خفتت حدّة الأضواء "الدولية" التي كانت موجّهة على عمليات تنظيم "داعش" العسكرية سواء في سوريا أو في العراق، بعد عدّة هزائم مني فيها التنظيم على أكثر من جبهة "استراتيجية" كان أبرزها "مطار دير الزور" العسكري و حقل الشاعر النفطي وريف الحسكة في سوريا، وعدّة جبهات أخرى في العراق بعد سلسلة عمليات خاضتها وحدات الجيش العراقي والقوات الشعبية المنضوية تحت جناحه بالإضافة إلى وحدات البيشمركة، تزامن ذلك مع "هروب" العشرات من عناصره "المهاجرين" باتجاه تركيا ومن ثم إلى بلدانهم في أعقاب سلسلة الإعدامات التي نفّذها بحق عناصر "150عنصر" انسحبوا من جبهات "الشاعر ومطار دير الزور" بعد تصدي وحدات الجيش السوري لسلسة من الهجمات التي نفذوها في كلتا الجبهاتين، وانقلاب هجومهم "أي داعش" إلى دفاع بعد تنفيذ الجيش السوري لعمليات هجومية معاكسة أفقدت التنظيم عنصر المباغتة وانتهت بفقدانه أكثر من 1200 مقاتل، أضف إلى ذلك، عملية إسقاط الطائرة الأردنية وأسر طيارها «معاذ الكساسبة» الذي ساهم نوعاً ما "مُزاح" التحالف بقيادة أميركا في استهداف التنظيم إلى "جد"، وقيام سلاح الجو السوري فيما بعد بعدّة غارات في الرقة استهدفت "مستودعات ومشافي ميدانية ونقاط تجمّع وحواجز" للتنظيم كلّفته الكثير، واعترف لاحقاً أن ضربات سلاح الجو السوري كانت مبنية على معلومات "دقيقة" نتيجة اختيارها للأهداف وتوجيه الضربات المناسبة لها.

مصدر لـ"عربي برس" في الرقة، أكد أن اختيار التنظيم الإرهابي لأهدافه سواء كانت مواقع عسكرية أو أشخاص أو مناطق مدنية، لم تكن ضمن خطط يضعها قادته بعد دراسة مطوّلة للمنطقة المستهدفة، كاشفاً عن تعاون استخباراتي "دقيق" بين الاستخبارات التركية وقيادات التنظيم من الأراضي التركية، حيث تقوم عناصر الاستخبارات بعد الاجتماع مع الرئيس التركي الحالي «رجب طيّب أردوغان» ورئيس حكومته «داوود أوغلو»، بطلب اجتماع من قيادات التنظيم ومن ثم تحدد لهم "الهدف" وأهميته والخطة التي يجب اتباعها للنجاح في السيطرة عليه، إضافةً إلى تعاون لوجستي تقدمه الاستخبارات التركية أثناء قيام التنظيم بإطلاق عملية "تحرير" الهدف المتفق عليه سواء "الأسلحة والذخيرة" أو بمواد "الاستطباب"، غير التمهيد المدفعي كما حصل في كسب "ريف اللاذقية" عندما ضربت المدفعية التركية مواقعاً للجيش السوري في "تلة المرصد 45" تمهيداً لإدخال تنظيم داعش العربة المفخخة وتفجيرها هناك.

وأضاف المصدر الذي نقل عن "قريبه" العضو في التنظيم حالياً، أنه عندما سمع «أردوغان» خبر استعادة الجيش السوري لحقل "الشاعر" في ريف حمص جُنّ جنونه، وطلب مباشرةً من قيادات التنظيم التحضير لهجوم "كاسح" على مطار دير الزور" مكرراً أمامهم جُملته الشهيرة قبل كل معركة "أريد مجازر هناك"، لكن التنظيم فوجئ بالتحضير لعناصر الحماية في المطار، مؤكّداً أن التنظيم خسر في معارك اليوم الأول أمثر من 315 قتيل وأنه لم يحقق أي تقدّم يُذكر إلا في الطرق التي فتحها أمامهم عناصر الحماية والتي انتهت بهم "أي عناصر التنظيم" بكمائن محكمة كان قد حضرها الجيش سلفاً لهم، ليعلن بعد أيام قليلة انسحابه من جبهة "المطار" بعد فرار أكثر من 280 مقاتل من صفوفه، ليقوم الجيش بعدها بشن عملية عسكرية في محيط المطار التي "اضعفت" تواجد التنظيم هناك وإمكانية شن أي هجوم ثاني بهدف "إسقاط المطار".

وعن المخطوفين الذين بحوزة التنظيم، قال المصدر الذي أكد أن "أحد أقاربه" يقاتل الآن مع التنظيم في "دير الزور" ويلقّب نفسه بـ"التركي"، قال له في وقت سابق أن النظام التركي يلعب دور كبير في تحديد هوية "المخطوفين" وهو من ينتقيهم، إضافة إلى ذلك هو من يختار العناصر من التنظيم الذي يقومون بعملية الخطف ومن ثم طلب الفدية، لافتاً إلى أن المطرانين «يوحنا ابراهيم» مطران حلب للسريان الأرثوذكس، و«بولس يازجي» مطران حلب للروم الأرثوذكس الذين خطفا في ريف حلب  بـ23 نيسان 2013، أثناء قيامهما بخدمتهم للرعية وتقديم العطايا للأسر التي تضررت من هجوم التنظيم عليهم، تمّ اختطافهما بأمر من «أردوغان» شخصياً لاستثمارهما في اتهام الحكومة السورية بعدم قدرتها على حماية المسيحيين آنذاك، وتم نقلهم فوراً إلى تركيا وإخفاؤهم هناك، مؤكّداً أن «أردوغان» يحصل على نسبة 76% من الفدية التي يحصل عليها "الخاطفون" بعد عمليات التبادل التي يجروها، كما حصل منذ يومين مع الناشطتين الإيطاليتين بعد أشهر من تعرضهما للخطف في سوريا في يوليو الماضي أثناء مشاركتهما في إحدى المشاريع الإنسانية هناك. حيث أكد المصدر أن روما دفعت مايقارب الـ 12 مليون دولار لتحريرهما.

ويضيف المصدر، أن الجنود اللبنانيون المختطفون في القلمون أيضاً ينضمون لجملة الصفقات التركية مع التنظيم، وأن الاشتباكات الأخيرة التي حصلت في الجرود بين التنظيم وجبهة النصرة كانت بسبب مطالبة النصرة بحصة كبيرة من فدية الجنود اللذين بحوزتها، مخالفةً بذلك الاتفاق مع تنظيم داعش والحكومة التركية الذي ينص على حصولها على 10% فقط إضافة إلى تعهد تركيا لها بالإفراج عن قيادات لها في السجون اللبنانية ضمن صفقة التبادل التي يُعمل عليها مع الجانب اللبناني والقطري، وهذه كانت من جملة الأسباب التي عرقلة عملية التبادل التي كان من المفروض إتمامها قبل العام الجديد.

وأشار المصدر أن قريبه أكد له أثناء تواجده في الرقة بعد إصابته بوقت سابق في "جبل الشاعر"، أن الصحفيين الأميركيين اللذين تم إعدامهما سابقاً كان بطلب تركي بعد الإصرار الأميركي عليها بدخول التحالف وتقديم "معلومات" حول عناصر التنظيم الداخلة إلى سوريا والعراق عبر أراضيها، لافتاً إلى أن عملية الخطف قامت بها وحدة أمنية تركية كما فعلت بعدها عندما قامت بخطف الموظف البريطاني، مؤكداً أن الطيار الأردني «الكساسبة» موجود الىن في تركيا بعد عملية الإنزال التي قامت بها وحدات أميركية من الكوماندوس في الرقة، مشيراً إلى أن تركيا حذّرت التنظيم بضرورة نقل الطيار على وجه السرعة إلى الداخل التركي لأن "معلوماتها الاستخبارية" تؤكد نية واشنطن وحلفائها بالقيام بعملية أمنية لتحريره، مضيفاً أن هذا ماحصل، حيث قام التنظيم فوراً بإدخاله إلى تركيا وتسليمه إلى عناصر من الاستخبارات التركية وإخفاؤه هناك ريثما "تستوي" صفقة التبادل مع عمان، أو تركه كورقة ضغط على التحالف من الجانب التركي. 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-17
  • 12259
  • من الأرشيف

أردوغان .. أمير الظلام "العثماني"

خفتت حدّة الأضواء "الدولية" التي كانت موجّهة على عمليات تنظيم "داعش" العسكرية سواء في سوريا أو في العراق، بعد عدّة هزائم مني فيها التنظيم على أكثر من جبهة "استراتيجية" كان أبرزها "مطار دير الزور" العسكري و حقل الشاعر النفطي وريف الحسكة في سوريا، وعدّة جبهات أخرى في العراق بعد سلسلة عمليات خاضتها وحدات الجيش العراقي والقوات الشعبية المنضوية تحت جناحه بالإضافة إلى وحدات البيشمركة، تزامن ذلك مع "هروب" العشرات من عناصره "المهاجرين" باتجاه تركيا ومن ثم إلى بلدانهم في أعقاب سلسلة الإعدامات التي نفّذها بحق عناصر "150عنصر" انسحبوا من جبهات "الشاعر ومطار دير الزور" بعد تصدي وحدات الجيش السوري لسلسة من الهجمات التي نفذوها في كلتا الجبهاتين، وانقلاب هجومهم "أي داعش" إلى دفاع بعد تنفيذ الجيش السوري لعمليات هجومية معاكسة أفقدت التنظيم عنصر المباغتة وانتهت بفقدانه أكثر من 1200 مقاتل، أضف إلى ذلك، عملية إسقاط الطائرة الأردنية وأسر طيارها «معاذ الكساسبة» الذي ساهم نوعاً ما "مُزاح" التحالف بقيادة أميركا في استهداف التنظيم إلى "جد"، وقيام سلاح الجو السوري فيما بعد بعدّة غارات في الرقة استهدفت "مستودعات ومشافي ميدانية ونقاط تجمّع وحواجز" للتنظيم كلّفته الكثير، واعترف لاحقاً أن ضربات سلاح الجو السوري كانت مبنية على معلومات "دقيقة" نتيجة اختيارها للأهداف وتوجيه الضربات المناسبة لها. مصدر لـ"عربي برس" في الرقة، أكد أن اختيار التنظيم الإرهابي لأهدافه سواء كانت مواقع عسكرية أو أشخاص أو مناطق مدنية، لم تكن ضمن خطط يضعها قادته بعد دراسة مطوّلة للمنطقة المستهدفة، كاشفاً عن تعاون استخباراتي "دقيق" بين الاستخبارات التركية وقيادات التنظيم من الأراضي التركية، حيث تقوم عناصر الاستخبارات بعد الاجتماع مع الرئيس التركي الحالي «رجب طيّب أردوغان» ورئيس حكومته «داوود أوغلو»، بطلب اجتماع من قيادات التنظيم ومن ثم تحدد لهم "الهدف" وأهميته والخطة التي يجب اتباعها للنجاح في السيطرة عليه، إضافةً إلى تعاون لوجستي تقدمه الاستخبارات التركية أثناء قيام التنظيم بإطلاق عملية "تحرير" الهدف المتفق عليه سواء "الأسلحة والذخيرة" أو بمواد "الاستطباب"، غير التمهيد المدفعي كما حصل في كسب "ريف اللاذقية" عندما ضربت المدفعية التركية مواقعاً للجيش السوري في "تلة المرصد 45" تمهيداً لإدخال تنظيم داعش العربة المفخخة وتفجيرها هناك. وأضاف المصدر الذي نقل عن "قريبه" العضو في التنظيم حالياً، أنه عندما سمع «أردوغان» خبر استعادة الجيش السوري لحقل "الشاعر" في ريف حمص جُنّ جنونه، وطلب مباشرةً من قيادات التنظيم التحضير لهجوم "كاسح" على مطار دير الزور" مكرراً أمامهم جُملته الشهيرة قبل كل معركة "أريد مجازر هناك"، لكن التنظيم فوجئ بالتحضير لعناصر الحماية في المطار، مؤكّداً أن التنظيم خسر في معارك اليوم الأول أمثر من 315 قتيل وأنه لم يحقق أي تقدّم يُذكر إلا في الطرق التي فتحها أمامهم عناصر الحماية والتي انتهت بهم "أي عناصر التنظيم" بكمائن محكمة كان قد حضرها الجيش سلفاً لهم، ليعلن بعد أيام قليلة انسحابه من جبهة "المطار" بعد فرار أكثر من 280 مقاتل من صفوفه، ليقوم الجيش بعدها بشن عملية عسكرية في محيط المطار التي "اضعفت" تواجد التنظيم هناك وإمكانية شن أي هجوم ثاني بهدف "إسقاط المطار". وعن المخطوفين الذين بحوزة التنظيم، قال المصدر الذي أكد أن "أحد أقاربه" يقاتل الآن مع التنظيم في "دير الزور" ويلقّب نفسه بـ"التركي"، قال له في وقت سابق أن النظام التركي يلعب دور كبير في تحديد هوية "المخطوفين" وهو من ينتقيهم، إضافة إلى ذلك هو من يختار العناصر من التنظيم الذي يقومون بعملية الخطف ومن ثم طلب الفدية، لافتاً إلى أن المطرانين «يوحنا ابراهيم» مطران حلب للسريان الأرثوذكس، و«بولس يازجي» مطران حلب للروم الأرثوذكس الذين خطفا في ريف حلب  بـ23 نيسان 2013، أثناء قيامهما بخدمتهم للرعية وتقديم العطايا للأسر التي تضررت من هجوم التنظيم عليهم، تمّ اختطافهما بأمر من «أردوغان» شخصياً لاستثمارهما في اتهام الحكومة السورية بعدم قدرتها على حماية المسيحيين آنذاك، وتم نقلهم فوراً إلى تركيا وإخفاؤهم هناك، مؤكّداً أن «أردوغان» يحصل على نسبة 76% من الفدية التي يحصل عليها "الخاطفون" بعد عمليات التبادل التي يجروها، كما حصل منذ يومين مع الناشطتين الإيطاليتين بعد أشهر من تعرضهما للخطف في سوريا في يوليو الماضي أثناء مشاركتهما في إحدى المشاريع الإنسانية هناك. حيث أكد المصدر أن روما دفعت مايقارب الـ 12 مليون دولار لتحريرهما. ويضيف المصدر، أن الجنود اللبنانيون المختطفون في القلمون أيضاً ينضمون لجملة الصفقات التركية مع التنظيم، وأن الاشتباكات الأخيرة التي حصلت في الجرود بين التنظيم وجبهة النصرة كانت بسبب مطالبة النصرة بحصة كبيرة من فدية الجنود اللذين بحوزتها، مخالفةً بذلك الاتفاق مع تنظيم داعش والحكومة التركية الذي ينص على حصولها على 10% فقط إضافة إلى تعهد تركيا لها بالإفراج عن قيادات لها في السجون اللبنانية ضمن صفقة التبادل التي يُعمل عليها مع الجانب اللبناني والقطري، وهذه كانت من جملة الأسباب التي عرقلة عملية التبادل التي كان من المفروض إتمامها قبل العام الجديد. وأشار المصدر أن قريبه أكد له أثناء تواجده في الرقة بعد إصابته بوقت سابق في "جبل الشاعر"، أن الصحفيين الأميركيين اللذين تم إعدامهما سابقاً كان بطلب تركي بعد الإصرار الأميركي عليها بدخول التحالف وتقديم "معلومات" حول عناصر التنظيم الداخلة إلى سوريا والعراق عبر أراضيها، لافتاً إلى أن عملية الخطف قامت بها وحدة أمنية تركية كما فعلت بعدها عندما قامت بخطف الموظف البريطاني، مؤكداً أن الطيار الأردني «الكساسبة» موجود الىن في تركيا بعد عملية الإنزال التي قامت بها وحدات أميركية من الكوماندوس في الرقة، مشيراً إلى أن تركيا حذّرت التنظيم بضرورة نقل الطيار على وجه السرعة إلى الداخل التركي لأن "معلوماتها الاستخبارية" تؤكد نية واشنطن وحلفائها بالقيام بعملية أمنية لتحريره، مضيفاً أن هذا ماحصل، حيث قام التنظيم فوراً بإدخاله إلى تركيا وتسليمه إلى عناصر من الاستخبارات التركية وإخفاؤه هناك ريثما "تستوي" صفقة التبادل مع عمان، أو تركه كورقة ضغط على التحالف من الجانب التركي. 

المصدر : ماهر خليل - عربي برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة