دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد سيطرة جبهة النصرة على وادي الضيف اشتعلت - في ظل غياب اعلامي لافت- معركة عنيفة في التلال المحيطة بمدينة القنيطرة السورية في الجنوب السوري، وقد حاولت جبهة النصرة استغلال الدفع المعنوي الذي أحدثه وادي الضيف للتقدم في الجنوب السوري عند محاور المدينة فاتحة هجومها الكبير على المنطقة عبر تل البزاق الذي يعتبر خط الدفاع الاول عن تل الشعار الاستراتيجي الذي يسيطر على القنيطرة وعلى جزء كبير من المنطقة.
تسيطر جبهة النصرة على منطقة القطاع الرابع في القنيطرة وهي المنطقة المحاذية لفلسطين المحتلة، وبهذا فهي منذ عدة اشهر على تماس مع جنود العدو في تلك المنطقة ولم تطلق طلقة واحدة على اي موقع اسرائيلي وكل جهودها الحربية منصبة على السيطرة على منطقة البعث ومنطقة خان ارنبة في مدينة القنيطرة، وخان ارنبة هي المنطقة التي تتواجد فيها دوائر الدولة وقد حاولت النصرة نهاية شهر كانون الأول الماضي التحكم بالتلال المحيطة بالقنيطرة تمهيداً للسيطرة على حي البعث وحي خان أرنبة في المدينة.
وفي التفاصيل الميدانية للمعركة نقلا عن مصدر ميداني شارك بتلك المعركة ان الهجوم بدأ على تل البزاق من تل مسحرة وقرية مسحرة وتل المال التي يسيطر عليها المسلحون، وهي مناطق محيطة بتل البزاق، وبدأ الهجوم عند الساعة الثالثة صباح يوم الجمعة الواقع فيه 27 كانون الأول 2014 واستفاد المهاجمون من كثافة شجر الزيتون في المنطقة للاقتراب من دشم وتحصينات تل البزاق، وقد وصلوا الى منطقة تسمى المداجن القديمة على بعد 300 مترمن التل، وقد استخدمت النصرة في الهجوم عشرة انغماسيين وصلوا الى سفح التل سقطوا جميعا قتلى بنيران المدافعين عن تل البزاق.
ويروي المصدر ان احد الانغماسيين كان يركض وبيديه كيس مليء بالقنابل ولم يكن يحمل معه أية قطعة سلاح، مشيراً إلى ان باقي المهاجمين بقوا مختبئين في المداجن بانتظار ان يفتح لهم الانغماسيون ثغرة في أسوار التل ليتقدموا من خلالها ويتمموا عملية اقتحام التل واحتلاله.
المصدر الميداني نفسه يقول في حديث لموقع "العهد الاخباري"، ان عدد المهاجمين كان حوالي اربعمائة تسللوا تحت تغطية قصف عنيف من دبابتين ومدافع هاون 130 وصواريخ مضادة للدبابات، ومدافع 23 ورشاشات 14 ونصف، وراجمات صواريخ، وقد بدأ القصف على التل قبل الهجوم بساعات واستمر الهجوم من الثالثة صباحا حتى الساعة السابعة مساء. وبين السابعة والثامنة امطروا التل بمئات الصواريخ والقذائف المدفعية ، وعند العاشرة ليلا هدأت المعركة وتراجع مقاتلو النصرة.
ويضيف المصدر: تسللت انا و بعض الجنود الى سفح التل وسحبنا بعض جثث المسلحين وكانت احدى الجثث تابعة لبطل جمهوري في تايبوكسن عام 2003 وهو يملك ناديا رياضيا في مدينة نوى، لافتاً إلى ان هدف المسلحين الاساس هو احتلال تل الشعار الاستراتيجي، ويقول: كانوا يعتقدون ان الأمر سوف يستغرق ساعة او ساعتين ويسقط تل البزاق لكنهم فوجئوا بصمود الحامية فيه.
ويسيطر الجيش السوري على ثماني تلال في محيط مدينة القنيطرة أهمها تل الشعار الاستراتيجي المطل على مجموعة تلال، حيث إن من يسيطر عليه يمكنه التحكم بقطاع واسع من مدينة القنيطرة، وعلى باقي قيادة اللواء 90 وعلى تل الشحم أيضا، أما القوات التابعة للدولة السورية التي تخدم في المنطقة فهي إضافة الى الجيش السوري هناك فوج الجولان وكتائب البعث.
المصدر :
نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة