لايبدو أن "جبهة ثوار سوريا"، وبعد خسارتها الأخيرة لمناطق سيطرتها ونفوذها في ريف إدلب على يد تنظيم "جبهة النصرة" ستستكين، خصوصاً وأن الصفعة التي أتتها من التنظيم التابع لـ "القاعدة" كانت قاسية بخسارتها مقر عملياتها، ومعقل زعيمها "جمال معروف"، إذ قررت فتح جبهة أخرى في مناطق بعيدة ما ينذر بحرب طويلة الأمد، وتغير بالتحالفات والاصطفاف، سيعيد رسم خريطة سيطرة الفصائل على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

رتل كبير قوامه نحو 100 سيارة، تابع لـ "جبهة ثوار سوريا" دخل حلب قبل يومين، بالتنسيق مع فصائل تابعة لـ "الجبهة الإسلامية"، واستقر في مناطق محيطة بمراكز "جبهة النصرة" (استقرت في مناطق المرجة والميسر وكرم حومد).

وتبع وصول الرتل هجوم على أحد حواجز "النصرة"، وقصف تمهيدي لمبنى مستشفى العيون عند دوار قاضي عسكر،المعقل الرئيسي للنصرة داخل مدينة حلب، خطوات تصعيدية تنذر بحرب يصفها مصدر معارض بأنها "مفتوحة"، داخل أحياء مدينة حلب التي شهدت توافقاً طويل الأمد بعد خروج تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، منها، وتوحد الفصائل (بما فيها النصرة) ضد التنظيم، ليبدو المشهد مشرذماً من جديد.

وأشار المصدر المعارض إلى أن المعطيات على الأرض تصب في خانة واحدة وهي "العداء للنصرة"، موضحاً أن "جميع الفصائل بما فيها أحرار الشام ( المرتبطة أيضاً بالقاعدة) تكن عداء للنصرة التي تسير على خطا "داعش"، من حيث الابتعاد عن جبهات القتال ضد النظام من جهة، وفتح معارك جانبية مع الفصائل الأخرى بهدف التمدد والسيطرة، والبحث عن مقر لإطلاق عملياتها".

وفي هذا السياق، يكشف المصدر أن "الجبهة الإسلامية"، مدت يد العون لـ "جبهة ثوار سوريا"، حيث مهدت دخول آلياته ومقاتليه مناطق سيطرتها، كما قدمت عدة مقرات لهذه القوات، موضحاً أن "لواء التوحيد" هو من يقود عمليات الربط بين "ثوار سوريا"، و"الجبهة الإسلامية".

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من ارتفاع وتيرة الحساسية بين "الجبهة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، وصلت إلى حد البدء بعمليات تصفية لقادة من "النصرة" آخرها قيام "لواء فجر الحرية" التابع لـ "الجبهة الإسلامية" بتصفية القيادي في "النصرة" أبو أحمد المشهداني في مدينة تل رفعت شمال حلب.

كما يتزامن مع تبدل مواقف "أحرار الشام" التابعة لـ "الجبهة الإسلامية" من "النصرة"، على خلفية اتهام الأخيرة بالوقوف وراء تصفية قادتها، ورفضها للحرب التي شنتها "النصرة" على مقرات "جمال معروف".

وفي ذات السياق، يشرح مصدر ميداني معارض أن "العداء للنصرة بدأ منذ تخاذل مقاتليها عن قتال داعش، وانسحاب قواتها من ريف حلب الشمالي وتقوقعها في منطقة إعزاز، حيث كشفت خاصرة الفصائل في وجه داعش ما انتهى بخسارة مناطق واسعة لحساب داعش"، وفق تعبيره.

وفي وقت تستعد فيه مليشيات  "ثوار سوريا"، المدعومة من أمريكا، لخوض معارك "ثأرية" داخل مدينة حلب، يبدو أن موقف الفصائل بات مشرذما بين مواجهة "داعش" في ريف حلب من جهة، و"النصرة" داخل مدينة حلب من جهة أخرى، في وقت يتابع فيه الجيش العربي السوري عملياته في محيط مدينة حلب، لتشكيل طوق يعزل مسلحي المدينة عن خارجها، حيث قد تشكل هذه المعارك بين الفصائل "عوامل تسهل تقدم قوات الجيش العربي السوري والفصائل المؤازرة له إلى مدينة حلب".

 

  • فريق ماسة
  • 2014-11-12
  • 9268
  • من الأرشيف

صراع "الجولاني - جمال معروف" "يتمدد" إلى حلب

لايبدو أن "جبهة ثوار سوريا"، وبعد خسارتها الأخيرة لمناطق سيطرتها ونفوذها في ريف إدلب على يد تنظيم "جبهة النصرة" ستستكين، خصوصاً وأن الصفعة التي أتتها من التنظيم التابع لـ "القاعدة" كانت قاسية بخسارتها مقر عملياتها، ومعقل زعيمها "جمال معروف"، إذ قررت فتح جبهة أخرى في مناطق بعيدة ما ينذر بحرب طويلة الأمد، وتغير بالتحالفات والاصطفاف، سيعيد رسم خريطة سيطرة الفصائل على المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة. رتل كبير قوامه نحو 100 سيارة، تابع لـ "جبهة ثوار سوريا" دخل حلب قبل يومين، بالتنسيق مع فصائل تابعة لـ "الجبهة الإسلامية"، واستقر في مناطق محيطة بمراكز "جبهة النصرة" (استقرت في مناطق المرجة والميسر وكرم حومد). وتبع وصول الرتل هجوم على أحد حواجز "النصرة"، وقصف تمهيدي لمبنى مستشفى العيون عند دوار قاضي عسكر،المعقل الرئيسي للنصرة داخل مدينة حلب، خطوات تصعيدية تنذر بحرب يصفها مصدر معارض بأنها "مفتوحة"، داخل أحياء مدينة حلب التي شهدت توافقاً طويل الأمد بعد خروج تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، منها، وتوحد الفصائل (بما فيها النصرة) ضد التنظيم، ليبدو المشهد مشرذماً من جديد. وأشار المصدر المعارض إلى أن المعطيات على الأرض تصب في خانة واحدة وهي "العداء للنصرة"، موضحاً أن "جميع الفصائل بما فيها أحرار الشام ( المرتبطة أيضاً بالقاعدة) تكن عداء للنصرة التي تسير على خطا "داعش"، من حيث الابتعاد عن جبهات القتال ضد النظام من جهة، وفتح معارك جانبية مع الفصائل الأخرى بهدف التمدد والسيطرة، والبحث عن مقر لإطلاق عملياتها". وفي هذا السياق، يكشف المصدر أن "الجبهة الإسلامية"، مدت يد العون لـ "جبهة ثوار سوريا"، حيث مهدت دخول آلياته ومقاتليه مناطق سيطرتها، كما قدمت عدة مقرات لهذه القوات، موضحاً أن "لواء التوحيد" هو من يقود عمليات الربط بين "ثوار سوريا"، و"الجبهة الإسلامية". وتأتي هذه التطورات بعد أيام من ارتفاع وتيرة الحساسية بين "الجبهة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، وصلت إلى حد البدء بعمليات تصفية لقادة من "النصرة" آخرها قيام "لواء فجر الحرية" التابع لـ "الجبهة الإسلامية" بتصفية القيادي في "النصرة" أبو أحمد المشهداني في مدينة تل رفعت شمال حلب. كما يتزامن مع تبدل مواقف "أحرار الشام" التابعة لـ "الجبهة الإسلامية" من "النصرة"، على خلفية اتهام الأخيرة بالوقوف وراء تصفية قادتها، ورفضها للحرب التي شنتها "النصرة" على مقرات "جمال معروف". وفي ذات السياق، يشرح مصدر ميداني معارض أن "العداء للنصرة بدأ منذ تخاذل مقاتليها عن قتال داعش، وانسحاب قواتها من ريف حلب الشمالي وتقوقعها في منطقة إعزاز، حيث كشفت خاصرة الفصائل في وجه داعش ما انتهى بخسارة مناطق واسعة لحساب داعش"، وفق تعبيره. وفي وقت تستعد فيه مليشيات  "ثوار سوريا"، المدعومة من أمريكا، لخوض معارك "ثأرية" داخل مدينة حلب، يبدو أن موقف الفصائل بات مشرذما بين مواجهة "داعش" في ريف حلب من جهة، و"النصرة" داخل مدينة حلب من جهة أخرى، في وقت يتابع فيه الجيش العربي السوري عملياته في محيط مدينة حلب، لتشكيل طوق يعزل مسلحي المدينة عن خارجها، حيث قد تشكل هذه المعارك بين الفصائل "عوامل تسهل تقدم قوات الجيش العربي السوري والفصائل المؤازرة له إلى مدينة حلب".  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة