دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تحاول إسرائيل الإعلان عن وجودها مهما كان الشكل الذي تلجأ إلى اختياره: عدواناً أو غارات عدوانية أو عمليات للموساد أو تجنيداً للعملاء من بين المجموعات المسلحة، فأشكال العدوان هذه بدأ التركيز الإسرائيلي في اللجوء إليها منذ بداية تنفيذ المخطط الأميركي- الإسرائيلي ضد سورية رغم أن هذه الأشكال العدوانية لم تحقق أهدافها القريبة أو البعيدة بعد كل هذه السنوات. ومع ذلك استغل نتنياهو رئاسته لحكومة تحولت إلى تصريف الأعمال بانتظار الانتخابات البرلمانية وقرر إعطاء أوامره بالمشاركة مع وزير الدفاع بشن غارة على موقعين في الأراضي السورية لتحقيق عدد من الأهداف وأهمها:
1- التأكيد للمجموعات المسلحة بضرورة أن تعتمد على إسرائيل وجيشها حين يتمكن الجيش السوري من تطهير وجودها من مناطق كثيرة وخصوصاً قرب منطقة فصل القوات على جبهة الجولان.
2- إبلاغ رسالة لتذكير جميع دول المنطقة بأن إسرائيل جاهزة دوماً لتوجيه أي هجوم عدواني ضد أي دولة دون الإعلان عن مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي تعرف الولايات المتحدة توقيته ووسائل تنفيذه مسبقاً.
3- تحقيق مصلحة تكتيكية عن طريق شن غارة جوية تريد إسرائيل من خلالها الكشف عن وسائط للدفاع الجوي السوري ومواقع عملها ونوعيتها.
4- المحافظة على استمرار حالة التوتر العسكري على الجبهة الشمالية وخصوصاً من أخطار حزب اللـه من جنوب لبنان والظهور بمظهر من يمتلك المبادرة الهجومية «لتحقيق الردع».
وكان التوقيت الذي اختاره نتنياهو قبل يوم من حل (الكنيست) البرلمان يتناسب مع رغبته بإدارة السياسة العدوانية على طريقته لتحقيق مصالح انتخابية بين أوساط الجمهور الإسرائيلي الذي يميل إلى اليمين المتشدد ويحاول قادة أحزابه مثل ليبرمان، ونفتالي بينيت منافسته على هذا الوسط الانتخابي.
وكان نتنياهو قد فصل وزيرين من حكومته هما وزير المالية (يائير لابيد) زعيم الحزب الثاني إسرائيل و(تسيبي ليفني) وزيرة القضاء رئيسة طاقم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وبالاستناد إلى هذا القرار تسلم بنفسه وزارة المالية لكي يتصرف بالميزانية كما يشاء وأوقف (ليفني) نهائياً عن التفاوض مع السلطة الفلسطينية بانتظار نتيجة الانتخابات وبهذه الطريقة زاد من صلاحياته من ناحية وجمد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من الناحية الأخرى إلى شهر نيسان عام 2015.
والمعروف أن حكومة لتصريف الأعمال ستظل تحتفظ بكل صلاحيتها الموجودة عند وزير الدفاع ورئيس الحكومة لشن أي عدوان وليس من صلاحيتها أن تخوض في أي مفاوضات سلمية وهذا ما أراده نتنياهو حين قرر حل الكنيست وتسبيق موعد الانتخابات.
لكن هذا الوضع الإسرائيلي سيصطدم في الأشهر الثلاثة المقبلة بتطورات لا يمكن لنتنياهو منع وجودها فعلى الساحة الإقليمية سيظل التحالف القائم بين سورية وإيران والمقاومة اللبنانية في جنوب لبنان يحقق انتصارات مؤكدة في جبهة الميدان ضد المجموعات الإرهابية المسلحة ومن المتوقع أن تشق المبادرة الروسية الداعية للحوار بين تيارات من المعارضة السورية مع الحكومة السورية وبدعم من المجتمع الدولي.
وإسرائيل التي تراقب ما يجري في المنطقة بموجب ما يقول نتنياهو ويحذر من نتائجه تدرك أن نجاح إيران في لجم الاندفاعة التركية المعادية لسورية وتحذير الرئيس الروسي بوتين لأردوغان في الأسبوع الماضي سيؤدي إلى تحقيق سرعة في تخفيض مستوى الهجمات الإرهابية على مناطق الشمال السورية وانتقال الجيش السوري إلى مرحلة الإسراع في إعادة الاستقرار إلى مناطق كثيرة في سورية وهذا ما ترفضه إسرائيل وتعتبره هزيمة لمخططها الهادف إلى تفتيت القدرات العسكرية السورية.
المصدر :
الوطن / تحسين الحلبي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة