واصل تنظيم  ـ «داعش» ترسيخ أسس «دولة الخلافة» في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، حيث أغلق المدارس في دير الزور تمهيداً لإعداد مناهج تستند الى مفهومه الديني، فيما أطلق في الموصل دعوته إلى إيجاد «عملة إسلامية موحدة» خالية من رموز «الغرب والصليبيين». وجاء ذلك في الوقت الذي رفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الضعف عدد الجنود الأميركيين في العراق.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية ـ «قنا» أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تبادل مع وزير الخارجية القطري خالد العطية، في الدوحة أمس، «وجهات النظر حول تطورات القضية السورية». يشار إلى أن دي ميستورا سيزور دمشق خلال اليومين المقبلين.

وقال ناشطون و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» أغلق جميع مدارس دير الزور في انتظار مراجعة المناهج من منظور ديني. وذكر «المرصد»، في بيان، أن الإعلان صدر الأربعاء الماضي بعدما عقد مسؤولون في «داعش» اجتماعاً مع إدارات المدارس في مسجد محلي على مشارف مدينة دير الزور. وأضاف ان التنظيم «أغلق معظم المدارس في مدن وبلدات محافظة دير الزور». وأضاف ان «المدارس ستظل مغلقة إلى حين إخضاع المدرسين لدورة شرعية، والى حين الانتهاء من إعداد مناهج تعليمية جديدة بديلة من المناهج الكفرية الحالية».

وفي بداية العام الدراسي في أيلول الماضي، عدّل «داعش» مناهج المدارس في المناطق التي يسيطر عليها، وحذف مادتي الكيمياء والفيزياء مع تشجيع التعاليم الإسلامية.

وقال ناشطون محليون إن «أحدث تحرك من جانب الدولة الإسلامية يهدف إلى تخصيص ساعات للتعليم الديني على حساب المواد الأكاديمية». وقال ناشط يدعى أبو حسين الديري «أعلنوا أنهم سيدرّسون فقط (مادة) الدين والقليل من الحساب. ومنطقهم في ذلك هو أن كل المعرفة تخص الخالق، ولذلك يجب عدم تعليم حتى جدول الضرب».

واحتج بعض السكان المحليين على إغلاق المدارس وفقا للقطات وضعها ناشطون على شبكة الانترنت. وأظهرت اللقطات أكثر من 20 فتاة وفتى، دون الثانية عشرة، يقومون بمسيرة مع عدد صغير من المدرسات اللاتي يرتدين النقاب. وردد الأطفال «نريد مدارسنا».

ودعا «داعش»، على لسان خطباء الجمعة في مدينة الموصل العراقية إلى إيجاد «عملة إسلامية موحدة» خالية من رموز «الغرب والصليبيين»، مؤكداً أن إصدار هذه العملة يعد أحد أهم سبل المواجهة مع الولايات المتحدة، كما يعزز القوة الاقتصادية لـ«الدولة الإسلامية» ويخفف من تحكم الدول الغربية بالشعوب الإسلامية.

في هذا الوقت، وبحجة مواصلة الحرب ضد «داعش»، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بنشر 1500 جندي أميركي في العراق، يضافون إلى 1400 جندي كانوا قد نشروا سابقا، فيما كشف البنتاغون أن الجيش الأميركي سيقيم مواقع لتدريب نحو عشرة ألوية عراقية، بالإضافة إلى مركزين جديدين خارج بغداد وأربيل لتقديم النصح للوحدات العراقية على مستوى اللواء.

وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن «أوباما أمر بنشر زهاء 1500 عسكري إضافي للقيام بدور غير قتالي لتدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية، بما في ذلك القوات الكردية»، مضيفا أن الرئيس «سيطلب من الكونغرس توفير 5.6 مليارات دولار للعمليات الخارجية لقتال الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وتشمل 1.6 مليار دولار لصندوق جديد لتدريب الجيش العراقي وتجهيزه».

في غضون ذلك، أعاد رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي إبراز موقف بلاده القديم ـ الجديد من استراتيجية قتال تنظيم «داعش»، ولكنه لعب على الوتر الطائفي مباشرة، معتبراً أن «الشعبين العراقي والسوري سيتمكنان يوماً ما من «دحر» تنظيم «داعش» وإلحاق الهزيمة النهائية به»، مشيراً في الوقت عينه الى أن هنالك ما يقارب الـ«20 مليون سني ما بين دمشق وبغداد محرومون من حقوقهم الشرعية فضلاً عن افتقادهم حكومة يمكن أن يثقوا بها».

واعتبر ديمبسي، خلال محاضرة في مركز «كارنيغي» في نيويورك، أن «السنّة من سكان المناطق العراقية والسورية سيرفضون بكل تأكيد فكر تنظيم داعش وسنكون إلى جانبهم»، وأنه «من أجل إلحاق الهزيمة بداعش، هناك تكتيكات مهمة أخرى يمكن استخدامها خارج العمليات العسكرية، وتتضمن تلك الوسائل مواجهة عمليات تمويل الإرهاب وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب من سوريا وتعرية فكر داعش وشرعيته الدينية في إقامة خلافة». وأضاف «إذا كنا صادقين مع المبدأ فنعتقد أننا بمرور الوقت سنتمكن من إلحاق الهزيمة بداعش، وفي الوقت ذاته نفعل ما باستطاعتنا لنبقى صادقين إزاء الاستراتيجية التي ننفذها».

وفي ريف إدلب الجنوبي، سيطرت «جبهة النصرة»، مدعومة من «جند الأقصى»، على قرى سفوهن والفطيرة وحزارين، والتي كانت فيها مجموعات مسلحة من «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف و«حركة حزم» التي تتلقى تدريبات ومساعدات عسكرية من الأميركيين.

واتّسعت الخلافات ولم تعد محاولات التكتم والتستر، مجدية، حيث وصل التوتر بين «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، والذي كشفت «السفير» تفاصيله مؤخراً، إلى درجة جديدة من العلنية والتشهير لم يعد ممكناً إنكاره.

وبالرغم من أن بعض القيادات مستفيدةً من صدى استهداف التحالف الدولي لمقار كلٍّ من «النصرة» و«أحرار الشام» تستمرّ في بذل الجهود لضبط النفس واحتواء الموقف ومنعه من الوصول إلى حافة الهاوية، حيث لا يمكن التكهن بمآل الأمور بعدها، فإن ثمة مؤشرات مهمة توحي أن الخلاف بين الطرفين قد يذهب في اتجاه التصعيد، خاصة بعد بروز تيار داخل «أحرار الشام» يتبنى هذا الاتجاه، وذلك ما لم تحدث تطورات ميدانية تؤجل موعد انفجار العلاقة بينهما.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-11-07
  • 14546
  • من الأرشيف

«داعش» يعلن حربه على التعليم

واصل تنظيم  ـ «داعش» ترسيخ أسس «دولة الخلافة» في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، حيث أغلق المدارس في دير الزور تمهيداً لإعداد مناهج تستند الى مفهومه الديني، فيما أطلق في الموصل دعوته إلى إيجاد «عملة إسلامية موحدة» خالية من رموز «الغرب والصليبيين». وجاء ذلك في الوقت الذي رفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الضعف عدد الجنود الأميركيين في العراق. وذكرت وكالة الأنباء القطرية ـ «قنا» أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تبادل مع وزير الخارجية القطري خالد العطية، في الدوحة أمس، «وجهات النظر حول تطورات القضية السورية». يشار إلى أن دي ميستورا سيزور دمشق خلال اليومين المقبلين. وقال ناشطون و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «داعش» أغلق جميع مدارس دير الزور في انتظار مراجعة المناهج من منظور ديني. وذكر «المرصد»، في بيان، أن الإعلان صدر الأربعاء الماضي بعدما عقد مسؤولون في «داعش» اجتماعاً مع إدارات المدارس في مسجد محلي على مشارف مدينة دير الزور. وأضاف ان التنظيم «أغلق معظم المدارس في مدن وبلدات محافظة دير الزور». وأضاف ان «المدارس ستظل مغلقة إلى حين إخضاع المدرسين لدورة شرعية، والى حين الانتهاء من إعداد مناهج تعليمية جديدة بديلة من المناهج الكفرية الحالية». وفي بداية العام الدراسي في أيلول الماضي، عدّل «داعش» مناهج المدارس في المناطق التي يسيطر عليها، وحذف مادتي الكيمياء والفيزياء مع تشجيع التعاليم الإسلامية. وقال ناشطون محليون إن «أحدث تحرك من جانب الدولة الإسلامية يهدف إلى تخصيص ساعات للتعليم الديني على حساب المواد الأكاديمية». وقال ناشط يدعى أبو حسين الديري «أعلنوا أنهم سيدرّسون فقط (مادة) الدين والقليل من الحساب. ومنطقهم في ذلك هو أن كل المعرفة تخص الخالق، ولذلك يجب عدم تعليم حتى جدول الضرب». واحتج بعض السكان المحليين على إغلاق المدارس وفقا للقطات وضعها ناشطون على شبكة الانترنت. وأظهرت اللقطات أكثر من 20 فتاة وفتى، دون الثانية عشرة، يقومون بمسيرة مع عدد صغير من المدرسات اللاتي يرتدين النقاب. وردد الأطفال «نريد مدارسنا». ودعا «داعش»، على لسان خطباء الجمعة في مدينة الموصل العراقية إلى إيجاد «عملة إسلامية موحدة» خالية من رموز «الغرب والصليبيين»، مؤكداً أن إصدار هذه العملة يعد أحد أهم سبل المواجهة مع الولايات المتحدة، كما يعزز القوة الاقتصادية لـ«الدولة الإسلامية» ويخفف من تحكم الدول الغربية بالشعوب الإسلامية. في هذا الوقت، وبحجة مواصلة الحرب ضد «داعش»، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بنشر 1500 جندي أميركي في العراق، يضافون إلى 1400 جندي كانوا قد نشروا سابقا، فيما كشف البنتاغون أن الجيش الأميركي سيقيم مواقع لتدريب نحو عشرة ألوية عراقية، بالإضافة إلى مركزين جديدين خارج بغداد وأربيل لتقديم النصح للوحدات العراقية على مستوى اللواء. وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن «أوباما أمر بنشر زهاء 1500 عسكري إضافي للقيام بدور غير قتالي لتدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية، بما في ذلك القوات الكردية»، مضيفا أن الرئيس «سيطلب من الكونغرس توفير 5.6 مليارات دولار للعمليات الخارجية لقتال الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وتشمل 1.6 مليار دولار لصندوق جديد لتدريب الجيش العراقي وتجهيزه». في غضون ذلك، أعاد رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي إبراز موقف بلاده القديم ـ الجديد من استراتيجية قتال تنظيم «داعش»، ولكنه لعب على الوتر الطائفي مباشرة، معتبراً أن «الشعبين العراقي والسوري سيتمكنان يوماً ما من «دحر» تنظيم «داعش» وإلحاق الهزيمة النهائية به»، مشيراً في الوقت عينه الى أن هنالك ما يقارب الـ«20 مليون سني ما بين دمشق وبغداد محرومون من حقوقهم الشرعية فضلاً عن افتقادهم حكومة يمكن أن يثقوا بها». واعتبر ديمبسي، خلال محاضرة في مركز «كارنيغي» في نيويورك، أن «السنّة من سكان المناطق العراقية والسورية سيرفضون بكل تأكيد فكر تنظيم داعش وسنكون إلى جانبهم»، وأنه «من أجل إلحاق الهزيمة بداعش، هناك تكتيكات مهمة أخرى يمكن استخدامها خارج العمليات العسكرية، وتتضمن تلك الوسائل مواجهة عمليات تمويل الإرهاب وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب من سوريا وتعرية فكر داعش وشرعيته الدينية في إقامة خلافة». وأضاف «إذا كنا صادقين مع المبدأ فنعتقد أننا بمرور الوقت سنتمكن من إلحاق الهزيمة بداعش، وفي الوقت ذاته نفعل ما باستطاعتنا لنبقى صادقين إزاء الاستراتيجية التي ننفذها». وفي ريف إدلب الجنوبي، سيطرت «جبهة النصرة»، مدعومة من «جند الأقصى»، على قرى سفوهن والفطيرة وحزارين، والتي كانت فيها مجموعات مسلحة من «جبهة ثوار سوريا» بقيادة جمال معروف و«حركة حزم» التي تتلقى تدريبات ومساعدات عسكرية من الأميركيين. واتّسعت الخلافات ولم تعد محاولات التكتم والتستر، مجدية، حيث وصل التوتر بين «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، والذي كشفت «السفير» تفاصيله مؤخراً، إلى درجة جديدة من العلنية والتشهير لم يعد ممكناً إنكاره. وبالرغم من أن بعض القيادات مستفيدةً من صدى استهداف التحالف الدولي لمقار كلٍّ من «النصرة» و«أحرار الشام» تستمرّ في بذل الجهود لضبط النفس واحتواء الموقف ومنعه من الوصول إلى حافة الهاوية، حيث لا يمكن التكهن بمآل الأمور بعدها، فإن ثمة مؤشرات مهمة توحي أن الخلاف بين الطرفين قد يذهب في اتجاه التصعيد، خاصة بعد بروز تيار داخل «أحرار الشام» يتبنى هذا الاتجاه، وذلك ما لم تحدث تطورات ميدانية تؤجل موعد انفجار العلاقة بينهما.  

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة