نائب المبعوث الأممي عشية وصوله إلى دمشق يشرح معنى التجميد ويؤكد أن سورية دولة مركزية وموضوع  الحكم الانتقالي يأتي في مرحلة لاحقة مع توجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا إلى مدينة غازي عينتاب التركية للقاء قادة الفصائل المسلحة في مدينة حلب، أعلن العقيد الفار عبد الجبار العكيدي أن أغلبية تلك الفصائل غير «مقتنعة» بمبادرة المبعوث لتجميد القتال في حلب.

ووصل دي ميستورا إلى مدينة إسطنبول التركية أمس الأول للقاء قادة الائتلاف المعارض برئاسة هادي البحرة، قبل توجهه أمس للقاء قادة الفصائل المسلحة في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا.

واستبق العكيدي المتزعم السابق للمجلس العسكري في حلب التابع لميليشيا «الجيش الحر»، لقاءات دي ميستورا، بالتصويب على مبادرته عبر القول: إنه «لا شيء واضحاً فيها.. حتى تُبدي الفصائل في حلب الموافقة عليها أو رفضها».

وقال العكيدي في تصريح لموقع «زمان الوصل» المعارض: إن أغلبية الفصائل «غير مقتنعة» بالمبادرة، حيث لا «مبادرة مكتوبة كي نرد عليها، وهي مجرد كرة رماها، كي يستمع لردود الأفعال لا أكثر».

وعشية زيارته إلى سورية لإطلاع المسؤولين السوريين على محاور المبادرة التي اعتبرت دمشق أنها جديرة بالدراسة، أكد نائب المبعوث الأممي رمزي رمزي أن حالة الانسجام بين مكونات المجتمع السوري تشكل نموذجاً في العالم ومن مصلحة دول العالم والمنطقة الحفاظ عليه لأنه يمثل مستقبل منطقة الشرق الأوسط برمتها.

ولفت رمزي، الذي عمل لأكثر من أربعة عقود دبلوماسياً في وزارة الخارجية المصرية قبل أن ينتقل إلى فريق دي ميستورا، في حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشر أمس إلى أن العالم بات يدرك الآن أن سورية ليست معزولة وأنها دولة مركزية في منطقة الشرق الأوسط وأن ما يجري فيها له ارتداداته على منطقة واسعة جداً من العالم، واعتبر أن الأزمة في سورية تمثل مشكلة للمنطقة كلها.

ودعا إلى ضرورة التحرك للحل السياسي للأزمة في سورية بشكل سريع وجدي، معتبراً أن مستقبل الشرق الأوسط على الصعيدين السياسي والثقافي سيكون رهناً بحل الأزمة في سورية. وشدد على أن من يقرر مستقبل سورية هو الشعب السوري، موضحاً أن دور الأمم المتحدة يتمثل في العمل على «إيجاد المناخ والآليات المناسبة لتسمح للشعب السوري بأن يحدد أو يقرر مستقبله بشكل ديمقراطي»، ونوه بأن الشعب السوري يتميز بأنه مبتكر ونشيط ومتمسك بالحفاظ على وحدة أراضي وطنه.

وأوضح أن التحرك الذي بصدده فريق المبعوث الأممي «سيكون على مستويين؛ مستوى يتعامل مع المشاكل الآنية، وهنا تأتي فكرة التجميد، والمستوى الآخر على المدى المتوسط، وهو مرتبط بالأفق السياسي. وهذا يحتاج إلى إعداد»، وأعرب عن اعتقاده في أن «المجتمع الدولي لا يستطيع أن يتحمل إخفاقاً آخر مثل «جنيف 2». (لذلك) لا بد من إعداد الأرضية».

وشرح معنى التجميد كما يتبناه فريق دي ميستورا، الذي شدد على أنه لا يعني «تجميد الصراع» ولا يمكن أن يؤدي إلى «تقسيم سورية إطلاقاً»، لأن الأمم المتحدة لا يمكن «أن تكون شريكاً في أي عملية تؤدي إلى التقسيم». كما رفض مقارنته بـ«المصالحات المحلية» التي عقدتها الحكومة السورية في حمص وبعض المناطق من ريف دمشق، التي أوضح أن «الأمم المتحدة (لم تكن) شريكة فيها في الماضي ولن تكون في المستقبل».

وأوضح رمزي أن «الخطة ليست محصورة بحلب إطلاقاً» وأن المدينة «هي مجرد البداية» لعملية التجميد، وأضاف: «لو بدأت الأمور تتحرك في حلب من الممكن أن ننتقل إلى مناطق أخرى، وأعتقد بشكل سريع. بالطبع، كل منطقة لديها مزاياها».

وأكد نائب المبعوث الأممي أن «سورية في النهاية دولة لها تراث تراكم على مدار القرون وهي ليست دولة بسيطة تخضع لضغوط هنا وهناك والواقع أن الشعب السوري هو الأساس وهو من يقرر مستقبل سورية».

وشدد على أن المرجعية هي بيان «جنيف 1»، لكنه أوضح أن «موضوع الحكم الانتقالي يأتي في مرحلة لاحقة، هناك خطوات يجب أن تُتخذ قبل الوصول إلى هذا الموضوع. أولاً وقف العنف، علينا البدء بذلك ونرى كيف تتطور الأمور. هناك مراحل قبل الوصول إلى المرحلة التي هي ربما الأخيرة في إطار جنيف».

وأشار رمزي إلى أن الأمم المتحدة ترحب بأي جهد يسهل العملية السياسية في سورية، لافتاً بهذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها روسيا وإيران في هذا الإطار.

ورأى رمزي أن ظهور تنظيم داعش في سورية والعراق جعل الكثير من الدول تعيد حساباتها إزاء ما يجري في سورية. ورأى أن داعش «وصل إلى المدى الذي يمكن أن يصل إليه» وأن «سيطرته الكلية ضعيفة»، وأوضح أن عناصر التنظيم المتطرف «يتحركون بسرعة ويلجؤون إلى أساليب إرهابية لبث الذعر لدى الناس على مساحات كبرى، ولكن عندما يواجهون بقوة عسكرية منظمة، لا يتحملون».

  • فريق ماسة
  • 2014-12-08
  • 5615
  • من الأرشيف

العكيدي يستبق لقاءات دي ميستورا في غازي عينتاب: أغلبية فصائل حلب غير «مقتنعة» بمبادرته...

نائب المبعوث الأممي عشية وصوله إلى دمشق يشرح معنى التجميد ويؤكد أن سورية دولة مركزية وموضوع  الحكم الانتقالي يأتي في مرحلة لاحقة مع توجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا إلى مدينة غازي عينتاب التركية للقاء قادة الفصائل المسلحة في مدينة حلب، أعلن العقيد الفار عبد الجبار العكيدي أن أغلبية تلك الفصائل غير «مقتنعة» بمبادرة المبعوث لتجميد القتال في حلب. ووصل دي ميستورا إلى مدينة إسطنبول التركية أمس الأول للقاء قادة الائتلاف المعارض برئاسة هادي البحرة، قبل توجهه أمس للقاء قادة الفصائل المسلحة في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا. واستبق العكيدي المتزعم السابق للمجلس العسكري في حلب التابع لميليشيا «الجيش الحر»، لقاءات دي ميستورا، بالتصويب على مبادرته عبر القول: إنه «لا شيء واضحاً فيها.. حتى تُبدي الفصائل في حلب الموافقة عليها أو رفضها». وقال العكيدي في تصريح لموقع «زمان الوصل» المعارض: إن أغلبية الفصائل «غير مقتنعة» بالمبادرة، حيث لا «مبادرة مكتوبة كي نرد عليها، وهي مجرد كرة رماها، كي يستمع لردود الأفعال لا أكثر». وعشية زيارته إلى سورية لإطلاع المسؤولين السوريين على محاور المبادرة التي اعتبرت دمشق أنها جديرة بالدراسة، أكد نائب المبعوث الأممي رمزي رمزي أن حالة الانسجام بين مكونات المجتمع السوري تشكل نموذجاً في العالم ومن مصلحة دول العالم والمنطقة الحفاظ عليه لأنه يمثل مستقبل منطقة الشرق الأوسط برمتها. ولفت رمزي، الذي عمل لأكثر من أربعة عقود دبلوماسياً في وزارة الخارجية المصرية قبل أن ينتقل إلى فريق دي ميستورا، في حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشر أمس إلى أن العالم بات يدرك الآن أن سورية ليست معزولة وأنها دولة مركزية في منطقة الشرق الأوسط وأن ما يجري فيها له ارتداداته على منطقة واسعة جداً من العالم، واعتبر أن الأزمة في سورية تمثل مشكلة للمنطقة كلها. ودعا إلى ضرورة التحرك للحل السياسي للأزمة في سورية بشكل سريع وجدي، معتبراً أن مستقبل الشرق الأوسط على الصعيدين السياسي والثقافي سيكون رهناً بحل الأزمة في سورية. وشدد على أن من يقرر مستقبل سورية هو الشعب السوري، موضحاً أن دور الأمم المتحدة يتمثل في العمل على «إيجاد المناخ والآليات المناسبة لتسمح للشعب السوري بأن يحدد أو يقرر مستقبله بشكل ديمقراطي»، ونوه بأن الشعب السوري يتميز بأنه مبتكر ونشيط ومتمسك بالحفاظ على وحدة أراضي وطنه. وأوضح أن التحرك الذي بصدده فريق المبعوث الأممي «سيكون على مستويين؛ مستوى يتعامل مع المشاكل الآنية، وهنا تأتي فكرة التجميد، والمستوى الآخر على المدى المتوسط، وهو مرتبط بالأفق السياسي. وهذا يحتاج إلى إعداد»، وأعرب عن اعتقاده في أن «المجتمع الدولي لا يستطيع أن يتحمل إخفاقاً آخر مثل «جنيف 2». (لذلك) لا بد من إعداد الأرضية». وشرح معنى التجميد كما يتبناه فريق دي ميستورا، الذي شدد على أنه لا يعني «تجميد الصراع» ولا يمكن أن يؤدي إلى «تقسيم سورية إطلاقاً»، لأن الأمم المتحدة لا يمكن «أن تكون شريكاً في أي عملية تؤدي إلى التقسيم». كما رفض مقارنته بـ«المصالحات المحلية» التي عقدتها الحكومة السورية في حمص وبعض المناطق من ريف دمشق، التي أوضح أن «الأمم المتحدة (لم تكن) شريكة فيها في الماضي ولن تكون في المستقبل». وأوضح رمزي أن «الخطة ليست محصورة بحلب إطلاقاً» وأن المدينة «هي مجرد البداية» لعملية التجميد، وأضاف: «لو بدأت الأمور تتحرك في حلب من الممكن أن ننتقل إلى مناطق أخرى، وأعتقد بشكل سريع. بالطبع، كل منطقة لديها مزاياها». وأكد نائب المبعوث الأممي أن «سورية في النهاية دولة لها تراث تراكم على مدار القرون وهي ليست دولة بسيطة تخضع لضغوط هنا وهناك والواقع أن الشعب السوري هو الأساس وهو من يقرر مستقبل سورية». وشدد على أن المرجعية هي بيان «جنيف 1»، لكنه أوضح أن «موضوع الحكم الانتقالي يأتي في مرحلة لاحقة، هناك خطوات يجب أن تُتخذ قبل الوصول إلى هذا الموضوع. أولاً وقف العنف، علينا البدء بذلك ونرى كيف تتطور الأمور. هناك مراحل قبل الوصول إلى المرحلة التي هي ربما الأخيرة في إطار جنيف». وأشار رمزي إلى أن الأمم المتحدة ترحب بأي جهد يسهل العملية السياسية في سورية، لافتاً بهذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها روسيا وإيران في هذا الإطار. ورأى رمزي أن ظهور تنظيم داعش في سورية والعراق جعل الكثير من الدول تعيد حساباتها إزاء ما يجري في سورية. ورأى أن داعش «وصل إلى المدى الذي يمكن أن يصل إليه» وأن «سيطرته الكلية ضعيفة»، وأوضح أن عناصر التنظيم المتطرف «يتحركون بسرعة ويلجؤون إلى أساليب إرهابية لبث الذعر لدى الناس على مساحات كبرى، ولكن عندما يواجهون بقوة عسكرية منظمة، لا يتحملون».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة