دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الفكر المتطرف مسوغاً لأنشطتها الاجرامية تشكل شبكة واحدة من المصالح ويدعم بعضها البعض معنويا وماديا عند الحاجة مشيرا إلى أن تلك الكيانات الدخيلة على الوطن العربي وثقافته تستخدم “كمطية” لتحقيق مصالح قوى تجد ضالتها في تفتيت الأمم وترويع الشعوب.
وفي كلمة ألقتها نيابة عنه الدكتورة فاطمة الزهراء عتمان مساعد أول وزير الخارجية خلال افتتاح مؤتمر “نحو استراتيجية عربية لمواجهة التطرف” الذي يعقد في مكتبة الاسكندرية قال شكري “إن الأهداف الحقيقة للإرهاب الذي انطلق من منصة التطرف وبات عابرا للحدود وللقارات باتت مكشوفة في سعيه لإشاعة الفوضى وإذكاء المحن والصراعات الأهلية والعمل على إسقاط الدولة الوطنية وإعادة رسم الحدود بشكل عبثي لصالح كيانات دخيلة على الوطن العربي وغريبة عن الحضارة والثقافة العربية الإسلامية الأصيلة”.
وأوضح شكري أنه رغم ما يبدو من اختلاف ظاهري في مدى تطرف هذه التنظيمات وطبيعة أهدافها في كل بلد على حدة سرعان ما يتكشف منبتها الواحد المتمثل في إيديولوجية التطرف والكراهية سعيا لتحقيق مآرب سياسية أو مكتسبات اقتصادية داخلية أو خارجية على السواء معتبرا إن اتباع “أسلوب انتقائي” في مواجهة الإرهاب من حيث مجابهة تنظيم محدد مع غض الطرف عن التنظيمات الأخرى سيأتي”بنتائج عكسية”.
ولفت شكري إلى مصطلح التطرف الذي غدا اليوم من بين المصطلحات الأكثر شيوعا في العالم المعاصر وفى حياتنا اليومية في ظل ما يشهده العالم العربي من موجات غير مسبوقة من تطرف في الفكر وغلو في التشدد المتشح زيفا بالدين وفتنة مستعرة في أكثر من بقعة عربية عزيزة ومن عمليات عنف شرسة وجرائم إرهاب آثمة.
وأشار شكري إلى بعض الملامح القاتمة للمحنة التي ألمت بالوطن العربي اليوم الذي تهب عليه رياح جارفة من التطرف والإرهاب وتزعزع من استقراره نزعات الغلو والتطرف وتهدد كثيرا من الشعوب في عيشها وأمنها وسلامتها بكل ما يترتب على ذلك الوضع العربي شديد الاضطراب من تداعيات خطيرة جدا ليس على الأمن الإقليمي فحسب بل على الدولي أيضاً.
وشدد شكري على أن أي تحرك عربي مقبل لمواجهة ظاهرة التطرف يتطلب دراسة متأنية من قبل أهل الفكر لسبر أغوار هذه الظاهرة الخطيرة بالتناول المتعمق لجذور الظاهرة وأبعادها ولجملة العوامل التي تعتلج في خباياها سياسية كانت أو اقتصادية أو ثقافية او اجتماعية أو نفسية.
وأشار شكري إلى دور المثقف العربي في تحليل ظاهرة التطرف في أشكالها المختلفة تمهيدا لمشاركته باقتدار في وضع “استراتيجية عربية”لمجابهة التطرف سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعمل على نشر وترسيخ قيم التسامح والتعددية والمواطنة والتنوع والاعتدال على النحو الذي يزود الأجيال الجديدة برصيد ثقافي وفكري سخي كفيل بتمكينها من “وأد التطرف” في مهده.
وكان وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة دعا إلى تكوين جبهة عربية واحدة لمواجهة خطر الإرهاب الداهم الذي يهدد المنطقة بأسرها وليس دولة واحدة منها والعمل على محاصرة التطرف والتشدد في العالم العربي وظواهر الشذوذ والإنحراف فكريا وسلوكيا وعلى كل الأصعدة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة