وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إعلان ممثلي واشنطن عدم قدرتهم على تحمل نتائج ما يرونه من حروب، وكلها للصدفة "مشتعلة"في الدول النامية" وتأكيدهم في المقابل أن مسؤولي تلك الدول "يجب أن يخضعوا للمحاسبة" بـ"الكذب والنفاق".

وتساءل من سيحاسب رؤساء أميركا وفرنسا وقادة جيوشهم على الجرائم التي ارتكبوها في اليابان وأفغانستان والعراق وباكستان وفيتنام والجزائر وليبيا".

وأشار إلى تسابق الدول التي تستهدف سورية، خلال مؤتمر لاهاي، على "إلقاء خطب نارية استخدمت فيها كلام الدمار الشامل من الكذب والتضليل حول ادعاءات لا أساس لها عن استخدام سورية لغاز الكلورين، والتي ثبت أن المجموعات الإرهابية المرتبطة بأجهزة أمن تركية وسعودية وأميركية وفرنسية هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال "المنحطة والمدانة"، وذلك لتحقيق هدف وحيد هو استمرار تشويه صورة الحكومة السورية واستخدام ذلك "كأداة للابتزاز" على المستويين الإقليمي والدولي".

وأوضح نائب وزير الخارجية أن مكسب الدول الغربية الوحيد الذي لا يشرفها هو انضمام نظام آل سعود ونظام (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) والأردن والإمارات إلى الجوقة الغربية في محاولة لإبعاد التأكيدات التي تشير إلى أن النظامين السعودي والتركي هما اللذان قاما بتزويد المجموعات الإرهابية بالمواد الكيميائية لقتل السوريين الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم لإشباع غرائزهم المتوحشة والمنفلتة من أي عقال أو ضمير أو رادع أخلاقي.

وكان المقداد طالب خلال لقائه مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو على هامش أعمال المؤتمر، بإزالة الطابع الاستثنائي للملف الكيماوي السوري بعد أن أوفت دمشق بالتزاماتها، مشدداً ضرورة التعاون مع سورية كأي دولة طرف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

وجدد المقداد في مقالته بـ"البناء"، التأكيد على أن سورية رفضت منطق استخدام أسلحة الدمار الشامل وأدانته، واعتبرت أن هذا الأمر غير أخلاقي وكانت من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية عام 1968، وشددت دائماً ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل جميع أسلحة الدمار الشامل من نووية وكيميائية وبيولوجية وتعلن نهاراً جهاراً أنها لن تتخلى عنها، وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية الأخرى.

ولفت إلى أن سورية طرحت في عام 2003 مشروع قرار بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل إلا أن مبادرتها آنذاك اصطدمت بالرفض الأميركي والغربي وتهديد هذه الدول باستخدام الفيتو لإجهاض المبادرة وقتلها، مبيناً أن المبادرة كانت ستقود فور اعتمادها آنذاك، إلى تصفية كل أسلحة الدمار الشامل.

ولفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن «أسلحة الدمار الشامل التي تصر إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على الاحتفاظ بها كسلاح ردع الآن، وكسلاح هجومي إذا دعت الحاجة إلى استخدامها، قادرة على تدمير كوكب الأرض بما عليه خمس أو ست مرات خلال دقائق».

وشدد المقداد في ختام مقاله على أن سورية تمضي قدماً، وتكسب احترام الكثير من دول العالم لصمودها في وجه الإرهاب وتنفذ كل التزاماتها المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون جادين في إخلاء المنطقة والعالم من أسلحة الدمار الشامل فليبدؤوا بأنفسهم وبإسرائيلهم، مؤكداً أن سورية، التي دفعت وما زالت تدفع ثمن صمودها وعزتها وكرامة شعبها وأمتها، فإنها على العهد ماضية كي تؤكد أن العين يمكن أن تقاوم المخرز، وأن الشعوب هي التي تقرر مصيرها وحاضرها ومستقبلها.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-06
  • 10286
  • من الأرشيف

المقداد: سورية رفضت منطق استخدام أسلحة الدمار الشامل وأدانته

وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إعلان ممثلي واشنطن عدم قدرتهم على تحمل نتائج ما يرونه من حروب، وكلها للصدفة "مشتعلة"في الدول النامية" وتأكيدهم في المقابل أن مسؤولي تلك الدول "يجب أن يخضعوا للمحاسبة" بـ"الكذب والنفاق". وتساءل من سيحاسب رؤساء أميركا وفرنسا وقادة جيوشهم على الجرائم التي ارتكبوها في اليابان وأفغانستان والعراق وباكستان وفيتنام والجزائر وليبيا". وأشار إلى تسابق الدول التي تستهدف سورية، خلال مؤتمر لاهاي، على "إلقاء خطب نارية استخدمت فيها كلام الدمار الشامل من الكذب والتضليل حول ادعاءات لا أساس لها عن استخدام سورية لغاز الكلورين، والتي ثبت أن المجموعات الإرهابية المرتبطة بأجهزة أمن تركية وسعودية وأميركية وفرنسية هي التي تقوم بمثل هذه الأعمال "المنحطة والمدانة"، وذلك لتحقيق هدف وحيد هو استمرار تشويه صورة الحكومة السورية واستخدام ذلك "كأداة للابتزاز" على المستويين الإقليمي والدولي". وأوضح نائب وزير الخارجية أن مكسب الدول الغربية الوحيد الذي لا يشرفها هو انضمام نظام آل سعود ونظام (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) والأردن والإمارات إلى الجوقة الغربية في محاولة لإبعاد التأكيدات التي تشير إلى أن النظامين السعودي والتركي هما اللذان قاما بتزويد المجموعات الإرهابية بالمواد الكيميائية لقتل السوريين الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم لإشباع غرائزهم المتوحشة والمنفلتة من أي عقال أو ضمير أو رادع أخلاقي. وكان المقداد طالب خلال لقائه مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو على هامش أعمال المؤتمر، بإزالة الطابع الاستثنائي للملف الكيماوي السوري بعد أن أوفت دمشق بالتزاماتها، مشدداً ضرورة التعاون مع سورية كأي دولة طرف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. وجدد المقداد في مقالته بـ"البناء"، التأكيد على أن سورية رفضت منطق استخدام أسلحة الدمار الشامل وأدانته، واعتبرت أن هذا الأمر غير أخلاقي وكانت من أوائل الدول التي انضمت إلى اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية عام 1968، وشددت دائماً ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل جميع أسلحة الدمار الشامل من نووية وكيميائية وبيولوجية وتعلن نهاراً جهاراً أنها لن تتخلى عنها، وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية الأخرى. ولفت إلى أن سورية طرحت في عام 2003 مشروع قرار بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل إلا أن مبادرتها آنذاك اصطدمت بالرفض الأميركي والغربي وتهديد هذه الدول باستخدام الفيتو لإجهاض المبادرة وقتلها، مبيناً أن المبادرة كانت ستقود فور اعتمادها آنذاك، إلى تصفية كل أسلحة الدمار الشامل. ولفت نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى أن «أسلحة الدمار الشامل التي تصر إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على الاحتفاظ بها كسلاح ردع الآن، وكسلاح هجومي إذا دعت الحاجة إلى استخدامها، قادرة على تدمير كوكب الأرض بما عليه خمس أو ست مرات خلال دقائق». وشدد المقداد في ختام مقاله على أن سورية تمضي قدماً، وتكسب احترام الكثير من دول العالم لصمودها في وجه الإرهاب وتنفذ كل التزاماتها المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون جادين في إخلاء المنطقة والعالم من أسلحة الدمار الشامل فليبدؤوا بأنفسهم وبإسرائيلهم، مؤكداً أن سورية، التي دفعت وما زالت تدفع ثمن صمودها وعزتها وكرامة شعبها وأمتها، فإنها على العهد ماضية كي تؤكد أن العين يمكن أن تقاوم المخرز، وأن الشعوب هي التي تقرر مصيرها وحاضرها ومستقبلها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة