لم يطل المقام بمسلحي «جبهة النصرة» قبل أن يصدر بيانهم الممهد لإنهاء «غزوة» نبل والزهراء واتهام جهات في «الثورة» بالخيانة والتآمر على المجاهدين، وقطع طرق إمدادهم. وهي حالة شبيهة بغزوات الجماعات المسلحة كلما تعرضوا لهزيمة أو لانسحاب «تكتيكي».

ورغم ارتفاع حصيلة ضحايا الدفاع عن البلدتين ووصولها إلى رقم كبير قياساً بمعارك السنتين ونصف السنة السابقتين (33 شهيداً وفق مصدر في «اللجان الشعبية»)، فإن الخسائر الفادحة التي مني بها المهاجمون دفعت إلى وقف العملية، إذ تشير التقديرات إلى تجاوزها عتبة المئتي قتيل، بقيت جثث 23 مسلحاً منهم في أرض المعركة، بينهم جنسيات عربية وأجنبية.

بيان «جبهة النصرة» هاجم «تنظيم البغدادي»، ودعا الأكراد إلى الوقوف «مع المجاهدين». ولم يسمّ البيان الجهات التي قطعت طرق الإمداد على عناصرها، لكنه دعا «المجاهدين ممن لا يبيع دينه لشرق أو غرب أن يشاركوا زرافات ووحداناً إخوانهم في هذا الأجر ودحر الرافضة».

وتوجه البيان بالنصيحة إلى «القادة الشرفاء وأهل العلم العقلاء أن يضربوا بقوة على من يحاول إفشال غزواتهم، وقطع خطوط إمدادهم، وتزامناً مع عمالة البعض للطغاة تحاول جماعة البغدادي التقدم في ريف حلب الشمالي، وتحديداً النقاط القريبة من خطوط الجبهة، مستغلة اشتغال جنود جبهة النصرة في غزوة الرافضة». وختم البيان بدعوة «السنّة الأكراد»، على حدّ تعبيره، إلى أن يكونوا «خير معين لإخوانكم المجاهدين، ولا تجعلوا سفهاءكم وبعض المنحرفين من الأحزاب العميلة وغيرها يجرونكم لحرب مع المجاهدين...».

الهجوم على البلدتين كان الأعنف والأشمل منذ حصارهما. وقال رئيس بلدية نبّل علي بلوي، لـ«الأخبار»، إنّ مجموعات الدفاع عن البلدتين تمكنت من صد أشرس الهجمات خلال عشرة أيام من المعارك، مشيراً إلى أنّ أغلب الشهداء سقطوا في العملية الانتحارية التي نفذها إرهابي سعودي بعربة «بي أم بي» مفخخة.

وتلقي مروحيات الجيش من ارتفاعات عالية وعبر المظلات بصناديق الذخيرة والمعونات المختلفة، بنحو شبه يومي، للمجموعات المدافعة عن نبل والزهراء، في وقت لعب فيه الإسناد الناري لها دوراً كبيراً في إحباط الهجمات وتكبيد المسلحين خسائر فادحة. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ ضراوة الهجوم دفعت الجيش إلى تكثيف غاراته على مقار المسلحين في القرى والمناطق المحيطة بنبل والزهراء وعلى خطوطهم الخلفية، ما ساهم في تشتيت قوى المهاجمين، ودفع بعضهم إلى النأي عن متابعة المشاركة في العملية.

وفي السياق، تعتبر من أهم الضربات النوعية للجيش تدمير مزرعة واقعة بين بيانون والزهراء بعيد إفراغ كمية كبيرة من الذخائر فيها، وغارة على معمل شرق طريق أعزاز كان يتخذه المسلحون كغرفة عمليات، ومزرعة صغيرة في بيانون يستخدمها عناصر من «جبهة النصرة»، ونقطة تجمّع للمسلحين في مقالع الطامورة.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-05
  • 11308
  • من الأرشيف

«جبهة النصرة» تمهّد لإنهاء (فشل) «غزوة» نبّل والزهراء

لم يطل المقام بمسلحي «جبهة النصرة» قبل أن يصدر بيانهم الممهد لإنهاء «غزوة» نبل والزهراء واتهام جهات في «الثورة» بالخيانة والتآمر على المجاهدين، وقطع طرق إمدادهم. وهي حالة شبيهة بغزوات الجماعات المسلحة كلما تعرضوا لهزيمة أو لانسحاب «تكتيكي». ورغم ارتفاع حصيلة ضحايا الدفاع عن البلدتين ووصولها إلى رقم كبير قياساً بمعارك السنتين ونصف السنة السابقتين (33 شهيداً وفق مصدر في «اللجان الشعبية»)، فإن الخسائر الفادحة التي مني بها المهاجمون دفعت إلى وقف العملية، إذ تشير التقديرات إلى تجاوزها عتبة المئتي قتيل، بقيت جثث 23 مسلحاً منهم في أرض المعركة، بينهم جنسيات عربية وأجنبية. بيان «جبهة النصرة» هاجم «تنظيم البغدادي»، ودعا الأكراد إلى الوقوف «مع المجاهدين». ولم يسمّ البيان الجهات التي قطعت طرق الإمداد على عناصرها، لكنه دعا «المجاهدين ممن لا يبيع دينه لشرق أو غرب أن يشاركوا زرافات ووحداناً إخوانهم في هذا الأجر ودحر الرافضة». وتوجه البيان بالنصيحة إلى «القادة الشرفاء وأهل العلم العقلاء أن يضربوا بقوة على من يحاول إفشال غزواتهم، وقطع خطوط إمدادهم، وتزامناً مع عمالة البعض للطغاة تحاول جماعة البغدادي التقدم في ريف حلب الشمالي، وتحديداً النقاط القريبة من خطوط الجبهة، مستغلة اشتغال جنود جبهة النصرة في غزوة الرافضة». وختم البيان بدعوة «السنّة الأكراد»، على حدّ تعبيره، إلى أن يكونوا «خير معين لإخوانكم المجاهدين، ولا تجعلوا سفهاءكم وبعض المنحرفين من الأحزاب العميلة وغيرها يجرونكم لحرب مع المجاهدين...». الهجوم على البلدتين كان الأعنف والأشمل منذ حصارهما. وقال رئيس بلدية نبّل علي بلوي، لـ«الأخبار»، إنّ مجموعات الدفاع عن البلدتين تمكنت من صد أشرس الهجمات خلال عشرة أيام من المعارك، مشيراً إلى أنّ أغلب الشهداء سقطوا في العملية الانتحارية التي نفذها إرهابي سعودي بعربة «بي أم بي» مفخخة. وتلقي مروحيات الجيش من ارتفاعات عالية وعبر المظلات بصناديق الذخيرة والمعونات المختلفة، بنحو شبه يومي، للمجموعات المدافعة عن نبل والزهراء، في وقت لعب فيه الإسناد الناري لها دوراً كبيراً في إحباط الهجمات وتكبيد المسلحين خسائر فادحة. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ ضراوة الهجوم دفعت الجيش إلى تكثيف غاراته على مقار المسلحين في القرى والمناطق المحيطة بنبل والزهراء وعلى خطوطهم الخلفية، ما ساهم في تشتيت قوى المهاجمين، ودفع بعضهم إلى النأي عن متابعة المشاركة في العملية. وفي السياق، تعتبر من أهم الضربات النوعية للجيش تدمير مزرعة واقعة بين بيانون والزهراء بعيد إفراغ كمية كبيرة من الذخائر فيها، وغارة على معمل شرق طريق أعزاز كان يتخذه المسلحون كغرفة عمليات، ومزرعة صغيرة في بيانون يستخدمها عناصر من «جبهة النصرة»، ونقطة تجمّع للمسلحين في مقالع الطامورة.

المصدر : الأخبار/ باسل ديوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة