايخ جبل الشيخ الشيخ أبو نبيه كبّول لـ"الأخبار": "نستنكر استنكاراً شديداً هذا العمل الإجرامي ولا نقبله، وإن شاء الله هذه بداية النهاية لكلّ من يعتدي".

أمّا في لبنان، فيقول الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ لـ"الأخبار": "نحن مسلمون منذ بداية الإسلام، ولسنا بحاجة لهؤلاء التكفيريين لتعليمنا أصول الدين، ومررنا بأزمات عبر تاريخنا وانتصرنا عليها بقدرة الله، ولا نعجب لقيام هؤلاء بهذا العمل، فهم لم يوفّروا قبور الصحابة والأنبياء، والحقّ سينتصر". كذلك أكّد كبير مشايخ خلوات البياضة في حاصبيا غالب قيس أن "هذا بعيد عن الدين وعن الأخلاق والإنسانية، والله سيحاسب كل من يعتدي على مقامات الأولياء والصالحين وعلى كل إنسان بريء".

  • فريق ماسة
  • 2015-01-25
  • 12219
  • من الأرشيف

الاخبار: النصرة تنبش قبور الدروز في ريف ادلب وتحولها إلى معاهد لتعليم القرآن

ذكرت "الاخبار" أن "النصرة" منحت الدروز في قرى جبل السّماق في ريف إدلب مهلةً حتى 1 شباط 2015 لهدم قبور أوليائهم ورجال دينهم. وتشير وثيقة صدرت يوم الأربعاء الماضي إلى أن اتفاقاً وقّع بين ممثّل "النصرة" في جبل السّماق "الشيخ أبو عبد الرحمن التونسي" وممثلي 14 قرية يسكنها حوالى 18 ألف درزي، بعدما "تبرّأ أهالي قرى كفرمارس، تلتيتا، حلّة، ككو، بشندلايا، قلب لوزة، بنابل، جدعين، عبريتا، كفتين، معرة الإخوان، بيرة كفتين وكفركيلا من الديانة الدرزية، وقالوا إنهم مسلمون من أهل السنة والجماعة"، بحسب الوثيقة. وذكرت الوثيقة أن الاتفاق يقضي بما يأتي: "تطبيق شرع الله في القرى السابقة الذكر عبر نبش المقامات الشركية وهدم أبنيتها وتسويتها بالأرض، وتأمين أماكن للصلاة في القرى التي لا يوجد فيها مصليات، وتدريس القرآن والعقيدة للشباب والأطفال، وفرض اللباس الشرعي للنساء خارج منازلهن، ومنع ظاهرة الاختلاط في المدارس". وأشار الاتفاق إلى "اختيار شخصين من كل قرية لتنظيم الأمور الخدمية والإغاثية ومراقبة المخالفات بإشراف مسؤول من جبهة النصرة". وحذّرت الوثيقة في ختامها "أن كل فرد مقيم في منطقة الجبل والقرى المذكورة يخالف هذه الأمور يعرّض نفسه للمخالفة الشرعية والتعزير". وعلمت "الأخبار" أن أهالي قرى جبل السّماق في ريف إدلب عمدوا في اليومين الماضيين إلى إزالة شواهد قبور الأولياء، ومنها مقام الشيخ جابر الحلبي في معرة الإخوان، و"الداعي مسلمة" في بيرة كفتين، ومقام الشيخ أبو طاهر عزالدين ومشايخ آل عز الدين في كفتين. لكن مسلحي "النصرة" لم يكتفوا بنزع الشواهد، إذ دخل أول من أمس عدد من المسلحين الملثمين إلى مقام الحلبي ونبشوا القبر، وأخذوا رفات الشيخ إلى مكان مجهول. وأعلم الملثمون الأهالي بأن المقام تحوّل إلى معهد لتعليم القرآن. وفي اسلياق، أشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع لـ"الأخبار" إلى أن "المقامات لها مرجعية دينية للطائفة ولا نقبل المساس بها، وإذا كان أهالي قرى جبل السّماق يمارسون طقوساً دينية أخرى فهذا شأنهم، لكننا نعتبر التعدي على المقامات تعدياً على طائفة الموحّدين الدروز، فنحن مسلمون ولا نريد شهادة من أحد". بدوره، يقول كبير مشايخ جبل الشيخ الشيخ أبو نبيه كبّول لـ"الأخبار": "نستنكر استنكاراً شديداً هذا العمل الإجرامي ولا نقبله، وإن شاء الله هذه بداية النهاية لكلّ من يعتدي". أمّا في لبنان، فيقول الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ لـ"الأخبار": "نحن مسلمون منذ بداية الإسلام، ولسنا بحاجة لهؤلاء التكفيريين لتعليمنا أصول الدين، ومررنا بأزمات عبر تاريخنا وانتصرنا عليها بقدرة الله، ولا نعجب لقيام هؤلاء بهذا العمل، فهم لم يوفّروا قبور الصحابة والأنبياء، والحقّ سينتصر". كذلك أكّد كبير مشايخ خلوات البياضة في حاصبيا غالب قيس أن "هذا بعيد عن الدين وعن الأخلاق والإنسانية، والله سيحاسب كل من يعتدي على مقامات الأولياء والصالحين وعلى كل إنسان بريء".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة