وسط تصاعد حدة الخلافات بين المجموعات الإرهابية المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، واصل الجيش العربي السوري عملياته العسكرية على امتداد مساحة البلاد.

وفي التفاصيل، أعلن زهران علوش متزعم ما يسمى القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية أنه قضى على تنظيم «جيش الأمة» خلال عملية خاطفة استمرت لساعات فجر أمس بذريعة «الفساد في الأرض»، على حين أكد «جيش الأمة» أنه لم يعد أمامه إلا «القتال» لكن بعد تنظيم صفوفه، كاشفاً على اعتقال متزعمه على يد عناصر من «جيش الإسلام»، رفض الأخير تأكيد ذلك أو نفيه قائلاً إن مصير أحمد طه أبو صبحي مجهول.

سائراً على خطا جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في سورية قضى «جيش الإسلام» على خصمه في غوطة دمشق الشرقية «جيش الأمة» خلال عملية خاطفة استمرت لساعات بذريعة «الفساد في الأرض».

وعلى حين أكد «جيش الأمة» أنه لم يعد أمامه إلا «القتال» لكن بعد تنظيم صفوفه، كاشفاً عن اعتقال متزعمه على يد عناصر من «جيش الإسلام»، رفض الأخير تأكيد ذلك أو نفيه قائلاً: إن مصير «أحمد طه» مجهول. واندلعت اشتباكات فجر أمس بين جيشي «الإسلام» و«الأمة» في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، ترافقت مع فرض حظر تجوال داخل المدينة. وحسب مصادر إعلامية معارضة، فإن القضاء الموحّد أصدر قراراً بالقضاء على المفسدين من «جيش الأمة». وسارع «جيش الإسلام» إلى تنفيذ هذا القرار.

وغرّد متزعم جيش الإسلام زهران علوش على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» معلناً نهاية العمليّات العسكرية التي تهدف للقضاء على «جيش الأمة»، ووجه شكره لكل «قادة ومجاهدي جيش الإسلام الذي سهروا ليلتهم، ثم صبحوا المفسدين بضربة من حديد قضت عليهم»، وذلك بعد ساعات من إعلانه «بدء عملية تطهير البلاد من رجس الفساد».

واتهم «جيش الإسلام» خصمه «جيش الأمة» بارتكاب تجاوزات وأعمال قتل وخطف، وحمل قادة هذا الجيش المسؤولية عن إدخال كميّات كبيرة من مادة الحشيش والمخدرات إلى داخل الغوطة.

وعقب انجلاء المعركة، أصدرت «القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية»، التي يرأسها علوش، قراراً بحل «جيش الأمة»، واستلام جميع مقراته.

وقبل أشهر، شكلت فصائل متشددة في الغوطة الشرقية، أبرزها: (جيش الإسلام - الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام - فيلق الرحمن - ألوية الحبيب المصطفى- حركة «أحرار الشام الإسلامية»)، «القيادة العسكرية الموحدة» لمواجهة قوات الجيش العربي السوري ودعم دار القضاء الموحد في الغوطة، وفق ما جاء في بيان التشكيل حينها. وأوضح المكتبُ الإعلامي لـ«جيش الإسلام»، أن القيادة الموحدة تسلّمت أسلحة عشرات العناصر من «جيش الأمة»، بعد مطالبة القيادة بتسليم أسلحتهم. وذكر «جيش الإسلام» في صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه اعتقل عدداً من قيادات «جيش الأمة»، وسيبث اعترافات لهم قريباً.

وأوضح المتحدث باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش في تصريح لوكالة «سمارت» المعارضة أن تنظيمه أجبر على الحرب مع «جيش الأمة» نتيجة «تجاوزاته ومشاكله في المنطقة»، والتي لم تعد مقبولة من الأهالي. واعتبر إسلام العلاقة بين الطرفين أنها كانت «معارك باردة»، وأن مقاتليهم «يقومون الآن بتطهير الغوطة من بقايا جيش الأمة». ورفض علوش الكشف عن مصير قائد «جيش الأمة»، قائلاً: «المصير مجهول لكنه خير»، مضيفاً إن قيادة «جيش الإسلام» أصدرت تعليمات باعتماد المعلومات التي تنشرها القيادة على وسائل الإعلام فقط، ريثما «تنتهي العملية العسكرية». في المقابل، أكد عضو بالمكتب الإعلامي لـ«جيش الأمة»، في تصريح نقلته «سمارت»، اعتقال متزعم هذا الجيش أحمد طه، الملقب بأبي صبحي، من قبل «جيش الإسلام».

وأوضح عضو المكتب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، بسبب الأوضاع الأمنية في الغوطة، أن «جيش الإسلام» اعتقل كذلك عضو المكتب الإعلامي «أمير الشامي»، في حين نفى اعتقال نائب قائد «جيش الأمة».

وأضاف عضو المكتب الإعلامي: إن «القتال هو الحل الوحيد الآن، لكن هناك أمور يجب إعادة ترتيبها بعد فقدان الكثير من القادة»، دون أن يوضح ماهيّة هذه الأمور. وفيما يتعلق بأنباء اتخاذ «القيادة الموحدة»، قراراً بحل «جيش الأمة»، قال: «إن كلمة حل جيش الأمة تعني حله سلمياً بناء على اتفاق، لكن ما يجري هو قضاء كامل على جيش الأمة وليس حلاً، والمشكلة أنهم يقدمون التطمينات لعناصر جيش الأمة لتسليم أنفسهم والعفو عنهم، وهذا يزيد الطين بلة».

وردّ عضو المكتب الإعلامي الخلاف بين الطرفين، إلى خلاف مع المدعو أبو علي خبية على معدات في المركز الثقافي بدوما بعد سيطرة «جيش الأمة» عليه، معتبراً أنه كان يمكن تفادي ما حصل لو أن «جيش الإسلام سلّم البطاريات والمعدات».

وقبل أقل من شهر، دارت اشتباكات بين جيشي «الإسلام» و«الأمة»، في مدينة دوما، أسفرت عن مقتل عدد من عناصرهما وجرح آخرين، ونقل ناشطون أن وساطة من وجهاء المدينة فشلت في إنهاء الخلاف بين الطرفين. وفي حينه ذكر ناشطون أن سبب الخلاف يعود إلى نزاع على مولدات الكهرباء الموجودة في المركز الثقافي بدوما.

وبدا لافتاً أن تحرك القيادة الموحدة لاستئصال جيش الأمة بدأ بعد يوم واحد من إعلان الأخير «اتحاد عدد من الكتائب في مدينة حرستا وتشكيلها لواء أسود الحق وانضمامهم لجيش الأمة»، وبعد إصدار جيش الأمة بياناً ذات اليوم اتهم فيه لواء درع العاصمة التابع للقيادة الموحدة في الغوطة باعتقال ثلاثة من قادة جيش الأمة بكمين مهدداً بأن «قيادة جيش الأمة لن تقف مكتوفي الأيدي على هذا الفعل الدنيء». وقبل ذلك انتشرت عمليات اغتيال متبادل بين قيادات المجموعات المسلحة في الغوطة وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين أحياناً أو توجيه الاتهام إلى «عملاء النظام» أحياناً أخرى، وكان من ضمنها عملية اغتيال لابن قائد جيش الأمة بسيارة مفخخة ووجهت الاتهامات حينها لزهران علوش إلا أن الأخير شارك في جنازة وظهر جالساً إلى جانب أبي صبحي. وتداولت صفحات المعارضة أمس تسجيلاً صوتياً لأحد أبرز قيادات جيش الأمة المدعو أبو علي خبية وهو يتوعد جيش الإسلام ويقول: «أي عنصر في جيش الإسلام هو هدف مشروع لنا للقتل».

وتفاوتت ردود فعل المعلقين على الأخبار السابقة على صفحات المعارضة بين مرحبة بعملية القضاء على جيش الأمة وبين متهمة لعلوش بأنه تابع للنظام وينفذ مخططاً للتوصل إلى مصالحة معه وبين من طالب «بوقف الاقتتال الداخلي وتأمين لقمة الخبز للمدنيين المحاصرين لدرجة أن الناس الجائعة بدأت بتسليم نفسها للنظام»، وبين من تمنى «دخول رجال «الدولة الإسلامية» أرض الغوطة لفك الحصار والتخلص بمن تاجر بقوت الناس وبالثورة». وكانت «النصرة» أول فصيل متشدد يخوض حرباً ضد فصيل آخر بذريعة «محاربة المفسدين في الأرض»، وكان ذلك قبل أشهر في ريف إدلب. وانتهت حملة «النصرة» على المفسدين هناك بطرد «جبهة ثوار سورية» وحركة «حزم» من معاقلهما في جبل الزاوية.

في الأثناء، شنت مقاتلات الجيش عدة طلعات قصفت من خلالها مواقع ما يسمى بجيشي الإسلام والأمة في دوما، كما استهدفت مدفعية الجيش المسلحين في كفر بطنا بريف دمشق وسط استمرار المعارك في حي جوبر على أطراف العاصمة.

وفي ريف دمشق الغربي، استهدف الجيش بقصف مدفعي مواقع ونقاط تمركز المسلحين في محيط شارع الفصول الأربعة في خان الشيح وفي بلدة حمريت، وذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن «من بين قتلى الإرهابيين الكويتيين عبد الستار الخضر، خليل العتيبة، سمير خلف، والسعوديين عبد السميع خير اللـه، عبد الرحمن الغامدي، والمصريين ميمون راتب، مالك شهرة، والأردني مصطفى الداموني.

وبحسب الوكالة فإن «التنظيمات التكفيرية تكبدت خلال الأيام القليلة الماضية خسائر فادحة في الأفراد والعتاد حيث لقي ما لا يقل عن 34 إرهابياً من جنسيات أجنبية مصرعهم خلال تصدي الجيش لمحاولتهم الاعتداء على نقاط عسكرية شرق أوتستراد السلام أحدهم السعودي سليمان القحطاني أحد متزعمي ما يسمى أحرار الشام».

وتقع بلدة خان الشيح التي تضم مخيماً للاجئين الفلسطينيين في الريف الجنوبي الغربي لدمشق وتواصل المجموعات المسلحة وخصوصاً تنظيم جبهة النصرة انطلاقاً منها ومن محيط بلدة سعسع محاولة قطع الطريق بين دمشق ومحافظة القنيطرة للضغط على المدنيين في مدينة البعث وخان أرنبة وجبا والكوم وحضر مع استمرار قطع الكهرباء عن المحافظة منذ أكثر من شهر، بمسعى للسيطرة على باقي محافظة القنيطرة الأمر الذي يحول دونه الجيش العربي السوري.

شمالاً، أفاد مصدر ميداني أن الجيش لم يحدد بعد ساعة الصفر لبدء معركة مخيم حندرات عند مدخل حلب الشمالي الشرقي التي من شأنها أن تقرر مصير المنطقة وتكمل الطوق الأمني بشكل كامل حول الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون شرق وجنوب المدينة.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-04
  • 13414
  • من الأرشيف

مسلحو الغوطة الشرقية يقضمون بعضهم ....معركة حندرات تنتظر ساعة الصفر

وسط تصاعد حدة الخلافات بين المجموعات الإرهابية المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، واصل الجيش العربي السوري عملياته العسكرية على امتداد مساحة البلاد. وفي التفاصيل، أعلن زهران علوش متزعم ما يسمى القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية أنه قضى على تنظيم «جيش الأمة» خلال عملية خاطفة استمرت لساعات فجر أمس بذريعة «الفساد في الأرض»، على حين أكد «جيش الأمة» أنه لم يعد أمامه إلا «القتال» لكن بعد تنظيم صفوفه، كاشفاً على اعتقال متزعمه على يد عناصر من «جيش الإسلام»، رفض الأخير تأكيد ذلك أو نفيه قائلاً إن مصير أحمد طه أبو صبحي مجهول. سائراً على خطا جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في سورية قضى «جيش الإسلام» على خصمه في غوطة دمشق الشرقية «جيش الأمة» خلال عملية خاطفة استمرت لساعات بذريعة «الفساد في الأرض». وعلى حين أكد «جيش الأمة» أنه لم يعد أمامه إلا «القتال» لكن بعد تنظيم صفوفه، كاشفاً عن اعتقال متزعمه على يد عناصر من «جيش الإسلام»، رفض الأخير تأكيد ذلك أو نفيه قائلاً: إن مصير «أحمد طه» مجهول. واندلعت اشتباكات فجر أمس بين جيشي «الإسلام» و«الأمة» في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، ترافقت مع فرض حظر تجوال داخل المدينة. وحسب مصادر إعلامية معارضة، فإن القضاء الموحّد أصدر قراراً بالقضاء على المفسدين من «جيش الأمة». وسارع «جيش الإسلام» إلى تنفيذ هذا القرار. وغرّد متزعم جيش الإسلام زهران علوش على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» معلناً نهاية العمليّات العسكرية التي تهدف للقضاء على «جيش الأمة»، ووجه شكره لكل «قادة ومجاهدي جيش الإسلام الذي سهروا ليلتهم، ثم صبحوا المفسدين بضربة من حديد قضت عليهم»، وذلك بعد ساعات من إعلانه «بدء عملية تطهير البلاد من رجس الفساد». واتهم «جيش الإسلام» خصمه «جيش الأمة» بارتكاب تجاوزات وأعمال قتل وخطف، وحمل قادة هذا الجيش المسؤولية عن إدخال كميّات كبيرة من مادة الحشيش والمخدرات إلى داخل الغوطة. وعقب انجلاء المعركة، أصدرت «القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية»، التي يرأسها علوش، قراراً بحل «جيش الأمة»، واستلام جميع مقراته. وقبل أشهر، شكلت فصائل متشددة في الغوطة الشرقية، أبرزها: (جيش الإسلام - الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام - فيلق الرحمن - ألوية الحبيب المصطفى- حركة «أحرار الشام الإسلامية»)، «القيادة العسكرية الموحدة» لمواجهة قوات الجيش العربي السوري ودعم دار القضاء الموحد في الغوطة، وفق ما جاء في بيان التشكيل حينها. وأوضح المكتبُ الإعلامي لـ«جيش الإسلام»، أن القيادة الموحدة تسلّمت أسلحة عشرات العناصر من «جيش الأمة»، بعد مطالبة القيادة بتسليم أسلحتهم. وذكر «جيش الإسلام» في صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه اعتقل عدداً من قيادات «جيش الأمة»، وسيبث اعترافات لهم قريباً. وأوضح المتحدث باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش في تصريح لوكالة «سمارت» المعارضة أن تنظيمه أجبر على الحرب مع «جيش الأمة» نتيجة «تجاوزاته ومشاكله في المنطقة»، والتي لم تعد مقبولة من الأهالي. واعتبر إسلام العلاقة بين الطرفين أنها كانت «معارك باردة»، وأن مقاتليهم «يقومون الآن بتطهير الغوطة من بقايا جيش الأمة». ورفض علوش الكشف عن مصير قائد «جيش الأمة»، قائلاً: «المصير مجهول لكنه خير»، مضيفاً إن قيادة «جيش الإسلام» أصدرت تعليمات باعتماد المعلومات التي تنشرها القيادة على وسائل الإعلام فقط، ريثما «تنتهي العملية العسكرية». في المقابل، أكد عضو بالمكتب الإعلامي لـ«جيش الأمة»، في تصريح نقلته «سمارت»، اعتقال متزعم هذا الجيش أحمد طه، الملقب بأبي صبحي، من قبل «جيش الإسلام». وأوضح عضو المكتب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، بسبب الأوضاع الأمنية في الغوطة، أن «جيش الإسلام» اعتقل كذلك عضو المكتب الإعلامي «أمير الشامي»، في حين نفى اعتقال نائب قائد «جيش الأمة». وأضاف عضو المكتب الإعلامي: إن «القتال هو الحل الوحيد الآن، لكن هناك أمور يجب إعادة ترتيبها بعد فقدان الكثير من القادة»، دون أن يوضح ماهيّة هذه الأمور. وفيما يتعلق بأنباء اتخاذ «القيادة الموحدة»، قراراً بحل «جيش الأمة»، قال: «إن كلمة حل جيش الأمة تعني حله سلمياً بناء على اتفاق، لكن ما يجري هو قضاء كامل على جيش الأمة وليس حلاً، والمشكلة أنهم يقدمون التطمينات لعناصر جيش الأمة لتسليم أنفسهم والعفو عنهم، وهذا يزيد الطين بلة». وردّ عضو المكتب الإعلامي الخلاف بين الطرفين، إلى خلاف مع المدعو أبو علي خبية على معدات في المركز الثقافي بدوما بعد سيطرة «جيش الأمة» عليه، معتبراً أنه كان يمكن تفادي ما حصل لو أن «جيش الإسلام سلّم البطاريات والمعدات». وقبل أقل من شهر، دارت اشتباكات بين جيشي «الإسلام» و«الأمة»، في مدينة دوما، أسفرت عن مقتل عدد من عناصرهما وجرح آخرين، ونقل ناشطون أن وساطة من وجهاء المدينة فشلت في إنهاء الخلاف بين الطرفين. وفي حينه ذكر ناشطون أن سبب الخلاف يعود إلى نزاع على مولدات الكهرباء الموجودة في المركز الثقافي بدوما. وبدا لافتاً أن تحرك القيادة الموحدة لاستئصال جيش الأمة بدأ بعد يوم واحد من إعلان الأخير «اتحاد عدد من الكتائب في مدينة حرستا وتشكيلها لواء أسود الحق وانضمامهم لجيش الأمة»، وبعد إصدار جيش الأمة بياناً ذات اليوم اتهم فيه لواء درع العاصمة التابع للقيادة الموحدة في الغوطة باعتقال ثلاثة من قادة جيش الأمة بكمين مهدداً بأن «قيادة جيش الأمة لن تقف مكتوفي الأيدي على هذا الفعل الدنيء». وقبل ذلك انتشرت عمليات اغتيال متبادل بين قيادات المجموعات المسلحة في الغوطة وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين أحياناً أو توجيه الاتهام إلى «عملاء النظام» أحياناً أخرى، وكان من ضمنها عملية اغتيال لابن قائد جيش الأمة بسيارة مفخخة ووجهت الاتهامات حينها لزهران علوش إلا أن الأخير شارك في جنازة وظهر جالساً إلى جانب أبي صبحي. وتداولت صفحات المعارضة أمس تسجيلاً صوتياً لأحد أبرز قيادات جيش الأمة المدعو أبو علي خبية وهو يتوعد جيش الإسلام ويقول: «أي عنصر في جيش الإسلام هو هدف مشروع لنا للقتل». وتفاوتت ردود فعل المعلقين على الأخبار السابقة على صفحات المعارضة بين مرحبة بعملية القضاء على جيش الأمة وبين متهمة لعلوش بأنه تابع للنظام وينفذ مخططاً للتوصل إلى مصالحة معه وبين من طالب «بوقف الاقتتال الداخلي وتأمين لقمة الخبز للمدنيين المحاصرين لدرجة أن الناس الجائعة بدأت بتسليم نفسها للنظام»، وبين من تمنى «دخول رجال «الدولة الإسلامية» أرض الغوطة لفك الحصار والتخلص بمن تاجر بقوت الناس وبالثورة». وكانت «النصرة» أول فصيل متشدد يخوض حرباً ضد فصيل آخر بذريعة «محاربة المفسدين في الأرض»، وكان ذلك قبل أشهر في ريف إدلب. وانتهت حملة «النصرة» على المفسدين هناك بطرد «جبهة ثوار سورية» وحركة «حزم» من معاقلهما في جبل الزاوية. في الأثناء، شنت مقاتلات الجيش عدة طلعات قصفت من خلالها مواقع ما يسمى بجيشي الإسلام والأمة في دوما، كما استهدفت مدفعية الجيش المسلحين في كفر بطنا بريف دمشق وسط استمرار المعارك في حي جوبر على أطراف العاصمة. وفي ريف دمشق الغربي، استهدف الجيش بقصف مدفعي مواقع ونقاط تمركز المسلحين في محيط شارع الفصول الأربعة في خان الشيح وفي بلدة حمريت، وذكرت وكالة الأنباء «سانا» أن «من بين قتلى الإرهابيين الكويتيين عبد الستار الخضر، خليل العتيبة، سمير خلف، والسعوديين عبد السميع خير اللـه، عبد الرحمن الغامدي، والمصريين ميمون راتب، مالك شهرة، والأردني مصطفى الداموني. وبحسب الوكالة فإن «التنظيمات التكفيرية تكبدت خلال الأيام القليلة الماضية خسائر فادحة في الأفراد والعتاد حيث لقي ما لا يقل عن 34 إرهابياً من جنسيات أجنبية مصرعهم خلال تصدي الجيش لمحاولتهم الاعتداء على نقاط عسكرية شرق أوتستراد السلام أحدهم السعودي سليمان القحطاني أحد متزعمي ما يسمى أحرار الشام». وتقع بلدة خان الشيح التي تضم مخيماً للاجئين الفلسطينيين في الريف الجنوبي الغربي لدمشق وتواصل المجموعات المسلحة وخصوصاً تنظيم جبهة النصرة انطلاقاً منها ومن محيط بلدة سعسع محاولة قطع الطريق بين دمشق ومحافظة القنيطرة للضغط على المدنيين في مدينة البعث وخان أرنبة وجبا والكوم وحضر مع استمرار قطع الكهرباء عن المحافظة منذ أكثر من شهر، بمسعى للسيطرة على باقي محافظة القنيطرة الأمر الذي يحول دونه الجيش العربي السوري. شمالاً، أفاد مصدر ميداني أن الجيش لم يحدد بعد ساعة الصفر لبدء معركة مخيم حندرات عند مدخل حلب الشمالي الشرقي التي من شأنها أن تقرر مصير المنطقة وتكمل الطوق الأمني بشكل كامل حول الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون شرق وجنوب المدينة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة