لم تكن العلاقات السعودية ــ السورية يوماً نموذجا للعلاقات العربية المأمولة، على الأقل بالنسبة إلى دمشق، صحيح أن هذه العلاقات مرت بسنوات ازدهار سياسي، ولا سيما مع نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وحاجة البلدين إلى التنسيق المشترك، وصولا إلى العلاقة الثلاثية بين البلدين والقاهرة معا، لكن القبل على الجبين والخدين، وتشابك الأيدي في الصور الفوتوغرافية، أخفت قلوباً باردة، تماماً كما أظهرت في كثير من الأحيان، عجزاً لدى كلا الجانبين عن الوصول إلى غايته المطلقة مع الآخر.

سوريا، التي كانت تحلم بـ «سعودية ثرية تسخر ثرواتها لقضايا العرب، وفق مفهوم الممانعة والمقاومة» نظرت وما زالت، وربما تضاعفت هذه النظرة الآن، إلى المملكة باعتبارها كهفاً من كهوف «الرجعية العربية» القائمة على «حكم بدوي اسري إقطاعي»، يستند إلى «تفسير وهابي للدين، ويحكم من خلاله»، ويستمد شرعيته من العلاقة مع الغرب «الذي يستنفد قدرات المملكة الثرية مقابل سكوته عن إمارة إقطاعية».

هذا الرأي الذي يحكم المملكة، ولطالما يتسرب إلى خطب السياسيين في سوريا، حتى من قبل استلام الرئيس بشار الأسد السلطة في العام 2000، يقابله رأي لا يقل سلبية لدى السعوديين. فالمملكة لطالما نظرت إلى دمشق باعتبارها خصماً، من بدء تحالفها مع الاتحاد السوفياتي، وصولا إلى تحالفها مع إيران. نظرة حكام الرياض إلى سوريا، ظلت في إطار «المتمرد» الذي يجب احتواؤه حين يصعب السيطرة عليه، وهو الذي دفع الرياض في تاريخ علاقتها مع دمشق إلى التراجع في غالبية الأحيان عن قيادة الهجمات ضد حكام دمشق، وهو ما يأمله هؤلاء الآن أيضا تجاه الهجمة الأخيرة.

وتتقوى عوامل الخصومة بين الجانبين، من أحداث كثيرة تتجاوز النظرة التقليدية، ولا سيما أنه على الرغم من نظرة الرياض إلى الحكم في دمشق من منطلق مذهبي، إلا ان هذه النظرة لم تظهر عموما في أدبيات حكامها، ولا في صراعهم مع سوريا، لا سيما في العقد ونصف العقد الأخير.

وتبدو المفارقة هنا بارزة، خصوصا أن علاقة دمشق وأنقرة والدوحة، لطالما تغذت على الخصومة مع السعودية، ومنافسة كل من قطر وتركيا للرياض على دورها في العالمين العربي والإسلامي.

إلا أن عدوي دمشق الأبرز الآن، اظهرا منذ اللحظة الأولى منظورهما المذهبي لما يجب أن يكون عليه الحكم في سوريا، وذلك من خلال خطابات كل من رئيس الوزراء التركي (حينها) رجب طيب أردوغان في نيسان العام 2011، وخطبة «ضيف» الأسرة الحاكمة في الدوحة والزعيم الروحي لجماعة «الإخوان المسلمين» يوسف القرضاوي في خطبته الشهيرة في أحد مساجد الدوحة في آذار العام 2011.

وظلت السعودية حذرة من الحراك الحاصل في سوريا، لسببين، الأول تقليدي، استند إلى رغبة السعودية في فهم طبيعة ما يحصل تماما على ارض الشام، والثاني لتخوف الرياض من موجة التغيير التي أطاحت ثلاثة زعماء عرب في عدة أشهر. إلا ان السعودية، وبعد انتظار خمسة شهور تقريباً، أعلنت صراحة موقفها من دمشق، في كلمة ألقاها الملك الراحل عبد الله في رمضان العام 2011 ، فيما اعتبره كثيرون بداية انتصار «التقييم العسكري على التقييم السياسي للموقف الداخلي في سوريا».

لكن اشتباك الجانبين كان حصل مرات عديدة، في ظل وجود عبد الله والرئيس بشار الأسد في سدة الحكم. إذ انتقدت دمشق بحدة بالغة، «المبادرة العربية للسلام» التي تقدم بها عبد الله، ولي العهد السعودي حينها إلى قمة بيروت في العام 2000، واعتبرتها مؤامرة على فلسطين وسوريا معا. إلا ان حدة الاشتباك صارت أكثر مصيرية، مع دخول الجيش الأميركي إلى العراق، وبدء دعم دمشق للمقاومة العراقية، فيما كان الأميركيون، بمساندة خفية من السعودية في زمن الرئيس جورج بوش الابن، ينظرون إلى سوريا باعتبارها هدفاً مقبلاً.

إلا ان اللحظة الأكثر ثقلاً كانت في 14 شباط العام 2005 حين سقط رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ضحية تفجير ضخم في بيروت، وهو بدا كأنه نذر بداية حرب على مستوى واسع بين محورين رئيسيين في المنطقة. ورغم أن التحقيق الدولي لم يثبت شيئا، يشير إلى مسؤولية سوريا أو حلفائها في الاغتيال، إلا ان الرياض تعاطت معه على انه استهداف لها، ولا سيما أن الجميع يعرف مكانة الحريري لدى الرياض. ولاحقا، في العام 2006 وجه الرئيس السوري لكمة حادة تجاه الوعي السعودي، باستخدامه توصيف «أنصاف رجال» في كلمة شهيرة له أمام تجمع للمحامين العرب، بسبب موقف السعودية والخليج من العدوان الإسرائيلي على لبنان. وفهم تماما أن المقصود هو ملك السعودية، وهو ما جعل من القضية أكثر من قضية تحزب ومصالح سياسية لتصبح شخصية.

لكن الملك السعودي، وقبل قمة الرياض في العام 2007، أجرى مراجعة سياسية على ما يبدو، وربما شخصية أيضا، هي الثانية بعد اغتيال الحريري، ودعا الرئيس السوري إلى القمة. وكان موقفاً شهيراً حصل قبلها حين نقلت صحيفة «الحياة» السعودية تصريحات للملك أمام ديوانه الملكي، عن تدخل الرياض في قضية التحقيق مع مسؤولين سوريين من قبل لجنة التحقيق الدولية في قضية الحريري، مشيرا إلى أن تدخله جاء انطلاقا من «وقفة مع النفس» أجراها تجاه الأزمة الدولية مع سوريا.

وشارك بعد عام تقريبا الأسد في قمة الرياض، واجتمع في لقاء خاص إلى النافذين في الأسرة الحاكمة، عشية يوم الافتتاح. ورغم أن العلاقة لم تندفع قدما بفعل هذا اللقاء، إلا ان الطرفين قالا للإعلام ان صفحة طويت وأخرى فتحت.

لكن ليس طويلا. إذ ظل أفق البلدين مختلفاً. وثمة موضوعان، كما بات معروفا، لم يستطع الجانبان الاتفاق عليهما أبداً، ولا يبدو قريباً أنهما سيفعلان. الأول هو لبنان، وطرق إدارة الشؤون الإقليمية فيه وعبره. والثاني العلاقة مع إيران وامتداداتها الإقليمية هي الأخرى. والسبب وراء حالة العجز القائمة في هذين الملفين، يكمن في تعمق جراح الصراع بين العامين 2010 و2015، إذ قررت السعودية، نهاية العام 2011، أن تكون طرفا في الصراع على سوريا، وأرسلت «الجهاديين» بنية مبيتة ليخوضوا حرباً عنها مع النظام، كما حاولت احتواء المعارضين، وشكلت فصيلا حربيا تمثل في «جيش الإسلام»، وقدمت مواد الإغاثة والمساعدات والسلاح والمعلومة الأمنية لأعداء النظام، ودعمت كل جهد سياسي ممكن للضغط عليه والتضييق على عمله.

ورغم أن ثمة شائعات أثيرت بأن مدير الاستخبارات السابق بندر بن سلطان عرض عشرات المليارات على روسيا للتخلي عن الأسد، فإن دعم الرياض، رغم الخصومة المتعددة المستويات، ظل أضعف بكثير من الذي قدمته قطر لخصوم دمشق، كما بقي ضررها على سوريا بالمجمل أضعف بأضعاف من الذي تسبب به الحليفان السابقان لسوريا، وهما قطر وتركيا.

لكن حتى اللحظة، تنظر دمشق بحساسية شديدة تجاه العلاقة مع الرياض. وتختلف حدة تصريحات مسؤوليها تجاهها، وفقا للمؤشرات التي تظهر، صعوداً أو نزولاً، في وسائل الإعلام وفي تصريحات المسؤولين، أو رسائل الأصدقاء المشتركين، وهم قلة الآن.

وربما يكون لمصر يوما من الأيام دور في تقليص حالة العداء القائمة. وربما يكون رحيل الملك فرصة لذلك. إلا ان أفضل ما يخدم العلاقة المحتملة بين البلدين الآن، هو وجود عدو مشترك اسمه جماعة «الإخوان المسلمين»، من دون الإشارة إلى «الإسلام التكفيري» الذي ينظر للمملكة باعتبارها، هي الأخرى، هدفاً له.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-24
  • 12411
  • من الأرشيف

الرياض ودمشق: هل تحصل وقفة مع النفس؟

لم تكن العلاقات السعودية ــ السورية يوماً نموذجا للعلاقات العربية المأمولة، على الأقل بالنسبة إلى دمشق، صحيح أن هذه العلاقات مرت بسنوات ازدهار سياسي، ولا سيما مع نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وحاجة البلدين إلى التنسيق المشترك، وصولا إلى العلاقة الثلاثية بين البلدين والقاهرة معا، لكن القبل على الجبين والخدين، وتشابك الأيدي في الصور الفوتوغرافية، أخفت قلوباً باردة، تماماً كما أظهرت في كثير من الأحيان، عجزاً لدى كلا الجانبين عن الوصول إلى غايته المطلقة مع الآخر. سوريا، التي كانت تحلم بـ «سعودية ثرية تسخر ثرواتها لقضايا العرب، وفق مفهوم الممانعة والمقاومة» نظرت وما زالت، وربما تضاعفت هذه النظرة الآن، إلى المملكة باعتبارها كهفاً من كهوف «الرجعية العربية» القائمة على «حكم بدوي اسري إقطاعي»، يستند إلى «تفسير وهابي للدين، ويحكم من خلاله»، ويستمد شرعيته من العلاقة مع الغرب «الذي يستنفد قدرات المملكة الثرية مقابل سكوته عن إمارة إقطاعية». هذا الرأي الذي يحكم المملكة، ولطالما يتسرب إلى خطب السياسيين في سوريا، حتى من قبل استلام الرئيس بشار الأسد السلطة في العام 2000، يقابله رأي لا يقل سلبية لدى السعوديين. فالمملكة لطالما نظرت إلى دمشق باعتبارها خصماً، من بدء تحالفها مع الاتحاد السوفياتي، وصولا إلى تحالفها مع إيران. نظرة حكام الرياض إلى سوريا، ظلت في إطار «المتمرد» الذي يجب احتواؤه حين يصعب السيطرة عليه، وهو الذي دفع الرياض في تاريخ علاقتها مع دمشق إلى التراجع في غالبية الأحيان عن قيادة الهجمات ضد حكام دمشق، وهو ما يأمله هؤلاء الآن أيضا تجاه الهجمة الأخيرة. وتتقوى عوامل الخصومة بين الجانبين، من أحداث كثيرة تتجاوز النظرة التقليدية، ولا سيما أنه على الرغم من نظرة الرياض إلى الحكم في دمشق من منطلق مذهبي، إلا ان هذه النظرة لم تظهر عموما في أدبيات حكامها، ولا في صراعهم مع سوريا، لا سيما في العقد ونصف العقد الأخير. وتبدو المفارقة هنا بارزة، خصوصا أن علاقة دمشق وأنقرة والدوحة، لطالما تغذت على الخصومة مع السعودية، ومنافسة كل من قطر وتركيا للرياض على دورها في العالمين العربي والإسلامي. إلا أن عدوي دمشق الأبرز الآن، اظهرا منذ اللحظة الأولى منظورهما المذهبي لما يجب أن يكون عليه الحكم في سوريا، وذلك من خلال خطابات كل من رئيس الوزراء التركي (حينها) رجب طيب أردوغان في نيسان العام 2011، وخطبة «ضيف» الأسرة الحاكمة في الدوحة والزعيم الروحي لجماعة «الإخوان المسلمين» يوسف القرضاوي في خطبته الشهيرة في أحد مساجد الدوحة في آذار العام 2011. وظلت السعودية حذرة من الحراك الحاصل في سوريا، لسببين، الأول تقليدي، استند إلى رغبة السعودية في فهم طبيعة ما يحصل تماما على ارض الشام، والثاني لتخوف الرياض من موجة التغيير التي أطاحت ثلاثة زعماء عرب في عدة أشهر. إلا ان السعودية، وبعد انتظار خمسة شهور تقريباً، أعلنت صراحة موقفها من دمشق، في كلمة ألقاها الملك الراحل عبد الله في رمضان العام 2011 ، فيما اعتبره كثيرون بداية انتصار «التقييم العسكري على التقييم السياسي للموقف الداخلي في سوريا». لكن اشتباك الجانبين كان حصل مرات عديدة، في ظل وجود عبد الله والرئيس بشار الأسد في سدة الحكم. إذ انتقدت دمشق بحدة بالغة، «المبادرة العربية للسلام» التي تقدم بها عبد الله، ولي العهد السعودي حينها إلى قمة بيروت في العام 2000، واعتبرتها مؤامرة على فلسطين وسوريا معا. إلا ان حدة الاشتباك صارت أكثر مصيرية، مع دخول الجيش الأميركي إلى العراق، وبدء دعم دمشق للمقاومة العراقية، فيما كان الأميركيون، بمساندة خفية من السعودية في زمن الرئيس جورج بوش الابن، ينظرون إلى سوريا باعتبارها هدفاً مقبلاً. إلا ان اللحظة الأكثر ثقلاً كانت في 14 شباط العام 2005 حين سقط رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ضحية تفجير ضخم في بيروت، وهو بدا كأنه نذر بداية حرب على مستوى واسع بين محورين رئيسيين في المنطقة. ورغم أن التحقيق الدولي لم يثبت شيئا، يشير إلى مسؤولية سوريا أو حلفائها في الاغتيال، إلا ان الرياض تعاطت معه على انه استهداف لها، ولا سيما أن الجميع يعرف مكانة الحريري لدى الرياض. ولاحقا، في العام 2006 وجه الرئيس السوري لكمة حادة تجاه الوعي السعودي، باستخدامه توصيف «أنصاف رجال» في كلمة شهيرة له أمام تجمع للمحامين العرب، بسبب موقف السعودية والخليج من العدوان الإسرائيلي على لبنان. وفهم تماما أن المقصود هو ملك السعودية، وهو ما جعل من القضية أكثر من قضية تحزب ومصالح سياسية لتصبح شخصية. لكن الملك السعودي، وقبل قمة الرياض في العام 2007، أجرى مراجعة سياسية على ما يبدو، وربما شخصية أيضا، هي الثانية بعد اغتيال الحريري، ودعا الرئيس السوري إلى القمة. وكان موقفاً شهيراً حصل قبلها حين نقلت صحيفة «الحياة» السعودية تصريحات للملك أمام ديوانه الملكي، عن تدخل الرياض في قضية التحقيق مع مسؤولين سوريين من قبل لجنة التحقيق الدولية في قضية الحريري، مشيرا إلى أن تدخله جاء انطلاقا من «وقفة مع النفس» أجراها تجاه الأزمة الدولية مع سوريا. وشارك بعد عام تقريبا الأسد في قمة الرياض، واجتمع في لقاء خاص إلى النافذين في الأسرة الحاكمة، عشية يوم الافتتاح. ورغم أن العلاقة لم تندفع قدما بفعل هذا اللقاء، إلا ان الطرفين قالا للإعلام ان صفحة طويت وأخرى فتحت. لكن ليس طويلا. إذ ظل أفق البلدين مختلفاً. وثمة موضوعان، كما بات معروفا، لم يستطع الجانبان الاتفاق عليهما أبداً، ولا يبدو قريباً أنهما سيفعلان. الأول هو لبنان، وطرق إدارة الشؤون الإقليمية فيه وعبره. والثاني العلاقة مع إيران وامتداداتها الإقليمية هي الأخرى. والسبب وراء حالة العجز القائمة في هذين الملفين، يكمن في تعمق جراح الصراع بين العامين 2010 و2015، إذ قررت السعودية، نهاية العام 2011، أن تكون طرفا في الصراع على سوريا، وأرسلت «الجهاديين» بنية مبيتة ليخوضوا حرباً عنها مع النظام، كما حاولت احتواء المعارضين، وشكلت فصيلا حربيا تمثل في «جيش الإسلام»، وقدمت مواد الإغاثة والمساعدات والسلاح والمعلومة الأمنية لأعداء النظام، ودعمت كل جهد سياسي ممكن للضغط عليه والتضييق على عمله. ورغم أن ثمة شائعات أثيرت بأن مدير الاستخبارات السابق بندر بن سلطان عرض عشرات المليارات على روسيا للتخلي عن الأسد، فإن دعم الرياض، رغم الخصومة المتعددة المستويات، ظل أضعف بكثير من الذي قدمته قطر لخصوم دمشق، كما بقي ضررها على سوريا بالمجمل أضعف بأضعاف من الذي تسبب به الحليفان السابقان لسوريا، وهما قطر وتركيا. لكن حتى اللحظة، تنظر دمشق بحساسية شديدة تجاه العلاقة مع الرياض. وتختلف حدة تصريحات مسؤوليها تجاهها، وفقا للمؤشرات التي تظهر، صعوداً أو نزولاً، في وسائل الإعلام وفي تصريحات المسؤولين، أو رسائل الأصدقاء المشتركين، وهم قلة الآن. وربما يكون لمصر يوما من الأيام دور في تقليص حالة العداء القائمة. وربما يكون رحيل الملك فرصة لذلك. إلا ان أفضل ما يخدم العلاقة المحتملة بين البلدين الآن، هو وجود عدو مشترك اسمه جماعة «الإخوان المسلمين»، من دون الإشارة إلى «الإسلام التكفيري» الذي ينظر للمملكة باعتبارها، هي الأخرى، هدفاً له.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة