اعتبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن المنطقة دخلت في مرحلة حساسة جداً، وقال "إننا دخلنا في مرحلة حساسة جداً ونحن معنيون بأن تكون لدينا وقفة تأمل ومراجعة لأننا عندما نواجه مراحل جديدة وخطيرة يجب أن نستحضر كل المراحل السابقة أين أصبحنا ،أين أخطانا، كيف واجهنا عناصر القوة عناصر الضعف لنعرف ،كيف نواجه ما هو آت،ولتكون مواقفنا وخياراتنا صحيحة ومناسبة و مسؤولة كلنا يشعر اليوم أن لبنان أمام فصل جديد ومرحلة جديدة وان المقاومة بالتحديد أمام فصل جديد من فصول استهدافها .

واعتبر نصر الله في كلمته التي ألقاها خلال إحياء يوم شهيد حزب الله في مجمع سيد الشهداء أن بالتأكيد من بين ما نشر من كتب في هذه الأيام والأسابيع الأخيرة يبقى كتابا جورج بوش و طوني بلير بين الأهم لأن لهما قيمة قضائية وقانونية فهما يعترفان ويقران رغم أن الكتاب الفرنسي على درجة كبيرة من الأهمية لكن يبقى أنه ينقل عن وثائق ورؤساء بعكس كتابي بوش وبلير اللذين يقران عن بعض ما فعلا ولا أحد يستطيع اتهامنا بالفبركة فهذه كتبهم تنطق بما قالوا وبما فعلوا.

ولفت نصرالله حسب ما أورد في كلمته عبر قناة المنار التلفزيونية إلى حجم الحقد والوحشية التي كان يفكر فيها جورج بوش وطوني بلير من خلال اعترافاتهما ، معتبراُ أن بلير لا يتحدث عن إسقاط النظام في سوريا بل يتحدث عن تدمير الدولة السورية الدولة السورية شيء ، موضحاً أن ما حصل في العراق ليس تدميرا للنظام بل تدميرا للعراق .وأكد سماحته أن الروح التي أتوا بها ( الأمريكيون والدول الغربية ) روح تدمير وليس روح تغيير النظام وكل ذلك من أجل إسرائيل.

نصرالله دعا خلال كلمته إلى التنبه لفصول استهداف المقاومة ، متمنياً لو تتاح فرصة ليكون هذا الكلام موضع نقاش بيننا كلبنانيين ، موضحاً انه" بعد انتصار المقاومة عام 2000 الذي هو من أهم العناوين لأن هذا الانتصار دق المسمار الأخير في نعش إسرائيل الكبرى الممتدة جغرافيا لتنتقل إلى مرحلة جديدة وقد قال الاسرائيليون بوضوح ومعهم الأميركيون أنهم لن يسكتوا على مقاومة ألحقت الهزيمة بهم".

 

الفصل الأول لاستهداف المقاومة هو القرار 1559...

السيد نصرالله أكد أن الفصل الأول لاستهداف المقاومة هو المواجهة مع المجتمع الدولي من خلال إصدار القرار 1559، لافتاً إلى أن "سيلفان شالوم يقول: "قمت بجولة حول العالم من أجل إصدار هذا القرار، نريد أن نضع حزب الله والمقاومة في لبنان في مواجهة المجتمع الدولي".إسرائيل هزمت إذا فلنذهب إلى مكان نضع المقاومة بوجه المجتمع الدولي.

ورأى نصر الله أن هذه المساعي الإسرائيلية تلاقت مع الوقت والتطورات والأحداث إلى اجتماع بين الرئيسين بوش وشيراك وتم الاتفاق على القرار 1559 ، موضحاً أن هذا القرار صناعة أميركية فرنسية أو بالأحرى بوشية شيراكية بمساهمة عوامل إقليمية دولية محلية متعددة لكن الصناع الحقيقيون هم جورج بوش وجاك شيراك.

وأكد أن المقاومة قبل هذا القرار لم تكن جزءا من الصراع السياسي الداخلي ولكن كان عليها أن تدفع الثمن للذي يجري في المنطقة.، وأضاف أن من أولويات شيراك إخراج سوريا من لبنان، أما أولوية بوش فكانت إنهاء المقاومة اللبنانية والفلسطينية من أجل إبقاء المشروع أي الشرق الأوسط الجديد قائماً ، موضحاً أن "من جملة الإستهدافات الحقيقية في الـ1559 كان المقاومة ودور المقاومة، أمس سيلفان شالوم يقول إن القرار الظني الذي سيصدر سيؤدي إلى تطبيق الـ1559"،"أخطأوا في التقدير. هم ظنوا أنهم إذا وضعوا المجتمع الدولي بمواجهة المقاومة أو سورية فان الجميع سينهار وينهزم وهذا لم يحصل".

لفصل الثاني... الإغراء بالسلطة ...

نصرالله أكد أن الفصل الثاني هو من الفصول التي كانت تستهدف المقاومة ولكن بطريقة ناعمة هو فصل يحمل عنوان "الإغراء بالسلطة" ، موضحاً "أن إدارة جاك شيراك كان لديها رؤية تقول فلنأخذ حزب الله والمقاومة على السلطة وهذا ليس تحليلي، شيراك في لقاء مع رئيس لإحدى دول المنطقة قال له أنا وجورج بوش متفقان على لزوم إنهاء المقاومة في لبنان ونزع سلاحها ولكن الفارق بيني وبين الأميركيين أنني أريد أن أنجز هذا الهدف من خلال العقل والسياسة وهم يريدون أن ينجزوه من خلال العضلات. أنا رأيي أن ندخل حزب الله في السياسة وبعد مدة من الزمن سيشعر حزب الله وحده أن بقاءه في ميدان المقاومة وتمسكه بالسلاح سيصبح عبئاً عليه فيتخلى عن السلاح. أنا أشكر هذا الرئيس لأنه أرسل لنا المعطيات".

وأضاف أن الفرصة التي كانت ممنوحة لجاك شيراك لانجاز هذا الهدف مع أصدقائه في لبنان كانت سنة ونصف لا أكثر لان ولادة الشرق الأوسط الجديد لم تكن تحتمل الكثير من الوقت. نحن في حزب الله عرضت علينا السلطة إلى أقصى ما يمكن أن يعرض على حزب سياسي ضمن تركيبة لبنان الطائفية. وتصحيحا لمعلومات بعض اللبنانيين موضوع المثالثة الذي يتهمون حزب الله وأمل به (سنة وشيعة ومسيحيون) هذه الفكرة أول من طرحها هم الفرنسيون في إدارة جاك شيراك. نحن لم نفكر بالمثالثة في يوم من الأيام وأنا أتحدى كل العالم أن يجلبوا تصريح لمسؤول من حزب الله أو أمل أو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أو عالم دين شيعي أو شاب شيعي تحدث عن مثالثة. الفرنسيون هم الذين جاءوا وعرضوا على الإيرانيين وهذا موثق وقد تحدث الفرنسيون للإيرانيين عن ضرورة إعادة النظر باتفاق الطائف وأعطوا مثلا المثالثة في لبنان مع تغير الوضع في لبنان فالمنطق يقول بإمكانية النقاش باتفاق جديد بعد مرور 20 سنة على الاتفاق".

السيد نصرالله تسأل خلال خطابه "من الذي تكلم عن اتفاق جديد وأن هناك 5 دول عربية تؤيد عقد اتفاق جديد في لبنان؟ أليس برنار كوشنير؟ ما الذي يعنيه اتفاق جديد؟ لماذا عندما تحدث كوشنير عن اتفاق جديد على حساب اتفاق الطائف كل الغيارى على اتفاق الطائف في لبنان بلعوا ألسنتهم وسكتوا؟ أين الغيارى؟ أين أصحاب الشهامة؟ أين الذين كانوا يقيمون الدنيا إذا تحدث احدهم عن اتفاق الطائف؟

وأضاف متسائلاً "منذ أسابيع تحدث أحد النواب الواعدين في 14 آذار عن نظام سياسي جديد اقرب للفدرالية. أين الغيارى؟ لماذا بلعوا ألسنتهم من جديد؟ هذا يدل على المستوى السياسي الذي نتواجد فيه. لو قال احد من المعارضة وخصوصا المسيحية هذا الكلام، ما الذي كان ليحصل في البلد؟ كانوا ليتحدثوا عن الانقلاب على الطائف والمؤامرة على الطائف"."لماذا عرضوا أو فكروا بالمثالثة؟ من أجل إغراء الشيعة في لبنان بصراحة. الشيعة كانوا دائما مهمَلين بالتركيبة السياسية فنقول لهم أنتم ثلث، انتم فيتو في كل شيء. الثمن التخلي عن المقاومة. وأنا أقول لكل المراهنين على الأميركيين إذا فتحنا لهم باب حارة حريك هناك الكثير من الأماكن التي لا يعود الأميركيون يذهبون إليها".

نصرالله أكد أن المثالثة عرضت من أجل أن نتخلى عن المقاومة وأن ننفصل عن سورية وأن نركب في المشروع الأميركي البريطاني الغربي الإسرائيلي المفتوح على الجميع. إغراء السلطة أيضا فشل لأنهم فهمونا غلط. عرضتم علينا المناصب لنتخلى عن المقاومة وكنتم مخطئين. نحن لسنا طلاب سلطة نحن لا نبيع دماء شهدائنا ليس بثلث السلطة بكل السلطة والمقاومة بالنسبة إلينا هي واجب. هو واجب الهي وليسخروا فبيننا يوم القيامة. وليس مساحة للمساومة مع أحد في هذا العالم. أخطأتم ولم تستطيعوا فعل شيء.

الفصل الثالث هو الحرب..

ورأى نصرالله أن الفصل الثالث هو الحرب، مؤكداً أن الوقت بالنسبة للأمريكيين كان قد انتهى والمطلوب حينها أن يولد الشرق الأوسط الجديد في الـ2006 قبل الانتخابات النصفية للكونغرس. فكان الخيار هو الحرب، وقال " في لبنان اعتبروا أنهم وضعوا اليد على المجلس النيابي والحكومة والبلد وبقيت عقدة أساسية تكمن في القوى المسلحة، الأميركي لا يريد حل مشكلة لبنان بل مشكلة إسرائيل، نحن اللبنانيون يجب أن يحضر دائما في بالنا هذه الثابتة الأميركية، ليس المهم لبنان ولا سورية ولا العراق ولا إيران ولا باكستان المهم إسرائيل وأمن إسرائيل وقوة إسرائيل وبقاء إسرائيل وعلو إسرائيل هذه هي الثابتة الأميركية المطلقة".

 

ودعا نصر الله إلى قراءة رسالة جوابية من وزير الخارجية الأمريكية الأسبق والتي أرسلها للعميد ريمون اده ابن الرئيس اللبناني الأسبق إيميل اده والسياسي والباحث، وقال " فلنقرأ كلمتين عن كيسنجر من جريدة النهار التي نشرت رسالة جوابية لكيسنجر أرسلها للعميد ريمون اده بعد رسالة قاسية وشجاعة من الأخير ويتهم فيها كيسنجر بأنه يريد تدمير لبنان. ويرد كيسنجر برسالة طويلة جزء منها سخيف. هناك مقطعان حساسان أتمنى أن يسمعهم 14 آذار وتحديدا مسيحيوا 14 آذار (هذه الرسالة في 14-6-1976): "صحيح أنني أفكر بخلق دويلات شبيهة بإسرائيل بعدما فشلت في إقناع الدول العربية بفكرة الصلح الانفتاحي ولكن الصحيح أيضا أن الأحداث الدامية التي افتعلناها في لبنان (اعتراف بخط يد وزير خارجية أميركا بان الحرب الأهلية في لبنان هي من صنعهم) أمنت لنا أرضية مثالية لتقسيم النفوس الموحدة وتدمير صيغة التعايش وإحداث خلل أساسي في النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة وأنا أرى بعكس ما يراه قداسة البابا وأكثر زعماء أوروبا أن لبنان أصبح عبئا على الغرب لكثرة ما أعطت حريته من أفكار كانت تستعمل ضدنا وليس ضد دول المنطقة ولهذا قررت إلغاء هذه الحرية وان أجعل من نظامه نظاما ذيلياً وأنت تعرف جيدا أن طمس النظام اللبناني ولو لمدة سنتين على الأقل ضروري للتسويات المطلوبة... نظرتك عاطفية لا تليق برجل مثلي يتطلع إلى جغرافية العالم من خلال مصالح أميركا وإسرائيل في المنطقة والدليل على ذلك أن الحرب لن تتوقف في بلادكم إذا هدد أمن إسرائيل لأن كل ما يحدث في المنطقة يجب أن يخضع لهذا المنطق. وختاما عليك أن تعرف أن إخلاصي لإسرائيل لا يعادله إلا إخلاصي لزوجتي وأميركا".

نصر الله أشار أيضا إلى أن هناك مقطع ثان مهم جداً،وهو : "ثق بأننا حاولنا أن نتآمر على أنظمة عديدة في العالم العربي ولا نزال وإنما باءت كل محاولاتنا بالفشل لأننا اصطدمنا بمقاومة وطنية ومناعة داخلية والزلازل لا تحدث إلا في الأرض المتماسكة ولا أكتمك أن لبنان هو بلد مثالي لتحقيق المؤامرات ليس ضده فقط بل ضد العالم العربي ككل. صحيح أن وجود إسرائيل وسّع حجم العمل لكن التناقضات اللبنانية هي التي كانت تؤمن لنا استمرار الخطة وسلامتها".

سماحته اعتبر أن هذا يجب أن يدرّس في المناهج التربوية في لبنان والعالم العربي ويجب أن يوزّع. هذه أميركا وهذه السياسة الأميركية. وكل من لحق أميركا هذه أميركا تستغلهم توظفهم في مشاريعها لكن لا يعنون شيئا لها. كل ما يعنيها مصالحها وإسرائيل.

بالعودة للفصل الثالث ، أضاف السيد ، الحرب الإسرائيلية على لبنان هي قرار أميركي، موضحاً أن أي معطى داخلي للقضاء على المقاومة منتفي ولا حل. قلنا أن الأسيرين لم يكونا سبب الحرب ولو لم نأخذهم في تموز لكانت حصلت الحرب في أيلول. أخذ قرار الحرب. تقدير بوش وأولمرت أنه خلال مدة أقصاها أسبوع يتم القضاء على حزب الله. هذا منطقي في المعادلات المادية الطبيعية نظرا لحجم الدمار والاستهداف. المفترض بالخطة أن تنجح وأن تتدمر المقاومة ويعتقل من بقي منها على قيد الحياة ويستسلم الجميع لكن هذا الذي لم يحصل. بوش يعبر عن خيبة أمله ويحمل المسؤولية للأداء العسكري الإسرائيلي المهتز على حد تعبيره ويعتبر أن هناك فرصة ذهبية في الأسبوع الأول فوتتها إسرائيل للقضاء على حزب الله حين كان العالم كله معهم. لكن فيما بعد عندما صمدت المقاومة وبدأت المجازر وتعثر الإسرائيلي علما أن أولمرت طلب إنهاء الحرب بعد الأسبوع الأول وقد أصر الأميركيون على استمرار الحرب. بوش كان حاضرا لإعطاء وقت أكثر لكن تقييما أجروه كانت نتيجته أنهم غير قادرين على الاستمرار. صمود المقاومة والشعب والجيش والقلاع الشامخة وليس الخونة هم الذين أوقفوا الحرب في لبنان. أكثر خسائر إسرائيلية في الجنود والدبابات حصلت في الأسابيع الأخيرة. وكان استخدام مجلس الأمن ويقول بوش أنه أخذ خيار الذهاب لمجلس الأمن لثلاثة أسباب".

 

وأضاف أن جورج بوش لم يوقف الحرب من اجل إنقاذ لبنان بل من أجل إنقاذ إسرائيل ومن اجل منع عزلة أميركا لأن العالم كان يتراجع عن تأييد الحرب وكانت أميركا تصبح وحيدة وصورتها كناشرة للديمقراطية ستُضرب والسبب الثالث هو إنقاذ حكومة السنيورة الديمقراطية. "بهيدي هو كذاب ابن كذاب". هو لا يسأل لا عن حكومة السنيورة ولا عن غيره، هذا كلام ليقول أن هناك ديمقراطية في لبنان ويحافظون عليها.كان بوش موجودا حين حصلت أحداث 7 أيار. ماذا فعلت حكومة بوش لإنقاذ حكومة السنيورة الديمقراطية؟ الموضوع إسرائيلي. الحرب فشلت إذاً".

وأردف نصر الله قائلاً "يحق لنا باسم 1140 شهيد في حرب تموز من المقاومة والجيش وقوى الأمن والمزارعين والعمال أن نسال سؤالا هل هناك قوى وقيادات سياسية لبنانية طلبت أن تُشن حرب على المقاومة في لبنان أم لا؟ هل هناك قيادات وقوى سياسية لبنان أثناء الحرب طالبت بتمديد مهلة الحرب لتتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة؟ هل هناك قيادات راهنت على هذه الحرب أم لا؟ ما هي الأدوار التي لعبتها هذه القيادات اللبنانية أثناء الحرب؟ هل هناك في لبنان من يتحمل مسؤولية المماطلة أثناء التفاوض في الأسابيع الأخيرة لتطول الحرب على المقاومة؟ نعم. والفرنسيون أكدوا ذلك. ومع ذلك لم نفتح هذا الملف بعد الحرب. أردنا التعاون. لكن هل سيبقى هذا الملف مقفلاً؟ أليس جزءا من الحقيقة التي يجب أن نبحث عنها؟ 1140 شهيد ألا حق لهم بالمطالبة بالحقيقة؟"

الفصل الرابع ... قرارات 5 أيار

الفصل الرابع هو يوم 5 أيار يوم اتخذت القرارات بتأييد ميركي وكان الهدف إحداث صدام بين المقاومة والجيش وإحداث فتنة مذهبية بين السنّة والشيعة. حصل ما حصل في 7 أيار وسقط الفصل الرابع.، ومجددا أخطأتم في فهم أولوياتنا وطريقة تفكيرنا وما زلتم تخطئون.

الفصل الخامس والأخير حتى الساعة. المحكمة الدولية والقرار الظني...

واعتبر نصرالله أن الفصل الخامس والأخير حتى الساعة المحكمة الدولية والقرار الظني وعود على بدء المواجهة مع المجتمع الدولي، وقال " الآن دخلنا في مرحلة جديدة من استهداف المقاومة عبر القرار الظني. جورج بوش يتحدث عن أدلة اتهموا على أساسها سورية لكن اتهام سورية استنفد وتوجه الاتهام لحزب المقاومة. تعالوا لنتهم شباب شيعة باغتيال الزعيم السنّي الأبرز وبالتالي نصدر قرارا ظنيا ونطلب من الحكومة اللبنانية التي وقعت تفاهما معنا أن تعتقل الشباب فترسل الأخيرة الجيش الذي سيدخل في صدام مع المقاومة. هذا هو ما يخططون له". "المهم بالنسبة لهم إسرائيل ومصلحة إسرائيل أن تتهم هذه المقاومة وننتهي منها نعزلها نشوه صورتها نحاصرها، في نهاية المطاف تصبح جاهزة للضرب أو الاستسلام. هذا هو المشروع".يبدو أن تقديرات خاطئة حصلت ومن جملتها أننا إذا أتينا إلى حزب الله وقلنا له أن الاتهام سيتجه إليك والكل يعلم حرص حزب الله على سمعته وصورته وعلى سلاحه".

اذا جئنا لحزب الله وقلنا له سيتهمونك سيفرط بين يدينا.

نصرالله أكد أن هنا طبعا أخطأوا في التقدير وقال " أخطأتم كثيرا، بطبيعة الحال نحن أعلنّا الموقف وأدرك الجميع أن المقاومة لا يمكن أن تقبل بأي اتهام من هذا النوع وأن المعارضة الوطنية متحدة ومتضامنة في مواجهة هذه المؤامرة الجديدة. هم كانوا يعتقدون ان المقاومة ستبقى معزولة. دخل البلد مرحلة التوتر السياسي والإعلامي وكانت المبادرة الطيبة والحريصة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزيارته لدمشق ومن ثم الزيارة المشتركة مع الرئيس بشار الأسد وعقد القمة الثلاثية في لبنان مع الرئيس ميشال سليمان وقيل أن الوضع خطير وأن الأمور يفترض أن تذهب نحو المعالجة".

وأضاف نصر الله قائلاً "اليوم لنفتح نافذة أمل فهذا البلد مستهدف وسيبقونه دائما في حالة توتر. أقول لكم أن المسعى السعودي السوري جدي جدا وهناك آمال كبيرة وحقيقية معقودة على هذا المسعى الذي ما زال مستمرا ومن المفترض أن تظهر آثاره في وقت قريب وأي نتائج للمسعى تقبل به الأطراف المعنية في لبنان بالتأكيد ستحظى بدعم وتأييد الجمهورية الإسلامية في إيران حتى لا يقولنّ أحد غدا أن أميركا تخرب".

 

ورأى نصرالله انه عندما شعرت بعض القيادات السياسية اللبنانية بجدية المسعى السعودي وان الملك عبد الله يعمل جديا على الموضوع ويريد أن يصل مع الأسد لمعالجة جذرية تحفظ لبنان قامت قيامتهم واستغاثوا بالأميركيين الذين كانوا نائمين ، مضيفاً "أنا لا أتحدث في التحليل بل في المعلومات. استغاثوا بالأميركيين والفرنسيين وبعض الحكومات العربية أغيثونا أغاثكم الله أعينونا أعانكم الله. إذا حل الموضوع يعني أن الفصل الخامس من المؤامرة على المقاومة سقط وبالتالي فان أحلامهم سقطت. البعض في لبنان ليس لديهم سوى ألسنتهم وأحلامهم. هم يعيشون على حلم أن يحصل صدام بين الجيش والمقاومة وهذا أضغاث أحلام ويعيشون على حلم التقاتل السني الشيعي وهذا أيضا أضغاث أحلام. ولذلك استغاثوا. طلب لبنانيا ضغط أميركي على السعودية والملك عبدالله بالتحديد وضغط على المعارضة. وجاء الأميركيون ليضغطوا. من الواضح أن الأميركيين والإسرائيليين دخلوا بقوة على خط المحكمة ليخدموا نفس الهدف والاتجاه. الموضوع الأول بإسرائيل اليوم هو موضوع المحكمة".

بناء على ما تقدم،أضاف نصر الله "يخطئ من يتصور أن المقاومة يمكن ان تقبل أو تسلم بأي اتهام لأي من مجاهديها أو قيادييها أيا تكن التهويلات والتهديدات والضغوط. يخطئ من يتصور أننا سنسمح بتوقيف أو اعتقال احد من مجاهدينا وإن اليد التي ستمتد إلى أي واحد منهم ستقطع. يخطئ من يتصور أن المقاومة أمام أي اتهام لن تدافع عن نفسها وعن كرامتها إذا اعتدي عليها وبالطريقة التي ستختارها مع حلفائها المخلصين في المعارضة والحريصين على عزة ومناعة لبنان. يخطئ من يتصور أن التهويل علينا بحرب إسرائيلية يمكن أن يجدي نفعا بل بالعكس فمن يحدثنا عن حرب يبشرنا ولا يهددنا ونحن ننتظر ذلك اليوم بقرار ظني وبغير قرار ظني فنحن جاهزون لأي حرب إسرائيلية على لبنان لنصنع إن شاء الله انتصارنا العظيم والكبير. يخطئ من يراهن مجددا على الأميركيين يخطئ من يراهن مجددا على الأميركيين هؤلاء الأميركيون عندما كانوا في عز قوتهم تركوكم وخذلوكم اليوم وهم يتراجعون ويتقهقرون وهم ضائعون تائهون ماذا يمكن أن يقدّموا لكم".

وأضاف "أضعتم كل الفرص حتى تستقيم الأمور وما زلتم تضيعون لكن ما زال هناك فرصة قلنا لكم لتستقيم الأمور حاكموا شهود الزور ومن صنعهم وفبركهم وبدل ذلك تقدمون لهم الحماية. من يريد الحقيقة من يريد العدالة يحاكم شهود الزور ومن صنّعهم. لدينا جدل في مجلس الوزراء قضاء عدلي أو قضاء عادي. أنا مع القضاء العدلي لكن لماذا لم يتحرك القضاء العادي حتى اللحظة؟ لان حقيقة موقفكم ما يقوله بعضكم أن لا شيء اسمه شهود زور بل أن هذا الملف سيوصل إلى رؤوس كبيرة والى فضيحة كبيرة. تقدمون الحماية لشهود الزور لتحموا من صنّعهم وفبركهم. قلنا لكم امنعوا التسريب فزاد التسريب. قلنا لكم اعملوا على الفرضيات الأخرى".

وتابع قائلاً "أمام اللبنانيين الآن في 11-11-2010 فرصة بكل صراحة هناك فرصة لإنقاذ بلدهم مما يخطط له الأميركي والإسرائيلي ومن يسيرون معهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون. هناك مسعى سوري سعودي أنتم أيها اللبنانيون عليكم أن تختاروا إما أن تسلموا بلدكم لفيلتمان ورايس وكلينتون وكيسنجر وإما لدينا إرادة وعزم وشجاعة لنجلس على الطاولة ونتصارح ونتعاون مع السوري والسعودي للوصول إلى معالجة. لا يفكرن أحد أننا نفكر بتسوية من باب القبول باتهام. من يتهمنا هو الذي قتل وليس نحن من قتلنا. في يوم 11-11 في يوم شهدائنا الأعزاء في يوم شهيدنا الذي يختصر كل شهدائنا أطمئنكم وأريحكم سنخرج من هذا الفصل صحيح أن هناك مؤامرة كبيرة لكن أقول لكم إن شاء الله سوف نتجاوز هذه المرحلة وهذا الفصل مرفوعي الرأس شامخين منتصرين كما في كل الفصول السابقة. أما قدرنا في لبنان ما دمنا حريصين على كرامتنا وعزتنا سنبقى عرضة للضغوط طالما هناك إسرائيل ومن يرعى إسرائيل. هل نستسلم؟في هذا اليوم كتبنا بدماء شهدائنا نحن قوم عاهدنا الله سوف نمضي في هذا الطريق حتى إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ".

  • فريق ماسة
  • 2010-11-11
  • 10060
  • من الأرشيف

السيد نصرالله يستعرض خمس فصول لاستهداف المقاومة و يتوعد بقطع اليد التي ستمد عليها

اعتبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن المنطقة دخلت في مرحلة حساسة جداً، وقال "إننا دخلنا في مرحلة حساسة جداً ونحن معنيون بأن تكون لدينا وقفة تأمل ومراجعة لأننا عندما نواجه مراحل جديدة وخطيرة يجب أن نستحضر كل المراحل السابقة أين أصبحنا ،أين أخطانا، كيف واجهنا عناصر القوة عناصر الضعف لنعرف ،كيف نواجه ما هو آت،ولتكون مواقفنا وخياراتنا صحيحة ومناسبة و مسؤولة كلنا يشعر اليوم أن لبنان أمام فصل جديد ومرحلة جديدة وان المقاومة بالتحديد أمام فصل جديد من فصول استهدافها . واعتبر نصر الله في كلمته التي ألقاها خلال إحياء يوم شهيد حزب الله في مجمع سيد الشهداء أن بالتأكيد من بين ما نشر من كتب في هذه الأيام والأسابيع الأخيرة يبقى كتابا جورج بوش و طوني بلير بين الأهم لأن لهما قيمة قضائية وقانونية فهما يعترفان ويقران رغم أن الكتاب الفرنسي على درجة كبيرة من الأهمية لكن يبقى أنه ينقل عن وثائق ورؤساء بعكس كتابي بوش وبلير اللذين يقران عن بعض ما فعلا ولا أحد يستطيع اتهامنا بالفبركة فهذه كتبهم تنطق بما قالوا وبما فعلوا. ولفت نصرالله حسب ما أورد في كلمته عبر قناة المنار التلفزيونية إلى حجم الحقد والوحشية التي كان يفكر فيها جورج بوش وطوني بلير من خلال اعترافاتهما ، معتبراُ أن بلير لا يتحدث عن إسقاط النظام في سوريا بل يتحدث عن تدمير الدولة السورية الدولة السورية شيء ، موضحاً أن ما حصل في العراق ليس تدميرا للنظام بل تدميرا للعراق .وأكد سماحته أن الروح التي أتوا بها ( الأمريكيون والدول الغربية ) روح تدمير وليس روح تغيير النظام وكل ذلك من أجل إسرائيل. نصرالله دعا خلال كلمته إلى التنبه لفصول استهداف المقاومة ، متمنياً لو تتاح فرصة ليكون هذا الكلام موضع نقاش بيننا كلبنانيين ، موضحاً انه" بعد انتصار المقاومة عام 2000 الذي هو من أهم العناوين لأن هذا الانتصار دق المسمار الأخير في نعش إسرائيل الكبرى الممتدة جغرافيا لتنتقل إلى مرحلة جديدة وقد قال الاسرائيليون بوضوح ومعهم الأميركيون أنهم لن يسكتوا على مقاومة ألحقت الهزيمة بهم".   الفصل الأول لاستهداف المقاومة هو القرار 1559... السيد نصرالله أكد أن الفصل الأول لاستهداف المقاومة هو المواجهة مع المجتمع الدولي من خلال إصدار القرار 1559، لافتاً إلى أن "سيلفان شالوم يقول: "قمت بجولة حول العالم من أجل إصدار هذا القرار، نريد أن نضع حزب الله والمقاومة في لبنان في مواجهة المجتمع الدولي".إسرائيل هزمت إذا فلنذهب إلى مكان نضع المقاومة بوجه المجتمع الدولي. ورأى نصر الله أن هذه المساعي الإسرائيلية تلاقت مع الوقت والتطورات والأحداث إلى اجتماع بين الرئيسين بوش وشيراك وتم الاتفاق على القرار 1559 ، موضحاً أن هذا القرار صناعة أميركية فرنسية أو بالأحرى بوشية شيراكية بمساهمة عوامل إقليمية دولية محلية متعددة لكن الصناع الحقيقيون هم جورج بوش وجاك شيراك. وأكد أن المقاومة قبل هذا القرار لم تكن جزءا من الصراع السياسي الداخلي ولكن كان عليها أن تدفع الثمن للذي يجري في المنطقة.، وأضاف أن من أولويات شيراك إخراج سوريا من لبنان، أما أولوية بوش فكانت إنهاء المقاومة اللبنانية والفلسطينية من أجل إبقاء المشروع أي الشرق الأوسط الجديد قائماً ، موضحاً أن "من جملة الإستهدافات الحقيقية في الـ1559 كان المقاومة ودور المقاومة، أمس سيلفان شالوم يقول إن القرار الظني الذي سيصدر سيؤدي إلى تطبيق الـ1559"،"أخطأوا في التقدير. هم ظنوا أنهم إذا وضعوا المجتمع الدولي بمواجهة المقاومة أو سورية فان الجميع سينهار وينهزم وهذا لم يحصل". لفصل الثاني... الإغراء بالسلطة ... نصرالله أكد أن الفصل الثاني هو من الفصول التي كانت تستهدف المقاومة ولكن بطريقة ناعمة هو فصل يحمل عنوان "الإغراء بالسلطة" ، موضحاً "أن إدارة جاك شيراك كان لديها رؤية تقول فلنأخذ حزب الله والمقاومة على السلطة وهذا ليس تحليلي، شيراك في لقاء مع رئيس لإحدى دول المنطقة قال له أنا وجورج بوش متفقان على لزوم إنهاء المقاومة في لبنان ونزع سلاحها ولكن الفارق بيني وبين الأميركيين أنني أريد أن أنجز هذا الهدف من خلال العقل والسياسة وهم يريدون أن ينجزوه من خلال العضلات. أنا رأيي أن ندخل حزب الله في السياسة وبعد مدة من الزمن سيشعر حزب الله وحده أن بقاءه في ميدان المقاومة وتمسكه بالسلاح سيصبح عبئاً عليه فيتخلى عن السلاح. أنا أشكر هذا الرئيس لأنه أرسل لنا المعطيات". وأضاف أن الفرصة التي كانت ممنوحة لجاك شيراك لانجاز هذا الهدف مع أصدقائه في لبنان كانت سنة ونصف لا أكثر لان ولادة الشرق الأوسط الجديد لم تكن تحتمل الكثير من الوقت. نحن في حزب الله عرضت علينا السلطة إلى أقصى ما يمكن أن يعرض على حزب سياسي ضمن تركيبة لبنان الطائفية. وتصحيحا لمعلومات بعض اللبنانيين موضوع المثالثة الذي يتهمون حزب الله وأمل به (سنة وشيعة ومسيحيون) هذه الفكرة أول من طرحها هم الفرنسيون في إدارة جاك شيراك. نحن لم نفكر بالمثالثة في يوم من الأيام وأنا أتحدى كل العالم أن يجلبوا تصريح لمسؤول من حزب الله أو أمل أو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أو عالم دين شيعي أو شاب شيعي تحدث عن مثالثة. الفرنسيون هم الذين جاءوا وعرضوا على الإيرانيين وهذا موثق وقد تحدث الفرنسيون للإيرانيين عن ضرورة إعادة النظر باتفاق الطائف وأعطوا مثلا المثالثة في لبنان مع تغير الوضع في لبنان فالمنطق يقول بإمكانية النقاش باتفاق جديد بعد مرور 20 سنة على الاتفاق". السيد نصرالله تسأل خلال خطابه "من الذي تكلم عن اتفاق جديد وأن هناك 5 دول عربية تؤيد عقد اتفاق جديد في لبنان؟ أليس برنار كوشنير؟ ما الذي يعنيه اتفاق جديد؟ لماذا عندما تحدث كوشنير عن اتفاق جديد على حساب اتفاق الطائف كل الغيارى على اتفاق الطائف في لبنان بلعوا ألسنتهم وسكتوا؟ أين الغيارى؟ أين أصحاب الشهامة؟ أين الذين كانوا يقيمون الدنيا إذا تحدث احدهم عن اتفاق الطائف؟ وأضاف متسائلاً "منذ أسابيع تحدث أحد النواب الواعدين في 14 آذار عن نظام سياسي جديد اقرب للفدرالية. أين الغيارى؟ لماذا بلعوا ألسنتهم من جديد؟ هذا يدل على المستوى السياسي الذي نتواجد فيه. لو قال احد من المعارضة وخصوصا المسيحية هذا الكلام، ما الذي كان ليحصل في البلد؟ كانوا ليتحدثوا عن الانقلاب على الطائف والمؤامرة على الطائف"."لماذا عرضوا أو فكروا بالمثالثة؟ من أجل إغراء الشيعة في لبنان بصراحة. الشيعة كانوا دائما مهمَلين بالتركيبة السياسية فنقول لهم أنتم ثلث، انتم فيتو في كل شيء. الثمن التخلي عن المقاومة. وأنا أقول لكل المراهنين على الأميركيين إذا فتحنا لهم باب حارة حريك هناك الكثير من الأماكن التي لا يعود الأميركيون يذهبون إليها". نصرالله أكد أن المثالثة عرضت من أجل أن نتخلى عن المقاومة وأن ننفصل عن سورية وأن نركب في المشروع الأميركي البريطاني الغربي الإسرائيلي المفتوح على الجميع. إغراء السلطة أيضا فشل لأنهم فهمونا غلط. عرضتم علينا المناصب لنتخلى عن المقاومة وكنتم مخطئين. نحن لسنا طلاب سلطة نحن لا نبيع دماء شهدائنا ليس بثلث السلطة بكل السلطة والمقاومة بالنسبة إلينا هي واجب. هو واجب الهي وليسخروا فبيننا يوم القيامة. وليس مساحة للمساومة مع أحد في هذا العالم. أخطأتم ولم تستطيعوا فعل شيء. الفصل الثالث هو الحرب.. ورأى نصرالله أن الفصل الثالث هو الحرب، مؤكداً أن الوقت بالنسبة للأمريكيين كان قد انتهى والمطلوب حينها أن يولد الشرق الأوسط الجديد في الـ2006 قبل الانتخابات النصفية للكونغرس. فكان الخيار هو الحرب، وقال " في لبنان اعتبروا أنهم وضعوا اليد على المجلس النيابي والحكومة والبلد وبقيت عقدة أساسية تكمن في القوى المسلحة، الأميركي لا يريد حل مشكلة لبنان بل مشكلة إسرائيل، نحن اللبنانيون يجب أن يحضر دائما في بالنا هذه الثابتة الأميركية، ليس المهم لبنان ولا سورية ولا العراق ولا إيران ولا باكستان المهم إسرائيل وأمن إسرائيل وقوة إسرائيل وبقاء إسرائيل وعلو إسرائيل هذه هي الثابتة الأميركية المطلقة".   ودعا نصر الله إلى قراءة رسالة جوابية من وزير الخارجية الأمريكية الأسبق والتي أرسلها للعميد ريمون اده ابن الرئيس اللبناني الأسبق إيميل اده والسياسي والباحث، وقال " فلنقرأ كلمتين عن كيسنجر من جريدة النهار التي نشرت رسالة جوابية لكيسنجر أرسلها للعميد ريمون اده بعد رسالة قاسية وشجاعة من الأخير ويتهم فيها كيسنجر بأنه يريد تدمير لبنان. ويرد كيسنجر برسالة طويلة جزء منها سخيف. هناك مقطعان حساسان أتمنى أن يسمعهم 14 آذار وتحديدا مسيحيوا 14 آذار (هذه الرسالة في 14-6-1976): "صحيح أنني أفكر بخلق دويلات شبيهة بإسرائيل بعدما فشلت في إقناع الدول العربية بفكرة الصلح الانفتاحي ولكن الصحيح أيضا أن الأحداث الدامية التي افتعلناها في لبنان (اعتراف بخط يد وزير خارجية أميركا بان الحرب الأهلية في لبنان هي من صنعهم) أمنت لنا أرضية مثالية لتقسيم النفوس الموحدة وتدمير صيغة التعايش وإحداث خلل أساسي في النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة وأنا أرى بعكس ما يراه قداسة البابا وأكثر زعماء أوروبا أن لبنان أصبح عبئا على الغرب لكثرة ما أعطت حريته من أفكار كانت تستعمل ضدنا وليس ضد دول المنطقة ولهذا قررت إلغاء هذه الحرية وان أجعل من نظامه نظاما ذيلياً وأنت تعرف جيدا أن طمس النظام اللبناني ولو لمدة سنتين على الأقل ضروري للتسويات المطلوبة... نظرتك عاطفية لا تليق برجل مثلي يتطلع إلى جغرافية العالم من خلال مصالح أميركا وإسرائيل في المنطقة والدليل على ذلك أن الحرب لن تتوقف في بلادكم إذا هدد أمن إسرائيل لأن كل ما يحدث في المنطقة يجب أن يخضع لهذا المنطق. وختاما عليك أن تعرف أن إخلاصي لإسرائيل لا يعادله إلا إخلاصي لزوجتي وأميركا". نصر الله أشار أيضا إلى أن هناك مقطع ثان مهم جداً،وهو : "ثق بأننا حاولنا أن نتآمر على أنظمة عديدة في العالم العربي ولا نزال وإنما باءت كل محاولاتنا بالفشل لأننا اصطدمنا بمقاومة وطنية ومناعة داخلية والزلازل لا تحدث إلا في الأرض المتماسكة ولا أكتمك أن لبنان هو بلد مثالي لتحقيق المؤامرات ليس ضده فقط بل ضد العالم العربي ككل. صحيح أن وجود إسرائيل وسّع حجم العمل لكن التناقضات اللبنانية هي التي كانت تؤمن لنا استمرار الخطة وسلامتها". سماحته اعتبر أن هذا يجب أن يدرّس في المناهج التربوية في لبنان والعالم العربي ويجب أن يوزّع. هذه أميركا وهذه السياسة الأميركية. وكل من لحق أميركا هذه أميركا تستغلهم توظفهم في مشاريعها لكن لا يعنون شيئا لها. كل ما يعنيها مصالحها وإسرائيل. بالعودة للفصل الثالث ، أضاف السيد ، الحرب الإسرائيلية على لبنان هي قرار أميركي، موضحاً أن أي معطى داخلي للقضاء على المقاومة منتفي ولا حل. قلنا أن الأسيرين لم يكونا سبب الحرب ولو لم نأخذهم في تموز لكانت حصلت الحرب في أيلول. أخذ قرار الحرب. تقدير بوش وأولمرت أنه خلال مدة أقصاها أسبوع يتم القضاء على حزب الله. هذا منطقي في المعادلات المادية الطبيعية نظرا لحجم الدمار والاستهداف. المفترض بالخطة أن تنجح وأن تتدمر المقاومة ويعتقل من بقي منها على قيد الحياة ويستسلم الجميع لكن هذا الذي لم يحصل. بوش يعبر عن خيبة أمله ويحمل المسؤولية للأداء العسكري الإسرائيلي المهتز على حد تعبيره ويعتبر أن هناك فرصة ذهبية في الأسبوع الأول فوتتها إسرائيل للقضاء على حزب الله حين كان العالم كله معهم. لكن فيما بعد عندما صمدت المقاومة وبدأت المجازر وتعثر الإسرائيلي علما أن أولمرت طلب إنهاء الحرب بعد الأسبوع الأول وقد أصر الأميركيون على استمرار الحرب. بوش كان حاضرا لإعطاء وقت أكثر لكن تقييما أجروه كانت نتيجته أنهم غير قادرين على الاستمرار. صمود المقاومة والشعب والجيش والقلاع الشامخة وليس الخونة هم الذين أوقفوا الحرب في لبنان. أكثر خسائر إسرائيلية في الجنود والدبابات حصلت في الأسابيع الأخيرة. وكان استخدام مجلس الأمن ويقول بوش أنه أخذ خيار الذهاب لمجلس الأمن لثلاثة أسباب".   وأضاف أن جورج بوش لم يوقف الحرب من اجل إنقاذ لبنان بل من أجل إنقاذ إسرائيل ومن اجل منع عزلة أميركا لأن العالم كان يتراجع عن تأييد الحرب وكانت أميركا تصبح وحيدة وصورتها كناشرة للديمقراطية ستُضرب والسبب الثالث هو إنقاذ حكومة السنيورة الديمقراطية. "بهيدي هو كذاب ابن كذاب". هو لا يسأل لا عن حكومة السنيورة ولا عن غيره، هذا كلام ليقول أن هناك ديمقراطية في لبنان ويحافظون عليها.كان بوش موجودا حين حصلت أحداث 7 أيار. ماذا فعلت حكومة بوش لإنقاذ حكومة السنيورة الديمقراطية؟ الموضوع إسرائيلي. الحرب فشلت إذاً". وأردف نصر الله قائلاً "يحق لنا باسم 1140 شهيد في حرب تموز من المقاومة والجيش وقوى الأمن والمزارعين والعمال أن نسال سؤالا هل هناك قوى وقيادات سياسية لبنانية طلبت أن تُشن حرب على المقاومة في لبنان أم لا؟ هل هناك قيادات وقوى سياسية لبنان أثناء الحرب طالبت بتمديد مهلة الحرب لتتمكن إسرائيل من القضاء على المقاومة؟ هل هناك قيادات راهنت على هذه الحرب أم لا؟ ما هي الأدوار التي لعبتها هذه القيادات اللبنانية أثناء الحرب؟ هل هناك في لبنان من يتحمل مسؤولية المماطلة أثناء التفاوض في الأسابيع الأخيرة لتطول الحرب على المقاومة؟ نعم. والفرنسيون أكدوا ذلك. ومع ذلك لم نفتح هذا الملف بعد الحرب. أردنا التعاون. لكن هل سيبقى هذا الملف مقفلاً؟ أليس جزءا من الحقيقة التي يجب أن نبحث عنها؟ 1140 شهيد ألا حق لهم بالمطالبة بالحقيقة؟" الفصل الرابع ... قرارات 5 أيار الفصل الرابع هو يوم 5 أيار يوم اتخذت القرارات بتأييد ميركي وكان الهدف إحداث صدام بين المقاومة والجيش وإحداث فتنة مذهبية بين السنّة والشيعة. حصل ما حصل في 7 أيار وسقط الفصل الرابع.، ومجددا أخطأتم في فهم أولوياتنا وطريقة تفكيرنا وما زلتم تخطئون. الفصل الخامس والأخير حتى الساعة. المحكمة الدولية والقرار الظني... واعتبر نصرالله أن الفصل الخامس والأخير حتى الساعة المحكمة الدولية والقرار الظني وعود على بدء المواجهة مع المجتمع الدولي، وقال " الآن دخلنا في مرحلة جديدة من استهداف المقاومة عبر القرار الظني. جورج بوش يتحدث عن أدلة اتهموا على أساسها سورية لكن اتهام سورية استنفد وتوجه الاتهام لحزب المقاومة. تعالوا لنتهم شباب شيعة باغتيال الزعيم السنّي الأبرز وبالتالي نصدر قرارا ظنيا ونطلب من الحكومة اللبنانية التي وقعت تفاهما معنا أن تعتقل الشباب فترسل الأخيرة الجيش الذي سيدخل في صدام مع المقاومة. هذا هو ما يخططون له". "المهم بالنسبة لهم إسرائيل ومصلحة إسرائيل أن تتهم هذه المقاومة وننتهي منها نعزلها نشوه صورتها نحاصرها، في نهاية المطاف تصبح جاهزة للضرب أو الاستسلام. هذا هو المشروع".يبدو أن تقديرات خاطئة حصلت ومن جملتها أننا إذا أتينا إلى حزب الله وقلنا له أن الاتهام سيتجه إليك والكل يعلم حرص حزب الله على سمعته وصورته وعلى سلاحه". اذا جئنا لحزب الله وقلنا له سيتهمونك سيفرط بين يدينا. نصرالله أكد أن هنا طبعا أخطأوا في التقدير وقال " أخطأتم كثيرا، بطبيعة الحال نحن أعلنّا الموقف وأدرك الجميع أن المقاومة لا يمكن أن تقبل بأي اتهام من هذا النوع وأن المعارضة الوطنية متحدة ومتضامنة في مواجهة هذه المؤامرة الجديدة. هم كانوا يعتقدون ان المقاومة ستبقى معزولة. دخل البلد مرحلة التوتر السياسي والإعلامي وكانت المبادرة الطيبة والحريصة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزيارته لدمشق ومن ثم الزيارة المشتركة مع الرئيس بشار الأسد وعقد القمة الثلاثية في لبنان مع الرئيس ميشال سليمان وقيل أن الوضع خطير وأن الأمور يفترض أن تذهب نحو المعالجة". وأضاف نصر الله قائلاً "اليوم لنفتح نافذة أمل فهذا البلد مستهدف وسيبقونه دائما في حالة توتر. أقول لكم أن المسعى السعودي السوري جدي جدا وهناك آمال كبيرة وحقيقية معقودة على هذا المسعى الذي ما زال مستمرا ومن المفترض أن تظهر آثاره في وقت قريب وأي نتائج للمسعى تقبل به الأطراف المعنية في لبنان بالتأكيد ستحظى بدعم وتأييد الجمهورية الإسلامية في إيران حتى لا يقولنّ أحد غدا أن أميركا تخرب".   ورأى نصرالله انه عندما شعرت بعض القيادات السياسية اللبنانية بجدية المسعى السعودي وان الملك عبد الله يعمل جديا على الموضوع ويريد أن يصل مع الأسد لمعالجة جذرية تحفظ لبنان قامت قيامتهم واستغاثوا بالأميركيين الذين كانوا نائمين ، مضيفاً "أنا لا أتحدث في التحليل بل في المعلومات. استغاثوا بالأميركيين والفرنسيين وبعض الحكومات العربية أغيثونا أغاثكم الله أعينونا أعانكم الله. إذا حل الموضوع يعني أن الفصل الخامس من المؤامرة على المقاومة سقط وبالتالي فان أحلامهم سقطت. البعض في لبنان ليس لديهم سوى ألسنتهم وأحلامهم. هم يعيشون على حلم أن يحصل صدام بين الجيش والمقاومة وهذا أضغاث أحلام ويعيشون على حلم التقاتل السني الشيعي وهذا أيضا أضغاث أحلام. ولذلك استغاثوا. طلب لبنانيا ضغط أميركي على السعودية والملك عبدالله بالتحديد وضغط على المعارضة. وجاء الأميركيون ليضغطوا. من الواضح أن الأميركيين والإسرائيليين دخلوا بقوة على خط المحكمة ليخدموا نفس الهدف والاتجاه. الموضوع الأول بإسرائيل اليوم هو موضوع المحكمة". بناء على ما تقدم،أضاف نصر الله "يخطئ من يتصور أن المقاومة يمكن ان تقبل أو تسلم بأي اتهام لأي من مجاهديها أو قيادييها أيا تكن التهويلات والتهديدات والضغوط. يخطئ من يتصور أننا سنسمح بتوقيف أو اعتقال احد من مجاهدينا وإن اليد التي ستمتد إلى أي واحد منهم ستقطع. يخطئ من يتصور أن المقاومة أمام أي اتهام لن تدافع عن نفسها وعن كرامتها إذا اعتدي عليها وبالطريقة التي ستختارها مع حلفائها المخلصين في المعارضة والحريصين على عزة ومناعة لبنان. يخطئ من يتصور أن التهويل علينا بحرب إسرائيلية يمكن أن يجدي نفعا بل بالعكس فمن يحدثنا عن حرب يبشرنا ولا يهددنا ونحن ننتظر ذلك اليوم بقرار ظني وبغير قرار ظني فنحن جاهزون لأي حرب إسرائيلية على لبنان لنصنع إن شاء الله انتصارنا العظيم والكبير. يخطئ من يراهن مجددا على الأميركيين يخطئ من يراهن مجددا على الأميركيين هؤلاء الأميركيون عندما كانوا في عز قوتهم تركوكم وخذلوكم اليوم وهم يتراجعون ويتقهقرون وهم ضائعون تائهون ماذا يمكن أن يقدّموا لكم". وأضاف "أضعتم كل الفرص حتى تستقيم الأمور وما زلتم تضيعون لكن ما زال هناك فرصة قلنا لكم لتستقيم الأمور حاكموا شهود الزور ومن صنعهم وفبركهم وبدل ذلك تقدمون لهم الحماية. من يريد الحقيقة من يريد العدالة يحاكم شهود الزور ومن صنّعهم. لدينا جدل في مجلس الوزراء قضاء عدلي أو قضاء عادي. أنا مع القضاء العدلي لكن لماذا لم يتحرك القضاء العادي حتى اللحظة؟ لان حقيقة موقفكم ما يقوله بعضكم أن لا شيء اسمه شهود زور بل أن هذا الملف سيوصل إلى رؤوس كبيرة والى فضيحة كبيرة. تقدمون الحماية لشهود الزور لتحموا من صنّعهم وفبركهم. قلنا لكم امنعوا التسريب فزاد التسريب. قلنا لكم اعملوا على الفرضيات الأخرى". وتابع قائلاً "أمام اللبنانيين الآن في 11-11-2010 فرصة بكل صراحة هناك فرصة لإنقاذ بلدهم مما يخطط له الأميركي والإسرائيلي ومن يسيرون معهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون. هناك مسعى سوري سعودي أنتم أيها اللبنانيون عليكم أن تختاروا إما أن تسلموا بلدكم لفيلتمان ورايس وكلينتون وكيسنجر وإما لدينا إرادة وعزم وشجاعة لنجلس على الطاولة ونتصارح ونتعاون مع السوري والسعودي للوصول إلى معالجة. لا يفكرن أحد أننا نفكر بتسوية من باب القبول باتهام. من يتهمنا هو الذي قتل وليس نحن من قتلنا. في يوم 11-11 في يوم شهدائنا الأعزاء في يوم شهيدنا الذي يختصر كل شهدائنا أطمئنكم وأريحكم سنخرج من هذا الفصل صحيح أن هناك مؤامرة كبيرة لكن أقول لكم إن شاء الله سوف نتجاوز هذه المرحلة وهذا الفصل مرفوعي الرأس شامخين منتصرين كما في كل الفصول السابقة. أما قدرنا في لبنان ما دمنا حريصين على كرامتنا وعزتنا سنبقى عرضة للضغوط طالما هناك إسرائيل ومن يرعى إسرائيل. هل نستسلم؟في هذا اليوم كتبنا بدماء شهدائنا نحن قوم عاهدنا الله سوف نمضي في هذا الطريق حتى إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة