بدأت الحكومة المصرية إجراءات إقامة المنطقة الحدودية العازلة مع قطاع غزة ، المتوقع ان تصل الى عمق ما بين 500 الى 1500 متر وعرض حوالي 14 كيلو مترا.

وقال اللواء محمد السعدنى رئيس مجلس مدينة رفح امس الثلاثاء، أنه سيتم العمل على نقل الأسر القاطنة على الشريط الحدودى مع غزة خلال الساعات القادمة.

وأوضح خلال لقاء له مع أهالي رفح الذين تجمعوا بمجلس المدينة، أن المرحلة الأولى تستهدف إخلاء مسافة 300 متر، وسيتم صرف مبلغ 300 جنيه (اربعين دولارا) شهريا ولمدة 3 شهور لكل أسرة.

وقال مسؤول أمني في رفح، إن التعويض عن المنازل سيكون بصرف مبلغ، 1200 جنيه (نحو 160 دولارا) عن المتر الواحد بالنسبة للمنازل المقامة بالفعل فقط، وسيتم البدء فى إزالة المنازل الخالية فورا في مسافة الـ300 متر لحين الانتهاء منها والبدء في المرحلة الثانية لتكملة الـ500 متر في الخطة لإخلاء منطقة الشريط الحدودي.

وقررت السلطات الأمنية، إعلان حظر التجوال فى رفح الساعة الثامنة بدلا من الخامسة لمنح الأهالي وقتا لاتخاذ التدابير اللازمة لعملية الاخلاء. وقال مصدر أن المساحة التي يشملها القرار تضم 680 منزلا.

ورفض الشيخ حسن عتيق، وهو احد وجهاء مدينة رفح الإدلاء بأي تصريحات ل»القدس العربي»، قائلا بأن اوضاع البلد لا تسمح وهناك قلق كبير بين سكان رفح.

 

ضبط الحدود لايكفي

 

وفي تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» قال اللواء عادل سليمان،المدير التنفيذى للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، ان تفجير سيناء جاء من قبل جماعة إرهابية مدربة محترفة مدعومة معلوماتيا وماديا وبها عناصر لديهم خبرة جيدة بالمنطقة وهذا تطور نوعي في العمليات الارهابية بسيناء بدليل ان كانت هناك عناصر من اجهزة المخابرات كانت وراء تلك العملية.

وعن الحل لمواجهة تلك العناصر الارهابية قال: لا بد ان تكون هناك اجراءات سياسية وامنية وتنموية اي تكون هناك رؤية مختلفة للتعمير والتنمية في سيناء.

وقال ان الرئيس السيسي اعلن انه سيتم اتخاذ قرارات حاسمة وحادة لضبط المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ليس اكثر، وهذا ما اعلن رسميا ، فالرئيس لم يقل اننا سوف نقيم منطقة حدودية عازلة ولا شيء من هذا القبيل، وضبط المنطقة الحدودية لا يكفي لمواجهة الارهاب ، فالإرهاب يحتاج الى تحليل ومعركة شاملة ، فالحكومة تعمل على هذا منذ اكثر من سنة.

وحول قرار الحكومة بتوسيع اختصاصات القضاء العسكري ليشمل محاكمة المدنيين، يرى اللواء عادل سليمان ان هذا القرار سيكون لفترة مؤقتة فقط ولن يستمر ولكن الهدف منه معرفة ابعاد هؤلاء الارهابيين ، لأن هذه العملية خطيرة وجديدة من نوعها فلم يحدث في مصر ان تكون العمليات الارهابية انتحارية.

 

شيخ المجاهدين

 

ومن جانبه علق شيخ المجاهدين في سيناء عيسى الخرافين على احداث سيناء في برنامج على قناة المحور» ، قائلا :ما حدث هو إرهاب حقيقي وشعار واضح له ، واود ان انعي كل شهدائنا وابطالنا الابرار وانني لا استطيع ان اوفيهم حقهم ولكن ما حدث بالفعل هو عين الارهاب ونحن شيوخ سيناء نستنكر هذا الحادث الاليم الذي اساء للمنطقة باكملها ونقول لابد من محاربة الارهاب وبالفعل عرضنا على القوات المسلحة اقتراحاتنا من قبل واكد انه «لابد من اقتلاع جذور الارهاب قبل ان تنبت» إلا انه طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتخلي عن فكرة اخلاء البيوت، وقال ان»ان اهل سيناء قادرون على حماية الحدود، واذا فشلنا فاننا مستعدون للتعليق على المشانق».

وقال الدكتور صلاح سلام نقيب اطباء شمال سيناء ل»القدس العربي»: «ان سيناء الان يخيم عليها اثار الحزن والضباب من تلك العملية الارهابية لأنها ليست اول عملية تحدث بل هناك عمليات سابقة ولكن هذه المرة مختلفة لأنها كانت في وضوح النهار وشاهدت المشهد بنفسي داخل مستشفيات القوات المسلحة وكان معي مجموعة من الاطباء والتمريض فما كنا قادرين على ان نتمالك انفسنا لان هذه المرة كان النزيف من القلب.

تحول نوعي

 

وفي تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»، قال اللواء رضا يعقوب، مؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولي في وزارة الداخلية المصرية: ان هجوم سيناء الاخير يمثل تحولا نوعيا، جاء بعد ان قامت مصر بضربات استباقية شديدة ضد جماعة الارهاب في سيناء.

وحول ما حدث في تلك الهجوم ، قال: اثناء الاحتفال برأس السنة الهجرية، قام الارهابيون بتحويل تكتيكي نوعي، وهو كان عبارة عن سيارة يقودها انتحاري، وكانت تسير بسرعة كبيرة قبل الكمين وعند الكمين هدأت من سرعتها، ودخلت الكمين وانفجرت في هجوم انتحاري، ومصر لا يوجد بها مثل هذا الارهاب، وثم قامت سيارة اخرى قريبة بضرب الكمين «بالهاون»، وهو يعد سلاحا لجنـدي المشـاه «فـوق المتوسط».

واضاف: هناك تنظيم يسمى «ابناء ابراهيم» انشق عن القاعدة وذهب الى المانيا فوجد وزير خارجية المانيا انهم ارهابيون فطردهم من المانيا وذهبوا الى سيناء ، فالارهابيون دائما يستغلون فترات الاعياد والمناسبات للقيام بأعمالهم الارهابية فتسمى هذه الفترات «بفترات صيد السمان».

وعن اقتراحاته لمواجهة تلك العناصر الارهابية، قال يعقوب انه لابد من الحكومة ان تضع خطة شاملة لمواجهة العناصر الارهابية، وتكون تلك الخطة فى جميع المجالات (سياسية واقتصادية وعلمية ودينية) وان تسير جميعها بالتوازي.

وايد قرار الرئيس السيسي، باعلان حالة الطوارىء وإقامة المنطقة الحدودية العازلة، ومشاركة القوات المسلحة للشرطة المصرية في حماية المنشآت الحيوية.

 

اعادة اعمار

 

من جهته قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن الإرهاب الأسود الذي ضرب سيناء لن يؤثر على مسيرة الشعب والجيش والشرطة فى مكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره، مهما كلفنا ذلك من تضحيات.مطالبا أجهزة الدولة بتضاعف جهودها من أجل مواجهة وضبط العناصر الإرهابية.

وشدد في بيان ارسل لـ «القدس العربي»: على ضرورة التكاتف للقيام بمشروع قومى لتنمية وتعمير سيناء بعد إهمالها لعقود طويلة أدت إلى إستيطان البؤر الإرهابية داعيا إلى ضرورة  إخلاء 10 كيلو مترات من الشريط الحدودي من السكان وتهجير السكان مؤقتا من الشيخ زويد حتى رفح برضاهم وبدافع من وطنيتهم المؤكدة على أن يتم توفير منازل بديلة لهم لتتحول سيناء إلى منطقة مكشوفة يكون من السهل مواجهة الإرهاب بها وذلك أسوة بما حدث في الستينيات بمحافظات القناة.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-28
  • 12869
  • من الأرشيف

مصر: السلطات تبدأ خلال ساعات إزالة 680 منزلا لإقامة المنطقة العازلة وشيخ مجاهدي سيناء يدعو السيسي لمراجعة قراره بنقل الأهالي من رفح

 بدأت الحكومة المصرية إجراءات إقامة المنطقة الحدودية العازلة مع قطاع غزة ، المتوقع ان تصل الى عمق ما بين 500 الى 1500 متر وعرض حوالي 14 كيلو مترا. وقال اللواء محمد السعدنى رئيس مجلس مدينة رفح امس الثلاثاء، أنه سيتم العمل على نقل الأسر القاطنة على الشريط الحدودى مع غزة خلال الساعات القادمة. وأوضح خلال لقاء له مع أهالي رفح الذين تجمعوا بمجلس المدينة، أن المرحلة الأولى تستهدف إخلاء مسافة 300 متر، وسيتم صرف مبلغ 300 جنيه (اربعين دولارا) شهريا ولمدة 3 شهور لكل أسرة. وقال مسؤول أمني في رفح، إن التعويض عن المنازل سيكون بصرف مبلغ، 1200 جنيه (نحو 160 دولارا) عن المتر الواحد بالنسبة للمنازل المقامة بالفعل فقط، وسيتم البدء فى إزالة المنازل الخالية فورا في مسافة الـ300 متر لحين الانتهاء منها والبدء في المرحلة الثانية لتكملة الـ500 متر في الخطة لإخلاء منطقة الشريط الحدودي. وقررت السلطات الأمنية، إعلان حظر التجوال فى رفح الساعة الثامنة بدلا من الخامسة لمنح الأهالي وقتا لاتخاذ التدابير اللازمة لعملية الاخلاء. وقال مصدر أن المساحة التي يشملها القرار تضم 680 منزلا. ورفض الشيخ حسن عتيق، وهو احد وجهاء مدينة رفح الإدلاء بأي تصريحات ل»القدس العربي»، قائلا بأن اوضاع البلد لا تسمح وهناك قلق كبير بين سكان رفح.   ضبط الحدود لايكفي   وفي تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» قال اللواء عادل سليمان،المدير التنفيذى للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية، ان تفجير سيناء جاء من قبل جماعة إرهابية مدربة محترفة مدعومة معلوماتيا وماديا وبها عناصر لديهم خبرة جيدة بالمنطقة وهذا تطور نوعي في العمليات الارهابية بسيناء بدليل ان كانت هناك عناصر من اجهزة المخابرات كانت وراء تلك العملية. وعن الحل لمواجهة تلك العناصر الارهابية قال: لا بد ان تكون هناك اجراءات سياسية وامنية وتنموية اي تكون هناك رؤية مختلفة للتعمير والتنمية في سيناء. وقال ان الرئيس السيسي اعلن انه سيتم اتخاذ قرارات حاسمة وحادة لضبط المنطقة الحدودية مع قطاع غزة ليس اكثر، وهذا ما اعلن رسميا ، فالرئيس لم يقل اننا سوف نقيم منطقة حدودية عازلة ولا شيء من هذا القبيل، وضبط المنطقة الحدودية لا يكفي لمواجهة الارهاب ، فالإرهاب يحتاج الى تحليل ومعركة شاملة ، فالحكومة تعمل على هذا منذ اكثر من سنة. وحول قرار الحكومة بتوسيع اختصاصات القضاء العسكري ليشمل محاكمة المدنيين، يرى اللواء عادل سليمان ان هذا القرار سيكون لفترة مؤقتة فقط ولن يستمر ولكن الهدف منه معرفة ابعاد هؤلاء الارهابيين ، لأن هذه العملية خطيرة وجديدة من نوعها فلم يحدث في مصر ان تكون العمليات الارهابية انتحارية.   شيخ المجاهدين   ومن جانبه علق شيخ المجاهدين في سيناء عيسى الخرافين على احداث سيناء في برنامج على قناة المحور» ، قائلا :ما حدث هو إرهاب حقيقي وشعار واضح له ، واود ان انعي كل شهدائنا وابطالنا الابرار وانني لا استطيع ان اوفيهم حقهم ولكن ما حدث بالفعل هو عين الارهاب ونحن شيوخ سيناء نستنكر هذا الحادث الاليم الذي اساء للمنطقة باكملها ونقول لابد من محاربة الارهاب وبالفعل عرضنا على القوات المسلحة اقتراحاتنا من قبل واكد انه «لابد من اقتلاع جذور الارهاب قبل ان تنبت» إلا انه طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتخلي عن فكرة اخلاء البيوت، وقال ان»ان اهل سيناء قادرون على حماية الحدود، واذا فشلنا فاننا مستعدون للتعليق على المشانق». وقال الدكتور صلاح سلام نقيب اطباء شمال سيناء ل»القدس العربي»: «ان سيناء الان يخيم عليها اثار الحزن والضباب من تلك العملية الارهابية لأنها ليست اول عملية تحدث بل هناك عمليات سابقة ولكن هذه المرة مختلفة لأنها كانت في وضوح النهار وشاهدت المشهد بنفسي داخل مستشفيات القوات المسلحة وكان معي مجموعة من الاطباء والتمريض فما كنا قادرين على ان نتمالك انفسنا لان هذه المرة كان النزيف من القلب. تحول نوعي   وفي تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»، قال اللواء رضا يعقوب، مؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولي في وزارة الداخلية المصرية: ان هجوم سيناء الاخير يمثل تحولا نوعيا، جاء بعد ان قامت مصر بضربات استباقية شديدة ضد جماعة الارهاب في سيناء. وحول ما حدث في تلك الهجوم ، قال: اثناء الاحتفال برأس السنة الهجرية، قام الارهابيون بتحويل تكتيكي نوعي، وهو كان عبارة عن سيارة يقودها انتحاري، وكانت تسير بسرعة كبيرة قبل الكمين وعند الكمين هدأت من سرعتها، ودخلت الكمين وانفجرت في هجوم انتحاري، ومصر لا يوجد بها مثل هذا الارهاب، وثم قامت سيارة اخرى قريبة بضرب الكمين «بالهاون»، وهو يعد سلاحا لجنـدي المشـاه «فـوق المتوسط». واضاف: هناك تنظيم يسمى «ابناء ابراهيم» انشق عن القاعدة وذهب الى المانيا فوجد وزير خارجية المانيا انهم ارهابيون فطردهم من المانيا وذهبوا الى سيناء ، فالارهابيون دائما يستغلون فترات الاعياد والمناسبات للقيام بأعمالهم الارهابية فتسمى هذه الفترات «بفترات صيد السمان». وعن اقتراحاته لمواجهة تلك العناصر الارهابية، قال يعقوب انه لابد من الحكومة ان تضع خطة شاملة لمواجهة العناصر الارهابية، وتكون تلك الخطة فى جميع المجالات (سياسية واقتصادية وعلمية ودينية) وان تسير جميعها بالتوازي. وايد قرار الرئيس السيسي، باعلان حالة الطوارىء وإقامة المنطقة الحدودية العازلة، ومشاركة القوات المسلحة للشرطة المصرية في حماية المنشآت الحيوية.   اعادة اعمار   من جهته قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن الإرهاب الأسود الذي ضرب سيناء لن يؤثر على مسيرة الشعب والجيش والشرطة فى مكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره، مهما كلفنا ذلك من تضحيات.مطالبا أجهزة الدولة بتضاعف جهودها من أجل مواجهة وضبط العناصر الإرهابية. وشدد في بيان ارسل لـ «القدس العربي»: على ضرورة التكاتف للقيام بمشروع قومى لتنمية وتعمير سيناء بعد إهمالها لعقود طويلة أدت إلى إستيطان البؤر الإرهابية داعيا إلى ضرورة  إخلاء 10 كيلو مترات من الشريط الحدودي من السكان وتهجير السكان مؤقتا من الشيخ زويد حتى رفح برضاهم وبدافع من وطنيتهم المؤكدة على أن يتم توفير منازل بديلة لهم لتتحول سيناء إلى منطقة مكشوفة يكون من السهل مواجهة الإرهاب بها وذلك أسوة بما حدث في الستينيات بمحافظات القناة.

المصدر : القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة