كشف نص الدعوة التي بدأت الخارجية الروسية بإرسالها للمشاركين في لقاءات موسكو بين الحكومة السورية والمعارضة عن طبيعة المناقشات التي من المتوقع أن تركز على "محاربة الإرهاب"،ولاتتحدث عن الرئاسة السورية و الرئيس بشار الأسد.

وأفادت مصادر مطلعة أن نص الدعوة الروسية تضمن ضرورة "مواجهة الإرهابيين"، وإجراء حوار "من دون أي شروط مسبقة" على أساس بيان جنيف، وإتاحة المجال لجميع فئات وشرائح المجتمع لـ "المشاركة في العملية الشاملة في الحوار السوري"، وذلك للوصول الى حل "من دون تدخل خارجي في شؤون سيادية".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن نص الدعوة تجاهل "هيئة الحكم الانتقالية"، واعتبر الحوار المنتظر مساهمة في جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، مشيرة إلى أن إيران، التي استبعدت من مؤتمر جنيف، ستكون مدعوة إلى المؤتمر الروسي.

وبين الشخصيات التي دعتها الخارجية الروسية، رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة وسلفه معاذ الخطيب، والمنسق العام لـهيئة التنسيق، وهي من اقطاب معارضة الداخل، حسن عبدالعظيم، ورئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم، والخبير الاقتصادي عارف دليلة، والمسؤول في "المنبر الديموقراطي" سمير عيطة، إضافة إلى مسؤولين في أحزاب رخصت في السنتين الماضيتين، مثل مجد نيازي وسهير سرميني.

ورغم أن روسيا لم تطرح مبادرة واضحة المعالم، لكن تسريبات إعلامية تتحدث عن أفكار روسية للمرحلة الانتقالية التي تستمر نحو سنتين، تتضمن انتخابات برلمانية وهيئة تأسيسية ودعم الجيش لمحاربة الإرهاب على أن تنتهي المرحلة بانتخابات رئاسية "من دون فيتو على أي شخص".

وتتضمن الرؤية الروسية، كذلك، إمكانية العفو عن الضباط المنشقين، وعودتهم إلى الجيش، إضافة إلى الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن إن تشغل المعارضة جميع حقائبها عدا السيادية، وخصوصاً وزارتي الدفاع والداخلية، وحل البرلمان السوري وإجراء انتخابات حرة برقابة دولية، بحيث يصبح البرلمان الجديد "هيئة تأسيسية" ينبثق منها دستور جديد.

وتتفق هذه الرؤى الروسية مع الرواية الرسمية السورية التي تمسكت، منذ بدء الأزمة قبل نحو أربع سنوات، بمواجهة الإرهاب، وهو ما أفشل جنيف 2 قبل نحو عام، إذ اصرت المعارضة، آنذاك، على البحث في تشكيل "هيئة انتقالية" تمهد لانتخابات ودستور جديد للبلاد.

إلى ذلك تتواصل في اسطنبول اجتماعات "الائتلاف السوري" التي سيتم انتخاب قيادة جديدة سيكون عليها اتخاذ موقف من الدعوة الروسية.

وقالت مصادر ديبلوماسية إن موسكو طلبت من الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، أن تعمل كي لا يكون إعلامها "سلبياً" إزاء الاجتماعات التي ستعقد في موسكو.

ويرى مراقبون أن اجتماعات موسكو تهدف إلى تقسيم المعارضة السورية، فتوجيه الدعوة إلى المعارضين بصفة شخصية يهدف إلى الإيحاء بأنه لا توجد أي تنظيمات أو كيانات سياسية أو حزبية سورية معارضة ذات شأن، لتكون المعارضة، وفق هذه الآلية في إرسال الدعوات، مجرد بضع عشرات من الأشخاص ينتمون لتيارات ومرجعيات سياسية مختلفة.

في سياق متصل، أفاد معارض سوري أن القاهرة، من جانبها، اشترطت على الائتلاف السوري وهيئة التنسيق، المعارضتين، استبعاد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من قائمة الشخصيات التي ستشارك في اجتماعات القاهرة يومي 21 و22 الشهر الجاري، تحضيراً لحوارات موسكو.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-01-03
  • 10356
  • من الأرشيف

تسريبات هامة حول المبادرة الروسية لإنهاء الازمة السورية.. فما هو مضمونها ؟

كشف نص الدعوة التي بدأت الخارجية الروسية بإرسالها للمشاركين في لقاءات موسكو بين الحكومة السورية والمعارضة عن طبيعة المناقشات التي من المتوقع أن تركز على "محاربة الإرهاب"،ولاتتحدث عن الرئاسة السورية و الرئيس بشار الأسد. وأفادت مصادر مطلعة أن نص الدعوة الروسية تضمن ضرورة "مواجهة الإرهابيين"، وإجراء حوار "من دون أي شروط مسبقة" على أساس بيان جنيف، وإتاحة المجال لجميع فئات وشرائح المجتمع لـ "المشاركة في العملية الشاملة في الحوار السوري"، وذلك للوصول الى حل "من دون تدخل خارجي في شؤون سيادية". وبحسب المصادر ذاتها، فإن نص الدعوة تجاهل "هيئة الحكم الانتقالية"، واعتبر الحوار المنتظر مساهمة في جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، مشيرة إلى أن إيران، التي استبعدت من مؤتمر جنيف، ستكون مدعوة إلى المؤتمر الروسي. وبين الشخصيات التي دعتها الخارجية الروسية، رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة وسلفه معاذ الخطيب، والمنسق العام لـهيئة التنسيق، وهي من اقطاب معارضة الداخل، حسن عبدالعظيم، ورئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم، والخبير الاقتصادي عارف دليلة، والمسؤول في "المنبر الديموقراطي" سمير عيطة، إضافة إلى مسؤولين في أحزاب رخصت في السنتين الماضيتين، مثل مجد نيازي وسهير سرميني. ورغم أن روسيا لم تطرح مبادرة واضحة المعالم، لكن تسريبات إعلامية تتحدث عن أفكار روسية للمرحلة الانتقالية التي تستمر نحو سنتين، تتضمن انتخابات برلمانية وهيئة تأسيسية ودعم الجيش لمحاربة الإرهاب على أن تنتهي المرحلة بانتخابات رئاسية "من دون فيتو على أي شخص". وتتضمن الرؤية الروسية، كذلك، إمكانية العفو عن الضباط المنشقين، وعودتهم إلى الجيش، إضافة إلى الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن إن تشغل المعارضة جميع حقائبها عدا السيادية، وخصوصاً وزارتي الدفاع والداخلية، وحل البرلمان السوري وإجراء انتخابات حرة برقابة دولية، بحيث يصبح البرلمان الجديد "هيئة تأسيسية" ينبثق منها دستور جديد. وتتفق هذه الرؤى الروسية مع الرواية الرسمية السورية التي تمسكت، منذ بدء الأزمة قبل نحو أربع سنوات، بمواجهة الإرهاب، وهو ما أفشل جنيف 2 قبل نحو عام، إذ اصرت المعارضة، آنذاك، على البحث في تشكيل "هيئة انتقالية" تمهد لانتخابات ودستور جديد للبلاد. إلى ذلك تتواصل في اسطنبول اجتماعات "الائتلاف السوري" التي سيتم انتخاب قيادة جديدة سيكون عليها اتخاذ موقف من الدعوة الروسية. وقالت مصادر ديبلوماسية إن موسكو طلبت من الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة، أن تعمل كي لا يكون إعلامها "سلبياً" إزاء الاجتماعات التي ستعقد في موسكو. ويرى مراقبون أن اجتماعات موسكو تهدف إلى تقسيم المعارضة السورية، فتوجيه الدعوة إلى المعارضين بصفة شخصية يهدف إلى الإيحاء بأنه لا توجد أي تنظيمات أو كيانات سياسية أو حزبية سورية معارضة ذات شأن، لتكون المعارضة، وفق هذه الآلية في إرسال الدعوات، مجرد بضع عشرات من الأشخاص ينتمون لتيارات ومرجعيات سياسية مختلفة. في سياق متصل، أفاد معارض سوري أن القاهرة، من جانبها، اشترطت على الائتلاف السوري وهيئة التنسيق، المعارضتين، استبعاد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من قائمة الشخصيات التي ستشارك في اجتماعات القاهرة يومي 21 و22 الشهر الجاري، تحضيراً لحوارات موسكو.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة