اعترف ضابط استخبارات تركي بدوره في خطف أول قائد لميليشيا «الجيش الحر»، حسين هرموش، وتسليمه للسلطات السورية، معللاً ذلك بأن اعترافات الهرموش له بدوره في قتل وتقطيع الجثث أدت إلى «فوران» دمه، على حد تعبيره، مما دفعه للتعاون مع السوريين وتسليمه لهم، مؤكداً أنه ليس نادماً وأنه مستعد لتحمل كافة العواقب.

وكان الضابط في الاستخبارات التركية، أوندير سيغيرجيك أوغلو، قد استطاع الفرار خلال إجراءات نقله من سجن إلى آخر، بعد أن تقرر سجنه عشرين عاماً على خلفية دوره في خطف وتسليم الهرموش. وذلك بعد أن قضى في السجن حوالي 32 شهراً.

وقال سيغيرجيك أوغلو في لقاء مع موقع "أودا تي في": «لم أنفذ هذه العملية من أجل النقود، بل من أجل شرفي ووجداني»، واضاف: «في تلك المرحلة التقيت الآلاف من السوريين بتكليف من مؤسستي (الاستخبارات القومية) وكانت أول دفعة منهم قد عبرت الحدود، عام 2011، عابرة من بلدة ألتينوزو (شرق أنطاكية وبالقرب من باب الهوا السورية) حيث كانت الدفعة الأولى مكونة من حوالي 250 شخصاً. وكان بينهم طالب الحقوق القادم من المنطقة البدوية، ساري حمودة، حيث كان هو وعبد السلام صادق، الذي كانت لديه صلات منتظمة مع تركيا عبر أقربائه في قرية "كويتتشي"، التابعة لناحية "يايلاداغ" (شمال كسب السورية)، يلعبان دور غاسلي عقول المجموعة. وكانا يقيمان علاقة مع قنوات إعلامية مثل "الجزيرة" وما شابه ويقومان بالدعاية. كما كانا يؤمنان المعلومات حول مخيم اللاجئين. غير أن هذه المعلومات لم تكن معلومات حقيقية. إذ انهما كانا يفتعلان المأساة عبر الزعم أن سكان المخيم هم ممن شهدوا الاشتباكات، وتعرضوا للظلم، وأنهم اضطروا للهرب إلى تركيا بسبب ذلك. عملا على إقامة هذه الدعاية، لتكوين رأي عام، ومحاولة تامين منافع مادية من تركيا والأمم المتحدة وبلدان الخليج والمؤسسات الدولية»

الهرموش قتل 138 شخصاً سلموا أنفسهم

وتابع "سيغيرجيك اوغلو": «كان برفقة القادمين الأوائل أجهزة هاتف فضائية من نوع "ثريا" وأجهزة حاسب» وأكمل: «في 10 أو 11 من شهر حزيران 2011 أعملتني مؤسستي أنه قدم إلى المخيم ضابط برتبة مقدم، وطلبت الاستعلام عن الموضوع من حيث فعالياته العسكرية ودوره فيها. وبالتحريات التي أقمتها علمت أن الضابط المذكور، وهو حسين هرموش، قد شارك بصفة قائد في المعارضة المسلحة، التي تشكلت في جسر الشغور، وأنه كان منظم الاشتباكات التي جرت فيها. وقد أجريت لقاءً مع الهرموش، برفقة زميلي في العمل ت.ل. وفي اللقاء قال لنا أنه سني متطرف وأن آخر عمل له كان دائرة الإنشاءات العسكرية في الفرقة 11 في حمص، وأنه خبير في المتفجرات. كما قال انه تلقى تعليماً في روسيا، وأنه كثيراً ما تشاجر مع رؤسائه الضباط بسبب آرائه الدينية المتشددة، مضيفاً أنه نظم المقاومة المسلحة في جسر الشغور. واخبرنا الهرموش أنهم هاجموا مركز البريد في جسر الشغور لأنه كان يقوم بالتنصت عليهم، وأنهم احتلوه، وأنه بعدها وضع قنبلة في بطارية جرار، وأخذه إلى نقطة عسكرية، حيث فجره، فاضطر الباقون على قيد الحياة في النقطة إلى الاستسلام، لكنه قتلهم جميعهم وعددهم 138 شخصاً»

وأكمل "سيغيرجيك أوغلو" انه علم فيما بعد أن الهرموش لعب دوراً في حادثة قتل الجنود ورميهم من على جسر نهر العاصي. وقال: «انزعجت انزعاجاً بالغاً من حرص المؤسسة، التي أعمل بها، على هؤلاء الأشخاص، واهتمامها البالغ بهم، واحترامها لهم. كان يتم إقامة علاقات مع من ينفذون الجرائم في جارتنا سورية، وييوقعون المجازر، فكانوا يحصلون على هواتف عمليات، وعلى المأوى والإقامة، كما كانوا يتمتعون بإمكانية الذهاب مرة أخرى إلى سورية والعودة منها»

 

وقال "سيغيرجيك اوغلو": «أنبات رؤسائي عدة مرات أني لم أعد راغباً بالعمل في تلك المنطقة. غير أن رغبتي لم تنفذ بسبب إجادتي للغة العربية ومعرفتي المنطقة معرفة جيدة. وهكذا استمريت بالعمل في هذه المنطقة»

ليس من أجل المال:

وأكمل "سيغيرجيك أوغلو" روايته فقال: «أنا من وضع خطة خطف المقدم هرموش، وطلبت من عدة أشخاص لي معرفة بهم مساعدتي في الأمر. وعندما قبلوا وضعت هرموش في سيارتي، ثم سلمته إلى الأصدقاء الذين سيحملونه إلى سورية. وهكذا واجه هذا القاتل العدالة في سورية وتحمل جريرة قتله مئات الأشخاص. لم أقم بذلك من أجل المال أبداً. هناك من يقول أنني فعلت هذا مقابل 100 ألف دولار، وذلك لتشويه سمعتي. يتراوح راتبي بين 6500 و7000 ليرة تركية (3250 – 3500 دولار) ولدي منزل وسيارة وحياة جيدة. وليس من الممكن أن أقوم بما قمت به من أجل مبلغ كهذا. كما أن الحديث عن دفع الدولة السورية مبلغ مائة ألف دولار مقابل رأس الهرموش كاذب. لا يوجد شيء كهذا. لقد قمت بما قمت به بسبب هويتي وضميري وموقفي من سياسات حزب العدالة والتنمية. ولست نادماً ابداً»

وأضاف "سيغيرجيك أوغلو": «السياسات التركية اتجاه سورية هي خيانة. أنا اعترضت على ذلك. رأيت أنه ليس من واجبي دعم القتلة ضد دولة صديقة منذ مئات السنين»

تم إدخال آلاف الجهاديين

وقال "سيغيرجيك أوغلو" أنه تم نقل آلاف "الجهاديين" بالطائرات إلى أنطاكية، ونقلهم من هناك عبر "يايلاداغ" و"الريحانية" إلى سورية لمزيد من المجازر. وأضاف: «عايشت ذلك يومياً. كان يتم جلب أشخاص مجهولين ليس بحوزتهم جوازات سفر، وغير معروف من هم ولا من أين أتوا، وإدخالهم إلى سورية. رأيت جزءاً من هؤلاء، وعايشت جزءاً آخر. لقد كانت مؤسسة وظيفتها حفظ الأمن تقوم بتخريب أمن دولة أخرى. لم يبقى لدي احترام لمهنتي. كانت الأسلحة التي تأتي إلى مرفا اسكندرون بالبواخر توضع في حوايا، وتنقل بالشاحنات إلى الريحانية. كان يتم تأمين مرورهم. لم أرد أن أكون جزءاً من ذلك. ولهذا اتخذت موقفي واضعاً بعين الاعتبار كل الأثمان التي سأضطر لدفعها»

ووعد "سيغيرجيك اوغلو" بكشف وإفشاء كل ما يتعلق بالسياسة التركية اتجاه سورية، مؤكداً أنه غير نادم وأنه مستعد لتحمل عواقب الموقف الذي اتخذه.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-12
  • 11269
  • من الأرشيف

حرب الاستخبارات السورية التركية: هكذا تم القبض على أول قائد لـ«الجيش الحر»

اعترف ضابط استخبارات تركي بدوره في خطف أول قائد لميليشيا «الجيش الحر»، حسين هرموش، وتسليمه للسلطات السورية، معللاً ذلك بأن اعترافات الهرموش له بدوره في قتل وتقطيع الجثث أدت إلى «فوران» دمه، على حد تعبيره، مما دفعه للتعاون مع السوريين وتسليمه لهم، مؤكداً أنه ليس نادماً وأنه مستعد لتحمل كافة العواقب. وكان الضابط في الاستخبارات التركية، أوندير سيغيرجيك أوغلو، قد استطاع الفرار خلال إجراءات نقله من سجن إلى آخر، بعد أن تقرر سجنه عشرين عاماً على خلفية دوره في خطف وتسليم الهرموش. وذلك بعد أن قضى في السجن حوالي 32 شهراً. وقال سيغيرجيك أوغلو في لقاء مع موقع "أودا تي في": «لم أنفذ هذه العملية من أجل النقود، بل من أجل شرفي ووجداني»، واضاف: «في تلك المرحلة التقيت الآلاف من السوريين بتكليف من مؤسستي (الاستخبارات القومية) وكانت أول دفعة منهم قد عبرت الحدود، عام 2011، عابرة من بلدة ألتينوزو (شرق أنطاكية وبالقرب من باب الهوا السورية) حيث كانت الدفعة الأولى مكونة من حوالي 250 شخصاً. وكان بينهم طالب الحقوق القادم من المنطقة البدوية، ساري حمودة، حيث كان هو وعبد السلام صادق، الذي كانت لديه صلات منتظمة مع تركيا عبر أقربائه في قرية "كويتتشي"، التابعة لناحية "يايلاداغ" (شمال كسب السورية)، يلعبان دور غاسلي عقول المجموعة. وكانا يقيمان علاقة مع قنوات إعلامية مثل "الجزيرة" وما شابه ويقومان بالدعاية. كما كانا يؤمنان المعلومات حول مخيم اللاجئين. غير أن هذه المعلومات لم تكن معلومات حقيقية. إذ انهما كانا يفتعلان المأساة عبر الزعم أن سكان المخيم هم ممن شهدوا الاشتباكات، وتعرضوا للظلم، وأنهم اضطروا للهرب إلى تركيا بسبب ذلك. عملا على إقامة هذه الدعاية، لتكوين رأي عام، ومحاولة تامين منافع مادية من تركيا والأمم المتحدة وبلدان الخليج والمؤسسات الدولية» الهرموش قتل 138 شخصاً سلموا أنفسهم وتابع "سيغيرجيك اوغلو": «كان برفقة القادمين الأوائل أجهزة هاتف فضائية من نوع "ثريا" وأجهزة حاسب» وأكمل: «في 10 أو 11 من شهر حزيران 2011 أعملتني مؤسستي أنه قدم إلى المخيم ضابط برتبة مقدم، وطلبت الاستعلام عن الموضوع من حيث فعالياته العسكرية ودوره فيها. وبالتحريات التي أقمتها علمت أن الضابط المذكور، وهو حسين هرموش، قد شارك بصفة قائد في المعارضة المسلحة، التي تشكلت في جسر الشغور، وأنه كان منظم الاشتباكات التي جرت فيها. وقد أجريت لقاءً مع الهرموش، برفقة زميلي في العمل ت.ل. وفي اللقاء قال لنا أنه سني متطرف وأن آخر عمل له كان دائرة الإنشاءات العسكرية في الفرقة 11 في حمص، وأنه خبير في المتفجرات. كما قال انه تلقى تعليماً في روسيا، وأنه كثيراً ما تشاجر مع رؤسائه الضباط بسبب آرائه الدينية المتشددة، مضيفاً أنه نظم المقاومة المسلحة في جسر الشغور. واخبرنا الهرموش أنهم هاجموا مركز البريد في جسر الشغور لأنه كان يقوم بالتنصت عليهم، وأنهم احتلوه، وأنه بعدها وضع قنبلة في بطارية جرار، وأخذه إلى نقطة عسكرية، حيث فجره، فاضطر الباقون على قيد الحياة في النقطة إلى الاستسلام، لكنه قتلهم جميعهم وعددهم 138 شخصاً» وأكمل "سيغيرجيك أوغلو" انه علم فيما بعد أن الهرموش لعب دوراً في حادثة قتل الجنود ورميهم من على جسر نهر العاصي. وقال: «انزعجت انزعاجاً بالغاً من حرص المؤسسة، التي أعمل بها، على هؤلاء الأشخاص، واهتمامها البالغ بهم، واحترامها لهم. كان يتم إقامة علاقات مع من ينفذون الجرائم في جارتنا سورية، وييوقعون المجازر، فكانوا يحصلون على هواتف عمليات، وعلى المأوى والإقامة، كما كانوا يتمتعون بإمكانية الذهاب مرة أخرى إلى سورية والعودة منها»   وقال "سيغيرجيك اوغلو": «أنبات رؤسائي عدة مرات أني لم أعد راغباً بالعمل في تلك المنطقة. غير أن رغبتي لم تنفذ بسبب إجادتي للغة العربية ومعرفتي المنطقة معرفة جيدة. وهكذا استمريت بالعمل في هذه المنطقة» ليس من أجل المال: وأكمل "سيغيرجيك أوغلو" روايته فقال: «أنا من وضع خطة خطف المقدم هرموش، وطلبت من عدة أشخاص لي معرفة بهم مساعدتي في الأمر. وعندما قبلوا وضعت هرموش في سيارتي، ثم سلمته إلى الأصدقاء الذين سيحملونه إلى سورية. وهكذا واجه هذا القاتل العدالة في سورية وتحمل جريرة قتله مئات الأشخاص. لم أقم بذلك من أجل المال أبداً. هناك من يقول أنني فعلت هذا مقابل 100 ألف دولار، وذلك لتشويه سمعتي. يتراوح راتبي بين 6500 و7000 ليرة تركية (3250 – 3500 دولار) ولدي منزل وسيارة وحياة جيدة. وليس من الممكن أن أقوم بما قمت به من أجل مبلغ كهذا. كما أن الحديث عن دفع الدولة السورية مبلغ مائة ألف دولار مقابل رأس الهرموش كاذب. لا يوجد شيء كهذا. لقد قمت بما قمت به بسبب هويتي وضميري وموقفي من سياسات حزب العدالة والتنمية. ولست نادماً ابداً» وأضاف "سيغيرجيك أوغلو": «السياسات التركية اتجاه سورية هي خيانة. أنا اعترضت على ذلك. رأيت أنه ليس من واجبي دعم القتلة ضد دولة صديقة منذ مئات السنين» تم إدخال آلاف الجهاديين وقال "سيغيرجيك أوغلو" أنه تم نقل آلاف "الجهاديين" بالطائرات إلى أنطاكية، ونقلهم من هناك عبر "يايلاداغ" و"الريحانية" إلى سورية لمزيد من المجازر. وأضاف: «عايشت ذلك يومياً. كان يتم جلب أشخاص مجهولين ليس بحوزتهم جوازات سفر، وغير معروف من هم ولا من أين أتوا، وإدخالهم إلى سورية. رأيت جزءاً من هؤلاء، وعايشت جزءاً آخر. لقد كانت مؤسسة وظيفتها حفظ الأمن تقوم بتخريب أمن دولة أخرى. لم يبقى لدي احترام لمهنتي. كانت الأسلحة التي تأتي إلى مرفا اسكندرون بالبواخر توضع في حوايا، وتنقل بالشاحنات إلى الريحانية. كان يتم تأمين مرورهم. لم أرد أن أكون جزءاً من ذلك. ولهذا اتخذت موقفي واضعاً بعين الاعتبار كل الأثمان التي سأضطر لدفعها» ووعد "سيغيرجيك اوغلو" بكشف وإفشاء كل ما يتعلق بالسياسة التركية اتجاه سورية، مؤكداً أنه غير نادم وأنه مستعد لتحمل عواقب الموقف الذي اتخذه.

المصدر : عربي اون لاين /سومر سلطان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة