دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بِطَّلتها المشرقة وقدراتها الإخراجية الكبيرة التي لم تترك مجال لأن يختلف اثنين على براعتها المهنية و في حوار خاص بها بدأت بالكلمات اللطيفة عن علاقاتها في الوسط الفني والتي قالت عنها: "علاقاتي في الوسط جيدة جداً كوني لا أسيء لأحد إطلاقاً وأرى أن جميع من في الوسط فيهم الخير والبركة وأن كل تجاربهم جيدة في حال كان هناك من لا يحبون رشا شربتجي فهم قلائل"، لافتةً وفي ردٍ منها على من وصفها بالغرور أنها تحاول دوماً أن تكون متواضعة ولطيفة وأن تعطي كل صاحب حق حقه وبالأخص من يشاركها في أعمالها بالإضافة إلى أنها لا تنكر من قام بأداء أعمال ناجحة.
المخرجة شربتجي قالت عن خلافها مع أمل عرفة: "أمل فنانة جيدة لكن لدي تعليق واحد فقط على الموضوع هو أن دور بثينة في مسلسل زمن العار لم يرسل سوى للفنانة سلافة معمار ولم يرشح أحد سواها لا من قِبلي ولا من قِبل المخرج أو شركة الإنتاج "، لافتةً أن الفنانة لورا أبو أسعد كانت المرشحة البديلة لسلافة معمار في حال رفضت الدور أو لأي سبب كان، وكانت النجمة أمل عرفة قد شنت هجوما ً على شربتجي في لقاء إذاعي أكدت فيه أنها لن تعمل معها في المستقبل وذلك احتجاجا ً على الصيغة التي خرج بها مسلسل ( تخت شرقي) الذي لعبت بطولته عرفة، كما ذكرت عرفة أن دور بثينة في مسلسل (زمن العار) الذي عرض في العام الفائت كان لها إلا أن ظروف حملها منعتها من أدائه .
وفي نفس السياق أكدت شربتجي أنه في حال عرض دور بثينة في مسلسل زمن العار على الفنانة أمل فإن الشركة قد عرضته عليها قبل أن تعرض على شربتجي إخراجه.
ووصفت شربتجي مسلسل تخت شرقي بأنه أجمل ما كتبته يم مشهدي؛ إلى جانب أنه أجمل ما عرض عليها في العام 2009 وذلك على اعتبار أنه من النصوص الصعبة ذات المضمون القوي والذي مس جروحات الشباب وحياة اللاهدف التي يعيشها الشباب الجامعي في الوقت الحالي، وهو ما جاء متزامناً مع توقعها بأن تخت شرقي قد يكون أكبر وأدسم من بعض الناس الذين لم يفهموه أو أنهم لم يرغبوا بأن يروا أنفسهم فيه، مشيرةً أن جميع الانتقادات التي وجهت له لم تشعرها بالندم ولو للحظة على قيامها بإخراجه.
وفي إشارةٍ منها على نجاح تخت شرقي أكدت شربتجي أنها وخلال تجوالها في عدة دول عربية لاقت ثناءً كبير عليه، كاشفةً عن ترشيحها حالياً للتكريم في أمريكا من قبل الجالية العربية في شيكاغو عن هذا العمل كونهم رأوا فيه أنه حقيقة مستمدة من الشارع.
هذا وأضافت شربتجي أن "تخت شرقي غير مفبرك ولا مجمل درامياً الشيء الذي أعطاه من وجهة نظرها قوة كبيرة من خلال أن الناس شاهدت ثلاثين حلقة مستمدة من الحياة الواقعية التي يمر بها أي شاب من عمر أبطال المسلسل، معتبراً أنه من السهل جداً أن يفبرك الكاتب مشهد درامي لكن من الصعب أن نضع حياة حقيقية واقعية تمس الجرح في الدراما.
كما أكدت أن تخت شرقي هو من أروع الأعمال التي قدمتها وأنه خيارها الفني حينما قالت: "أنا أحببت هذا النوع من الأعمال مع أنه قد لا يصل إلى الشارع"، مبديةً أنها تفاجأت وحمدت ربها على أنه كافأها على الرغم من أنها جريئة وصدامية وصاحبة قرار صعب.
وبعد الانتقادات التي وجهت إلى الكيفية التي عرض فيها المسلسل أوضحت شربتجي أنها فلترت بضوء أخضر من الكاتبة يم مشهدي الكثير من مشاهد تخت شرقي وعلى الرغم من أنها ترى بجواز تقديم الشارع كما هو على اعتبار أنه إذا كنا خجلين من التصرفات والأفعال التي نقوم بها في الشارع فيجب أن نعرضها على الشاشة كي تكون المرآة التي سترينا أنفسنا عندما نقوم بتلك التصرفات.
كما أكملت شربتجي بالقول: "تخت شرقي مهذب جداً وأنا لا أتذكر أنه قد ورد أي كلمة نابية فيه أما بخصوص المشهد الذي جمع الفنان مكسيم خليل والفنانة سلافة معمار هو مشهد كوميدي فكم كان طريفاً عندما وجدا الأب واقفاً فوق رأسيهما، مؤكدةً أن هذا المشهد هو خط شرقي التوجه ومتعصب وخاصةً عندما قال الأب الذي لعب دوره الفنان فارس الحلو لابنته": "يا بنتي رح يكبك" وهو ما تحقق فيما بعد إلى جانب قول صديقها لها بعد أن ضربها في غرفة نومها :"بدي إياك تكوني بنت محترمة".
أما عن المشهد الذي جمع بين الفنان قصي خولي والفنانة ناهد الحلبي والذي أثار بعض الجدل حول عبارة "نازحة شرشوحة" أكدت شربتجي أنه مشهد إيجابي للنازحين الذين اعتبرتهم من لحمنا ودمنا كون المسلسل صور "يعرب" الشاب النازح الأكثر تحضراً وشهامة وعطف كما أنه كان المرآة الصادقة، لافتةً إلى أنها تتوقع بأن شخصية "يعرب" ليست من الواقع لأنه وبحسب خبرتها الكبيرة من الصعب أن يأخذ الكاتب شخصية من الواقع ويبني دراما مكتوبة، مجددةً شكرها لكاتبة العمل يم مشهدي لأنها استطاعت من خلال أدق التفاصيل أن تنتج "تخت شرقي".
وأزمة النص التي تعاني منها الدراما في الوطن العربي كانت حاضرة في كلام شربتجي التي استبعدت أن تكون نابعة من أزمة كتاب وإنما ردتها إلى أننا ومنذ خمسون عاماً نعمل بالدراما ما جعلنا نستهلك الشخصيات والأفكار وهو ما بات يتطلب من الكاتب أفكاراً جديدة وهنا مكمن المشكلة على حد تعبيرها.
وبالطبع دعمت شربتجي رؤيتها لأزمة النص في الوطن العربي ببعض الأمثلة من خلال تناولها لبيئة العشوائيات التي طرحها حسن سامي يوسف في مسلسل "أيامنا الحلوة" والتي وصفتها بالناجحة الأمر الذي دفع البعض لاستنساخ نجاح دراما العشوائيات، موضحةً أن كلامها هذا لا يعني تهجماً على الأعمال التي تطرقت للعشوائيات أو حكم عليها بأنها فاشلة وإنما مثال لا أكثر.
أما البيئة الثانية التي لم تخف شربتجي إعجابها بها فكانت أعمال البيئة الشامية والتي قالت بأنها تقف عاجزة عن وتشخيص عوامل نجاحها خاصةً ووصفت المخرج بسام الملا الذي أخرج أغلب تلك الأعمال بأنه شخص أعطاه الله موهبة وفكر مكناه من اكتشاف كيفية الوصول إلى المشاهد والذهاب إلى المشاعر، معتبرةً أن مسلسل باب الحارة هو ظاهرة تستحق الاحترام وأنه وإلى جانب مخرجه بسام الملا وتوليفة النجوم الذين عملوا به استطاعوا أن يلعبوا على وتر الشهامة والقيم النبيلة التي بدأنا نفتقدها في الوقت الحالي.
كما أضافت شربتجي في سياق تناولها لما أشيع عن دور قناة الـ MBC في نجاح باب الحارة أن الـ MBC هي قناة مشاهدة وقد يكون لدعمها وتسويقها دور إلى حدٍ ما في نجاح المسلسل لكن هذا لا ينكر برأيها دور حرفية بسام الملا مخرج العمل وكوكبة النجوم التي شاركت به في هذا النجاح الذي امتد على مدار خمسة أجزاء.
وفي سياق تناولها للرقابة أكدت شربتجي أنها كانت كريمة جداً مع الأعمال الدرامية في الموسم الماضي، لافتةً أن الرقابة في سورية تسبق مثيلاتها في الكثير من الدول العربية.
كما أشارت شربتجي وفي نفس الموضوع أن بعض التجاوزات التي تقوم بها الرقابة والتي تزعج الفنان أو المخرج تكون صادرة عن بعض الرقباء الخائفين على مواقعهم ،مستشهدةً بما حدث معها في الحلقة العاشرة من مسلسل "غزلان في غابة الذئاب"، ورغم ذلك ترى شربتجي أن الرقابة في سورية تستحق أن نرفع لها القبعة.
وأوضحت صاحبة ( أشواك ناعمة ) أنه من الصعب أن تقوم الرقابة بوضع قائمة مكتوبة بالممنوعات وهو ما يحمل الرقيب مسؤولية كبيرة عندما يفرض عليه أن يتخذ قراراً مصيرياً خلال لحظة واحدة خاصةً وأن الكتاب السوريين ومن خلال براعتهم استطاعوا أن يضعوا إسقاطات مهمة ورائعة تمكنهم من التحايل على الرقابة، معتبرةً أنه من الضروري إدخال المجتمع في الأعمال الدرامية الشيء الذي طبق في مسلسل "تخت شرقي" بعرضه على المجتمع ولمس مدى تقبله للعمل.
ومن وجهة نظرها أكدت شربتجي أن الخلافات التي ضربت الوسط الفني في الفترة الأخيرة هي خلافات عرضية عديمة التأثير على الدراما السورية، مشيرةً أن المخرج هو أكثر إنسان أناني على وجه الأرض وذلك على اعتبار أن المخرج الطبيعي غير المريض هو الذي يسرق النجاح من جميع الذين عملوا معه لأن النجاح وفي النهاية سيكون ممهوراً بتوقيعه.
وعن الخلاف الذي نشأ مؤخراً بين الفنان أيمن رضا والمخرج ناجي طعمة حول فشل مسلسل "بقعة الضوء" أوضحت شربتجي أن العمل محل الخلاف لم يفشل وذلك على أساس أنه من الصعب نقل نجاح الجزئين الأول والثاني إلى الجزء السابع.
ومع إبداء احترامها الشديد للممثل أيمن رضا الذي اعتبرته أحد نجوم الدراما السورية اعتبرت أنه في حال قدم مسلسل "بقعة ضوء" عشرة لوحات قوية فإنها ستكون كافية لإنجاحه خاصةً وأنه من الصعب وضع مقياس لنجاحه أو فشله، متوقعةً أن السنوات القادمة ستحمل أعمالاً مشتركة بين الفنانين.
بكلمة "الله أعلم" أشارت شربتجي إلى مصير الدراما السورية في العقد القادم بعد أن كان العقد الماضي هو عقد النجاحات والنهوض في الدراما السورية، مضيفةً توقعها بأن الدراما ستكون بخير طالما أن القائمون عليها وأصحاب رؤس الأموال يقدمون إلى جانب المخرجين والفنانيين كل مالديهم من إمكانيات.
كما تمنت شربتجي أن تتمكن الدراما السورية خلال السنوات القادمة من التسويق لأعمالها بما أنها تمثل الخطورة الأكبر على الدراما وذلك على اعتبار أنه وطالما أننا نعمل بأموال الغير سنبقى نعبر عن أفكار الغير مع إشارتها إلى شكرها العميق للقنوات التي قامت بتبني الأعمال السورية وإنتاجها.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة