الرئيس السوري بشار الأسد الذي رافق بداية عام 2015 بدخول جبهات القتال، أثار موجة من التحليلات خاصة من أوساط معارضة بشكل كبير وتحديدا من في الخارج السوري، وبدأ التمحيص بإشارات معينة تحاول الدلالة على مكان الزيارة.

 ربما كان الموضوع يحتاج إلى محللين سياسيين وعسكريين بنظر البعض، ولكن النتيجة ستكون واضحة مسبقا فكل محلل سيأخذ من موقعه ووجهة نظره تصديق او تكذيب اسم المكان.

 موقع المنار جاب شوارع دمشق بعد انتهاء عطلة الأعياد، تنقّل بين المواطنين المدنيين وعدد من حواجز الجيش الموزعة في المدينة، لأخذ رأي الشارع السوري بما يخص زيارة الرئيس الاسد إلى منطقة جوبر، توجهنا إلى السوريين بسؤال عن رأيهم بزيارة رئيسهم إلى منطقة جوبر، وهل يأخذون بما يتم تداوله في عدد من الاوساط الإعلامية المعارضة للحكومة السورية.

 الأمر لم يكن كما يأخذه المحللون والخبراء في السياسة والعسكر، فما يهم المواطن هو أن يخطو الرئيس خطوة مثل هذه حسب تعبيرهم، حيث أفصح اشخاص كثر ممن التقيناهم عن "فخر كبير بقائد بلادهم". عدد من الناس أيضا قال "لا يهم ما يقوله الأعداء، المهم أن الأسد في الساحات وعلى الجبهات"، ولم يكن بوسع أحدهم كما ظهر عليهم أن يخفي مدى فرحته بالخطوة التي اعتبرها كثيرون "تحديا كبيرا يقدم عليه الرئيس بشار الأسد".

 من ناحيتهم أكد عدد من المواطنين أن الشعب السوري يعتبر صمود القائد مُهمّاً، وأن "الأسد صمد في وجه المؤامرة الكبيرة على بلادهم وهذا وحده يكفي لتكون معنويات المواطن مرتفعة"، مضيفين أن الزيارة في هذا التوقيت وإلى هذا المكان بالذات أعطت معنويات كبيرة للشعب الذي لم يفقد أمله بنصر بلاده على الإرهاب وعلى التقسيم والمخططات التي تستهدف الوطن كما أكد هذا القسم ممن التقيناهم خلال الجولة الواسعة في دمشق.

 لا يهم أين.. المهم أنه على المتراس وعلى ظهر دبابة..

 عنوان عريض تحدث عنه الكثيرون، وجاء بعبارة صريحة عند البعض "لا يمكن أن تأتي أجهزة الأمن بدبابات ومتاريس كهذه التي شاهدناها وتضعها في ساحة العباسيين وسط العاصمة" مشيرين بطريقة سخرية لمن يحاول التلاعب بقيمة الزيارة الميدانية للرئيس الأسد، كما أكد المواطنون "لا يهم أين كان المكان، فالمهم أن الرئيس على الجبهة وعلى خط مواجهة"، وكان ظاهرا لهم من طبيعة المكان أن المواجهة كانت على جبهة نارية عنيفة والأقرب كانت جوبر التي توشك أن تُعلن منطقة محررة بالكامل.

 السوريون هذا العام احتفلوا بطريقة مغايرة تماما حيث حولوا صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت إلى معرض صور بما يخص الزيارة خلال صدور أخبارها ومشاهدها وبشكل سريع، بدلا من صور التهاني التي اعتادوا ان ينشروها على الصفحات في هذه المناسبة، صور استمر عرضها وتداولها حتى اليوم، هذا ما أشارت إليه كثير من الأصوات التي قالت خلال إجابتها عن سؤال موقع المنار عن مكان الزيارة، وكان الجواب "من أراد أن يعرف رأي السوريين في الزيارة فليراقب صفحاتهم على الانترنت وليرَ تفاؤلهم بها في سير حياتهم اليومية".

 أما العسكريون على الحواجز التي زرناها وتحدثنا مع عناصرها فكانت أوضاعهم المعنوية وكأنهم في "جولة النصر"  واعدين بتحقيقه خلال العام الحالي، معربين "أن لديهم قائد يشارك المقاتلين معركتهم ولا يكتفي بالجلوس في قصره كما يفعل الرؤساء في العالم" وهذه العبارة ترددت كثيرا موجهين رسالة للرئيس السوري – رئيسهم – أنهم سيواصلون الانتصار حتى آخر إرهابي وأن يعيدوا الامان للبلاد وللمواطن.

 يذكر أن ما تبقى حتى إنهاء وجود المسلحين في منطقة جوبر التي تقع على اطراف دمشق من الجهة الشمالية الشرقية فيها أقل من 10% من مساحتها، وأن الجيش يواصل عمليات نوعية داخلها استطاع من خلالها ضبط حركة الانفاق التي شكلت عائقا كبيرا في مرحلة سابقة من المواجهات داخل حي جوبر، وهي منطقة حسم مهمة للجيش السوري فالسيطرة الكاملة عليها وتأمينها يفتح بوابة الغوطة الشرقية من جهة العاصمة.

 سيستمر السوريون كما ظهر من خلال جولة موقعنا في شوارع عاصمتهم، يتفاخرون بأشياء كثيرة من الزيارة، منها تناول رئيسهم الطعام البسيط مع الجنود، ويظفرون بأمل جديد وكبير بعد حديث الرئيس وتوجيه رسالة لهم من أحد المتاريس القتالية في جوبر مؤكدين عدم أهمية ما يتناوله الإعلام الذي وصفوه بـ"المغرض" وما تحاول أن تقوله الاصوات التي يعتبرونها باتت تخفت رويدا رويدا مع تقدم الجيش وتأمينه للعاصمة أكثر فأكثر.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-05
  • 11800
  • من الأرشيف

الأقاويل تعددت.. لكن الأسد على المتراس

الرئيس السوري بشار الأسد الذي رافق بداية عام 2015 بدخول جبهات القتال، أثار موجة من التحليلات خاصة من أوساط معارضة بشكل كبير وتحديدا من في الخارج السوري، وبدأ التمحيص بإشارات معينة تحاول الدلالة على مكان الزيارة.  ربما كان الموضوع يحتاج إلى محللين سياسيين وعسكريين بنظر البعض، ولكن النتيجة ستكون واضحة مسبقا فكل محلل سيأخذ من موقعه ووجهة نظره تصديق او تكذيب اسم المكان.  موقع المنار جاب شوارع دمشق بعد انتهاء عطلة الأعياد، تنقّل بين المواطنين المدنيين وعدد من حواجز الجيش الموزعة في المدينة، لأخذ رأي الشارع السوري بما يخص زيارة الرئيس الاسد إلى منطقة جوبر، توجهنا إلى السوريين بسؤال عن رأيهم بزيارة رئيسهم إلى منطقة جوبر، وهل يأخذون بما يتم تداوله في عدد من الاوساط الإعلامية المعارضة للحكومة السورية.  الأمر لم يكن كما يأخذه المحللون والخبراء في السياسة والعسكر، فما يهم المواطن هو أن يخطو الرئيس خطوة مثل هذه حسب تعبيرهم، حيث أفصح اشخاص كثر ممن التقيناهم عن "فخر كبير بقائد بلادهم". عدد من الناس أيضا قال "لا يهم ما يقوله الأعداء، المهم أن الأسد في الساحات وعلى الجبهات"، ولم يكن بوسع أحدهم كما ظهر عليهم أن يخفي مدى فرحته بالخطوة التي اعتبرها كثيرون "تحديا كبيرا يقدم عليه الرئيس بشار الأسد".  من ناحيتهم أكد عدد من المواطنين أن الشعب السوري يعتبر صمود القائد مُهمّاً، وأن "الأسد صمد في وجه المؤامرة الكبيرة على بلادهم وهذا وحده يكفي لتكون معنويات المواطن مرتفعة"، مضيفين أن الزيارة في هذا التوقيت وإلى هذا المكان بالذات أعطت معنويات كبيرة للشعب الذي لم يفقد أمله بنصر بلاده على الإرهاب وعلى التقسيم والمخططات التي تستهدف الوطن كما أكد هذا القسم ممن التقيناهم خلال الجولة الواسعة في دمشق.  لا يهم أين.. المهم أنه على المتراس وعلى ظهر دبابة..  عنوان عريض تحدث عنه الكثيرون، وجاء بعبارة صريحة عند البعض "لا يمكن أن تأتي أجهزة الأمن بدبابات ومتاريس كهذه التي شاهدناها وتضعها في ساحة العباسيين وسط العاصمة" مشيرين بطريقة سخرية لمن يحاول التلاعب بقيمة الزيارة الميدانية للرئيس الأسد، كما أكد المواطنون "لا يهم أين كان المكان، فالمهم أن الرئيس على الجبهة وعلى خط مواجهة"، وكان ظاهرا لهم من طبيعة المكان أن المواجهة كانت على جبهة نارية عنيفة والأقرب كانت جوبر التي توشك أن تُعلن منطقة محررة بالكامل.  السوريون هذا العام احتفلوا بطريقة مغايرة تماما حيث حولوا صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت إلى معرض صور بما يخص الزيارة خلال صدور أخبارها ومشاهدها وبشكل سريع، بدلا من صور التهاني التي اعتادوا ان ينشروها على الصفحات في هذه المناسبة، صور استمر عرضها وتداولها حتى اليوم، هذا ما أشارت إليه كثير من الأصوات التي قالت خلال إجابتها عن سؤال موقع المنار عن مكان الزيارة، وكان الجواب "من أراد أن يعرف رأي السوريين في الزيارة فليراقب صفحاتهم على الانترنت وليرَ تفاؤلهم بها في سير حياتهم اليومية".  أما العسكريون على الحواجز التي زرناها وتحدثنا مع عناصرها فكانت أوضاعهم المعنوية وكأنهم في "جولة النصر"  واعدين بتحقيقه خلال العام الحالي، معربين "أن لديهم قائد يشارك المقاتلين معركتهم ولا يكتفي بالجلوس في قصره كما يفعل الرؤساء في العالم" وهذه العبارة ترددت كثيرا موجهين رسالة للرئيس السوري – رئيسهم – أنهم سيواصلون الانتصار حتى آخر إرهابي وأن يعيدوا الامان للبلاد وللمواطن.  يذكر أن ما تبقى حتى إنهاء وجود المسلحين في منطقة جوبر التي تقع على اطراف دمشق من الجهة الشمالية الشرقية فيها أقل من 10% من مساحتها، وأن الجيش يواصل عمليات نوعية داخلها استطاع من خلالها ضبط حركة الانفاق التي شكلت عائقا كبيرا في مرحلة سابقة من المواجهات داخل حي جوبر، وهي منطقة حسم مهمة للجيش السوري فالسيطرة الكاملة عليها وتأمينها يفتح بوابة الغوطة الشرقية من جهة العاصمة.  سيستمر السوريون كما ظهر من خلال جولة موقعنا في شوارع عاصمتهم، يتفاخرون بأشياء كثيرة من الزيارة، منها تناول رئيسهم الطعام البسيط مع الجنود، ويظفرون بأمل جديد وكبير بعد حديث الرئيس وتوجيه رسالة لهم من أحد المتاريس القتالية في جوبر مؤكدين عدم أهمية ما يتناوله الإعلام الذي وصفوه بـ"المغرض" وما تحاول أن تقوله الاصوات التي يعتبرونها باتت تخفت رويدا رويدا مع تقدم الجيش وتأمينه للعاصمة أكثر فأكثر.

المصدر : المنار/ خليل موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة