دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
للدول التي اجتاحها الربيع العربي برياح تغيير حملت معها الرمد بكل ما تعنيه الكلمة إلى العيون العربية، وضع خاصة في أجندة الدول الداعمة و المحركة للحدث في البلاد، فقرار مثل تبرأة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك لا يمكن أن يكون قرار مصري بحت، إذا أن إشعال الشارع المصري و توجيه الاتهام إلى الحكومة الحالية بالتساهل بدماء شهداء الثورة يصب في مصلحة دول لا ترى في استقرار مصر إلا عرقلة لتحقيق أهدافها في المنطقة.
إن ظهور داعش في شبه جزيرة سيناء، وما سبقه و تلاه من مواجهات بين الجيش المصري و المجموعات التي تصفها الحكومة المصرية بالإرهابية يشعل جبهة لم يحقق النتائج المرجوة منه في مصر، بل قلب السحر على ساحره و أظهرت هذه المواجهات الحكومة المصرية و الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمظهر المدافع عن أمن و سيادة الدولة، و لفشل الإخوان في خلق جبهة أخرى في مصر على صعيد السياسية و الأمن، كان القرار بتبرئة الرئيس المصري الأسبق، و الذي يريده الشعب المصري معلقاً على مشنقة في ميدان التحرير أو مرمياً لبقية حياته في أحد سجون البلاد، و بالبحث عن المستفيد من هذا القرار يحضر محور (قطر – تركيا) أول من تشيره إليهم بوصلة الاتهام، فحرب التصريحات بين هذا المحور الثنائي الذي يتقاسم دعم جماعة الإخوان المسلمين و أحلام الغاز في المنطقة يدفع إلى أن هاتين الدولتين تسعين لإبقاء مصر في حالة من الفوضى نتيجة العداء الذي تناصبنه لرئيس مصر الحالي بكونه أنهى أحلامها الاستثمارية في السوق المصرية، و نتيجة لذلك كان لابد من إشعال الشارع المصري ضد السيسي و نظام حكمه، كما إن إلهاء مصر بشأن داخلي عن القضايا العربي و أهمها التنسيق مع دمشق فيما يخص مكافحة الإرهاب، أو التنسيق السياسي في إطار البحث عن حل للأزمة السورية سياسياً نتيجة لتوجهات الرئيس السيسي بالتعاون مع روسيا، مما يثير مخاوف أمريكا من انتهاء دورها الممتد عبر عقود خلت في الجمهورية المصرية.
كما إن مباركة الدول الخليجية للحكم الذي برأة مبارك من التهم المنسوبة إليه يفتح أبواب السؤال حول السبب، خاصة و إن الشائعات التي تسري في مصر قد تكون مستندة إلى واقع ما يدور في كواليس السياسية، فهل سيرجع مبارك أو أحد لديه إلى واجهة الحدث السياسي في مصر بما سيوصله لاحقا وعبر انتخابات صورية إلى قصر الاتحادية، ولما تصر الحكومات الخليجية على استفزاز مشاعر الشارع المصري، هل هو من قبيل ذر الرماد في العيون، ثم ما هو دور الموساد المخترق للجمهورية المصرية من هذا الحكم، بمعنى من مول الحكم و من نسق و من أجبر الرئيس السيسي على السكوت مكتفياً بالتأكيد على استقلالية القضاء المصري، و ما سيكون الشعار التالي في ميدان التحرير ..؟
المصدر :
عربي برس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة