يُحكى أن مهاجرا حلبيا سافر قبل عقد الى فرنسا بغرض دراسة الفن ، وهناك تعرف على زوجته (الارمنية ايضا ولكن المولودة في سويسرا).

وقبل سنوات قرر الرجل العودة وزوجته للإقامة في حلب، وكان يخطط لانشاء معهد لتعليم الرقص الكلاسيكي والباليه والموسيقى والعزف والغناء.

في العام 2011 اندلعت احداث سورية ووصل الامر الى ما تعرفونه من خراب لكثير من احياء حلب بسبب اقتحام الارهابيين لها.

ولأنه ارمني عنيد وحلبي اصيل بالولادة والعشرة، ما هان عليه ما فعله الارهابيون بمدينته وباهله الارمن الذين ترك اغلبهم مدينتهم وحيهم فيها وهاجروا الى اربع جهات الارض وكثر منهم انتقلوا الى حيث الامن افضل نسبيا في سورية.

رفض الكسندر ترك حلب وحاول التمسك ببيته الى ان سقط حيه بالكامل بيد الارهابيين فترك حلب وانتقل الى قرية في جنوب بانياس تدعى ” الخراب”. (قرية قصي خولي على ما اذكر).

في تلك القرية اقام الحلبي العنيد، واستأجر منزلا وسكنه.

بعد اشهر من وصول الكسندر الى ” الخراب” وصلت المئات من العائلات النازحة الى القرية التي تحوي بيوتا كثيرة لمغتربين ومنهم من عرض منزله للايجار واخرين فتحوا بيوتهم لمن يشغلها مجانا.

لاحظ الكسندر ان كثيرا ممن نزحوا هم فقط نساء واطفال من ريفي ادلب وحلب، فسأل عن الرجال ولم يقنعه الجواب. وحين سأل الصغار فهم ان اغلب العائلات التي لم يرافقها رجل انما هي عائلات المسلحين الذين خربوا مناطقهم واشعلوا فيها حربا ثم ارسلوا ابناءهم ونساءهم لينزلوا ضيوفا بحماية الحكومة التي يقاتلونها.

ولأن الكسندر مجروح لفقده العديد من اقاربه الذي قتلوا في الحرب، ولانه مجروح من احتراق بيته وسرقة معهد الفن الذي كان يجهزه وخسر فيه كل ارثه من ابيه فقد قرر الانتقام من صغار عائلات المسلحين، فماذا فعل؟؟

بالتعاون مع جمعيات اهلية، وبتمويل من متبرعين محليين واجانب من اصدقائه الارمن في الخارج، اسس الكسندر الارمني هذا بيتا للفن يعلم فيه هو وزوجته السويسرية بنات المسلحين وابنائهم الرقص والموسيقى والغناء والعزف.

الكسندر الذي يمكنه الانتقال بسهولة الى سويسرا التي يحمل جنسيتها بسبب زواجه من سويسرية واقامته فيها لسنوات بعد انهاء دراسته، رفض السفر وبقي في بلاده عنادا وتمسكا ببلد يعتبره (ارمينيا الروح) ولم يترك سورية.

اراد ان يفعل ما يراه صوابا، وحين سأله احد اقاربه “ولكنك تصرف وقتك وجهدك على ابناء التكفيريين” ؟ فرد قائلا: ان لم اعلمهم الموسيقى والفن سيكبرون ليصبحوا ارهابيين.

ألكسندر أرمني يؤمن بسورية، ويؤمن بمستقبلها ولو تأخر حلم عودة الامن اليها عشر سنوات اخرى هو يقول انه لن يستسلم وسيبقي مقاتلا وناشطا لأجلها.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-12
  • 8766
  • من الأرشيف

ألكسندر الحلبي الأرمني وأبناء وبنات “ذبّيحة” “الثورة

يُحكى أن مهاجرا حلبيا سافر قبل عقد الى فرنسا بغرض دراسة الفن ، وهناك تعرف على زوجته (الارمنية ايضا ولكن المولودة في سويسرا). وقبل سنوات قرر الرجل العودة وزوجته للإقامة في حلب، وكان يخطط لانشاء معهد لتعليم الرقص الكلاسيكي والباليه والموسيقى والعزف والغناء. في العام 2011 اندلعت احداث سورية ووصل الامر الى ما تعرفونه من خراب لكثير من احياء حلب بسبب اقتحام الارهابيين لها. ولأنه ارمني عنيد وحلبي اصيل بالولادة والعشرة، ما هان عليه ما فعله الارهابيون بمدينته وباهله الارمن الذين ترك اغلبهم مدينتهم وحيهم فيها وهاجروا الى اربع جهات الارض وكثر منهم انتقلوا الى حيث الامن افضل نسبيا في سورية. رفض الكسندر ترك حلب وحاول التمسك ببيته الى ان سقط حيه بالكامل بيد الارهابيين فترك حلب وانتقل الى قرية في جنوب بانياس تدعى ” الخراب”. (قرية قصي خولي على ما اذكر). في تلك القرية اقام الحلبي العنيد، واستأجر منزلا وسكنه. بعد اشهر من وصول الكسندر الى ” الخراب” وصلت المئات من العائلات النازحة الى القرية التي تحوي بيوتا كثيرة لمغتربين ومنهم من عرض منزله للايجار واخرين فتحوا بيوتهم لمن يشغلها مجانا. لاحظ الكسندر ان كثيرا ممن نزحوا هم فقط نساء واطفال من ريفي ادلب وحلب، فسأل عن الرجال ولم يقنعه الجواب. وحين سأل الصغار فهم ان اغلب العائلات التي لم يرافقها رجل انما هي عائلات المسلحين الذين خربوا مناطقهم واشعلوا فيها حربا ثم ارسلوا ابناءهم ونساءهم لينزلوا ضيوفا بحماية الحكومة التي يقاتلونها. ولأن الكسندر مجروح لفقده العديد من اقاربه الذي قتلوا في الحرب، ولانه مجروح من احتراق بيته وسرقة معهد الفن الذي كان يجهزه وخسر فيه كل ارثه من ابيه فقد قرر الانتقام من صغار عائلات المسلحين، فماذا فعل؟؟ بالتعاون مع جمعيات اهلية، وبتمويل من متبرعين محليين واجانب من اصدقائه الارمن في الخارج، اسس الكسندر الارمني هذا بيتا للفن يعلم فيه هو وزوجته السويسرية بنات المسلحين وابنائهم الرقص والموسيقى والغناء والعزف. الكسندر الذي يمكنه الانتقال بسهولة الى سويسرا التي يحمل جنسيتها بسبب زواجه من سويسرية واقامته فيها لسنوات بعد انهاء دراسته، رفض السفر وبقي في بلاده عنادا وتمسكا ببلد يعتبره (ارمينيا الروح) ولم يترك سورية. اراد ان يفعل ما يراه صوابا، وحين سأله احد اقاربه “ولكنك تصرف وقتك وجهدك على ابناء التكفيريين” ؟ فرد قائلا: ان لم اعلمهم الموسيقى والفن سيكبرون ليصبحوا ارهابيين. ألكسندر أرمني يؤمن بسورية، ويؤمن بمستقبلها ولو تأخر حلم عودة الامن اليها عشر سنوات اخرى هو يقول انه لن يستسلم وسيبقي مقاتلا وناشطا لأجلها.

المصدر : خضر عواركة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة