الجهود التي تقودها الدبلوماسية الروسية لحل الأزمة السورية منذ نشوبها وإلى الآن تحمل أكثر من رسالة إلى أكثر من اتجاه وتحت عنوان واحد أوحد وهو الحل سياسي سوري ـ سوري، ولا يوجد حل على الإطلاق عبر الإرهاب والتحريض والتشويه والعنف والقتل والتخريب والتدمير، ونثر بذور الكراهية والبغضاء والشحناء وتمزيق مكونات المجتمع السوري.

ولا تزال موسكو تصارع وسائل التعطيل للحل السياسي المتمثلة في التصعيد الإرهابي على الأرض وفي التصعيد السياسي حيث تصر دول التآمر والعدوان على تجاهل الحل السياسي ووضعه في رف التأجيل بانتظار ما ستضعه العصابات الإرهابية في سلة مراهناتها من بيض يمكنها أن ترقد عليه لكي يفقس لها ما تسعى إلى تحقيقه من أجندات وأهداف تدميرية. وإزاء هذا التصعيد الإرهابي والسياسي الذي يعبر بكل وضوح عن مروق من القانون الدولي والشرعية الدولية تبذل موسكو كل جهد ممكن لوقفه من زاوية أنه ليس من الإنسانية ولا من الناحية القانونية والشرعية التضحية بالدولة السورية وشعبها تحت شعارات وأستار بعيدة كل البعد عن الواقع والمنطق والحقيقة والعقل جملةً وتفصيلًا، وبالتالي لم تتحمل الصمت عن هذا المروق المريع والانحدار في علاقات الدول الذي وصل إلى حد الاستخفاف بقيمة شعوبها، مع العلم أن في قرارة النفس لدى صانع القرار والباحث عن أفق الحل في روسيا أن طريقه إلى الحل لن يكون مفروشًا بالورود، فالمؤشرات لا تزال تشي بأن هناك من يتأهب لوضع الشوك ويتربص بالسائرين نحوه.

من الناحية العملية، يبدو أن المعارضة السورية بكل أطيافها باتت على ما يشبه الاقتناع التام بأن الإرهاب مؤذٍ ومدمر للحياة وعدو للبقاء، ولن يجلب حقًّا ولن يقيم دولة ولن يترك وطنًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذا ما ظلت تحرص الحكومة السورية وعقلاء الشعب السوري على إفهامه أولئك المغرر بهم والمخدوعين وأولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان وباعوا وطنهم للأعداء، وهذا أيضًا ما ظلت تنادي به روسيا وكافة الغيورين على الشعب السوري. كما أن الجيش العربي السوري بعقيدته المعروفة لن يسمح بأن تكون سوريا لقمة سائغة في الإرهاب والمتآمرين ولو طال الزمان، وقد أثبت ذلك طوال الأربع سنوات من خلال تطهيره للمدن والأرياف والقرى من دنس الإرهاب، ومن لديه مظلمة أو لديه مطلب له قنواته الشرعية والقانونية ووسائله السلمية.

ولذلك فإن انضواء المعارضة السورية تحت سقف واحد ومشاركتها النظرة مع الدولة السورية شعبًا وقيادةً في أن المساس بسلامة وسيادة سوريا خط أحمر، وأن الإرهاب آفة مدمرة وقاتلة يجب محاربتها والتبرؤ منها، هو خطوة جيدة، وتكون المعارضة بذلك قد وضعت القدم الأولى نحو الحل وتحقيق تطلعاتها التي يجب أن تصب في مصلحة سوريا، ومتى ما اتجهت إلى ذلك فإن ذلك يعبر عن نضج في الفكر والسياسة، وهو ما سيلتقي مع ما تقوم به الدبلوماسية الروسية لتمهيد الأرضية المرتكزة على فرص واقعية تجسدها على الأقل الأفكار المتداولة بإمكانية إحداث كوة في جدران التعطيل للانخراط في حوار وطني. ولعل مباشرة فصائل من المعارضة السياسية في الداخل والخارج التنسيق في ما بينها لعقد لقاء وطني في القاهرة من أجل التوصل إلى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية، هي بداية مبشرة ومشجعة إذا ما رمت هذه المعارضة ولاءاتها الخارجية وراء ظهرها، ووضعت تدخلات الأعداء تحت أقدامها وأعلت المصلحة الوطنية، وبالتالي سيمثل نجاح هذا اللقاء أرضية مناسبة يمكن البناء عليها في اللقاء التالي في موسكو.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-24
  • 7272
  • من الأرشيف

رأي الوطن العمانية.. الحل في سوريا مرهون بالتخلي عن الولاءات الخارجية

الجهود التي تقودها الدبلوماسية الروسية لحل الأزمة السورية منذ نشوبها وإلى الآن تحمل أكثر من رسالة إلى أكثر من اتجاه وتحت عنوان واحد أوحد وهو الحل سياسي سوري ـ سوري، ولا يوجد حل على الإطلاق عبر الإرهاب والتحريض والتشويه والعنف والقتل والتخريب والتدمير، ونثر بذور الكراهية والبغضاء والشحناء وتمزيق مكونات المجتمع السوري. ولا تزال موسكو تصارع وسائل التعطيل للحل السياسي المتمثلة في التصعيد الإرهابي على الأرض وفي التصعيد السياسي حيث تصر دول التآمر والعدوان على تجاهل الحل السياسي ووضعه في رف التأجيل بانتظار ما ستضعه العصابات الإرهابية في سلة مراهناتها من بيض يمكنها أن ترقد عليه لكي يفقس لها ما تسعى إلى تحقيقه من أجندات وأهداف تدميرية. وإزاء هذا التصعيد الإرهابي والسياسي الذي يعبر بكل وضوح عن مروق من القانون الدولي والشرعية الدولية تبذل موسكو كل جهد ممكن لوقفه من زاوية أنه ليس من الإنسانية ولا من الناحية القانونية والشرعية التضحية بالدولة السورية وشعبها تحت شعارات وأستار بعيدة كل البعد عن الواقع والمنطق والحقيقة والعقل جملةً وتفصيلًا، وبالتالي لم تتحمل الصمت عن هذا المروق المريع والانحدار في علاقات الدول الذي وصل إلى حد الاستخفاف بقيمة شعوبها، مع العلم أن في قرارة النفس لدى صانع القرار والباحث عن أفق الحل في روسيا أن طريقه إلى الحل لن يكون مفروشًا بالورود، فالمؤشرات لا تزال تشي بأن هناك من يتأهب لوضع الشوك ويتربص بالسائرين نحوه. من الناحية العملية، يبدو أن المعارضة السورية بكل أطيافها باتت على ما يشبه الاقتناع التام بأن الإرهاب مؤذٍ ومدمر للحياة وعدو للبقاء، ولن يجلب حقًّا ولن يقيم دولة ولن يترك وطنًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهذا ما ظلت تحرص الحكومة السورية وعقلاء الشعب السوري على إفهامه أولئك المغرر بهم والمخدوعين وأولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان وباعوا وطنهم للأعداء، وهذا أيضًا ما ظلت تنادي به روسيا وكافة الغيورين على الشعب السوري. كما أن الجيش العربي السوري بعقيدته المعروفة لن يسمح بأن تكون سوريا لقمة سائغة في الإرهاب والمتآمرين ولو طال الزمان، وقد أثبت ذلك طوال الأربع سنوات من خلال تطهيره للمدن والأرياف والقرى من دنس الإرهاب، ومن لديه مظلمة أو لديه مطلب له قنواته الشرعية والقانونية ووسائله السلمية. ولذلك فإن انضواء المعارضة السورية تحت سقف واحد ومشاركتها النظرة مع الدولة السورية شعبًا وقيادةً في أن المساس بسلامة وسيادة سوريا خط أحمر، وأن الإرهاب آفة مدمرة وقاتلة يجب محاربتها والتبرؤ منها، هو خطوة جيدة، وتكون المعارضة بذلك قد وضعت القدم الأولى نحو الحل وتحقيق تطلعاتها التي يجب أن تصب في مصلحة سوريا، ومتى ما اتجهت إلى ذلك فإن ذلك يعبر عن نضج في الفكر والسياسة، وهو ما سيلتقي مع ما تقوم به الدبلوماسية الروسية لتمهيد الأرضية المرتكزة على فرص واقعية تجسدها على الأقل الأفكار المتداولة بإمكانية إحداث كوة في جدران التعطيل للانخراط في حوار وطني. ولعل مباشرة فصائل من المعارضة السياسية في الداخل والخارج التنسيق في ما بينها لعقد لقاء وطني في القاهرة من أجل التوصل إلى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية، هي بداية مبشرة ومشجعة إذا ما رمت هذه المعارضة ولاءاتها الخارجية وراء ظهرها، ووضعت تدخلات الأعداء تحت أقدامها وأعلت المصلحة الوطنية، وبالتالي سيمثل نجاح هذا اللقاء أرضية مناسبة يمكن البناء عليها في اللقاء التالي في موسكو.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة