دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مع دخول عناصر البيشمركة مع أسلحتهم النوعية الثقيلة، الذين أرسلهم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني،إلى مدينة عين العرب الكردية السورية، لمؤازرة قوات الحماية الشعبية، يتوقع أن تنقلب المعركة، التي بدأت منذ أكثر من خمسين يوماً، خلال أيام قليلة، من مرحلة الصمود والمقاومة في وجه تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مرحلة الهجوم وتحرير الأحياء والقرى من رجس هذا الإرهاب الأسود، الذي لا همّ له سوى تشويه صورة الإسلام والإساءة إليه عبر ممارساته الشنيعة ضد أتباع الدين الحنيف أنفسهم من ذبحهم بالعشرات وبدم بارد أو تهجيرهم وتدمير مساكنهم ونسف مقدساتهم ومصادرة أملاكهم وسبي نسائهم .
لعل من سخريات القدر أن يتوافد شذاذ الآفاق من أصقاع العالم كافة، ومن ملاهي وكازينوهات الغرب، إلى بلاد الشام والعراق، مهد الحضارات والأديان، لتعليم سكانها، أصول الدين الإسلامي الصحيح، وكأنهم ليسوا مسلمين، وهذا ما لم يقصر فيه أبطال مدينة عين العرب، حين تمكنوا من أسر مقاتل "داعشي" من أذربيجان، وحاولوا تصويب أفكاره المغلوطة من أن سكان المدينة التي يهاجمونها مسلمون أباً عن جد ولهم مساجدهم وصلواتهم وصيامهم وزكاتهم، لكن من دون فائدة، إلى أن كان القتل من نصيبه .
تتحمل السلطات التركية كامل المسؤولية عن التوسع الذي وصل إليه "داعش"، كونها شرعت الحدود مع سوريا والعراق لكل من هبّ ودبّ، حتى باتت بلاد الأناضول الممر الوحيد لكل العناصر الشاذة والمتطرفة للعبور إلى سوريا والعراق لممارسة إرهابهم بحق السكان الآمنين، ولم تكتف بذلك فقط، بل عالجت جرحاهم في مستشفياتها وقدمت لهم الخدمات اللوجستية من نقل السلاح والعتاد الحربي، وسهلت التفاف "داعش" على عين العرب المحاصرة منذ أكثر من سنة، وما أكثر الدلائل الدامغة ضد تركيا التي بثها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توضح بالصوت والصورة مدى التآمر "الداعشي" التركي ضد جيرانها الأكراد السوريين.
اعتدنا أن نسمع من الجيش التركي رداً نارياً فورياً على أي طلقة أو قذيفة تخترق الحدود المشتركة مع سوريا، إلا أن القذائف "الداعشية" التي تسقط بالعشرات على الجانب التركي، لم تجد أي منها رداً أو حتى تنديداً أو استنكاراً من سلطات أنقرة، الأمر الذي يدعم القول عن الدعم الأردوغاني اللامحدود لهذه الفئة الضالة، إضافة إلى وقوف الإرهابيين كالحارس الأمين على ضريح سليمان شاه العثماني القابع كمسمار جحا داخل الأراضي السورية، في الوقت الذي لا يوفر فيه إرهابيو "داعش" أي مرقد أو ضريح أو حتى تمثالاً إلا وتم نسفه بأطنان المتفجرات، فضلاً عن قيام "داعش" بذبح الرهائن والدبلوماسيين الأجانب او على الأقل أسرهم، إلا أن هذا التنظيم الإرهابي لم ينس ربيبه التركي، فأطلق سراح 49 دبلوماسياً وموظفاً تركياً كان قد حجزهم أثناء احتلاله لمدينة الموصل العراقية .
كل ما تقدم يدل بما لا يدع مجالاً للشك بأن السلطات التركية متآمرة، بالتعاون مع الإرهاب ممثلاً ب"داعش" ضد المسلمين لتشويه صورتهم أمام الرأي العام العالمي عبر ممارساتهم الشنيعة، وتؤكد أن أحداث عين العرب كشفت عورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأسقطت ورقة التوت الأخيرة عنه .
المصدر :
أحمد مصطفى علي(الخليج الاماراتية )
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة