ليس غريبا أن تعود حلب مجددا إلى الصدارة في الحديث عن الأزمة في سورية وخاصة بعد أن نجح الجيش العربي السوري في تحرير العديد من القرى والبلدات في الريف الحلبي.

وإن المتتبع للتصريحات التي يطلقها عدد من الساسة الغربيين والإقليميين بشأن مدينة حلب ينتابه العجب من هذا الإصرار لمنع سقوط حلب ما يثير لديهم القلق الذي سببته انتصارات القوات السورية وخشيتهم من استعادة الجيش وشرفاء حلب كافة الأحياء والقرى والبلدات المحيطة بالمدينة وما يمكن أن تشكله من أوراق ضغط على جميع الدول المعادية لسورية.

لهذا يعلم الساسة الأمريكيون خطورة المرحلة ومن بينهم الوزير جون كيري الذي تحدث عن الحاجة لخلق قوة تعيد الدولة السورية  للمفاوضات لكن هذه القوة التي يسعون لتشكيلها ليست سوى الوجه الآخر للتنظيمات الإرهابية التي دعمتها واشنطن منذ بداية الأزمة وسيكون الفشل بانتظارها وخاصة في مدينة حلب التي يعولون على مثل هذه القوة في عدم سقوطها بيد الجيش العربي السوري.

ويرى مراقبون أن واشنطن لاتزال تراهن عبر ما تسميهم المعارضة المعتدلة لكن هذا الرهان سيكون خاسرا وهذا ما تحدث عنه الكاتب الأمريكي جيمي ديتمر في" الديلي بست" فيما سماه

 

بمعركة حلب التي قد تقرر مصير استراتيجية أوباما لهزيمة داعش لأن المتمردين المعتدلين وفق ما سماهم الكاتب الأمريكي يخوضون المعركة في جوار حلب مشيرا إلى أن خسارة هؤلاء لحلب ستكون نكسة وهزيمة لهم ومدمرة.

كما ليس غريبا أن يعلم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أيد مطالب أردوغان بأنه لم يعد له ذاك التأثير على المتغيرات الميدانية بعد أن بدأت واشنطن تعيد حساباتها بسبب الخسارة والفشل الذي منيت به في المنطقة وفشل أدواتها في تنفيذ مشروعها في المنطقة مشروع الشرق الأوسط الكبير بسبب صمود الدولة السورية وداعميها .

ولكن الغريب في الأمر هو أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أعلن أن تنظيم "داعش" يتقدم باتجاه حلب" معتبرا أن "ذلك فرصة للمجتمع الدولي لإيقافه".

وأوضح دي ميستورا في مقابلة مع الـ "سي إن إن" أنه "إذا نظرنا إلى هذه الخريطة نلاحظ أن "داعش" يتحرك باتجاه حلب بعيدا عن عين العرب وإذا كان هذا صحيحا فإنها فرصة لإنقاذ هذه المدينة التي شهدت قتالا لم يؤد إلى أي شيء بين المعارضة السورية والحكومة" لافتا إلى أن "على الأقل يجب تجميد القتال في أماكن أخرى حتى نتمكن من التركيز على هذا التنظيم وحلب هي إحدى المدن التي يمكن تطبيق ذلك فيها " .

وأخيرا يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي التركي خصص معظمه لمدينة حلب التي باتت تشكل له كابوسا وفق ماذكرت صحيفة "راديكا" التركية يسعى لبسط نفوذه على حلب والموصل لما لهاتين المدينتين من أهمية بالنسبة للعمق التركي الاقتصادي والاجتماعي .

وكان رئيس الوزراء داؤود أوغلو أعرب عن خشيته من أنه في حال وقعت حلب في أيدي "النظام السوري "  فإن تركيا ستواجه تدفقا جديدا من  اللاجئين ولهذا فقد دعا إلى إنشاء حظر جوي ومنطقة عازلة على الأراضي السورية مسترشدا في ذلك برئيسه أردوغان الذي بات يعرف بين السوريين بـ"لص حلب" لأنه سرق مصانع المدينة ودمر بنيتها التحتية والذي يتحدث يوميا عن ضرورة إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري وفرض حظر جوي في محاولة لبسط نفوذه على تلك المنطقة.

وأردوغان الذي يشترط للدخول في التحالف الدولي لمحاربة داعش الحصول على تعهد أمريكي بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد يعلم أن هذه المطالب لن تتحقق لأن واشنطن أصبحت لاتعير اهتماما له ولمطالبه لأنه فشل في تنفيذ ما كان مطلوبا منه وأصبح قلقا وبات يتخبط في إطلاق التصريحات يوميا ويحاول الحصول على دعم من الأوربيين .

 

 ولكن هذا القلق الغربي والإقليمي على مصير حلب يطرح تساؤلات عدة في مقدمتها هو أليس غريبا ان يتحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أهمية حلب في الحرب على داعش وما هو السر في اختيار حلب؟ ولماذا هذا التزامن بين دي ميستورا وكيري وهولاند وأردوغان في إطلاق مثل هذه التصريحات؟ ثم ما هو الهدف من الخطة التي ينوي الحلف المعادي لسورية تنفيذها في مراحل العدوان على سورية؟

ويرى خبراء أن هذه التساؤلات ليس لها سوى إجابة واحدة هو القلق من سقوط المدينة وريفها بيد الجيش السوري إذ أن الحديث بين موسكو وواشنطن بشأن إطلاق العملية السياسية لحل الأزمة السورية ليس إلا أحد أسباب القلق لدى هؤلاء لذا تراهم يلجؤون إلى وضع العراقيل ولملمة أوراقهم المتبعثرة في محاولة منهم لفرض شروطهم على طاولة التفاوض المقبلة لأن الخارجية الروسية تحضّر لعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في موسكو التي لن تكون مجرد موئل لعقد المؤتمر المرجوّ وإنما ستكون إطارا سياسيا للحوار والحل وفق قواعد جديدة تتجاوز بيان "جنيف 1" العتيد ذلك أن المشهد الدولي والإقليمي تغيّر كليا مذ ذاك فالتفاهم الروسي الأميركي ـــ وكانت ذروته الاتفاق على تدمير الكيماوي السوري مقابل وقف العدوان الأميركي ـــ سمح بالرعاية الثنائية للمفاوضات بشأن سورية وفتح الباب أمام انعقاد "جنيف 2".

  • فريق ماسة
  • 2014-11-10
  • 9605
  • من الأرشيف

قلق تركي من كابوس حلب................!؟

ليس غريبا أن تعود حلب مجددا إلى الصدارة في الحديث عن الأزمة في سورية وخاصة بعد أن نجح الجيش العربي السوري في تحرير العديد من القرى والبلدات في الريف الحلبي. وإن المتتبع للتصريحات التي يطلقها عدد من الساسة الغربيين والإقليميين بشأن مدينة حلب ينتابه العجب من هذا الإصرار لمنع سقوط حلب ما يثير لديهم القلق الذي سببته انتصارات القوات السورية وخشيتهم من استعادة الجيش وشرفاء حلب كافة الأحياء والقرى والبلدات المحيطة بالمدينة وما يمكن أن تشكله من أوراق ضغط على جميع الدول المعادية لسورية. لهذا يعلم الساسة الأمريكيون خطورة المرحلة ومن بينهم الوزير جون كيري الذي تحدث عن الحاجة لخلق قوة تعيد الدولة السورية  للمفاوضات لكن هذه القوة التي يسعون لتشكيلها ليست سوى الوجه الآخر للتنظيمات الإرهابية التي دعمتها واشنطن منذ بداية الأزمة وسيكون الفشل بانتظارها وخاصة في مدينة حلب التي يعولون على مثل هذه القوة في عدم سقوطها بيد الجيش العربي السوري. ويرى مراقبون أن واشنطن لاتزال تراهن عبر ما تسميهم المعارضة المعتدلة لكن هذا الرهان سيكون خاسرا وهذا ما تحدث عنه الكاتب الأمريكي جيمي ديتمر في" الديلي بست" فيما سماه   بمعركة حلب التي قد تقرر مصير استراتيجية أوباما لهزيمة داعش لأن المتمردين المعتدلين وفق ما سماهم الكاتب الأمريكي يخوضون المعركة في جوار حلب مشيرا إلى أن خسارة هؤلاء لحلب ستكون نكسة وهزيمة لهم ومدمرة. كما ليس غريبا أن يعلم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أيد مطالب أردوغان بأنه لم يعد له ذاك التأثير على المتغيرات الميدانية بعد أن بدأت واشنطن تعيد حساباتها بسبب الخسارة والفشل الذي منيت به في المنطقة وفشل أدواتها في تنفيذ مشروعها في المنطقة مشروع الشرق الأوسط الكبير بسبب صمود الدولة السورية وداعميها . ولكن الغريب في الأمر هو أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أعلن أن تنظيم "داعش" يتقدم باتجاه حلب" معتبرا أن "ذلك فرصة للمجتمع الدولي لإيقافه". وأوضح دي ميستورا في مقابلة مع الـ "سي إن إن" أنه "إذا نظرنا إلى هذه الخريطة نلاحظ أن "داعش" يتحرك باتجاه حلب بعيدا عن عين العرب وإذا كان هذا صحيحا فإنها فرصة لإنقاذ هذه المدينة التي شهدت قتالا لم يؤد إلى أي شيء بين المعارضة السورية والحكومة" لافتا إلى أن "على الأقل يجب تجميد القتال في أماكن أخرى حتى نتمكن من التركيز على هذا التنظيم وحلب هي إحدى المدن التي يمكن تطبيق ذلك فيها " . وأخيرا يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي التركي خصص معظمه لمدينة حلب التي باتت تشكل له كابوسا وفق ماذكرت صحيفة "راديكا" التركية يسعى لبسط نفوذه على حلب والموصل لما لهاتين المدينتين من أهمية بالنسبة للعمق التركي الاقتصادي والاجتماعي . وكان رئيس الوزراء داؤود أوغلو أعرب عن خشيته من أنه في حال وقعت حلب في أيدي "النظام السوري "  فإن تركيا ستواجه تدفقا جديدا من  اللاجئين ولهذا فقد دعا إلى إنشاء حظر جوي ومنطقة عازلة على الأراضي السورية مسترشدا في ذلك برئيسه أردوغان الذي بات يعرف بين السوريين بـ"لص حلب" لأنه سرق مصانع المدينة ودمر بنيتها التحتية والذي يتحدث يوميا عن ضرورة إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري وفرض حظر جوي في محاولة لبسط نفوذه على تلك المنطقة. وأردوغان الذي يشترط للدخول في التحالف الدولي لمحاربة داعش الحصول على تعهد أمريكي بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد يعلم أن هذه المطالب لن تتحقق لأن واشنطن أصبحت لاتعير اهتماما له ولمطالبه لأنه فشل في تنفيذ ما كان مطلوبا منه وأصبح قلقا وبات يتخبط في إطلاق التصريحات يوميا ويحاول الحصول على دعم من الأوربيين .    ولكن هذا القلق الغربي والإقليمي على مصير حلب يطرح تساؤلات عدة في مقدمتها هو أليس غريبا ان يتحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أهمية حلب في الحرب على داعش وما هو السر في اختيار حلب؟ ولماذا هذا التزامن بين دي ميستورا وكيري وهولاند وأردوغان في إطلاق مثل هذه التصريحات؟ ثم ما هو الهدف من الخطة التي ينوي الحلف المعادي لسورية تنفيذها في مراحل العدوان على سورية؟ ويرى خبراء أن هذه التساؤلات ليس لها سوى إجابة واحدة هو القلق من سقوط المدينة وريفها بيد الجيش السوري إذ أن الحديث بين موسكو وواشنطن بشأن إطلاق العملية السياسية لحل الأزمة السورية ليس إلا أحد أسباب القلق لدى هؤلاء لذا تراهم يلجؤون إلى وضع العراقيل ولملمة أوراقهم المتبعثرة في محاولة منهم لفرض شروطهم على طاولة التفاوض المقبلة لأن الخارجية الروسية تحضّر لعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري في موسكو التي لن تكون مجرد موئل لعقد المؤتمر المرجوّ وإنما ستكون إطارا سياسيا للحوار والحل وفق قواعد جديدة تتجاوز بيان "جنيف 1" العتيد ذلك أن المشهد الدولي والإقليمي تغيّر كليا مذ ذاك فالتفاهم الروسي الأميركي ـــ وكانت ذروته الاتفاق على تدمير الكيماوي السوري مقابل وقف العدوان الأميركي ـــ سمح بالرعاية الثنائية للمفاوضات بشأن سورية وفتح الباب أمام انعقاد "جنيف 2".

المصدر : صوت روسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة