أكد المستشار القانوني السابق للحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف المعارض محمد صبرا أن هذه الحكومة هي مساهمة في «تقسيم سورية» واصفاً سلوكه بشأنها باللاعقلاني، ونبه إلى ضرورة التفكير بأمرها بعيداً عن «الأنانيات الشخصية ولوثة الألقاب الفارغة»، مؤكداً أن العالم لم يسحب شرعية  «حكومة النظام». وذلك في مقالته في موقع «زمان الوصل» المعارض.

صبرا، العضو في الائتلاف والذي شارك في وفده إلى مفاوضات جنيف، استقال من وظيفته مستشاراً قانونياً للحكومة المؤقتة في مطلع العام الجاري، يصف سلوك الائتلاف حيال الحكومة المؤقتة «القضية الجوهرية والأساسية» بـ«اللاعقلاني»، بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" السورية.

واستعرض صبرا علامات السلوك غير العقلاني للائتلاف حيال مسألة الحكومة المؤقتة خلال العامين الماضيين. وأشار إلى أنه مع تأسيس الائتلاف في أواخر عام 2012، جاء من يغري أعضاءه بـ«بشارات ووعود كثيرة»، كان من أهمها أنه «بمجرد تأسيس حكومة مؤقتة ستنهال الاعترافات عليها، وسيتم تسليمها مقعد سورية في الجامعة العربية، ومن ثم سيكون بإمكانها أن تطرد وفد النظام من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحل محله باعتبارها صارت الجهة الشرعية الوحيدة الممثلة للدولة السورية، مع ما يعنيه ذلك من إمكانية طلبها للمساعدة العسكرية الأجنبية، باعتبارها الحكومة الشرعية».

ولفت إلى أن جامعة الدول العربية أصدرت عشية قمة الدوحة في آذار 2013، قراراً اعتبرت فيه الائتلاف «الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري»، مستغرباً أن الائتلاف أخفق في تأليف حكومة مؤقتة (المقابل للهيئة التنفيذية) بسبب صراعات أعضائه على الحصص والنفوذ، على الرغم من تسمية غسان هيتو رئيساً لها في نيسان من عام 2013، ما فوت «فرصة شغل مقعد سورية في الجامعة العربية ونزع الشرعية عن النظام آنذاك، يوم كان المناخ العربي والدولي يمكن أن يسمح بمثل هذا الأمر» ولم يتفقوا على تشكيل الحكومة المؤقتة إلا بعد أن تغيرت الطروف «ولم تعد مواتية» حسب تعبيره.

واعتبر صبرا أن« قمة الكويت كانت واضحة في دلالاتها الرمزية من حيث أن موضوع نزع شرعية النظام قد بات من الماضي، فبعد علم الثورة الذي رفرف في قمة الدوحة في آذار من عام 2013، ظهر علم النظام على طاولة القمة، ومنع وفد الائتلاف من الجلوس على هذه الطاولة، ثم صارح الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) وفد الائتلاف الذي زار القاهرة في شهر أيلول بأن تسليم مقعد سورية للمعارضة أمر مرفوض».

وأكد صبرا أن كل هذه الوقائع والدلالات «تجعل من وجود الحكومة المؤقتة مشروعاً للتقسيم، خاصة بعدما أكد رئيسها أحمد طعمة أن المنطقة العازلة ستديرها الحكومة المؤقتة»، ومضى قائلاً: «هذا ببساطة يعني أن المعارضة تسعى لاقتطاع جزء من الإقليم السوري، ووضع حكومة تديره في ظل إدراكها أن العالم أجمع، بما فيه جميع الدول العربية، لن يسحب شرعية النظام في تمثيل الدولة السورية».

واستغرب صبرا «التطاحن والصراع بين أعضاء الائتلاف على حصص الحكومة، وتمسك رئيس الحكومة بهذا اللقب بغض النظر عن مدى الخطورة الجدية التي بات يشكلها وجود هذه الحكومة على وحدة الكيان السوري».

وقال صبرا أنه استقال بعد إدراكه أن «العالم والدول العربية لن تسحب الاعتراف من حكومة النظام».. منبهاً إلى ضرورة التفكير مرة ثانية، وبشكل متجرد عن الأنانيات الشخصية ولوثة الألقاب الفارغة.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-15
  • 13015
  • من الأرشيف

معارض سوري بارز في الائتلاف .... العالم بأسره لم يسحب شرعية النظام

أكد المستشار القانوني السابق للحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف المعارض محمد صبرا أن هذه الحكومة هي مساهمة في «تقسيم سورية» واصفاً سلوكه بشأنها باللاعقلاني، ونبه إلى ضرورة التفكير بأمرها بعيداً عن «الأنانيات الشخصية ولوثة الألقاب الفارغة»، مؤكداً أن العالم لم يسحب شرعية  «حكومة النظام». وذلك في مقالته في موقع «زمان الوصل» المعارض. صبرا، العضو في الائتلاف والذي شارك في وفده إلى مفاوضات جنيف، استقال من وظيفته مستشاراً قانونياً للحكومة المؤقتة في مطلع العام الجاري، يصف سلوك الائتلاف حيال الحكومة المؤقتة «القضية الجوهرية والأساسية» بـ«اللاعقلاني»، بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" السورية. واستعرض صبرا علامات السلوك غير العقلاني للائتلاف حيال مسألة الحكومة المؤقتة خلال العامين الماضيين. وأشار إلى أنه مع تأسيس الائتلاف في أواخر عام 2012، جاء من يغري أعضاءه بـ«بشارات ووعود كثيرة»، كان من أهمها أنه «بمجرد تأسيس حكومة مؤقتة ستنهال الاعترافات عليها، وسيتم تسليمها مقعد سورية في الجامعة العربية، ومن ثم سيكون بإمكانها أن تطرد وفد النظام من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحل محله باعتبارها صارت الجهة الشرعية الوحيدة الممثلة للدولة السورية، مع ما يعنيه ذلك من إمكانية طلبها للمساعدة العسكرية الأجنبية، باعتبارها الحكومة الشرعية». ولفت إلى أن جامعة الدول العربية أصدرت عشية قمة الدوحة في آذار 2013، قراراً اعتبرت فيه الائتلاف «الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري»، مستغرباً أن الائتلاف أخفق في تأليف حكومة مؤقتة (المقابل للهيئة التنفيذية) بسبب صراعات أعضائه على الحصص والنفوذ، على الرغم من تسمية غسان هيتو رئيساً لها في نيسان من عام 2013، ما فوت «فرصة شغل مقعد سورية في الجامعة العربية ونزع الشرعية عن النظام آنذاك، يوم كان المناخ العربي والدولي يمكن أن يسمح بمثل هذا الأمر» ولم يتفقوا على تشكيل الحكومة المؤقتة إلا بعد أن تغيرت الطروف «ولم تعد مواتية» حسب تعبيره. واعتبر صبرا أن« قمة الكويت كانت واضحة في دلالاتها الرمزية من حيث أن موضوع نزع شرعية النظام قد بات من الماضي، فبعد علم الثورة الذي رفرف في قمة الدوحة في آذار من عام 2013، ظهر علم النظام على طاولة القمة، ومنع وفد الائتلاف من الجلوس على هذه الطاولة، ثم صارح الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) وفد الائتلاف الذي زار القاهرة في شهر أيلول بأن تسليم مقعد سورية للمعارضة أمر مرفوض». وأكد صبرا أن كل هذه الوقائع والدلالات «تجعل من وجود الحكومة المؤقتة مشروعاً للتقسيم، خاصة بعدما أكد رئيسها أحمد طعمة أن المنطقة العازلة ستديرها الحكومة المؤقتة»، ومضى قائلاً: «هذا ببساطة يعني أن المعارضة تسعى لاقتطاع جزء من الإقليم السوري، ووضع حكومة تديره في ظل إدراكها أن العالم أجمع، بما فيه جميع الدول العربية، لن يسحب شرعية النظام في تمثيل الدولة السورية». واستغرب صبرا «التطاحن والصراع بين أعضاء الائتلاف على حصص الحكومة، وتمسك رئيس الحكومة بهذا اللقب بغض النظر عن مدى الخطورة الجدية التي بات يشكلها وجود هذه الحكومة على وحدة الكيان السوري». وقال صبرا أنه استقال بعد إدراكه أن «العالم والدول العربية لن تسحب الاعتراف من حكومة النظام».. منبهاً إلى ضرورة التفكير مرة ثانية، وبشكل متجرد عن الأنانيات الشخصية ولوثة الألقاب الفارغة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة