قطع الكهرباء والمياه عن سكان مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، معظمهم من النازحين، هو أسلوب تتبعه الجماعات المتشددة في ريف إدلب للضغط على السلطات السورية. فمدينة إدلب تعيش معاناة دائمة في ذلك، فعند كل مطلب يحرم سكانها من المياه والكهرباء إضافة الى فقدان مواد غذائية رئيسية من الأسواق نتيجة قطع الطرقات، ما يؤدي الى ارتفاع أسعار المتوافر منها.

وأصدرت «الهيئة الاسلامية لإدارة المناطق المحررة» بياناً أعلنت فيه اتخاذ إجراءات بالتعاون مع «جبهة النصرة» للضغط على السلطات السورية لإجبارها على إطلاق سراح بعض الطالبات اللواتي جرى اعتقالهن قبل أيام في جامعة حلب.

 وتمثلت هذه الاجراءات في قطع المياه والكهرباء عن أكثر من نصف مليون نسمة في مدينة إدلب، إضافة الى قطع الطرقات المؤدية من الريف باتجاه المدينة باستثناء الطريق الدولي اريحا ــ اللاذقية الواقع تحت سيطرة الجيش السوري.

«في كل مرة يُعتقل شخص له صلة بجبهة النصرة أو بجماعات أخرى تقطع الكهرباء والماء عن مدينة إدلب، لأن المصادر الرئيسية للكهرباء إضافة الى محطة ضخ المياه تقع في مناطق سيطرة المسلحين. ونبقى تحت رحمة شروط المسلحين الى أن تحقق الدولة لهم مطالبهم.

الطالبات اللواتي اعتُقلن في حلب هنّ أقرباء لمقاتلين في «جبهة النصرة»

وفي إحدى المرات قُطعت المياه والكهرباء والطرق عن مدينتنا بعد اعتقال زوجة أحد قياديي جبهة النصرة وفي حوزتها آلاف الدولارات، وتم إطلاق سراحها بعد أيام لإعادة تشغيل الكهرباء ومحطة المياه الى المدينة»، يقوال حسام تقي، أحد سكان مدينة إدلب، لـ«الأخبار».

فائز جبران، القاطن في المدينة أيضاً، يروي أنّه قال «لولا المياه لما كنا سمحنا للدولة بأن تفرج عن أقرباء المسلحين، ونستيطع العيش بلا كهرباء شهوراً، ولكن المياه هي أساس الاستمرار في الحياة. ويحاول المسلحون الضغط على الدولة من خلال حرماننا من المياه والكهرباء ومنع دخول الخضروات والاغذية والحليب بعد قطع الطرق. أي ثورة في العالم تمنع الكهرباء والمياه عن عشرات آلاف العائلات بهدف تحقيق مكاسب؟».

وعلمت «الأخبار» من مصدر رسمي مسؤول أن «الطالبات اللواتي اعتقلن في حلب هنّ أقرباء لمقاتلين في جبهة النصرة، وهناك شكوك حول وجود دور لهن في إعطاء معلومات عن مواقع عسكرية، وتم اعتقالهن للتحقيق معهن». ومن المرجح أنّ يُفرج عنهن بهدف «التخفيف من معاناة السكان في مدينة إدلب».

وبعد فشل اليوم الأول من المفاوضات التي تقودها لجنة أهلية، عمدت «جبهة النصرة» الى فصل الكهرباء عن حلب. وبررت مديرية الكهرباء في الإدارة العامة للخدمات التابعة للمعارضة أنّ «سبب انقطاع الكهرباء عن مدينة حلب هو الضغط على النظام حتى إطلاق سراح معتقلات جامعة حلب».

  • فريق ماسة
  • 2014-12-24
  • 7065
  • من الأرشيف

«الثوار» و«النصرة» يحرمان إدلب الكهرباء والمياه

قطع الكهرباء والمياه عن سكان مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، معظمهم من النازحين، هو أسلوب تتبعه الجماعات المتشددة في ريف إدلب للضغط على السلطات السورية. فمدينة إدلب تعيش معاناة دائمة في ذلك، فعند كل مطلب يحرم سكانها من المياه والكهرباء إضافة الى فقدان مواد غذائية رئيسية من الأسواق نتيجة قطع الطرقات، ما يؤدي الى ارتفاع أسعار المتوافر منها. وأصدرت «الهيئة الاسلامية لإدارة المناطق المحررة» بياناً أعلنت فيه اتخاذ إجراءات بالتعاون مع «جبهة النصرة» للضغط على السلطات السورية لإجبارها على إطلاق سراح بعض الطالبات اللواتي جرى اعتقالهن قبل أيام في جامعة حلب.  وتمثلت هذه الاجراءات في قطع المياه والكهرباء عن أكثر من نصف مليون نسمة في مدينة إدلب، إضافة الى قطع الطرقات المؤدية من الريف باتجاه المدينة باستثناء الطريق الدولي اريحا ــ اللاذقية الواقع تحت سيطرة الجيش السوري. «في كل مرة يُعتقل شخص له صلة بجبهة النصرة أو بجماعات أخرى تقطع الكهرباء والماء عن مدينة إدلب، لأن المصادر الرئيسية للكهرباء إضافة الى محطة ضخ المياه تقع في مناطق سيطرة المسلحين. ونبقى تحت رحمة شروط المسلحين الى أن تحقق الدولة لهم مطالبهم. الطالبات اللواتي اعتُقلن في حلب هنّ أقرباء لمقاتلين في «جبهة النصرة» وفي إحدى المرات قُطعت المياه والكهرباء والطرق عن مدينتنا بعد اعتقال زوجة أحد قياديي جبهة النصرة وفي حوزتها آلاف الدولارات، وتم إطلاق سراحها بعد أيام لإعادة تشغيل الكهرباء ومحطة المياه الى المدينة»، يقوال حسام تقي، أحد سكان مدينة إدلب، لـ«الأخبار». فائز جبران، القاطن في المدينة أيضاً، يروي أنّه قال «لولا المياه لما كنا سمحنا للدولة بأن تفرج عن أقرباء المسلحين، ونستيطع العيش بلا كهرباء شهوراً، ولكن المياه هي أساس الاستمرار في الحياة. ويحاول المسلحون الضغط على الدولة من خلال حرماننا من المياه والكهرباء ومنع دخول الخضروات والاغذية والحليب بعد قطع الطرق. أي ثورة في العالم تمنع الكهرباء والمياه عن عشرات آلاف العائلات بهدف تحقيق مكاسب؟». وعلمت «الأخبار» من مصدر رسمي مسؤول أن «الطالبات اللواتي اعتقلن في حلب هنّ أقرباء لمقاتلين في جبهة النصرة، وهناك شكوك حول وجود دور لهن في إعطاء معلومات عن مواقع عسكرية، وتم اعتقالهن للتحقيق معهن». ومن المرجح أنّ يُفرج عنهن بهدف «التخفيف من معاناة السكان في مدينة إدلب». وبعد فشل اليوم الأول من المفاوضات التي تقودها لجنة أهلية، عمدت «جبهة النصرة» الى فصل الكهرباء عن حلب. وبررت مديرية الكهرباء في الإدارة العامة للخدمات التابعة للمعارضة أنّ «سبب انقطاع الكهرباء عن مدينة حلب هو الضغط على النظام حتى إطلاق سراح معتقلات جامعة حلب».

المصدر : الماسة السورية/سائر اسليم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة