لم يعد أهالي دوما والمناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة يطيقوا حالة العيش مع الممارسات الهمجية و الإرهابية التي دفعت الأهالي بالتظاهر ضد أولئك المسلحين مطالبين الحكومة السورية بإنجاز المصالحة الوطنية التي تستمر بالتوازي مع العمليات العسكرية الناجحة للجيش السوري.

يصر الجميع على أن المصالحة الوطنية هي السبيل للخروج الآمن من الأزمة بعيداً عن التدخل الخارجي، والدولة السورية تولي اهتماماً كبيراً لتسوية أوضاع الذين تورطوا و حملوا السلاح وانخرطوا في صفوف المجموعات الإرهابية، ويؤكد المسؤول الإعلامي في وزارة المصالحة الوطنية السورية محمد العمري أن أهالي دوما بريف دمشق يستمرون بالتظاهر لطرد المجموعات المسلحة وإنجاح المصالحة فيها، فلم يعد هناك حاضنة شعبية لتلك الجماعات المسلحة، بعدما انتهكت و سرقت المواد الأساسية التي قامت الدولة السورية بتسهيل دخولها إلى المواطنين في الغوطة الشرقية عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري وذلك لعرقلة مشروع المصالحة الوطنية ولاسيما ملف " الاحتياجات الخاصة، والمفقودين، والمخطوفين " .

وأضاف المسؤول الإعلامي إن ما حصل في منطقة ببيلا انتكاسة في إحدى مراحل المصالحة وليس فشلها ، بعد أن أدرك المسلحين أن جميع الأهالي انخرطوا في المصالحة الوطنية عملوا على إفشالها، علماً أنه يجري العمل على الأرض من جديد للوصول إلى مراحل متقدمة، مع الإشارة إلى ٍأنه يتم تسوية أوضاع من حملوا السلاح ضد الدولة بشكل فردي لمن يقوم بتسليم السلاح ، إضافة إلى التسوية الجماعية وهناك الآلاف ممن يتم تسوية أوضاعهم والبعض عاد إلى خدمته في الجيش والشرطة واستشهدوا خلال التصدي للمسلحين، كما تجري المصالحات عبر مراحل متفق عليها تبدأ بإقناع المسلحين بترك السلاح ووقف إطلاق النار، على أن تقدم قائمة بأسماء المسلحين ونوعية الأسلحة والسماح للدولة بإدخال الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ويتولى الجيش إزالة كافة الصعوبات التي تعيق عودة الأهالي من " سواتر ترابية ، أسلاك شائكة ، مفخخات.." ، بعدها يخضع المسلحون لإعادة تأهيل في المركز المدني الموجود في قدسيا ليأخذ بعدها وثيقة لممارسة حياته المدنية أو العسكرية ، إضافة إلى معالجة ملفات المخطوفين والمفقودين والموقوفين وصولا إلى عودة الحياة الطبيعية للمناطق وعودة مؤسسات الدولة ولاسيما الخدمية منها، أما في المعضمية أوضح العمري أنه أنجز قسم من المصالحة فيها بينما بقيت مناطق أخرى على حالها كونها خط تماس مباشر مع داريا التي لم تدخلها المصالحة بعد بسبب إفشال المسلحين الأجانب للجهود الشعبية التي تسعى لعودة المناطق كما كانت خالية من الإرهاب، وتعمل الدولة السورية على إدخال الاحتياجات الأساسية إلى المعضمية باستمرار لاستكمال المراحل النهائية من المصالحة وتعزيزها .

العمري بين أن الجهود تتم من خلال المبادرات الأهلية والشعبية في المناطق الساخنة، حيث تتواصل الجهات الشعبية مع الوزارة أو الجيش لممارسة دور الوسيط بين الدولة وأهالي المنطقة الساخنة، كاشفاً عن الاستعداد لانجاز المصالحة في منطقتي الحسينية وحران العواميد بناء على طلب الأهالي الذين يتواصلون مع الوزارة للتمهيد لعودتهم إلى منازلهم .

وفي سياق آخر أفادت مصادر عن تقدم القوات الخاصة السورية في محافظة درعا وريفها ، حيث ألحقت خسائر كبيرة في عناصر جبهة النصرة التي انسحبت من درعا البلد، وعتمان ، والجيزة ، لتتجمع في مدينة الشيخ مسكين ، حيث استعادت القوات سيطرتها على اللواء 82 في ريف درعا بعد معارك عنيفة مع النصرة أدت إلى مقتل العشرات منهم، فيما استهدفت المدفعية الثقيلة مواقع المسلحين في بلدة داعل وعلى طريق السد باتجاه مخيم النازحين، وفي الجهة الجنوبية تشهد الشيخ مسكين بريف درعا عمليات عسكرية مستمرة استطاعت القوات الخاصة التقدم والوصول إلى دوار المدينة، كما تصدت لمحاولة مجموعة مسلحة الهجوم على عدة نقاط عسكرية في الجهة الشرقية و أسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل عدد من المسلحين، واعتقال العشرات بعملية نوعية، كما أكدت المصادر أنه تم تفجير مقرين للمسلحين في درعا البلد بالقرب من جامع أبو بكر الصديق ما سبب بمقتل العشرات من جبهة النصرة وقائدها الميداني .

يشار إلى أن الجيش السوري لم ينتظر طويلاً لاستعادة المبادرة على الجبهة الجنوبية في محافظتي درعا والقنيطرة، بعد سلسلة معارك بدأتها المجموعات المسلحة، منذ سيطرتها على حاجز الدوار التابع للجيش في بلدة الشيخ مسكين بداية الشهر الماضي الذي سبب خسارة الجيش لخطوط إمداده إلى مواقعه على أطراف نوى وداخل مدينة درعا، ما اضطره إلى إطلاق عملية عسكرية لاستعادة الشيخ مسكين.

وعلى الرغم من ضراوة المعارك في ريف دمشق وجبهات حلب وحمص، يضع الجيش السوري الجبهة الجنوبية في سلم أولوياته، في ظل التعاون الوثيق بين المجموعات المسلحة مع الجيش الإسرائيلي واستخباراته العسكرية ، ووجود غرفة عمليات أوروبية ــ أميركية ــ خليجية ــ أردنية مشتركة في عمان لتوجيه المجموعات المسلحة بغية السيطرة على أكبر مساحة من درعا والقنيطرة وتهديد دمشق، بعد الفشل في تحقيق المنطقة العازلة التركية على الحدود الشمالية.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-30
  • 7832
  • من الأرشيف

دوما تناشد المصالحة و ببيلا تنتكس .."الكوماندوس" تطحن "النصرة" في درعا

لم يعد أهالي دوما والمناطق الأخرى التي تقع تحت سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة يطيقوا حالة العيش مع الممارسات الهمجية و الإرهابية التي دفعت الأهالي بالتظاهر ضد أولئك المسلحين مطالبين الحكومة السورية بإنجاز المصالحة الوطنية التي تستمر بالتوازي مع العمليات العسكرية الناجحة للجيش السوري. يصر الجميع على أن المصالحة الوطنية هي السبيل للخروج الآمن من الأزمة بعيداً عن التدخل الخارجي، والدولة السورية تولي اهتماماً كبيراً لتسوية أوضاع الذين تورطوا و حملوا السلاح وانخرطوا في صفوف المجموعات الإرهابية، ويؤكد المسؤول الإعلامي في وزارة المصالحة الوطنية السورية محمد العمري أن أهالي دوما بريف دمشق يستمرون بالتظاهر لطرد المجموعات المسلحة وإنجاح المصالحة فيها، فلم يعد هناك حاضنة شعبية لتلك الجماعات المسلحة، بعدما انتهكت و سرقت المواد الأساسية التي قامت الدولة السورية بتسهيل دخولها إلى المواطنين في الغوطة الشرقية عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري وذلك لعرقلة مشروع المصالحة الوطنية ولاسيما ملف " الاحتياجات الخاصة، والمفقودين، والمخطوفين " . وأضاف المسؤول الإعلامي إن ما حصل في منطقة ببيلا انتكاسة في إحدى مراحل المصالحة وليس فشلها ، بعد أن أدرك المسلحين أن جميع الأهالي انخرطوا في المصالحة الوطنية عملوا على إفشالها، علماً أنه يجري العمل على الأرض من جديد للوصول إلى مراحل متقدمة، مع الإشارة إلى ٍأنه يتم تسوية أوضاع من حملوا السلاح ضد الدولة بشكل فردي لمن يقوم بتسليم السلاح ، إضافة إلى التسوية الجماعية وهناك الآلاف ممن يتم تسوية أوضاعهم والبعض عاد إلى خدمته في الجيش والشرطة واستشهدوا خلال التصدي للمسلحين، كما تجري المصالحات عبر مراحل متفق عليها تبدأ بإقناع المسلحين بترك السلاح ووقف إطلاق النار، على أن تقدم قائمة بأسماء المسلحين ونوعية الأسلحة والسماح للدولة بإدخال الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ويتولى الجيش إزالة كافة الصعوبات التي تعيق عودة الأهالي من " سواتر ترابية ، أسلاك شائكة ، مفخخات.." ، بعدها يخضع المسلحون لإعادة تأهيل في المركز المدني الموجود في قدسيا ليأخذ بعدها وثيقة لممارسة حياته المدنية أو العسكرية ، إضافة إلى معالجة ملفات المخطوفين والمفقودين والموقوفين وصولا إلى عودة الحياة الطبيعية للمناطق وعودة مؤسسات الدولة ولاسيما الخدمية منها، أما في المعضمية أوضح العمري أنه أنجز قسم من المصالحة فيها بينما بقيت مناطق أخرى على حالها كونها خط تماس مباشر مع داريا التي لم تدخلها المصالحة بعد بسبب إفشال المسلحين الأجانب للجهود الشعبية التي تسعى لعودة المناطق كما كانت خالية من الإرهاب، وتعمل الدولة السورية على إدخال الاحتياجات الأساسية إلى المعضمية باستمرار لاستكمال المراحل النهائية من المصالحة وتعزيزها . العمري بين أن الجهود تتم من خلال المبادرات الأهلية والشعبية في المناطق الساخنة، حيث تتواصل الجهات الشعبية مع الوزارة أو الجيش لممارسة دور الوسيط بين الدولة وأهالي المنطقة الساخنة، كاشفاً عن الاستعداد لانجاز المصالحة في منطقتي الحسينية وحران العواميد بناء على طلب الأهالي الذين يتواصلون مع الوزارة للتمهيد لعودتهم إلى منازلهم . وفي سياق آخر أفادت مصادر عن تقدم القوات الخاصة السورية في محافظة درعا وريفها ، حيث ألحقت خسائر كبيرة في عناصر جبهة النصرة التي انسحبت من درعا البلد، وعتمان ، والجيزة ، لتتجمع في مدينة الشيخ مسكين ، حيث استعادت القوات سيطرتها على اللواء 82 في ريف درعا بعد معارك عنيفة مع النصرة أدت إلى مقتل العشرات منهم، فيما استهدفت المدفعية الثقيلة مواقع المسلحين في بلدة داعل وعلى طريق السد باتجاه مخيم النازحين، وفي الجهة الجنوبية تشهد الشيخ مسكين بريف درعا عمليات عسكرية مستمرة استطاعت القوات الخاصة التقدم والوصول إلى دوار المدينة، كما تصدت لمحاولة مجموعة مسلحة الهجوم على عدة نقاط عسكرية في الجهة الشرقية و أسفرت الاشتباكات بين الطرفين عن مقتل عدد من المسلحين، واعتقال العشرات بعملية نوعية، كما أكدت المصادر أنه تم تفجير مقرين للمسلحين في درعا البلد بالقرب من جامع أبو بكر الصديق ما سبب بمقتل العشرات من جبهة النصرة وقائدها الميداني . يشار إلى أن الجيش السوري لم ينتظر طويلاً لاستعادة المبادرة على الجبهة الجنوبية في محافظتي درعا والقنيطرة، بعد سلسلة معارك بدأتها المجموعات المسلحة، منذ سيطرتها على حاجز الدوار التابع للجيش في بلدة الشيخ مسكين بداية الشهر الماضي الذي سبب خسارة الجيش لخطوط إمداده إلى مواقعه على أطراف نوى وداخل مدينة درعا، ما اضطره إلى إطلاق عملية عسكرية لاستعادة الشيخ مسكين. وعلى الرغم من ضراوة المعارك في ريف دمشق وجبهات حلب وحمص، يضع الجيش السوري الجبهة الجنوبية في سلم أولوياته، في ظل التعاون الوثيق بين المجموعات المسلحة مع الجيش الإسرائيلي واستخباراته العسكرية ، ووجود غرفة عمليات أوروبية ــ أميركية ــ خليجية ــ أردنية مشتركة في عمان لتوجيه المجموعات المسلحة بغية السيطرة على أكبر مساحة من درعا والقنيطرة وتهديد دمشق، بعد الفشل في تحقيق المنطقة العازلة التركية على الحدود الشمالية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة