دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يصيب السكري أكثر من 220 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم ومن المرجح بحسب منظمة الصحة العالمية أن يزداد ذلك العدد بنسبة تفوق الضعف بحلول عام 2030 إذا لم تتخذ إجراءات للحيلولة دون ذلك وتحدث نحو 80 بالمئة من وفيات هذا الداء في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
والسكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال والأنسولين هرمون ينظم مستوى السكر في الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم يؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في الكثير من أعضاء الجسد وبخاصة في الأعصاب والأوعية الدموية وبهدف خلق الوعي بهذا الداء وكيفية الوقاية منه تشارك سورية دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للسكري حيث أعدت وزارة الصحة برنامجاً خاصاً بهذه المناسبة.
وقال الدكتور رضا سعيد وزير الصحة : إن الوزارة ستقوم غدا "الأحد" بتخصيص كافة المحاضرات في المراكز الصحية للحديث عن مرض السكري وتدابير الوقاية منه والعلاج كما ستقوم بإجراء اختبار للمرضى وبشكل مجاني للمواطنين الراغبين من خلال سيارات التثقيف الصحي التي ستتواجد في ساحة العباسيين ومنطقة المزة بالقرب من المدينة الجامعية حيث ستوزع أيضاً بروشورات توعية وتثقيف صحي للمارة.
وأضاف وزير الصحة أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بموضوع الوقاية وتوفير متطلبات العلاج من الأمراض المزمنة والشائعة ولاسيما السكري حيث تعمل على توفير خدمات الرعاية الصحية النوعية للمصابين في مراكزها التخصصية وعيادات مرضى السكري البالغ عددها 186 عيادة على مستوى سورية إضافة للقيام بجهود مكثفة لنشر الوعي الصحي حول المرض وكيفية الوقاية منه من خلال تدابير بسيطة كإتباع نمط حياة سليم يشمل عادات غذائية صحية ونشاطاً بدنياً ملائماً مشيراً إلى أن الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة والتي أطلقتها الوزارة مؤخراً بالتعاون مع 17 جهة عامة إضافة للمنظمات والجمعيات الأهلية ركزت بشكل كبير على موضع نشر الوعي الصحي وتدابير الوقاية من الأمراض المزمنة.
وبين الدكتور بلال حماد مدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة أن نسبة انتشار مرض السكري بين السكان في سورية وصلت إلى 10 بالمئة وترتفع هذه النسبة في أعمار الكهولة لتصل حتى 20 بالمئة فيما تبلغ نسبة المرض غير المكتشفة 13 بالمئة مضيفا ان سورية تحتل المرتبة 13 عالمياً في انتشار المرض والمرتبة العاشرة بنسبة السكري غير المكتشف، وأنها الدولة الوحيدة في المنطقة العربية التي تكفل مرضى السكري وتوزع لهم الأنسولين مجاناً.
وأوضح حماد أن البرنامج الوطني للسكري خطا خطوات مهمة في السنوات الأخيرة كإتباع الوسائل العلاجية الحديثة والتماشي مع البروتوكولات العالمية وإصدار دليل العمل الإرشادي للعاملين في مرض السكري، إضافة إلى تدريب الأطباء العاملين في العيادات السكرية وإطلاعهم على مستجدات هذا المرض وطرق التعامل معه.
وعن أنماط السكري يشير حماد إلى أن النمط الأول والذي كان يعرف سابقاً باسم السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الطفولة يتسم بقلة إنتاج مادة الأنسولين وبالتالي يتطلب تعاطي الأنسولين يومياً ومن أعراضه فرط التبول والشعور بالعطش والإحساس المتواصل بالجوع وفقدان الوزن وتغير حاسة البصر والتعب مبينا أن هذه الأعراض قد تظهر فجأة.
يضيف حماد أن النمط الثاني هو ما كان يعرف سابقاً بالسكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة ويحدث بسبب استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعال والجدير بالذكر أن 90بالمئة من حالات السكري المسجلة في شتى أرجاء العالم هي حالات من هذا النمط والذي يظهر أساساً جراء فرط الوزن وقلة النشاط البدني لافتا إلى أن هذا النمط بدأ يطول الأطفال البدينين بعد أن كان مقتصرا وحتى وقت قريب على البالغين.
وعن السكري الحملي يقول مدير البرنامج الوطني انه يمثل ارتفاع مستوى السكر في الدم والذي يظهر بداية خلال فترة الحمل وتطابق أعراض السكري الحملي أعراض النمط الثاني ويشخص في أغلب الأحيان عن طريق الفحوص السابقة للولادة وليس جراء الإبلاغ عن أعراضه.
ولفت حماد إلى أن السكري يمكن أن يتسبب مع مرور الوقت بإلحاق أضرار بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكليتين والأعصاب حيث يزيد السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية كما يزيد الاعتلال العصبي الذي يصيب القدمين هو وضعف جريان الدم إلى زيادة فرص الإصابة بقرحات القدم وإلى بتر الأطراف في نهاية المطاف كما يصاب نحو 2 بالمئة من المرضى وبعد تعايشهم مع السكري لمدة 15 عاماً بالعمى فيما يصاب حوالي 10بالمئة بحالات شديدة من ضعف البصر السكري ويعد المرض من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الفشل الكلوي.
ويضيف مدير البرنامج الوطني ان انتهاج تدابير بسيطة لتحسين أنماط الحياة من الأمور الفعالة في توقي السكري أو تأخير ظهوره ومنها العمل على بلوغ وزن صحي والحفاظ عليه وممارسة النشاط البدني أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الكثافة في معظم أيام الأسبوع ويتعين زيادة تلك الكثافة لأغراض إنزال الوزن واتباع نظام غذائي صحي ينطوي على ثلاث إلى خمس وجبات من الفواكه والخضر كل يوم والتقليل من مدخول السكر والدهون المشبعة وتجنب تعاطي التبغ لأن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
بدورها أوضحت الدكتورة نجاة صنيج رئيس الجمعية السورية لداء السكري أن الجمعية ستنظم نشاطاً علمياً تثقيفياً بهذه المناسبة وذلك انطلاقاً من جهودها التي تبذلها بالتعاون مع الهيئات الصحية الرسمية وغير الرسمية في العمل على كشف داء السكري ومدى انتشاره في سورية والتوعية بالوسائل الإعلامية المختلفة للحث على كشف الداء والالتزام بالتعليمات الصحية.
وأضافت صنيج أن الجمعية تسعى لتأسيس مركز لدراسة ومعالجة مرضى الداء السكري ومشاكل أمراض التغذية وإنشاء عيادات خاصة للسكريين في المحافظات كافة إضافة إلى الاتصال بالجمعيات العلمية المماثلة في الدول العربية والأجنبية والاستفادة من خبرتها و تبادل المعلومات معها بعد موافقة الجهات المختصة.
وأشارت إلى أن الجمعية تركز اهتمامها بشكل خاص على موضوع التوعية ونشر التثقيف الصحي من خلال توجيه رسائل إعلامية علمية بسيطة ومفيدة للناس عن المرض والوقاية منه إضافة لإقامة دورات بمقرها أو بالتعاون مع الجهات والهيئات المختلفة لتحقيق الغرض ذاته.
وحدد الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية يوم 14 تشرين الثاني يوما عالميا لداء السكري لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922 وهي المادة الضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة