لا تزال تبيعات حرب الساعات الست ضد “جيش الأمة”، وفق ما أسماها “جيش الإسلام”، شاخصة خصوصاً مع إنكشاف تسريباتٍ عن الأسباب الحقيقة التي دفعت “زهران علوش” للطلب من القضاء الموحد في الغوطة الشرقية إستصدار قرار يجيز القضاء على جماعة “أبو صبحي طه” في المنطقة.

لا شك بأن حرب النفوذ، فضلاً عن الخوف على السلطة كان له دور في حرب الست ساعات التي دارت رحاها في الغوطة الشرقية بين الحلفاء، لكن ما خفي منها كان حرباً على موارد الرزق والسوق والمخدرات بين هذه الجماعات التي باتت تجد في الغوطة الشرقية تجارةً مربحةً بكل المقاييس. فقد تبين، وفق ما سُرّب من مصادر خاصة من داخل الغوطة الشرقية لـ “الحدث نيوز”، ان أسباب الحرب التي دارت تجاريةً بحتة بين الجماعتين اللتان تحاربتا بشكلٍ باردٍ ومحدود قبل أن تنفجر الأمور بينهما.

حرب الاغتيالات التي دارت بشكلٍ سرّي بين “طه” و “علوش” والتي ذهب ضحيتها عدداً من قادة الطرفين وحاول الطرفان تبديل بوصلة الاتهام كي تبقى الحرب سرّية، إنفجرت بعد ان قرّر “علوش” أنهاء الحالة “الطاهويّة” في الغوطة، بعد ان بات الاخير يُمارس حرباً تجارية يستحكر فيها سوقاً واسعة تعتبر إمتداداً لنفوذ علّوش في الغوطة، هذا الاخير الذي يُمارس هو وجماعته مدعومين من “القضاء الموحد” إستنحكاراً متوحشاً للسلع الغذائية.

 

ووفق مصادر “الحدث نيوز”، فإن الحرب بدأت بعد ان شعر “علوش” بإتساع نفوذ “طه” تجارياً وبعد ان بات دوره يكبر خصوصاً من خلال تجارة الدخان التي إستباح الغوطة بها. أزلام “طه” إنبروا للسيطرة على أحياء في مدينة “دوما” وفرض عملية بلطجة ضد التجار من خلال تجارة التبغ هذه، بالاضافة إلى قيامهم بتصفياتٍ لمعارضين لهم، قسماً منهم يعتبر مؤيداً لـ “علوش”، فيما ذهب قسماً من قيادات جماعة “جيش الأمة” إلى تجارة مادة حشيشة الكيف المخدرة بالاضافة إلى حبوبٍ اُغرقت الغوطة بها، كانت الحجة لدى “علوش” للانقضاض على حليفه في “قيادة العمليات الموحدة”.

 “جيش الأمة” ليس الوحيد الذي أدخال المواد المخدرة إلى الغوطة، بل لـ “علوش” ايضاً دورٌ أساسي عبر قادته العسكريون والميدانيون، خصوصاً بعد ما كشف عن ضلوع عددٍ من قادة “جيش الإسلام” بتجارة  حشيشة الكيف قبل نحو شهرين من الان عبر إستخدام مروجين، ما دفع الأخير إلى رمي الاتهام نحو “جيش الأمة” ومحاولة تجييش الرأي العام في الغوطة عليه مستغلاً “القضاء الموحد” الذي عمل على ملاحقة ليس التجّار، بل متعاطي المادة الذين يتم ضبطهم وإيهام الناس بأنهم يتبعون فقط لـ “جيش الأمة” ومحاولة تصوير الجماعة على انها “الشرير الوحيد”.

لكن ما فجّر الأمور أكثر، هو ورود معلومات لـ “زهران علوش” بأن “جماعة طه” طوّرت تجارتها لتصل إلى المواد الغذائية وفق النمط ذاته المتبع من قبل “جيش الإسلام”، اي سحب المواد الغذائية من السوق وتكديسها في المستودعات وبيعها بأسعارٍ مرتفعة، وحجبها عن السوق في حال الضغط على الشارع في حال لزم الأمر. هذا التصرّف إعتبر خطراً على نفوذ “علوش” الذي خيّل إليه ربما ان “أبو صبحي طه” يريد ان ينافسه في هذا السوق محاولاً ربما خفض الاسعار لسحب البيئة الشعبية إليه وقلبها على “جيش الإسلام” وقائده، ما دفعه إلى الطلب من القضاء الموحد إستصادر القرار ليلاً والإنقضاض على “طه” صباحاً وإنهاء حالته في دوما.

بالعودة إلى نشاط “جيش الأمة”، فقد علمت “الحدث نيوز” ان ألوية عسكرية فيه، هي من تلك التي أسسته عبر إنصهارها ضمنه، كانت توزع المهام التجارية وتُنشّط تجارتها كلاً في بقعةٍ محددة، وفي صنفٍ محدد. فمثلاً، إهتم “لواء شهداء دوما” الذي يقوده “ابو علي خبيه” الذي بات معتقلاً لدى “جيش الإسلام”، بتجارة مادة “حشيشة الكيف” وإغراق الغوطة الشرقية بها، فضلاً عن موادٍ مخدرة أخرى كحبوب الهلوسة، وكانت تربطه بشكلٍ سرّي علاقات مع بعض قادة “جيش الإسلام” في مناطق الغوطة الذي كان يبيعهم موادٍ مخدرة يقومون ببيعها في القرى والبلدات عبر مروجين، وهو ما كشف لاحقاً وحاول “علوش” طمسه بعد إعتقاله عدداً من هؤلاء.

 

لواء “أسود الغوطة” الذي يقوده “أبو خالد الأجوه”، إستحكر تجارة “الدخان” على نطاقٍ واسع حتى بات المصدر الوحيد للسجائر في الغوطة، بل كان يبيع قيادات “جيش الاسلام” المادة التي يقومون بدورهم برفع سعرها وبيعها في مناطق سيطرتهم في الغوطة الشرقية!!!.

لواء “فتح الشام” ذائع السيط في مجال التعدي على المواطنين، والذي يُسيطر على معبر “حرستا” الذي يعتبر مصدراً من مصادر إدخال السلع إلى قلب الغوطة الشرقية، إستحكر حركة العبور على هذا المعبر وكان يفرض رسوماً على العبور قد تصل إلى أكثر من مئة وخمسون ألف ليرة سورية!.

وهذه كلها إعتبرت ذرائع لدى “علوش” للانقضاض على “جيش الأمة” الذي أخذ قادته أسرى فيها قتل من قتل من المسلحين وسلم سلاحه من سلم سلاحه.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-07
  • 8720
  • من الأرشيف

ما علاقة التجارة والمخدرات بإنهاء “جيش الأمة” في الغوطة الشرقية؟

لا تزال تبيعات حرب الساعات الست ضد “جيش الأمة”، وفق ما أسماها “جيش الإسلام”، شاخصة خصوصاً مع إنكشاف تسريباتٍ عن الأسباب الحقيقة التي دفعت “زهران علوش” للطلب من القضاء الموحد في الغوطة الشرقية إستصدار قرار يجيز القضاء على جماعة “أبو صبحي طه” في المنطقة. لا شك بأن حرب النفوذ، فضلاً عن الخوف على السلطة كان له دور في حرب الست ساعات التي دارت رحاها في الغوطة الشرقية بين الحلفاء، لكن ما خفي منها كان حرباً على موارد الرزق والسوق والمخدرات بين هذه الجماعات التي باتت تجد في الغوطة الشرقية تجارةً مربحةً بكل المقاييس. فقد تبين، وفق ما سُرّب من مصادر خاصة من داخل الغوطة الشرقية لـ “الحدث نيوز”، ان أسباب الحرب التي دارت تجاريةً بحتة بين الجماعتين اللتان تحاربتا بشكلٍ باردٍ ومحدود قبل أن تنفجر الأمور بينهما. حرب الاغتيالات التي دارت بشكلٍ سرّي بين “طه” و “علوش” والتي ذهب ضحيتها عدداً من قادة الطرفين وحاول الطرفان تبديل بوصلة الاتهام كي تبقى الحرب سرّية، إنفجرت بعد ان قرّر “علوش” أنهاء الحالة “الطاهويّة” في الغوطة، بعد ان بات الاخير يُمارس حرباً تجارية يستحكر فيها سوقاً واسعة تعتبر إمتداداً لنفوذ علّوش في الغوطة، هذا الاخير الذي يُمارس هو وجماعته مدعومين من “القضاء الموحد” إستنحكاراً متوحشاً للسلع الغذائية.   ووفق مصادر “الحدث نيوز”، فإن الحرب بدأت بعد ان شعر “علوش” بإتساع نفوذ “طه” تجارياً وبعد ان بات دوره يكبر خصوصاً من خلال تجارة الدخان التي إستباح الغوطة بها. أزلام “طه” إنبروا للسيطرة على أحياء في مدينة “دوما” وفرض عملية بلطجة ضد التجار من خلال تجارة التبغ هذه، بالاضافة إلى قيامهم بتصفياتٍ لمعارضين لهم، قسماً منهم يعتبر مؤيداً لـ “علوش”، فيما ذهب قسماً من قيادات جماعة “جيش الأمة” إلى تجارة مادة حشيشة الكيف المخدرة بالاضافة إلى حبوبٍ اُغرقت الغوطة بها، كانت الحجة لدى “علوش” للانقضاض على حليفه في “قيادة العمليات الموحدة”.  “جيش الأمة” ليس الوحيد الذي أدخال المواد المخدرة إلى الغوطة، بل لـ “علوش” ايضاً دورٌ أساسي عبر قادته العسكريون والميدانيون، خصوصاً بعد ما كشف عن ضلوع عددٍ من قادة “جيش الإسلام” بتجارة  حشيشة الكيف قبل نحو شهرين من الان عبر إستخدام مروجين، ما دفع الأخير إلى رمي الاتهام نحو “جيش الأمة” ومحاولة تجييش الرأي العام في الغوطة عليه مستغلاً “القضاء الموحد” الذي عمل على ملاحقة ليس التجّار، بل متعاطي المادة الذين يتم ضبطهم وإيهام الناس بأنهم يتبعون فقط لـ “جيش الأمة” ومحاولة تصوير الجماعة على انها “الشرير الوحيد”. لكن ما فجّر الأمور أكثر، هو ورود معلومات لـ “زهران علوش” بأن “جماعة طه” طوّرت تجارتها لتصل إلى المواد الغذائية وفق النمط ذاته المتبع من قبل “جيش الإسلام”، اي سحب المواد الغذائية من السوق وتكديسها في المستودعات وبيعها بأسعارٍ مرتفعة، وحجبها عن السوق في حال الضغط على الشارع في حال لزم الأمر. هذا التصرّف إعتبر خطراً على نفوذ “علوش” الذي خيّل إليه ربما ان “أبو صبحي طه” يريد ان ينافسه في هذا السوق محاولاً ربما خفض الاسعار لسحب البيئة الشعبية إليه وقلبها على “جيش الإسلام” وقائده، ما دفعه إلى الطلب من القضاء الموحد إستصادر القرار ليلاً والإنقضاض على “طه” صباحاً وإنهاء حالته في دوما. بالعودة إلى نشاط “جيش الأمة”، فقد علمت “الحدث نيوز” ان ألوية عسكرية فيه، هي من تلك التي أسسته عبر إنصهارها ضمنه، كانت توزع المهام التجارية وتُنشّط تجارتها كلاً في بقعةٍ محددة، وفي صنفٍ محدد. فمثلاً، إهتم “لواء شهداء دوما” الذي يقوده “ابو علي خبيه” الذي بات معتقلاً لدى “جيش الإسلام”، بتجارة مادة “حشيشة الكيف” وإغراق الغوطة الشرقية بها، فضلاً عن موادٍ مخدرة أخرى كحبوب الهلوسة، وكانت تربطه بشكلٍ سرّي علاقات مع بعض قادة “جيش الإسلام” في مناطق الغوطة الذي كان يبيعهم موادٍ مخدرة يقومون ببيعها في القرى والبلدات عبر مروجين، وهو ما كشف لاحقاً وحاول “علوش” طمسه بعد إعتقاله عدداً من هؤلاء.   لواء “أسود الغوطة” الذي يقوده “أبو خالد الأجوه”، إستحكر تجارة “الدخان” على نطاقٍ واسع حتى بات المصدر الوحيد للسجائر في الغوطة، بل كان يبيع قيادات “جيش الاسلام” المادة التي يقومون بدورهم برفع سعرها وبيعها في مناطق سيطرتهم في الغوطة الشرقية!!!. لواء “فتح الشام” ذائع السيط في مجال التعدي على المواطنين، والذي يُسيطر على معبر “حرستا” الذي يعتبر مصدراً من مصادر إدخال السلع إلى قلب الغوطة الشرقية، إستحكر حركة العبور على هذا المعبر وكان يفرض رسوماً على العبور قد تصل إلى أكثر من مئة وخمسون ألف ليرة سورية!. وهذه كلها إعتبرت ذرائع لدى “علوش” للانقضاض على “جيش الأمة” الذي أخذ قادته أسرى فيها قتل من قتل من المسلحين وسلم سلاحه من سلم سلاحه.

المصدر : الحدث نيوز / رائد حرب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة